[ابراهيم الجزائر]

باسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آله

السلام عليكم

قراءة لغزوة مؤتة

نعتذر للاخوة الفصحاء من كل خطأ لغويا أو تركيبا للجمل . فأنا ضعيف من الناحية اللغة (نحونا صرفا).

فاِن كثر ت فصححوها جزاكم الله كل خير .

اِنجلت الأمية عن المدينة عند وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إليها فاحتضنته بالتكبير و التهليل و التنشيد، فأبدرت ،بقدوم البدر، فشعشع نور الاِسلام منها الى العالم.

اِنقشع ظلام الأوثان عنها و أنورت بنور دولة المدينة الإسلامية يعبد فيها الله الواحد الأحد، فأسلموا لله وحده لا شريك له، فتوحدت القبائل مبايعين رسول الله على الإسلام و طاعته و حمايته في السراء و الضراء ، حتى أنتشر نور الإسلام مضيئا الجزيرة العربية بفكر تعبدي جديد يختلف كل الاِختلاف عن الأديان الأخرى ثم أنقضى عصر الجاهلية، فرميت الأوثان في مزبلة الجاهلية ، و لكن، و للأسف، بعض من مظاهره بزغت من جديد و اِنكشفت بأفعال بعض الصحابة من عنصرية، و قبلية، وعرقية، و حب الزعامة، فالحسد لأهل البيت، و عدم الوفاء بالعهد لرسول الله، فذلك حين اِنقطع الوحي و اِنتقل إلى الرفيق الأعلى.

اِن الخلافات الناجمة عن كيفية اِنتقال الخلافة ـ حين دعي الرسول فلبى الدعاء ـ بين بعض الصحابة الذين سطوا عليها و بين آل بيت النبوة، كون عقلا لجيل مسلم تربى في وسط المحن و الأهوال و الاِغتيالات و التصفيات و التشريد و الاِختفاء فذنبهم متمسكون بآل بيت رسول الله مع بعض الصحابة الصادقين الذين بايعوا رسول الله (ص) قبل مماته و لم ينقضوا العهد بعد وفاته، فاْحبَّوا رسول الله ولم يروه، و قرءوا القرآن و تفقهوا على أيدي الأئمة الأطهار (ع) و شيعتهم الذين لم يبدلوا ما عاهدوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فطبقوا آياته في العبادات والمعاملات.

فهذا المجتمع عرف على رسول الله أنه دعا الى توحيد الله و طاعته ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13). و عرف بكل تدبر قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ: قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ، هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ)حديث، قال تعالى إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون) المائدة 55، قال تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (آل عمران61) ، فخرج معه الى المباهلة علي و فاطمة و الحسن و الحسين، حيث يقول لهم (ص)، ((اِذا أنا دعوت فأمنوا)) أي فقولوا آمين، فهذا الكلام الصادق من الصادق الأمين أدى إلى ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى اِلا أنه لا نبي بعدي) قال رسول الله (ص) ( إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيــكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِــلُّوا بَعْدِي، الثَّقَلَيـــــْنِ، وَأَحَدُهُمَــــا أَكْـــــبَرُ مِنَ الْآخَــــــرِ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْـلُ بَيْتِي، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَـيَّ الْحَــوْضَ[1] ).فمما سبق أن أهل بيته صلى الله عليه و سلم هم: (علي و فاطمة و الحسن و الحسين) فقط فأكبرهم علي عليه السلام و أرشدهم علما شرعيا وحكمة من الصاحبة كلهم، فالتمسك بعلي عليه السلام كأمير المؤمنين، ثم بفاطمة و الحسن و الحسين كإمامين من بعد علي عليه السلام واجب شرعي على كل مسلم، إذن فالخلافة لعلي عليه السلام من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم الأئمة المعصومين من ذريته.

وعرف كذلك طلب الدنيا ينسي الإنسان الآخرة فتثقله عن عبادة الله، ( قال رسول الله (ص) لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب فاِن القلب كالزرع يموت اؤذا كثر عليه الماء )، و قال (ص) أفضلكم منزلة عند الله اطولكم جوعا و تفكرا و أبغضكم الى الله تعالى كل نؤوم اكول شروب.[2] و العبرة عنده اِنهزام المسلمين في غزوة أحد نتيجة عصيان أوامر الرسول صلى الله عليه سلم في ترك مواقعهم الدفاعية و لهثهم وراء جمع الغنائم، و حين خرج بعض الصحابة رافضين عدم الضلالة قبل موته أدى إلى سقوط الكثير من المسلمين صرعا في ما بينهم بعد يومه الى يومنا هذا.

