حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الاسلام فجاء من الغد محموما فقال أقلني فأبى ثلاث مرار فقال المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها .(1)
يقول النووي
( إنما المدينة كالكير تنفى خبثها وينصع طيبها)
هو بفتح الياء والصاد المهملة أي يصفو ويخلص ويتميز والناصع الصافي الخالص ومنه قولهم ناصع اللون أي صافية وخالصة ومعنى الحديث أنه يخرج من المدينة من لم يخلص ايمانه ويبقى فيها من خلص ايمانه قال أهل اللغة يقال نصع الشئ ينصع بفتح الصاد فيهما نصوعا إذا خلص ووضح والناصع الخالص من كل شئ (2)
يقول السيد حسين الرجا
والأعجب من ذلك الحديث الذي يرويه البخاري بسنده عن جابر عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : ( المدينة كالكير تنفي خبثها ) أي تخرج شرار الناس منها كما فسره الدكتور مصطفى البغا في شرح ألفاظ البخاري .
1-فإذا كان هذا الحديث صحيحا فلم لم تنف المنافقين منها ومن حولها ، وقد قال الله تعالى : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) فالمدينة المنورة تعج بهم ومسجد رسول الله يضيق من كثرتهم .
2- وإذا كان هذا الحديث صحيحا ففيم تفسر هجرة ألوف الصحابة من المدينة إلى غيرها من البلاد فهل كانوا خبثا في المدينة ؟
3- وإذا كان صحيحا فبماذا نفسر صنيع علي بن أبي طالب عندما نقل دار الخلافة من المدينة إلى الكوفة فهل نفته المدينة ؟ (3)
الهامش :-------------
(1) البخاري ج2 صفحة رقم 223 - حرم المدينة / مسلم ج4 صفحة رقم 121 -من اراد اهل المدينة بسوء
(2) شرح مسلم للنووي ج9 صفحة رقم 156
(3) دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة صفحة رقم 317
كتب بتارخ 20/7/2013 - نهروان العنزي - نسألكم الدعاء