ذو النفس الزكية اهلا بك..
واشكرك لطرحك...
واتمنى ان تطلعي على طرحي لتالي وتقفي معه كثيرا بعد تامل وتروي..
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الاخوه الشيعه: بعدة وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم جاءت فاطمة إلي أبي بكر رضي الله عنه وارضاه تطلب ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم و فلم يعطها ابو بكر حقها .
والذين إستدلوا بهذا الدليل اختلفوا في توجيه طلب فاطمة عليها السلام لارض فدك.
وقال بعضهم : إن فدك إرث من النبي صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة .
وقال آخرون : هي هبة من النبي صلى الله عليه واله وسلم وهبها الي فاطمة يوم خيبر .
اما على القول الاول : وهو ان فدك ارث من النبي صلى الله عليه واله وسلم فالرواية الصحيحة فيها :
أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت فاطمة لابي بكر تطلب منه ارثها من النبي صلى الله عليه واله وسلم في فدك وسهم النبي صلى الله عليه واله وسلم من خيبر وغيرها .
فقال ابو بكر : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول :"إنا لا نورث ما تركناه صدقة " ( صحيح مسلم ) كتاب الجهاد والسير , باب :حكم الفيء حديث ( 1757) .
أو :" ما تركنا صدقة " . متفق عليه : ( صحيح البخاري ) كتاب فرض الخمس , باب ك فرض الخمس , حديث (3093) , (صحيح مسلم) كتاب الجهاد والسير , باب : قول النبي لا نورث , حديث (1759) .
أو :" ما تركنا فهو صدقة " متفق عليه : ( صحيح البخاري ) كتاب المناقب , باب : مناقب قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم , حديث (1712) , و ( صحيح مسلم ) كتاب الجهاد والسير , باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا نورث " , حديث ( 1758) .
هكذا اخبر ابو بكر فاطمة . في رواية عند احمد : " إنا معشر الأنبياء لا نورث " مسند الامام احمد ( 3/225) .
ومن استشهد بهذا الحديث الامام الخميني في كتاب الحكومة الاسلاميه ..باب ولاية الفقيه..
بلفظ:ا ن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهما...
ولكن الرواية التي في الصحيحين : " إنا لا نورث ما تركناه صدقة " فوجدت فاطمة رضي الله عنها , على ابي بكر.
فإما أنها تدعي أنه أخطا في فهمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم , أو أنه أخطأ في سماعه , وهي استدلت بالعموم في قوله تعالى .
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن الثلث مما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما الثلث مما ترك وان كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له أخوه فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بهآ أو دين ءابآؤكم وأبنائكم لا تدرون أيهم اقرب لمن نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما ) (النساء :11) .
وأهل السنة في هذه المسألة لا يبحثون عن عذر لأبي بكر , وإنما يبحثون عن عذر لفاطمة , لأنهم يرون أن أبا بكر يستدل بحديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ورواه : أبو بكر , عثمان , وعمر , وعلي نفسه , والعباس , وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن أبي وقاص , والزبير بن العوام , كل هؤلاء رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إنا لا نورث إن ما تركنا صدقة " .
ففاطمة رضي الله عنها لما قبلت منه هذا الكلام , حاول أهل السنة أن يبحثوا عن عذر لفاطمة , لا لأبي بكر , لأنهم لا يرون أن أبا بكر هنا قد أخطأ في حق فاطمة .
قال الاخوة االشيعة : غضبت على أبي بكر !!!!!
فقال الاخوة السنه : لو جعل أي إنسان نفسه مكان أبي بكر , وجاءته فاطمة رضي الله عنها تطالب بالميراث وهو قد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا نورث " . فهل يقدم قول النبي المعصوم أو يقدم رضا فاطمة رضي الله عنها ؟؟؟؟؟؟.
وكذا نقول : بأن فاطمة وجدت على أبا بكر !
والذي يظهر : أنه من زيادات الزهري وإدارجه , وليس من أصل الرواية .
ثم نرد فنقول هذا الدليل بالتفصيل .
أما قولهم : إنه ارث !!!!
فنقول لهم : إن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال :"إنا لا نورث ما تركناه صدقة " بمعنى : الذي تركناه هو صدقة , ولذلك جاء في بعض طرق الحديث عند مسلم : " ما تركناه فهو صدقة " .
وحرف البعض هذا الحديث , فقال : " ما تركنا صدقة " فيجعلون " ما " نافية , أي : لم نترك وأهل السنة يجعلون " ما " هنا موصولة , وهي الرواية الصحيحة والتي في الصحيحين " ما تركنا صدقة " بالرفع يؤكد هذه الرواية رواية : " ما تركنا فهو صدقة " .