هل تم حفظ الدين بعد النبي (ص)؟.تم تجهيل الأمة الاِسلامية التي تركها الرسول من بعده حتى لم تعد تعرف قيمة وعصمة آل بيت رسول الله.

و عرف أن الرسول لم يقم طالبا للبيعة بالرشوة، ولا بالدسائس و لا مقابل ذلك المناصب القيادية و الاِمتيازات العسكرية و لا بالموالاة، و لا بالمحاباة لأن أخلاقه الإسلام، ولكن كان ينصِّب القيادات الحربية بالكفاءة و الحنكة الحربيتين فالصلاح، فُعرف عنه صلى الله عليه و سلم في توزيع الثروة (الغنائم) بالعدل بين مختلف أطياف المجتمع الإسلامي في أمصاره المختلفة وكان رءوف رحيم بالمسلمين، قال تعالى، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُتَوَكّلِينَ}

حسب ابن خلدون (إن علاقة السلطان بالرعية هي علاقة ملك بمملوكين. ولذلك يجب أن يتأسس هذا الملك على الجودة و الصلاح. من هنا يجب أن يحقق السلطان لرعيته كل ما هو صالــح لهـــم، وأن يتجنب كل ما من شأنه أن يلحق بهم السوء والضرر. و لذلك وجب أن تكـــون العلاقـــة بين السلطـــان والرعية مبنية على الرفق والاعتدال في التعامل. فقهر السلطان للناس وبطشـــه بهم يـؤدي إلى إفســـاد أخلاقهم، بحيث يعاملونه بالكذب والمكر والخذلان، أما إذا كان رفيقا بهم ، فإنهم يطمئنون إليه ويكنـون له كل المحبة والاحترام، ويكونون عونا له أوقات الحروب والمحن).

يقول بن خلدون في موقع آخر: ( فاِذا فقد الناس عن المعاش و انقبضـت أيديهـــم عن المكاســـب كسدت أسواق و أنتضبت الأحوال {...} و اختل حال الدولة و السلطان لما انها صورة العمران).

و عرف كذلك ان العبرة ليست في كثرة العدد ولا في السابق في الإسلام و لكن في سريرة الفرد و باطنه المملوء بحب الله، و الإيمان به، و الشهادة في سبيل إعلاء كلمته، وعشقه لرسول الله صلى الله عليه و سلم، قال رسول الله (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)[3]

ارتفع شان دولة يثرب الإسلامية منذ أن رحل اِليها رسول الله صلى الله عليه و آله مهاجرا، فاعتمدت الإسلام منهج حياة و عبادة في الدنيا ثم خلاص في الآخرة فتخلت عن التشتت و التشرذم والاقتتال و خوف العقل الإنساني من أرباب مصنوعة بفكرة الشيء الذي يأخذ حيزا في المجال الى معرفة حقيقة خالق الكون لا مكان له حيث هو ، حتى الشيء لا يتخذ حقيقته.

فالشيء المصنوع بقدرة القادر، لن يكون قادرا على كل شئ فمحرم عليه أن يوصف بصفات القادر على كل شيء. إن الخوف من القادر كوّن لدى الإنسان المسلم عزيمة نافذة "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" فاِنطلق العقل المتحرر من الأوثان وعبادة الأوهام الى فكر واضع لبنة الحضارة الإسلامية بقيادة محمد رسول الله المبعوث بالحق، فحينما تضاعف معتنقي الإسلام من أطياف العرب و غيرهم حيث أتسع محيطها، مما أدى بعض المناطق من بلاد الشام المحتل من الروم، و بعض الجمعيات الهمجية العربية الخاضعة لسلطان قوة هرقل والمنقادة تحت باسه و شدة جبروته الى التحرش بهم، فمن حيث يولي العربي الحر وجهه شطر أي مكان فثمة عين عربية مستدمرة تراقب تحركاته من المدينة الإسلامية الى الشام والحجاز ليتحرش به لصالح المستدمر. فقد رفض العربي أن يتخلص من القيود الهرقلية الموروثة، وكل تفكير في التغيير فاِن لم يكن فقابلية الاستدمار، ذلك نتيجة الخوف من المقدور عليه فالجاهلية تجري مجرى الدم فيه ، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا ِبأَنفُسِهِمْ)الرعد:11]؟. فاِنه اِستعمار العقل العربي و اِستدماره.

