بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)
مهلا يا دكتور: الفرس لم يخطفوا التشيع!
قرأت في جريدة عكاظ الصادرة بتاريخ 11 / 03 /2013م مقالا بعنوان (الفرس واختطاف التشيع) للكاتب الدكتور (عبد الله عبد المحسن السلطان) تحامل فيه على الطائفية الشيعية ونسبهم الى المجوسية واليهودية, وكال لهم جملة من الاتهامات نتعرض لها تباعا!
غرضي من هذه السطور التي سأخطها بيميني بيان الاشتباهات الكثيرة التي وقع فيها سعادة الدكتور, فلا يكاد يخلو سطر من مقاله من سقطة علمية أو هفوة تاريخية, وأنا شخصيا أعذر الكاتب لأنه بحسب علمي هو دكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وليس متخصّصا في الأبحاث العقدية والتحقيقات التاريخية.
قال سعادة الدكتور: (بدأ التشيع بتأليه اليهودي عبد الله بن سبأ للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه).
أقول: هذا السطر احتوى جملة من المغالطات التي لا تصدر من قارىء عادي فضلا عن دكتور:
الأول: نسبة ابتداء التشيع الى عبد الله بن سبأ اليهودي وهذا كلام لا دليل عليه بل هو مجرد دعوى مجرّدة عن البرهان لاكها جملة من المناوئين للشيعة ولم يأتو ببيّنة واحدة وكان على الدكتور أن يحيلنا على المصادر التاريخية التي تثبت هذه الدعوى.
وان كان الأمر كما قال الدكتور فهذه مصيبة لأن جملة من كبار الصحابة والتابعين نسبهم المؤرخون للتشيع منهم:
- الصحابي الجليل أبو الطفيل: قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء 3 /468: واسم أبي الطفيل، عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني الحجازي الشيعي كان من شيعة الإمام علي. مولده بعد الهجرة رأى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وهو في حجة الوداع وهو يستلم الركن بمحجنه، ثم يقبل المحجن.
- الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي: حيث نص الذهبي على تشيعه في سير أعلام النبلاء 3 /468: وكان شريفا، أميرا مطاعا، أمارا بالمعروف، مقدما على الانكار، من شيعة علي رضي الله عنهما شهد صفين أميرا، وكان ذا صلاح وتعبد.
- أبو الأسود الدؤلي مدون علم النحو: حيث نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 /83: قاتل أبو الأسود يوم الجمل مع علي بن أبي طالب، وكان من وجوه الشيعة، ومن أكملهم عقلا ورأيا.
فهل يلتزم سعادة الدكتور المكرّم أنّ هؤلاء الصحابة والتابعين كانوا من أتباع ابن سبأ اليهودي؟!
لا أظن أن الدكتور يلتزم بهذا الأمر وان كان بعض الحاقدين على الشيعة قد أعماه الحقد حتى نسب بعض الصّحابة الى اتباع ابن سبأ وهو الشيخ عثمان الخميس الذي صرّح في كتابه حقبة من التاريخ بأن عمرو بن الحمق الخزاعي وعبد الرحمن بن عديس البلوي وعبد الله بن بديل الخزاعي من أكبر دعاة عبد الله بن سبأ!
الثاني: هو اثبات وجود حركة سياسية أو فكرية قادها عبد الله بن سبأ, وهذا أيضا لا دليل عليه البتّة بل لو أردنا الزام الدكتور بكتبه المعتبرة فلن يستطيع اثبات وجود شخصية اسمها عبد الله بن سبأ لأن كل الروايات التي تتحدّث عن هذا (superman) تنتهي كلها الى الكذاب الوضاع سيف بن عمرو التميمي!
وهذا ما جعل جملة من المؤرخين والنقاد يشككون في أصل وجود هذه الشخصية:
- منهم عميد الأدب العربي طه حسين الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون شكّك في شخصية ابن سبأ في كتابه (الفتنة الكبرى).
- ومنهم الدكتور عبد العزيز صالح الهلالي الأستاذ المشارك بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود والحاصل على دكتوراه في التاريخ الاسلامي في بريطانيا, نفى وجود هذه الشخصية في كتابه (عبد الله بن سبأ).
- بل حتى بعض المستشرقين الذين لا علاقة لهم لا بالسنة ولا بالشيعة نفوا وجود هذه الشخصية مثل الايطالي كايتاني (L.Caetani) كما نقل عنه ذلك عبد الرحمن بدوي في كتابه مذاهب الاسلاميين.
أما عند الشيعة فالروايات كلّها تثبت أن هذا الرجل كان زنديقا كافرا أظهر انحرافه في عهد أمير المؤمنين علي عليه السلام فقتله الامام هو ومن تابعه, ولا تجد في كتب الشيعة الا لعنا لهذا الرجل وبراءة منه.
فلا ندري من أين علم الدكتور أن عبد الله بن سبأ هو المؤسس الأول للشيعة, نتمنى أن يدلّنا على المصادر التي اعتمدها لاصدار هذا الحكم عليهم بضرس قاطع.
الثالث: يعلم كل من قرأ أبسط كتب الشيعة كالرسائل العملية للمراجع العظام على مرّ التاريخ أن الشيعة اعتبروا أن المغالي الذي يعتقد بألوهية أهل البيت عليهم السلام أو ينسب لهم صفات الألوهية كافر نجس!
بل ان الشيخ الصدوق رحمه الله عدهم في كتابه الاعتقادات من أسوأ أهل البدع على الاطلاق فقال في ص97: اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله تعالى، وأنهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة، وأنه ما صغر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.
وعليه فما قاله الدكتور حفظه الله لا أساس له من الصحّة..