فالنبي لا يورث صلوات الله وسلامه عليه , بل على الصحيحين إن الأنبياء جميعا لا يورثون , والاخوه الشيعه يستدلون بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا : ( وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب وجعله ربي رضيا ) (مريم :16) .
وتفسير هاتين الآيتين ما يأتي :
أما الآية الأولى : وهي قول الله تبارك وتعالى : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) . فنقول :
أولا : أنه لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولدا حتى يرث المال فقط , فكيف ترضى هذا لنبي كريم وهو زكريا أن يسأل ولدا , لكي يرث المال ؟!.
ثانيا :المشهور أن زكريا كان فقيرا يعمل نجارا , فأي مال عند زكريا حتى يطلب من الله تبارك تعالى أن يرزقه وارثا , بل الأضل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يبقون مال , بل يتصدقون به في وجوه الخير .
ثالثا : وهو ما يدل عليه سياق الآية , فهو قول الله تبارك وتعالى ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) .
كم شخصا في آل يعقوب ؟ وأين يحيى من آل يعقوب ؟
آل يعقوب , هم : موسى , وداود , وسليمان , ويحيى , و زكريا , وأقوامهم , بل كان كل أنبياء بني إسرائيل من آل يعقوب , لأن إسرائيل هو يعقوب , فكيف ببقية بني إسرائيل من غير الأنبياء و إذن , فكيف سيكون نصيب يحيى ؟
ثم إنه محجوب بالفرع الوارث , فلا شك أن قوله : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) يرد على قول من يقول : إنه أراد وراثة المال , بل ذكر يعقوب , لأن يعقوب نبي و زكريا نبي , فأراد أن يرث النبوة والعلم والحكمة .
رابعا : وهو قول النبي صلى الله عليه واله وسلم : ( إنا معاشر الأنبياء لا نورث ) , أو قوله : ( إنا لا نورث ما تركنا صدقة ) , وجاء في الحديث : ( إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا , وإنما ورثوا العلم ) " سنن أبي داود " كتاب العلم , باب : الحث على طلب العلم , حديث (3641) وإسناده صحيح .
أما الآية الثانية : وهي قول الله تبارك وتعالى : ( وورث سليمان داود ) فكذلك لم يرث منه المال , إنما ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين اثنين :
الأول : أن داود قد اشتهر أن له مائة زوجة , وله ثلاثمائة سرية , أي : أمة , وله الكثير من الأولاد , فكيف لا يرثه إلا سليمان ؟ بل أخوة سليمان أيضا يرثون , فتخصيص سليمان بالذكر ليس بسديد , إن كان معه ورثة آخرون .
فلو كان الأمر إرثا عاديا ما كان لذكره فائدة في كتاب الله , ولكن تحصيل حاصل , لأن إرث المال أمر عادي , والذي لا شك فيه أن الله أراد شيئا أخر خصه بالذكر , وهو إرث النبوة .
وأما قول الاخوه الشيعه : إنها هبة وهدية من النبي صلى الله عليه واله وسلم وهبها لفاطمة يوم خيبر , فقد روى الكاشاني في " تفسيره " : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد فتح خيبر وبعد أن أنزل الله تبارك وتعالى عليه : ( وءات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) " الاسراء :26" , فنادى فاطمة فأعطاها فدك . "تفسير الصافي " , (3/186) .
ولنقف هنا قليلا :
أولا : هذه القصة لاتصح, ولم تنزل هذه الآية في هذا الوقت , ولم يعطي النبي صلى الله عليه واله وسلم لفاطمة – رضي الله عنها وأرضاها – شيئا , بل الصحيح أن فاطمة طلبت فدك من باب الإرث لا من باب الهبة , وفتح خيبر في أول السنة السابعة , وزينب بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم توفيت في الثامن من الهجرة "سيرة أعلام النبلاء " (2/250) , و"الإصابة " (4/206) .
وأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه واله وسلم ,توفيت في التاسعة من الهجرة " سيرة أعلام النبلاء " (2/252), و " الإصابة " (4/466) ,((((((((( فكيف يعطي فاطمة ويدع أم كلثوم وزينب صلوات الله وسلامه عليه , فهل اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفرق بين أولاده صلى الله عليه وسلم .)))))!!!!!
ثم إن النعمان بن بشير لما جاء النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال : يا رسول الله , إني قدت وهبت ابني حديقة , وأريد ان أشهدك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أكل أولادك أعطيت ؟ ) قال : لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اذهب فإني لا أشهد على جور ) .
"صحيح مسلم " كتاب الهبات , باب : كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة , حديث ( 1623) .
فسما جورا , وذلك أن يفضل بعض أولاده على بعض , فهذا النبي الكريم الذي لا يشهد على الجور , هل يفعل الجور ؟؟؟؟؟؟
أبدا . بل نحن ننزهه صلى الله عليه وسلم .