((ويذكر المؤرخ البيزنطي ثيوفانس أنه كان لبيزنطة عيون تراقب الأحداث في الحجاز. من هؤلاء واحد حمل اسم قطبة، وهو قرشي الأصل، وكان يعمل بمثابة حاجب، أو ترجمان لتيودور أخو هرقل، وصادف في أثناء الإعداد للحمة غزوة]وجوده في الحجاز، فأسرع نحو تيودور يخبره بالأمر، وقد صمتت المصادر العربية بما فيهم كتب الأنساب عن ذكر اسم قطبة، وربما كانت له قرابة أو علاقة مع أبي سفيان، أو أن أبا سفيان التقى مع هرقل وهو الزعيم القرشي التاجر في بلاد الشام ومن وجهاء مكة، وفي الوقت ذاته كانت علاقات تيودور غير مستقرة مع القبائل في بلاد الشام، وأمام هذا الوضع صالح تيودور القبائل ودفع كميات كثيرة من الذهب لقادتها من أجل الاستنفار، ويبدو أن عيونه حدّدت له وقت وصول الحملة الإسلامية، إذ غادرت الحملة المدينة سالكة طريق القوافل بيف الشام والحجاز، فأجتازت تبوك، وواصلت تقدمها حتى معان فنزلت فيها، وتبعد عف المدينة/843كم/ من جهة الشمال، وهي أول بلاد الشراة، وعند قرية كثكث ت حرش أهل تلك القرية بالجيش بعد أن تجوزهم معظمه، فهاجموا ساقته وقتلوا واحداً من المسلمون، ولكن عظم الجيش لم يتوقف لهذا الحادث واستمر في سيره، ورفض القائد زيد بن حارثة العودة إليهم حرصا عمى تركيز الجهود وخوفا من اشتغال المسلمين بهم عن عدوه الحقيقي وتشتيت قواهم، وكي لا يصبحوا بين نارين. وهذا يدل على بصيرة ثاقبة وقيادة حكيمة قلما تتوافر لدى أمراء الجيوش في مثل هذه الظروف، لاسيما وأن هناك هدفا أسمى أمامهم. ولماّ فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيره فجمعوا الجموع. وقام فيهم رجلٌ من الأزد يقال له شرحبيل بن عمر، وقدم الطلائع أمامه، وقد نهزل المسلمون وادي القرى وأقاموا أياما ، وبعث أخاه سدوس الذي قتل فخاف شرحبيل بن عمرو فتحصّف، وبعث أخسً له يقال له وبر بن عمرو فقتل، فسار المسلمون حتى نزلوا أرض معان من أرض الشام[4])).

اِن الإسلام عرّف الحرية أنها حق إنساني و مطلب شرعي، قال الإمام الحسين (عليه السلام) لمن جاء لمحاربته في أرض كربلاء: (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه و أرجعوا الى احسابكم اِن كنتم عربا كما تزعمون، ...)[5]، و ديناميكية اِجتماعية، قال علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً)، فتحركت المدينة حين تبنت الفكرة الإسلامية حيث اِجتمعت فيها مكونات الحرية نحو التحرر من الاِستدمار اليهودي الذي لف بها قرون عديدة فأعمت بصيرة العقل الجاهلي العربي بالطقوس و الخرافات الاسرائلية، حتى تحررت من عبادة أشياء الإنسان الى عبادة خالق الإنسان، فطردت من حولها اليهود، ثم أخذت بجد تهديدات عيون هرقل من العرب فخططت أن تطرد كل مستدمر لأرض العرب . قال تعالى ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الأنفال53 ).