قال سماحة الدكتور: (وجرى على منواله الفرس المجوس الذين اعتنقوا التشيع)
أقول: رويدك يا دكتور فقد خلطت في الأمر وضيعت بضعة قرون من الزمن في هذا السطر!
يجب أن تعلم يا سعادة الدكتور أن الفرس دخلوا في الاسلام في بادىء الأمر في عصر الخليفة عمر بن الخطاب وبالتحديد بين سنة 15 هـ وسنة 21هـ وفي هذه الفترة أخرجت فارس جملة من علماء السنة الذين منهم محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو داود السجستاني وابن ماجه القزويني ومحمد بن عيسى الترمذي وابن حبان البستي ومحمد بن جرير الطبري وغالبية الفقهاء والمحدثين والمفسرين.
ولم يدخل التشيع بصفة رسمية في بلاد فارس الا في عهد محمد خدابنده أي في القرن الثامن على يد العلامة ابن المطهر الحلّي وهو عربي قح!
فبين دخول الفرس في الاسلام واعتناقهم التشيع سبعة قرون لا ندري هل غفل الدكتور عنها أم سقطت منه سهوا؟
قال سماحة الدكتور(ومنذئذ والفرس يعملون على اختطاف الإسلام بتفكيكه شيئا فشيئا بأكاذيبهم وخزعبلاتهم مضيفين إليه من الطقوس والعبادات المجوسية والزرادشتية ما جعل تشيعهم ينقلب إلى دين لا علاقة له بالإسلام خلاف ما يظهرون).
أقول: ان كان الأمر كما قال الدكتور فالأولى بالاتهام هم الفرس الأوائل الذين دخلوا في الاسلام وحملوا معهم ركاما من العقائد المجوسية والزرداشتية وليس الذين تشيعوا بعد أن قضوا سبعة قرون في الاسلام!
ثم الأمر المهم الذي غفل عنه الدكتور هو أن العرب هم الذين نشروا التشيع في بلاد فارس وليس العكس وقد ذكرنا له سابقا أنه بسبب العلامة الحلي رحمه الله أعلن التشيع مذهبا رسميا في بلاد فارس.
وبعده بسنين كان لأهل جبل عامل دور كبير في نشر التشيع بين الفرس وغيرهم من العجم كالمحقق الكركي والحر العاملي والشهيد الثاني وغيرهم من العلماء الذين سطرت ملاحمهم العلمية في كتب التاريخ وعرفوا بنشاطهم الفكري المنقطع النظير.
ولا ندري لماذا غفل الدكتور عن الجانب اليهودي الذي كان له دور عظيم في صدر الاسلام كشخصية (كعب الأحبار) و (وهب بن منبه) الذين كان لهم دور كبير في تسريب العقائد اليهودية الباطلة الى كتب المسلمين وشحنها بالاسرائيليات كما نص على ذلك المحققون؟
قال سماحة الدكتور(كره الفرس المجوس للإسلام مرتبط بكونه جعل من العرب فاتحين إذ يعتبرون الإسلام السبب في فتح بلادهم بوعده للعرب بالجنة والشهادة... إلخ. فلذلك يعود سبب ممارسة الأعمال العدائية ضد العرب والأعمال التخريبية للإسلام، لدرجة أن أصبح اختلاق الاتهامات والافتراءات تقليدا يتسابق عليه الشيعة الفرس للاقتصاص من العرب والإسلام معا).
أقول: أتفق مع الدكتور على أن الفرس المجوس كانوا حاقدين على الاسلام, لكن لابد من اضافة العرب الوثنيين وبني اسرائيل اليهود والأقباط النصارى, فكل هؤلاء كادوا للاسلام وحاربوه باللسان والسنان فلا ندري ما وجه تخصيص الحقد بالمجوس؟
ثم الشيء الغريب الذي لابد من الوقوف عليه ما وجه الربط بين الفرس المجوس وبين الشيعة؟
كل الشيعة يحكمون بكفر المجوس وأنهم من أهل النّار سواء كانوا عربا أو عجما!
أما من قام بالاعمال التخريبية عبر التاريخ فالظاهر أن الدكتور نسي أن:
- من حاول اغتيال النبي صلى الله عليه وآله بالعقبة هم من أصحابه وليسوا من المجوس.
- من حرق الكعبة هو جيش يزيد بن معاوية الأموي وليس جيشا من الغزاة المجوس.
- من استباح المدينة ثلاثة أيام حتى وصلت الدماء الى القبر الشريف هو الجيش الأموي وليس جيش المجوس.
- من ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها هو الحجاج بن يوسف الثقفي وليس المجوسي.
- من قتل الحسين بن علي عليهما السلام وسبى أطفاله ونساءه هو عبيد الله بن زياد.
ولو شئت أن اعدد أعظم الأعمال التخريبية التي حصلت في صدر الاسلام فقط لسودت عشرات الصفحات في ذكر هذه المخازي!
ويا ليت الدكتور ذكر لنا نموذجا واحدا من هذه الأعمال التخريبية التي قام بها هذا التنظيم الخرافي..
