كل البشر تبحثون عن أسرار السعادة في الكون , وقد ركّز النبي الكريم ( ص) على ثلاثة أسس للحياة السعيدة بقوله : ( من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة , والمسكن الواسع , والمركب الهنئ , والولد الصالح ) [1]
وأول ما ابتدأ به ( ص ) الزوجة لهذا سننطلق من القدوة الكاملة التي لا نقص فيها ولا شوائب وهنالك حديث يمثّل الحياة الداخلية في بيت محمد وآله الطاهرين هو حديث الكساء .
لقد كانت العلاقة بين الزوجين علي وفاطمة عليهما السلام علاقة رائعة وغاية في الكمال , انظر إلى الزهراء البتول كيف تقدّر زوجها وتحبّه .
أهل البيت عليهم السلام المثال الكامل :
وقد جاء في حديث الكساء المروي عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام : ( فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب ، وقال : السلام عليك يا فاطمة يا بنت رسول الله ( ص ) فقلت : وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين فقال : يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة كأنها رائحة أخي وابن عمي رسول الله ( ص ) فقلت : نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء ) . [2]
1- تقدير فاطمة لعلي عليها السلام :
عندما أتى علي عليه السلام لزوجته استقبلته الزوجة الواعية الفاضلة استقبلته استقبال المحبين , وكانت فاطمة تنقل لجابر بن عبدالله الأنصاري رضوان الله عليه عن مجيء علي لها وكيف عبّرت كانت تتحدث عنه أثناء غيابه أمام الآخرين , وهنا سؤال مهم جداً : هل من الصحيح أن يذكر الزوج أو الزوجة الآخر بخصوصياته أمام الآخرين ؟ بحيث إن حدثت مشكلة فهل ذكر تلك المشكلة للآخرين أمر حسن إن كان للتنفيس فقط وليس لطلب المشورة ؟
ليس من المناسب أن ندخل الآخرين في خصوصياتنا ومشاكلنا لأننا قد نكون اليوم في مشكلة ولكن ليس كل يوم فتنطبع تلك المشكلة في أذهان الآخرين , لهذا نلاحظ الزهراء البتول (ع) تذكر لجابر علياً بأحب الأسماء , بل وتذكره بأدبه وأخلاقه وقيمه .> لهذا من الأشياء التي تحبب الزوج لزوجته مناداته بأحب الأسماء له أمامه أمام الآخرين , وكذلك الزوجة فإنها تستأنس بذكر زوجها لها بأحب الأسماء والألقاب ولا شك بأنها تقوي العلقة بينهما وتزيد الرابطة , وأيضاً تعزز المحبة فالمناداة بأحب الأسماء مما حث عليه الشرع الشريف , ففي بعض الأخبار ورد الاستحباب بمناداة المؤمن لأخيه بأحب الأسماء هذا وهو أخ للإنسان في الإيمان فكيف بالزوجة التي تكون مع الزوج في مكان واحد وطوال العمر بإذن الله تعالى , فإذن الألقاب الجميلة تعطي الحياة نكهة جميلة وتبعث على الراحة> النفسية مما يجعل لذلك إنعكاس على استقرار الأسرة وحسن التربية .
2- مخدع الزوجية :>>> من هنا نقول : لا يناسب عفة المؤمن العاقل أن يذكر العلاقة الزوجية الخاصة وما يدور من أمور داخل مخدع الزوجية فهو يرسم صورة فاضحة لزوجته أمام الرجال الأجانب , وما من شك أن النبي وآله الطاهرين ( ع) حذرّوا من يبقي الزوجان الطفل الرضيع في المكان الذين تكون في العلاقة الخاصة خوفاً من فساده وإن كان غير مميز , فقد ورد عن إمامنا الصادق ( ع ) أنه قال : ( ولا يجامع الرجل امرأته ولا جاريته وفي البيت صبى فان ذلك مما يورث الزنا ) . [3]
لهذا من ما لا يليق بالمرأة أو الرجل أن يذكرا هذه الخصوصية الخاصة جداً أمام الآخرين .
3- أول الكلام السلام :
إن علياً (ع) لم يغفل وهو الزوج الصالح عن الابتداء بالسلام على زوجته وهو أمر غاية في الأهمية نظراً لما يعكسه السلام من آثار على الجنبة الروحية والنفسية حيث تستشعر المرأة التقدير من زوجها حيث ذكر اسم الله تعالى
( السلام ) ولا يمكن لأي لفظ أن يقوم مقام السلام كلفظ ( قوّاك الله , أعطاك الله العافية ...... ) عند دخول الرجل على أهله والعكس .
نعم لا بأس بإتباع السلام بألفاظ أخرى من قبيل الدعاء , ولهذا لا يغفل الزوج عن السلام فهي تحفة من الله سبحانه لعباده المؤمنين .
4- الرد الجميل :
الزهراء البتول الطاهرة تعطي درساً للنساء في كيفية مخاطبة الزوجة لزوجها عند عودتها من الخارج بعد التعب والعناء والمشقة بقولها : (وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين ) هذه العبارات تعكس مدى احترام الزوجة لزوجها وكذلك تعوّد الأبناء على الاحترام والتبجيل والتقدير للأب لأن الأم هي القدوة والمثل الأعلى للأبناء , من هنا فإن الكلام الجميل يخلق نفساً جميلة مع الصدق والإخلاص .>> 5- امتداح الزوج لأعمال الزوجة المنزلية :
الزوج الواعي هو من ينظر بعين البصيرة هو من يمتدح الأعمال الطيبة واللطيفة من الزوجة انظر لقول علي ( ع) : ( يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة ) انظر إلى علي الزوج الذي يشير إلى وجود شئ جميل في منزله وهو الرائحة الجميلة وهنا نتوقف عند هذه النقطة بالتحديد حيث يكون الامتداح جزء أساسي من> أسس الحياة الزوجية الناجحة لهذا على الزوج أن يركز على الشيء اللطيف والجميل في المنزل .