و كل من يعبد الله الحرـ يفعل ما يشاء في ملكوته ـ بإخلاص فهو حر، فلا يرض أن يكون عابدا للعبد، و حق حريته في المستحبات ضمن حرية المجتمع الذي منه. و مَن كان في مجتمع غير حر فلا حرية له فالحرية ليست فردية، إذن يخضع لناموس الاِجتماع فيأخذ منه مقياسا لحريته حتى يصقلها لتكون في إطار النسق الاِجتماعي العام. و بعض من حكام العرب مسلوبي الحرية أموالهم و سلطانهم سوطا بيد غير المسلم، وكل مطلب تغير اِجتماعي الى الحرية رهقه مسلوب الحرية, بل المؤمن أصبح و أمسى يعبد عبد الله خوفا منه؟، فتقهقر في عبادته حتى سلخ الحق منه لباس الحرية، فالعزة، فالكرامة، ثم ألبسه لباس الذل، فالخوف، فالعبودية لغير الله، حتى أخضعه لناموس الحاكم.

ثمة فعل مستدمر:

كيف لسني على منبر الكعبة الشريفة، أو على منبر مسجد رسول الله، أو على منضدة قاعة حفلات أو في قاعة شرفية لسلطان بأن يفتي بقتل مسلم سني ليس على مذهبه؟! فلأنه عبدا لناموس الحاكم فهذا بدوره عبدا لناموس الكافر فمقدسا له، فعابدا له، فخائفا منه، فحين توجد إرادته هي سلطةٌ مكبوحة بلجام بيد الكافر يشدها أو يطلقها أو يكيفها متى شاء و كيفما شاء فيوعز للحاكم أن يقتل مسلم بفتوى على الطلب محللة ما حرم الله ،(قال الراوي: و دعا يزيد [ بن معاوية لعنهما الله و أخزاهم ] بالخطيب و أمره أن يصعد المنبر فيذم الحسين و أباه عليهما السلام و المدح لمعاوية و يزيد عليهما لعائن الله فصاح به علي بن الحسين عليه السلام و يلك أيها الخطيب اِشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبؤ مقعدك من النار ...)[6] . قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ) (البقرة(120، ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [ الأنعام 151 [

ثم كيف لسني أن يفتي للفلسطينيين أن يهجروا أرضهم ليتجهوا الى أراضي أخرى عربية ليعبدوا الله بحرية[7]!. و هل فلسطين أرض يهودية؟ بل هي أرض مسلمة لن نسمح للمغتصب أن يهودها مهما افتوا علماء السلطان. وهل العربي المسلم السني يستطيع أن يعبد الله في بلده بكل حرية؟!بل مرت عليه سنين منع أن يجهر بعبادته أو ينقد السلطان و المساجد تفتح وتغلق وهي خاوية من المصلين و الدروس و الخطب حسب الطلب.

عندما إنسان يخاف من الله يعبده، فيطيع كل أوامره إباحة و نهيا، فيتكل عليه في السراء و الضراء فيناجيه في الظلمة و النور، إذن أرزقه الله من حيث لا يحتسب، فيسخر الله له كل شيء، و مَنْ يخاف مِن المقدر له يطيع أوامره ولو كانت محرمة عند الخالق "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق[8]" حتى أشرك المقدر له بالمقدر في الخوف، ثم يجعل المقدر له مقدسا متوكلا عليه في الرزق و في النعمة طالبا اِياه, فيقدر الله رزقه، ان الخائف أشرك شركا حتى أخافه الله من كل شيء. قال تعالى :{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (سورة النحل 125)

قال تعالى (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء 15) . و تجنبا للاِقتتال فتثبيتا للحجة، جعل رسول الله رسلا للعرب و للعجم، فدعا ناس الشام المحتل الذي عم العسف فيه أن يتحرر بالإسلام من استبداد الرومان الذي جعله رؤساء القبائل صنما يحتمون به، فاستدمر العقل حتى اِستعمره، أو، أن لا يتعرضوا الى حركة القوافل من يثرب إلى الشام أو العكس لتأمين الحركة التجارية النفعية ظاهرا و الدعوة السرية السلمية باطنا لنشر أخبار المدينة المنورة الإسلامية بالدين الجديد المعتمد فيها، و لتفكيك ضعف العقل العربي و هوانه من رباطات عقد الصنم الهرقلية, والقابلية الاستدمارٍية ثم حقنه بأفكار الحرية و العزة و الكرامة تحت ضل دين الإسلام.

