اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو العطاء
كلاً منا يسأل نفسه ذات السؤال بتعابير مختلفـة أو بأساليب مختلفـة وهناك إجابـة منطقيـة واحدة فقط ..
على قدر عطائك يفتقدك الأخرون
إن للعطاء برواز واحد لصور عديدة ..صور مختلفـة ومتفاوتـة ترمى كلها لرسم الإبتسامـة على القلوب
والتفاني من أجل ذلك
نحن عندما نعطي في الواقع لا نعطي فقط ..ولكننا نأخذ أيضـاً
نأخذ تلك المشاعر الممتنـة ممّن أمددناهم بعطائنا ..فنسقي بها عطش قلوبنا
لترتوي من ذلك الفيض ..
****فيض العطاء ****
فكلمه العطاء كثيرا ما تتردد في كلامنا و حديثنا و لكن هل نعطي جميعا كما ينبغي ان يكون العطاء ؟
ففي ظل الحياه ذات الرتم السريع و التي يغلب عليها نمط الحياه الماديه اصبح كل انسان مهتم بالدرجه الاولي بأن يأخذ و أن يستفيد و أن يحقق مطالبه و طموحاته و اهدافه سواء اختلفت مع طموحات و رغبات من حوله أم لا.
اصبحنا جميعا اسرى لسجون حب الذات و ايثارها .ربما بقصد او بدون قصد.و كثيرا ما نري انماط من البشر يرون ان كل الدنيا تتمركز حولهم و انهم اهم اشخاص و انهم يجب ان يمدحوا دوما و ان يعاملوا بطريقه افضل من الاخرين.
الحقيقه ربما اصاب كل شخص منا بعضا من هذا و لو بدون ان يشعر.فكل منا يحس انه دوما على صواب و انه يريد ان يحصل علي كل شئ بدون تعب.و ربما لا نهتم احيانا بمصالح الاخرين مثلما نهتم بمصالحنا الشخصيه.
فالتلذذ بالأخذ شعور يشترك فيه معظم البشر ،
لكن التلذذ بالعطاء لا يعرفه سوى العظماء وأصحاب الأخلاق السامية السامقة .
أحيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء ،
لأنهما يعطيان مدلولاً واحداً في عالم الروح !
لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا ....
إن بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ ،فالأولى روحانية خالصة ، تتملك وجدانك وأحاسيسك ،
والثانية مادية بحتة محدودة الشعور .
يقول جورج برنارد شو : ( المتعة الحقيقية في الحياة ، تتأتى بأن تُصهر قوتك الذاتية في خدمة الآخرين ، بدلاً من أن تتحول إلى كيان أناني يجأر بالشكوى من أن العالم لا يكرس نفسه لإسعادك !.
فالمرء منا حينما يكون دائم العطاء ، سيتملكه بعد فترة شعور بأنه يستمد من رب العزة أحد أسمى وأروع صفاته وهي صفات ( الجود والعطاءوالكرم) ، وما أسعد الخالق حينما يتمثل أحد خلقه صفاته الجميلة الرائعة .
هذه اليد المعطاءة هي وحدها القادرة على نقلك من عالمك المادي الضيق ،إلى عالم الروح الرحب الواسع ،
،يقول الله تعالى {قُل لِّوٍ أنتم ْ تمِلكون خزائن رحمةِ ربي إذاَ لأمسٍكتم خشية الإنفاق وكان الانسانُ قتوراَ } فالنفس بفطرتها تحب أن تكنز وتجمع ، وصعب عليها أن تجود وتنفق فإذا ما علمتها العطاء والجود ، كنت أحق الناس بالارتقاء والعلو والرفعة في الدنياوالآخرة.
صعب على العقل المادي الذي جبل على النظر لاي شيئ من منظار المادة أن يفهم معادلة العطاء السعيد ،لذا لا أجدني مبالغة حين أجزم أن أصحاب اليد العليا هم...نسيم الحياة وملائكةالإنسانية .
أصحاب اليد العليا هم رواد كل زمن ، ورموز كل عصر ، يجودون بالمال إن تطلب الأمر ،
ويضحون بالنفس بنفوس راضية ،ويقدمون راحة غيرهم على راحتهم وهنائهم .تعرفهم بسيماهم ، قلوب هادئة .. و ابتسامة راضيةواثقةونفوس مطمئنة مستكينة .
هم أسعد أهل الأرض ، ولهم في السماء ذكرٌ حسن .. وأجرعظيم
{ وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وانتم لا تظلمون }
{ الّذين ينفقون أموالهم باللّيل والنّهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
لا تنسى وأنت تعطي أن تدير ظهرك عن من تعطيه كي لاترى حيائه عاريا امام عينيك