قال سعادة الدكتور (من ذلك اختيارهم التشيع للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومعاداتهم لصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام الذين، كما يعتقد الشيعة الفرس، أيدوا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح بلاد فارس، وهم بذلك يريدون ضرب العرب بالعرب)
أقول: ليت الدكتور يتحرّى الدقة في النقل ويذكر المصادر التي اعتمد عليها لأن هذا الكلام الذي ذكره هو أقرب للهذيان وليعذرني في هذه الكلمة:
أولا: الذي اختار للمسلمين التشيّع لعلي هو النبي صلى الله عليه وآله الذي نص على امامة أخيه وابن عمه في عدة موارد منها:
- قوله في حديث الغدير المجمع على صحته: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى؛ قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه) مسند أحمد 5 /347
- وقوله في حديث المنزلة المتواتر: (أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنك لست بنبي انه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي في كل مؤمني من بعدي) حسّن هذا اللفظ الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم 551
- وقوله في الحديث الصحيح: (ما تريدون من علي ثلاثا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) المصنف لابن أبي شيبة 7 /504
والأدلة على امامته وخلافته أكثر من أن تحصى, وقد جمعها العلامة الحلي قدس سره الذي بفضله تشيعت بلاد فارس في كتاب أسماه (الألفين) ذكر فيه ألفي دليل على امامة سيد الموحدين عليه السلام.
ثانيا: ما يشاع من أن الشيعة يعادون الصحابة لا أساس له من الصحة بل هو تضخيم للقضية بغرض تشويه صورة الشيعة والا فكتبهم تطفح بمدح الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
نعم للشيعة موقف من بعض الصحابة بسبب جملة من السلوكيات غير المقبولة التي صدرت منهم والتي تعتبر في ميزان الشارع المقدس مسقطة للعدالة, أما من ثبت بقاؤه على الصراط المستقيم واتباعه سبيل المؤمنين فهو محل احترام وتقدير عند الشيعة.
نفس الامر بالنسبة للدكتور ففي عقيدته يرى أبو طالب عم رسول الله وحاميه من أهل النار ويرى عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله من أهل النار فقط لوجود روايات في الصحيحين تدل على هذا في حين أن هؤلاء عند الشيعة محل تقديس وتبجيل.
فان كان الأمر بالعاطفة فالدفاع عن عبد الله وأبي طالب أولى من الدفاع عن الاصحاب وان كان الأمر بالدليل فكما ثبت عند أهل السنة كفر هؤلاء ثبت عند الشيعة انحراف بعض من ادعي فيهم أنهم صحابة.
ثالثا: ما ذكره الدكتور من أن بغض الشيعة للصحابة هو لأنهم أيدوا فتح بلاد فارس هو نكتة تضحك حتى الثكلى!
اذ أن الدكتور لا يعلم أن المخطط الأساسي والواضع للخطة العسكرية التي استطاع المسلمون من خلالها هدم عرش كسى هو أمير المؤمنين عليه السلام بل حتى قادة الجيوش عينهم علي بن أبي طالب وكان على رأسهم أبو عبيدة الثقفي والد المختار الذي يلعنه أهل السنة صباحا مساء!
كما أنه تجدر الاشارة أن هناك مجموعة كبيرة من الصحابة ليسوا من العرب شاركوا في فتح بلاد فارس عجّت بهم كتب التاريخ فلا ندري لماذا لم يذكر لنا الدكتور المبجل موقف الشيعة الفرس كما يعبر منهم.
عبدالله عبدالمحسن السلطان
بدأ التشيع بتأليه اليهودي عبد الله بن سبأ للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجرى على منواله الفرس المجوس الذين اعتنقوا التشيع، ودخل معهم فيه تقية بعض اليهود، موحدا بين الطرفين في ذلك العداء للعرب والإسلام. ومنذئذ والفرس يعملون على اختطاف الإسلام بتفكيكه شيئا فشيئا بأكاذيبهم وخزعبلاتهم مضيفين إليه من الطقوس والعبادات المجوسية والزرادشتية ما جعل تشيعهم ينقلب إلى دين لا علاقة له بالإسلام خلاف ما يظهرون.
كره الفرس المجوس للإسلام مرتبط بكونه جعل من العرب فاتحين إذ يعتبرون الإسلام السبب في فتح بلادهم بوعده للعرب بالجنة والشهادة... إلخ. فلذلك يعود سبب ممارسة الأعمال العدائية ضد العرب والأعمال التخريبية للإسلام، لدرجة أن أصبح اختلاق الاتهامات والافتراءات تقليدا يتسابق عليه الشيعة الفرس للاقتصاص من العرب والإسلام معا. من ذلك اختيارهم التشيع للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومعاداتهم لصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام الذين، كما يعتقد الشيعة الفرس، أيدوا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح بلاد فارس، وهم بذلك يريدون ضرب العرب بالعرب.
مجدوا الإمام علي وقدسوه بعد أن قتلوه لأسباب يمكن أن يكون من بينها أنه كما يقال نصح عمر بأن لا يفتح بلاد فارس لأسباب ونية طيبة قد يكون من بينها خوفه على المسلمين حينئذ لقلة عددهم وعتادهم، وأيضا لأن علياً شفع للفرس بعد القضاء على مملكتهم، وكذلك لأنه زوج ابنه الحسين إحدى سبايا كسرى (بناته) واسمها شهريانو، وكذلك موقفه من الهرمزان. لذلك ينظرون للحسين بشكل خاص كون زوجته فارسية ورزق منها كما يعتقدون بابنه علي فقدسوا بعد الإمام علي، ابنه الحسين وابنه علي. فلم يعتبر الفرس أولاد الحسين من زوجته العربية أئمة ولا معصومين، إنما اعتبروا أولاد الحسين من الفارسية فقط هم الأئمة المعصومون والمقدسون وآلهة يعبدونهم من دون الله بما فيهم المهدي المنتظر الذي برأيهم سيهدم الكعبة ويصلب أبا بكر وعمر بعد أن يعيد لهما حياتهما، وينتقم من العرب ويبيدهم، وإذا صح أن المهدي من سلالة الحسين فهو عربي !. وحينما قتل الحسين، قتل معه ثلاثة من أبنائه وهم : أبو بكر وعمر وعثمان، لكن لم يذكرهم الشيعة الفرس بسبب أسمائهم وكونها تكشف نسبهم للحسين وفوق كل ذلك لأنهم ليسوا من زوجته الفارسية.