لذلك أرسل رسول الله الحارث بن عمير الأزدي رسولا الى والي بصرى الشام, فقتله شرحبيل بن عمرو الغساني سيد مؤتة و هو في الطريق, ثم أرسل النبي صلى الله عليه و سلم سرية عمرو بن كعب الغفاري في خمسة عشر رجلا من الصحابة مهمتهم تبليغ رسالة الإسلام بالطرق السلمية الدعوية وهم بين الكرك و الطفيلة اِلتقوا قوما فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا؛ فرموا ورشقوا السرية بالنبال، ثم قاتلوا أفرادها قتلا عنيفا.

‹‹عن عمر بن الحَكَم قال: بعث رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، الحارث بن عمير الأزديّ إلى ملك بُصْرى بكتابه، فلمّا نزل مُؤْتَة عرض له شرحبيل بن عمرو الغَسّاني فقال: أين تريد؟ قال: الشأم، قال: لعلّك من رُسُل محمد؟ قال: نعم أنا رسولُ رسولِ الله،صَلَّى الله عليه وسلم. فأمر به فأُوثقَ رِباطًا ثمّ قدّمه فضرَب عنقه صَبْرًا، ولم يُقْتَل لرسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم،رسول غيره. وبلَغ رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، الخبر فاشتدّ عليه ونَدَب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث بن عمير ومَن قتله، فأسرعوا فكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مُؤتَةَ››.

و بلغ الخبر رسول الله ، فعزم أن يبعث إليهم من يقتص منهم.

إستراتيجية رسول الله صلى الله عليه و سلم حول المدينة قامت على المسح الشامل للأراضي المجاورة لها بنزع كل ألغام العرب المناهضة، و ضمها الى الدولة الإسلامية باعتناقهم الإسلام أو عدم المعاداة لها، ذلك لتأمين حدود الدولة الحديثة من كل غزو مباغت، حتى أنقل كل الحروب الى أراضي بعيدة نوعا ما عن حدودها، فحينئذ انتقلت يثرب من يثرب الجاهلية أرض الفتنة و الدم الى دولة المدينة حيث يوجد السلم و الأمن و الحرية وقاعدة اِِنطلاق لتحرير العرب. لذلك نجد في غزوة حنين حين تم توزيع الفيء على ناس مكة المؤلفة قلوبهم بالمهاجرين، أما الأنصار فلم يحصلوا على شيء من الماديات ... قال رسول الله لهم: {[...] أما و الله لشئتم لقلتم ...أتيتنا مكذبا فصدقناك و مخذولا فآويناك و عائلا فاسيناك أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم اعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا و وكلنكم الى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة و البعير و ترجعوا برسول الله إلى رحالكم...}. ففي هذا الكلام الشريف الشافي الكافي أراد من باطن كلامه أنّ المدينة يجب أنْ تكون آمنة من بعده كما هي آمنه في حياته، فقد بين في حياته لمن تكون بعد موته وحيث غدير خم بعد عودته من حجة الوداع قد جعل خلافته في آل بيته، فقال رسول الله: «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه» ثم دعا اللهَ قائلاً: «اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأحب من أحبه ، و أبغض من أبغضه، و أنصر من نصره، و أخذل من خذله ».و قال له من قبل ذلك حين اِستخلفه على المدينة:{أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي}. و ذلك ما فعله أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه عند فتنة الجمل فنقل الحرب بعيدة كل البعد عن أرض المدينة، حتى الحسين عليه السلام خطى خطوات أبيه في إبعاد الحرب عن المدينة المنورة فكانت في كربلاء ارض الشهداء من الأئمة و أصحابهم و عشاق محمد رسول الله و آل بيته حيث التصفية الشاملة لهم.

