مستخدمو "آي فون 5" فوجئوا بقصور وأخطاء في نظام الخرائط
أثارت خدمة الخرائط التي قدمتها شركة آبل في النسخة الجديدة من نظام التشغيل iOS 6 لأجهزة آيفون وآيباد وآيبود تتش موجة من الاستياء والسخرية بين المستخدمين، بسبب بعض القصور الذي وجدوه في النظام الجديد والأخطاء التي اكتشفت في نظام الخرائط.
وبحسب آبل، فإن التحديث يقدم أكثر من 200 ميزة جديدة، من أبرزها خدمة الخرائط الجديدة التي طرحتها الشركة بعد أن قررت الاستغناء عن خرائط غوغل التي رافقت مستخدمي آيفون منذ طرحه لأول مرة في عام 2007.
وفوجئ المستخدمون الذين قاموا بتحديث أجهزتهم، أو الذين اشتروا هاتف "آي فون 5" الجديد الذي يأتي محملاً بشكل افتراضي بنسخة iOS 6 الأخيرة، عندما وجدوا أن خرائط آبل الجديدة تختلف من الناحية العملية بشكل كبير عن الناحية الدعائية التي سوقت لها آبل عندما أعلنت خرائطها لأول مرة في يونيو/حزيران الماضي.
وتبين أن خرائط آبل تعاني من ضعف شديد من حيث المعلومات المتوفرة مقارنةً بخرائط غوغل الغنية بالمعلومات، فضلا عن الأخطاء الكثيرة التي تم رصدها سواء من حيث أسماء الأماكن ومواقعها، ومن حيث صور الأقمار الصناعية والصور ثلاثية الأبعاد، والغياب الكامل للمعلومات المتعلقة بوسائط النقل العامة، وهو ما شكّل صدمة كبيرة لمستخدمي أجهزة آبل الذين يعتمدون بشكل كبير على خدمات الخرائط في تنقلاتهم اليومية.
وفي حين كانت بعض التفاصيل غائبة عن الخرائط الخاصة بالمدن الأميركية، فإن الوضع كان أسوأ بكثير خارج الولايات المتحدة، حيث تظهر خرائط مدن عالمية كبرى مثل لندن وطوكيو وبكين فارغة تقريباً، مع وجود أخطاء كبيرة أحياناً، مثل ظهور بعض الجسور والشوارع مرسومةً بشكل خاطئ فوق مساحات مائية على شواطئ البحار.
ورأى بعض المراقبين أن سبب الأزمة التي تواجهها آبل الآن هي أنها أرادت حل مشكلة غير موجودة عبر تقديم مصالحها الخاصة على مصالح مستخدميها، في إشارة إلى استغناء آبل عن خرائط غوغل كجزء من محاولاتها المتتالية للابتعاد عن غوغل التي طرحت نظام أندرويد كمنافس قوي لـ iOS.
تعليقات ساخرة
وأثارت خرائط آبل الجديدة كمية هائلة من التعليقات التي جمعت بين الغضب والسخرية على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وتم تأسيس مدوّنات وحسابات على تويتر تقوم بنشر التعليقات والصور الطريفة الملتقطة من خدمة الخرائط.
وعلّق أحد المستخدمين قائلاً "لقد خُدعنا بالأبعاد الثلاثة"، في إشارة إلى ميزة الخرائط الثلاثية الأبعاد التي سوّقت لها آبل على أنها أبرز ميزات التطبيق، وقال آخر "ما فائدة الخرائط الثلاثية الأبعاد إن كانت المعلومات خاطئة وناقصة؟"، وقال ثالث "إن خرائط آبل خاصة بالأثرياء أصحاب سيارات بي أم دبليو"، في إشارة إلى غياب المعلومات المتعلقة بوسائط النقل العامة كخطوط المترو ومواعيد الحافلات.
وأضاف أحدهم "لو كان ستيف جوبز حياً لما سمح بطرح هذه الخدمة نصف المكتملة"، في إشارة إلى مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي الذي توفي العام الماضي.
ومن جهتها علقت آبل على استياء المستخدمين من خرائطها بقولها إن الخدمة ما زالت في بدايتها, وأضافت أن الخدمة ستتحسن مع مرور الوقت بازدياد عدد مستخدميها.