منذ البداية اختطف الشيعة الفرس التشيع لعلي والحسين وآلهم تقية بقصد قتل العرب من خلال الهجوم على السنة، وحقدوا على الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وسبوهم رغم كونهم قريبين للرسول عليه الصلاة والسلام، وشتمهم لهم هو تقية وانعكاس لعدم محبتهم للرسول بسبب كونه بشر بسقوط إمبراطورية كسرى، لكنهم لا يستطيعون التعرض للرسول بشكل مباشر. فتعرضوا وسبوا أصحابه أبو بكر وعمر وافتروا عليهم. فأبوبكر استرد في عهده جنوب العراق من الفرس، وسقوط بلاد فارس كان خلال عهد عمر بن الخطاب، وكرهوا عثمان بن عفان لأنه تولى الخلافة قبل علي، وكرهوا عبد الرحمن بن عوف لأنه ممن صوت لعثمان. فلقد آذوا الرسول في عرضه باتهامهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا. وكذبوا على الله بقوله إنه خاف وخشي أن يذكر ولاية علي كي لا يكفر به العرب.
ومقابل سب الصحابة، يؤله الفرس المجوس آل البيت لكي يصدقهم الناس بسبهم أصحاب الرسول. وغير مستغرب ذلك من الشيعة الفرس فقد تعرضوا للإله والملائكة والنبي والصحابة. وعلي والحسين. وطالت أكاذيبهم وافتراءاتهم التاريخ والأخلاق والقيم الإسلامية (انظر كتاب: لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار. بقلم السيد حسين الموسوي)..
فمعاداة الشيعة الفرس للصحابة والتحريض بقتل أهل السنة خبث وعبث لا يقبله العقل كونه عملا غير إنساني وخاليا من القيم الدينية الصحيحة، وضد علي والحسين وآلهم، وفوق ذلك كله يجري ضد الدين الإسلامي، فلا دين ولا طائفة صحيحة تقر هذا الشكل من التوجه والسلوك، ولكن ليس غريبا ذلك من قوم اختطفوا التشيع نكاية بالإسلام وإصرارا على تخريبه.. والله أعلم.
نكمل مع سعادة الدكتور المحترم مناقشتنا لمقاله في جريدة عكاظ الذي حمل عنوان (الفرس خطفوا التشيع)
قال: (مجدوا الإمام علي وقدسوه بعد أن قتلوه)
أقول: الظاهر أن الدكتور حفظه الله بعيد كل البعد عن التاريخ الاسلامي, أما تمجيد أمير المؤمنين عليه السلام فهو دأب كل مسلم مطيع لما أمر به الله ورسوله.
أما أن الشيعة قتلوا علي بن أبي طالب عليه السلام فهذا الأمر يستحق أن يعطى لأجله الدكتور براعة اختراع!
اذ أن هذا الشيء لم يدعه أحد, فأهل التاريخ أجمعوا أن الذي قتل عليا عليه السلام هو عبد الرحمن بن الملجم المرادي الذي كان يتديّن بعقائد الخوارج الناصبةّ
علما أن الشيعة يتبرؤون من هذا الرجل ويتقربون الى الله بلعنه صباحا مساء وفي المقابل نجد منهاج السنة [1] يمتدح عبادة هذا المجرم فيقول في منهاج سنته : و الذي قتل عليا كان يصلى ويصوم ويقرأ القران وقتله معتقدا أن الله ورسوله يحب قتل على وفعل ذلك محبة لله ورسول في زعمه!
بل الأعظم من هذا: فان ابن حزم الظاهري قد أعطى لهذا الرجل صكّ براءة من هذا الجرم الكبير فقال في كتابه المحلى 10 /484: ولا خلاف بين أحد من الأمة في أن عبد الرحمن ابن ملجم لم يقتل عليا رضي الله عنه الا متأولا مجتهدا مقدرا انه على صواب.
والمعلوم أنه عندكم يا دكتورنا العزيز أن المكلف اذا اجتهد وأخطأ فله أجر, فقاتل علي عليه السلام مأجور لصنعه هذا الخطب الجلل!
وفي المقابل أخي القارىء نجد نفس هذا الرجل أي ابن حزم عندما وصل الى قتلة عثمان قال: وليس هذا كقتلة عثمان رض لأنهم لا مجال للاجتهاد في قتله لأنه لم يقتل أحدا ولا حارب ولا قاتل ولا دافع ولا زنا بعد احصان ولا ارتد فيسوغ المحاربة تويل بل هم فساق محاربون سافكونا دما حراما عمدا بلا تأويل على سبيل الظلم والعدوان فهم فساق ملعونون [2]
وأترك الحكم لكم..
قال سعادة الدكتور: (لأسباب يمكن أن يكون من بينها أنه كما يقال نصح عمر بأن لا يفتح بلاد فارس لأسباب ونية طيبة قد يكون من بينها خوفه على المسلمين حينئذ لقلة عددهم وعتادهم، وأيضا لأن علياً شفع للفرس بعد القضاء على مملكتهم)
أقول: كما ذكرت لكم سابقا أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام هو الذي كانت له اليد الطولى في فتح بلاد فارس وللتوضيح أنقل لكم هذه الرواية التي تنص على تفاصيل الحادثة:
ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي أن عمار بن ياسر –الصحابي الجليل المحترم عند الشيعة - أرسل لعمر بن الخطاب كتابا ذكر فيها استعداد كسرى للهجوم على بلاد المسلمين فكانت ردّة فعل عمر هي الآتية: لما ورد الكتاب على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقرأه وفهم ما فيه ..... ثم قام عن موضعه حتى دخل المسجد وجعل ينادي: أين المهاجرون والأنصار؟ فاجتمعوا رحمكم الله وأعينوني أعانكم الله [3].