فالإمامة قضية أساسية في بناء المجتمع المســلم الواحد، وأحــد لبناته الصلبة المحصِنة تشدُّ وحدة الأمة الإســــلامية، و قنديل نــــور تنير أفكار الحاضر الديناميكية البـــاعثة للاِنطـلاقة الحضـــــارية المنشودة، و إطار معرفي جامع حين الوثبة النهضوية الإسلاميــة، و حكمة منقضـــة عند اِشتداد زخم الفكري الخانق و كابحة لجام التطـــرف المذهبي و صمّـــام أمـان حين تظهر بوادر اِنحطاط خلق المجتمع قبل أن يتفـكك، اِذن تعتبر النسق العام للأمة فتنسجه نسجا ثم تربط أعضائه بعلاقات مكونة أمة علائقية حتى لا تعيش متفككة فمنتثرة في أقصاع الأرض <<أطيـعوا الله و أطيـعوا الرسـول و أولـو الأمـر منـكــم[9]>> المائدة

فبها (الإمامة ) يتشكل المحور الأساس و يرتسم الاِتـجاه القـويم المستقبلي للأفراد في حركتهم العقائدية[10] و فورانهم الحضاري الراهن، لتحقيق الغاية الإسلامية حيث يعبد الله الواحـــد الأحد بدون خـوف ولا كراهية، وإحلال السلم و السلام، فالأمن، فالأمان، ثم تحقيق العدل على الأرض، و زحزحة أفكار الحضارة المادية لاِ إنسانية المدمرة و المفككة لبنية الاِجتماع والكون، حتى أصبحت (الاِمامة) علاقة ربط بين الفرد و الجماعة، و المجتمع فـي تفاعلـــه الســوسيو السياســـي و الاِقتصـــادي، فقطب يلف حوله المجال التربوي في أمور الدين و العقل و النفس و الحس[11]، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم << إِنِّـي قَـدْ تَرَكْـــتُ فِيكُـــمْ مَا إِنْ أَخَذْتُـــمْ بِهِ، لَنْ تَضِلّــُوا بَعْـدِي، الثَّقَلَيْــنِ، وَأَحَدُهُمَـا أَكْبَــــرُ مِنَ الْآخَـرِ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَـى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتي، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَـيَّ الْحَوْض[12] >>، فان لم تكـــن (الاِمامة) قد اِنفجـــر باطن المجتمع، فينتحر العقـل الجمعي ثم يحترق الظاهر بنـار الفتــن[13]، فمن لم يتمسك بحبلها حينا تجرع ذل الاِختراق فالتشتت فالاِستعمار.

و يطلب أقوام مواريث هالك *** وفينا مواريث النبوة و الهدى[14]

اِن مسار الزمني الفكري الحضاري الاِجتماعي و حركته نحو الاِستقبال حين ينفصل عن أحداث المــاضي ، يتقمص أفكار الحال فيتلاشى فكره عن الماضي تاركــا تجويفات بين حلقاته محقونة بالاِختراقات الروائية الإسرائيلية و الأموية فتكسر شدّة تماسكها، فعند اِستحالة تباين الأفكار حين تعبر الحال الى الاِستقبال تصبح مستدمرة للعقل فمستعمرة للفكر، فميتة مميتة قاتلة للمجتمع فتتضاءل أهميتها حيث الفطناء, حتى تتلاشى في طي النسيان[15] فيقبر الحدث، و تعظم بالنقل عند البلهاء. ((لا عليك فالعرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون)). مقولة اِسرائيلية

هذا الأمر لم نجده حدثا ولا حاصلا في حدث الإمــامة وعصمتهــا فكلمــا تعمقت في آفاق الاِستقبال بحلقات شديدة التماسك بدون انقطاع أو اِنفصال فزاد تأثيرها الايجابي في الناس، فتفاعلها الجمعي، ففاعليتها الحضارية حتى أثرت في ألأفراد فكريا فانجذبوا اليها فازداد مريديها بكل اِقتناع بأن حدثها هو المحرر من كل تبعية و الجامع من كل تشتت بين المذاهب و تأثير الأفراد.

