السلوك مع المرأة فعليك أن تتحمل الأذى منها بكظم الغيظ ، والعفو عند صدور الخطيئة .. وعليك أن ترد الجفاء بالوفاء ، والإساءة بالإحسان ، وأن تدفع اللجاجة والجهل بحسن الخلق..
ومع ذلك كله لا تبّرئ نفسك من أي عيبٍ أو تقصـيرٍ ولو كان أصل الحق في جانبك ، فإن لك السلطنة عليها ، وما هي إلا كالأسـيرة بين يـديك ، والأسير أولى بالمراعاة وأحق بالإحسان من الغير ، فيجب عليك بذل النفقة والكسوة اللائقة بحالها على ما بُيّن في الكتب الفقهيــة ..
كما أن عليك أن تكرمَها وتعزّزها عند أهلك وعشيرتك.
وإياك أن تعمل بما يرفع سلطانك عليها ، فتفقد سيطرتك في الأمور كلها .. وقد أوصى أمير المؤمنين (ع) قائلاً:
وإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال ، فافعل .. فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة . شرح النهج 16/121..
وقد روي عن النبي (ص) أنه قال : سعد غيور ، وأنا أغير من سعد، والله تعـالى أغير مني ، ومن غيرته حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . الطرائف 1/223..
فالمؤمن غيور ولكن لا ينبغي أن يُعملَ غيرتَه في غير رضا مولاه كالجلوس مع المحارم..
وأما من حيث آداب المعاشرة فإن خير الأمور أوسطها ، فإنه وإن ورد النهي عن معاشرة النساء إلا أن للزوجة حقوقا لا ينبغي تجاوزها.
والحاصل أن تعامله مع الأولاد والنساء والأصدقاء وسائر المؤمنين ، ينبغي أن يكون كتعامل الطبيب المشفق ، فيراعي في معاملته لهم ما هو الأصلح لدينهم ودنياهم .