وكان أبو الحسن عليه السلام هو من جاءه بطوق النجاة فقال له: ن أحببت ذلك فاكتب إلى أهل البصرة أن يفترقوا على ثلاث فرق : فرقة تقيم في ديارهم فيكونوا حرسا لهم يدفعون عن حريمهم، والفرقة الثانية يقيمون في المساجد يعمرونها بالاذان والصلاة لكيلا يعطل الصلاة ويأخذون الجزية من أهل العهد لكيلا ينتقضوا عليك، والفرقة الثالثة يسيرون إلى إخوانهم من أهل الكوفة، ويصنع أهل الكوفة أيضا كصنع أهل البصرة ثم يجتمعون ويسيرون إلى عدوهم فإن الله عز وجل ناصرهم عليهم ومظفرهم بهم، فثق بالله ولا تيأس من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون, قال: فلما سمع عمر مقالة علي كرم الله وجهه ومشورته أقبل على الناس,
وقال: ويحكم! عجزتم كلكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبو الحسن، والله! لقد كان رأيه رأيي الذي رأيته في نفسي، ثم أقبل عليه عمر بن الخطاب فقال: يا أبا الحسن! فأشر علي الآن برجل ترتضيه ويرتضيه المسلمون أجعله أميرا وأستكفيه من هؤلاء الفرس، فقال علي رضي الله عنه: قد أصبته، قال عمر: ومن هو؟ قال: النعمان بن مقرن المزني، فقال عمر وجميع المسلمين: أصبت يا أبا الحسن! وما لها من سواه[4].
اذن فأمير المؤمنين عليه السلام هو من أعطى الخطة العسكرية لعمر بن الخطاب وهو من عيّن قائد هذه المعركة وهو النعمان بن مقرن رضي الله عنه وقد كان معه في هذه الملحمة البطولية زيد بن صوحان العبدي وشهيد صفين قيس بن المكشوح, والأحنف بن قيس, وأبو عثمان النهدي وكلّ هؤلاء من أجلاء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين ندعو الله أن يحشرنا معهم ويلحقنا بهم.
قال سعادة الدكتور: (وكذلك لأنه زوج ابنه الحسين إحدى سبايا كسرى (بناته) واسمها شهريانو، وكذلك موقفه من الهرمزان. لذلك ينظرون للحسين بشكل خاص كون زوجته فارسية ورزق منها كما يعتقدون بابنه علي فقدسوا بعد الإمام علي، ابنه الحسين وابنه علي)
أقول: ما ذكره الدكتور هو مجرّد اتهامات يردّدها مخالفو الشيعة دون أن يكون لها واقع عملي في كتب الشيعة ومصادرهم المعتبرة!
فنظرة الشيعة الخاصة للإمام الحسين عليه السلام هو لأن النبي صلى الله عليه وآله جعله سيد شباب أهل الجنّة وأسماه شهيد الأمّة وجعل موّدته أجر الرسالة ومحبّته شرطا للنجاة في الآخرة..
لكن العتب على المدرسة التي ينتمي لها الدكتور التي لم يتركوا مطعنا الا ونسبوه للامام الحسين عليه السلام:
- فهم من خطئوا خروج الحسين عليه السلام وصوّبوا فعل يزيد بن معاوية عليه من الله ما يستحق, فهذا ابن العربي يقول في قواصمه التي قصم بها ظهره مبرئا قتلة الحسين عليهم السلام: وما خرج اليه أحد الا بتأويل ولا قاتلوه الا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل المخبر بفساد الحال المحذر عن الدخول في الفتن. [5]
وقال ابن تيمية في منهاجه: وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك [6]
ومنهم محمد الخضري بك الذي صرح بلا خجل: و على الجملة فان الحسين أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة والاختلاف و زعزع عماد الفتها الى يومنا هذا و قد أكثر الناس من الكتابة في هذه الحادثة لا يريدون بذلك الا أن تشتعل النيران في القلوب فيشتد تباعدها غاية ما في الأمر أن الرجل طلب أمرا لم يتهيأ له و لم يعد له عدته فحيل بينه و بين ما يشتهي وقتل دونه. [7]
- وهم من وثقوا قتلة الامام الحسين عليه السلام وجعلوهم من رواة حديثهم وحملة أخباره:
فهذا العجلي يترجم لعمر بن سعد قائد الجيش فيقول: عمر بن سعد بن أبي وقاص مدني ثقة كان يروي عن أبيه أحاديث وروى الناس عنه وهو الذي قتل الحسين قلت كان أمير الجيش ولم يباشر قتله. [8]
وهذا محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ترجم له ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار وعده منهم [9]
وهذا شبث بن ربعي الذي كاتب الحسين عليه السلام وغدر به يوثق في كتبكم: شبث بن ربعى روى عن على وحذيفة روى عنه محمد بن كعب وسليمان التيمى سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال حديثه مستقيم لا اعلم به بأسا والذي روى أنس عنه يقال ليس هو هذا. [10]
ولو شئت أن أسرد لك قائمة طويلة بأسماء قتلة الامام الحسين عليه السلام والذين يحترمهم أهل السنة والجماعة لذكرنا لك لعشرات منهم!