ثم إن كانت هبة , فإما تكون قبضتها أو لم تقبضها .!!!!!!
فإن كانت قبضتها , فكيف جاءت تطالب بها . وإن لم تكن قبضتها , فإن الهبة إن لم تقبض فكأنها لم تعطى .
فعلى أي الأمرين سواء القول إنها إرث أو نقول هبة , فالقول ساقط , فهي لا إرث ولا هبة .
والعجيب في الأمر أنه بعد وفاة ابي بكر استخلف عمر بن الخطاب , ثم عثمان , ثم استخلف علي , فلو فرضنا أن فدك لفاطمة سواء أكانت إرثا أم هبة , فهي تدخل في ملك فاطمة رضي الله عنها , وهي ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر , فإلي من تذهب فدك ؟؟؟؟؟؟
تذهب إلي الورثة , فعلي كرم الله وجهه له الربع لوجودد الفرع الوارث , والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم رضي الله عنهم لهم الباقي , للذكر مثل حظ الأنثيين ....
ولما استخلف علي رضي الله عنه لم يعطي فدك لأولاده , فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما ((حاشاهم)), لأنهم منعوا فدك أهلها , فلم لا يتعدى الحكم إلي علي ((حاشا ابا الحسن)), لأنه منع فدك أهلها ولم يعطها لأولاد فاطمة .
وفدك كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما توفي كانت بيد أبي بكر ثم عمر , وفي عهد عمر جاء العباس وعلي وطلبا منه أن يكون بيدهما ما أعطاهما إياها يديرانها , ثم كانت بيد علي وظلت عنده إلي أن توفي سنة ( 40هــــ ) ثم بيد الحسن , ثم بيد الحسين , ثم الحسن بن الحسن , وعلي بن الحسين , ثم زيد بن الحسن . " فتح الباري " (6/239) , حديث ( 3094) .
نحن ننزه الجميع , ننزه أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين , ومن كانت فدك في يده إلي زيد بن الحسن .
فلم تكن فدك هبة , ولم تكن - كذلك – إرثا من النبي صلى الله عليه واله وسلم .
ثانيا : كيف يترك النبي صلى الله عليه واله وسلم كل هذا المال , وهو الزاهد ومما يدل على هذه الأمور :
1. حديث أم سلمة رضي الله عنها , وفيه : أن النبي دخل عليها وهو ساهم الوجه , قالت : فحسبت ذلك من وجه , فقلت يا رسول الله , أراك ساهم الوجه , أفمن وجه ؟ فقال بأبي هو وأمي : ( لا , ولكن الدنانير السبع التي أتينا بها أمس , أمسينا ولم ننفقها ) رواه احمد (6/314) , "النهاية " (2/429) .
2. توفي النبي صلى الله عليه واله وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل ثلاثين صاعا استلفها
" صحيح البخاري " كتاب الجهاد , باب : ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم , حديث ( 2916) .
فمن عنده فدك وسهم خيبر يرهن درعه مقابل عشرين صاعا ؟!
ويذكرالاخوه الشيعه عن فاطمة : أنها لما منعت فدك غضبت وذهبت الي قبر أبيها تشتكي إليه !!!!!!!!!
وهذا لايصح , بل ولا يليق بفاطمة رضي الله عنها , فإن الله يقول عن العبد الصالح النبي الكريم يعقوب عليه السلام ( قال إنما أشكوا بثي وحزني إلي الله واعلم من الله ما لا تعلمون )
" يوسف : 86" .
والمشهور : أن أبا بكر ترضاها حتى رضيت بعدما بين لها ان الانبياء لايورثون, كما أخرج هذا الكثير من أهل العلم عن الشعبي ومرسلا صحيحا , والشعبي من كبار التابعين , والله اعلم بحقيقة الأمر .
وكذلك المشهور : أن فاطمة غسلتها أسماء بنت عميس , وأسماء زوجة أبي بكر الصديق , فكيف تغسلها زوجة أبي بكر الصديق وأبو بكر لا يدري بموتها ؟؟؟!!! .
والصحيح : أنها دفنت ليلا , ولم يؤذن أبو بكر فيها .
وعائشة دفنت ليلا , بل وسيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن ليلا .والجميل في الموضوع ومايثبت صحت ماكتبت اننا وجدنا الامام علي رضي الله عنه وكذا الزهراء الكريمه يزوجون عمر بن الخطاب بعدها!!!
بل ويسمون الابناء على اسماء ابي بكر وعمر وعثمان..
فهل يعقل ان يكون بينهم عداوة وبغضاء!!!!!
.....هذه دراستي للحادثة وبتمعن وتجرد ولا ادعي العصمة فيها.... ويسعدني ان تناقش وتدرس وان يكون الهدف هو الوصول للحقيقه لا الانتصار لاللذات ولالغيره...