فهل تلوم الشيعة على حبهم وتقديسهم لحسين عليه السلام وتغمض عينيك عن تقديس أهل السنة لقتلته؟
مالكم كيف تحكمون؟!
- بل يا دكتور نجد أن من علمائكم من حرّم قراءة مقتل الحسين عليه السلام من الأساس كما نقل ذلك ابن حجر الهيثمي حيث: قال الغزالي وغيره ويحرم على الواعظ وغيره رواية مقتل الحسين وحكاياته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم فإنه يهيج على بغض الصحابة والطعن فيهم وهم أعلام الدين تلقى الأئمة الدين عنهم رواية ونحن تلقيناه من الأئمة دراية فالطاعن فيهم مطعون طاعن في نفسه ودينه. [11]
فما هو تعليقك على ما ذكرناه؟
قال سعادة الدكتور: (فلم يعتبر الفرس أولاد الحسين من زوجته العربية أئمة ولا معصومين)
أقول: يا دكتورنا العزيز, لو أتعبت نفسك قليلا وبحثت في كتب التاريخ أو كتب الأنساب أو كتب الملاحم أو حتى بحثت في الشيخ غوغل لعلمت بكل بساطة أن الامام الحسين عليه السلام لم يعقب الا الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام.
لأنه وبكل بساطة, عمر بن سعد بن أبي وقاص الثقة عندكم والراوي في كتبكم قد أباد ذرية الامام الحسين عليه السلام فقتل عليا الأكبر وقتل حتى عبد الله الرضيع الذي لم يبلغ ستة أشهر!
فهل سيكون هؤلاء أئمة في حياة أبيهم الحسين عليهم السلام؟
أم سيقول الشيعة بإمامتهم وهم في عالم البرزخ؟
هوامش:
[1] منهاج سنته 7 /84:
[2] (الفصل في الملل والنحل 4 /161)
[3] (الفتوح 2 /191). ونرجو ان تتابعوا ماذا حدث للخليفة عندما قرأ الرسالة
[4] (الفتوح 2 /295)
[5] (العواصم من القواصم 244)
[6] .(منهاج السنة 4 /264)
[7] (محاضرات في التاريخ الاسلامي 291)
[8] (معرفة الثقات 2 /166)
[9] (المصدر 1 /166)
[10] (الجرح والتعديل 4 /388)
[11] (الصواعق المحرقة 335)
نكمل مع سعادة الدكتور مقاله الذي نشره في عكاظ بعنوان (الفرس خطفوا التشيع):
قال سعادة الدكتور: (وحينما قتل الحسين، قتل معه ثلاثة من أبنائه وهم : أبو بكر وعمر وعثمان، لكن لم يذكرهم الشيعة الفرس بسبب أسمائهم وكونها تكشف نسبهم للحسين وفوق كل ذلك لأنهم ليسوا من زوجته الفارسية)
سامحك الله يا دكتور!
لا تميّز بين أبناء الحسين بن علي عليه السلام وأخوته!
فالذين قتلوا يوم العاشر بهذه الأسماء هم أبناء أمير المؤمنين عليه السلام وليسوا أبناء الحسين من زوجته العربية كما زعمت, علما أن عمر بن علي الأطرف لم يقتل في يوم عاشوراء لكي يذكروه في عداد القتلى, وأبو بكر يا سماحة الدكتور ليس اسما بل كنية كما هو معروف عند كل عربي!
ولو راجعت أي كتاب عني بذكر أنساب العلويين لوجدت هذه الاسماء في مشجراتهم, لأنها في نهاية الأمر أسماء لا تدلّ على شيء..
وقد قال ابن تيمية الحراني في منهاج السنة: فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار فلو قدر أن المسمين بهذه الأسماء كفار لم يوجب ذلك كراهة هذه الأسماء مع العلم لكل أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوهم بها ويقر الناس على دعائهم بها وكثير منهم يزعم أنهم كانوا منافقين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم منافقون وهو مع هذا يدعوهم بها وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى أولاده بها فعلم أن جواز الدعاء بهذه الأسماء سواء كان ذلك المسمى بها مسلما أو كافرا أمر معلوم من دين الإسلام فمن كره أن يدعو أحدا بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام. (منهاج السنة 1 /15)
ولذلك نجد أن كثيرا من أجلة علماء الشيعة ورواة أحاديثهم قد تسموا بهذه الأسماء مثل: عمر بن أبي سلمة, وعمر بن أذينة, وعثمان بن مضعون, وعثمان الهروي والكثير الكثير..
قال سعادة الدكتور: (منذ البداية اختطف الشيعة الفرس التشيع لعلي والحسين وآلهم تقية بقصد قتل العرب من خلال الهجوم على السنة)
لا ندري عن أي بداية يتحدث الدكتور!
فالتشيع انما انتشر في بلاد فارس في القرن الثامن للهجرة مع العلامة الحلي – العربي - فهل الاختطاف حصل في هذه الفترة؟
الجواب قطعا لا: لأن من راجع كتب السلفية وجد تكفيرا للشيعة وطعنا في التشيع قبل هذا التاريخ بكثير!
فمن قرأ كتاب السنة للخلال, والسنة للبربهاري, وأصول العقائد للالكائي ونظر في كلمات مالك وأحمد وشعبة وأعلام القرن الثاني والثالث علم أن حرب التكفير والتبديع واباحة دماء الشيعة انما بدأت مبكرا قبل دخول الفرس في التشيع بل عندما كان التشيع عربي محض وكان مركزه العراق وبالتحديد الكوفة..
أما قوله أن التشيع كان لأجل قتل العرب فهذا من عجائب هذا الزمان!
ألم يقرأ الدكتور أنّ عدد ضحايا حرب الجمل بلغ على أقل التقديرات 10000 قتيل بين صحابي وتابعي؟
ألم يقرأ الدكتور أن عدد قتلى وقعة صفين 70000 قتيل كما ثبت عن ابن سيرين؟
ألم يقرأ الدكتور عن الابادة الجماعية التي قام بها الصحابي بسر بن أرطأة في اليمن حتى بلغ عدد القتلى 30000 قتيل وباع نساء المسلمين في الأسواق؟
ألم يقرأ الدكتور أن الصحابي سمة بن جندب قد قتل أكثر من عشرة ألاف مسلم في العراق كما أثبت ذلك المؤرخون؟
ألم يقرأ الدكتور عدد قتلى وقعة الحرّة التي قيل أنهم بلغوا 10000 قتيل وأن الدماء وصلت الى القبر الشريف؟
ألم يقرأ الدكتور عن اجرام الحجاج بن يوسف وكيف قتل أكثر من 120000 مسلم؟
كل هذه الجرائم كانت قبل تشيع الفرس فلماذا أغمض الدكتور عنها عينيه ولم يعر لها اهتماما؟
الانصاف يا سعادة الدكتور أن تعامل الكل بنفس الموازين فمن قتل بريئا فعليك تجريمه كائنا من كان لا أن تهتم بفئة دون أخرى أو جنس دون آخر لكن أين الانصاف!
قال سعادة الدكتور: (وحقدوا على الصحابة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم وسبوهم رغم كونهم قريبين للرسول عليه الصلاة والسلام، وشتمهم لهم هو تقية وانعكاس لعدم محبتهم للرسول بسبب كونه بشر بسقوط إمبراطورية كسرى، لكنهم لا يستطيعون التعرض للرسول بشكل مباشر)
والله اننا نقف متحيرين أمام الاتهامات التي توجّه لنا من مخالفينا!
تارة نوصف بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أهل بيته الأطهار وأننا نرفعهم لمرتبة الألوهية, وتارة أخرى نوصف بأننا نبغض النبي صلى الله عليه وآله ونحقد عليه, وشتان بين الأمرين!
ان ما جاء به الدكتور لا يعدو كونه مجرد تخمين شخصي ذكره أحد المتقديم وسار عليه المقلدة طول هذه القرون, ولو طلبنا منهم أن يأتونا بدليل على هذه الدعوى لما انبرى أحد لذلك..
فأول من قال هذا الكلام هو أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بهم، وهم زنادقة (تهذيب الكمال 19 /96)
علما أن مسألة الصحابة هي مسألة انتقائية, لأن القوم قد طعنوا في جملة من الصحابة لكن باؤهم تجرّ وباؤنا لا تجر:
- منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو صحابي من أهل بيعة الرضوان: قال محمد بن يحيى الذهلي: لا يحل أن يحدث عنه بشيء هو رأس الفتنة (تاريخ الاسلام 3 /531) واتهمه عبد الرحمن بن الجوزي بأنه وضاع كذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله (الموضوعات 2 /88)
- ومنهم أبو الغادية يسار بن سبع الجهني: وهو صحابي قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر حكم عليه الألباني أنه من أهل النار (الصحيحة 5 /18).
- الوليد بن عقبة بن أبي معيط: هو أشهر من أن يعرف وأخباره ملأت الكتب والدواوين قال في حقه ابن عبد البر: وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله وقبح أفعاله (الاستيعاب 1554)
- هند بن أبي هالة: ترجم له محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح في كتاب الضعفاء (الجرح والتعديل 9 /116)
والكثير الكثير من الصحابة الذين طعن فيهم علماء أهل السنة وأعرضوا عنهم!
أما مسألة التعرض لرسول الله صلى الله عليه وآله فيكفي اللبيب هذا الشاهد ليعلم من المصيب:
ذكر ابن حجر العسقلاني في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص الذي روى له البخاري في صحيحه هذه العبارة: كان ينشد بني مروان الاشعار التي هجى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم! (تهذيب التهذيب 3 /84)
فتتدبر..
قال سعادة الدكتور: (فلقد آذوا الرسول في عرضه باتهامهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا)
الذي يعلمه طلبة المدارس فضلا عن المثقفين فضلا عن دكتور محترم ومكرم مثلكم أن الذين طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله واتهم عائشة بنت أبي بكر بالزنا: هم الصحابة!
فكل الكتب التاريخية والحديثية والتفسيرية الموجودة عندكم يا سعادة الدكتور تنص على أن الذين اتهموها:
- حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله
- حمنة بنت جحش ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله
- مسطح بن أثاثة الذي شارك مع المسلمين في غزوة بدر
- عبد الله بن أبي بن سلول المنافق المعروف
فهل هؤلاء يا سعادة الدكتور من الشيعة؟
هل هؤلاء من الفرس؟
علما أن كل الشيعة لا يرون صحة حادثة الافك من أساسها, ولا يثبتون نزول آيات الافك في عائشة لأن القصة الصحيحة الثابتة عندهم هي أنَّ المتهَّمة هي مارية القبطية..
بل حتى من كتب أهل السنة لا يمكن اثبات اتهام عائشة بهذه الفرية وقد بسطت الكلام في هذا الأمر وحققت هذه النسبة في كتابي (براءة نساء الأنبياء من الزنا)
قال سعادة الدكتور: (وكذبوا على الله بقوله إنه خاف وخشي أن يذكر ولاية علي كي لا يكفر به العرب)
والله يا دكتورنا العزيز اني لأربأ بك أن تذكر هذا الأمر وتنسبه للشيعة..
فهذا الكلام كذب صريح لا يقوله عامي فضلا عن عالم من علماء الشيعة بل لو سألت صبيانهم لأنكروا هذا الكلام
وما هذا القول الا كغيره من الكمّ الهائل من التهم التي نسبت زورا وبهتانا للشيعة لكنها سرعان ما تزول اذا هبت عليها رياح البحث العلمي ووضعت في غربال التدقيق..
لا أقول الا: سامحك الله
قال سعادة الدكتور: (ومقابل سب الصحابة، يؤله الفرس المجوس آل البيت لكي يصدقهم الناس بسبهم أصحاب الرسول. وغير مستغرب ذلك من الشيعة الفرس فقد تعرضوا للإله والملائكة والنبي والصحابة. وعلي والحسين. وطالت أكاذيبهم وافتراءاتهم التاريخ والأخلاق والقيم الإسلامية (انظر كتاب: لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار. بقلم السيد حسين الموسوي))
كما يقال: اذا عرف السبب بطل العجب
نشكر الدكتور على الأمانة العلمية التي جعلته يضع لنا المصدر الذي يستقي منه معلوماته, وينقل منه اتهاماته وهو كتاب (لله ثم للتاريخ)
نفيدك يا دكتورنا العزيز علما أن هذا الكتاب قد رد عليه علماء الشيعة ودحضوا ما فيه من افتراءات وعلى رأسهم العلامة المحقق الشيخ علي آل محسن حفظه الله الذي أثبت بالدليل القطعي والبرهان الجلي أن المؤلف هو شخصية وهمية وأن هذا الكتاب من وضع بعض المناوئين الذين عجزوا عن المواجهة المباشرة والجلوس على طاولة البحث العلمي والمناظرة فتستروا بشخصية خلقوها في بنات أفكارهم.
وان شئت الاطناب راجع كتاب: لله وللحقيقة
قال سعادة الدكتور: (فمعاداة الشيعة الفرس للصحابة والتحريض بقتل أهل السنة خبث وعبث لا يقبله العقل كونه عملا غير إنساني وخاليا من القيم الدينية الصحيحة، وضد علي والحسين وآلهم، وفوق ذلك كله يجري ضد الدين الإسلامي، فلا دين ولا طائفة صحيحة تقر هذا الشكل من التوجه والسلوك، ولكن ليس غريبا ذلك من قوم اختطفوا التشيع نكاية بالإسلام وإصرارا على تخريبه..)
من أراد أن يدين جرما عليه أن يعمم ولا يخص به فئة دون فئة, فنحن نتفق معك أن معاداة الاسلام أمر مرفوض والعمل على تخريبه كذلك, والجرم الأعظم هو استباحة دم المسلمين والاستهانة بحرمته, ونجرم من يقوم بهذا الفعل كائنا من كان سنيا شيعيا صوفيا زيديا...
هذه الأمور هي مشتركات بين كل الطوائف الاسلامية يجب تفعيلها وجعلها كأوليات
أما النعرات الطائفية العرقية فهي من رواسب الجاهلية الجهلاء ومن الأمور التي نهى عنها المصطفى صلى الله عليه وآله, فلا فرق بين عربي ولا عجمي الا بالتقوى والعمل الصالح..
فلن تفيد العربي عروبته يوم القيامة ولن تضر الأعجمي أعجميته يوم القيامة, فالمدار يومئذ على العمل: ماذا قدمت في هذه الدنيا؟
ولن يتقدم المسلمون ويلحقوا بركب الدول المتقدمة الا اذا تخلصوا من كل شوائب الجاهلية وتمسكوا بالقيم الاسلامية لاسيما حبل الله الذي امرنا بالتمسك به والالتفاف حوله: كتاب الله وأهل بيته الأطهار.
انظر هذا دكتور متعصب المذهبي والقومي اكثر مرة يقول بكلمة على مسلمين الايرانيين" الفرس مجوس" مثل هذه الأساليب طرح المقال يفقد المصداقية والموضوعية وبل يجري عليها التقييم ومراجعة كلام دكتور
كتب الاخ المتقي في (شبكة هجر) تعليقا عن الموضوع:
السلام عليكم،
إذا سمعت أو قرأت أو رأيت أحدا يقول:
(بدأ التشيع بتأليه اليهودي عبد الله بن سبأ للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه). أو (أصل التشيع يعود إلى عبد الله بن سبأ) وهكذا مثل هذا القول ..
فاعلم بأن قائل العبارة ينفس عن بعض حقده على الشيعة. وإن كنت تريد أن تعوضه ما فقد من الحقد! فقل له أرجع إلى كتب التأريخ سوف تجد كل يهودي ونصراني أظهر الإسلام وعمل على هدمه باطنا ينتمي إلى المذهب السني كمثل كعب الأحبار ووهب بن منبه وتميم الداري وكثير غيرهم.
ولو طلب منك الدليل فقد أطلب منه أن يكتب كلمة (الإسرائيليات) في بحث جوجل. أو يرجع إلى كتب التفسير لديهم إن كان ذا علم بالبحث والتحقيق لكي يعلم حقيقة المذهب الذي هو عليه أغلب عقائده منحرفة ، والفضل الأكبر يعود لليهودي كعب الأحبار بتوسط أبي هريرة.
فكونهم ينسبون التشيع لشخصية وهمية (عبد الله بن سبأ) وينسون أنفسهم بأنهم أخذوا دينهم عن كعب الأحبار الشخصية الحقيقية الذي بلغ منصب المستشار الإعلامي للخليفة الثاني عمر، ووزير الثقافة آنذاك وفي عهد عثمان أيضا. فأفسد ما بقي من دينهم لم يفسده عمر وعثمان إلا ما ندر.