(( و لعمري لقد وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات و ألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية عن ظلم الجهالات و رأيت سبلها لائحة و طرقا واضحة و أعلام الهداية و الفلاح على مسالكها مرفوعة و أصوات الداعين إلى الفرز و النجاح في مناهجها مسموعة ووصلت في سلوك شوارعها الى رياض نضرة و حدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم و ثمار كل حكمة و أبصرت في طي منازلها طرقا مسلوكة معمورة موصلة إلى كل شرف و منزلة فلم أعثر على حكمة إلا و فيها صفوها و لم أظفر بحقيقة اِلا و فيها أصلها ))[16]

اِن من أعظم المشاكل الاِجتماعية التي تهدد صحتها العقلية من الاِختراق الاِستدماري، و تشل قدراتها الإبداعية في الإنتاج الفكري، التي ينجر عنها التبعية الاِقتصادية، و السياسية، و التفسخ الاِجتماعي و الفوضى العمرانية، و القابلية الاستعمارية؟، و هي اِفتقارها للحرية، فيومئذ حتمية الاِستدمار، قد وجد في تراث أئمة اهل البيت (عليهم السلام) دعوات كثيرة تحث على فكر الحرية في إطار نهج جدهم محمد صلى الله عليه و سلم و نسق أبيهم علي عليه السلام. : "مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بشيخ مكفوف كبير يسال، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! نصراني، فقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): 'استعملتموه حتى إذا كبر، و عجز منعتموه؟ أنفقوا عليه من بيت المال[17] ' "، قال أمير المؤمنين عليّ ـ عليه السلام ـ:|‹‹أيُّها النّاسُ أنّ آدم لم يلد سيّداً ولا أمةً وإنّ النّاس كلهم أحرار‹‹ فبلغوا أمرها إلى النــاس << يَـٰأَيُّها ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّك[18]>> و وجّبَِتِ أضـداد المعارضين.

مؤتة قطعة من الأردن و هذا البلد جزءا من بلاد الشام, و مفترق الطرق المتجهة غربا: الى البحر الأبيض و مصر و شمال إفريقيا, و جنوبا: إلى شبه الجزيرة العربية و البحر الحمر و شرقا: العراق و الخليج و شمالا تركيا و سورية, و ترقد الأردن على بعض الحضارات الإنسانية القديمة يدل هذا أن الأردني رجل عاقل يفهم في تقلب الحضارات.اِن فتح الأردن و ضمها الى الدولة الاِسلامية يعتبر درعا متين يصعب اختراقه للوصول للمدينة المنورة , و نقطة اِنطلاق في جميع الاتجاهات لنشر الإسلام.

تفطن الروم الى إستراتجية رسول حتى أمر سوطه العربي كي يقتل كل سفير أو داعية إلى الله، فيسلب، فينهب، فيقتل كل قافلة متجه إلى المدينة أو آتية منها إلى الشام حتى كان له ذلك في رسول الرسول(ص), و سرية الدعوة بقيادة عمرو بن كعب الغفاري.

اِن الحضارات الإنسانية قامت بالانقلابات أسمنتها دماء البشر و ماؤها دموع الثكالى، وحصبائها جماجم الأبرياء, و أساسها القمع والاِغتيالات و الفتن. فحضارة الإسلام لبنتها بيعة رسول الله أسمنتها العقيدة التامة بوحدانية الله و محمد مبعوث لنشــر الخير و الحـــق لتعريف البشرية بحقيقة خالق هذا الكون، و لبنتها الاِستشهاد في سبيل الله، و أساسها الطاعة التامة لرسول الله قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}]الفتح: 10[.{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}.[ النساء:59 ].

فتسيير الأمم و اِستحواذ على مقعد التسيير كان، و ما زال، و ليكون في الـــدول العربيـــة عن طريق الاِنقلابات العسكرية و الاِضطرابات الاِجتماعية و بالطرق اللا شرعيـة ثم يرغــــم الشعب قهرا فجبرا على الطاعة ثم الانسياق الى الأوامر، إذن فحق الطاعة كان جبرا[19]، و ما يزال، و سيكون. فبينما تسيير الأمة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم قد كان بالبيعة أي، بالرضي، و القبول، و الطاعة ، و هذا ما قام به النبي (ص ) المبعوث بالحق بأهل المدينة عند العقبة قبل ان يهاجر الى المدينة المنورة، حينئذ تم مبايعته بحرية ، فيومئذ وضعت لبنة أول مدينة الحرية الاسلامية الجامعة، فاِحتضنت أهل المدينة (أنصار) و أهل مكة (مهاجرون) فمؤاخيا بينهم، فمحا جميع الفوارق الاِجتماعية و العنصرية و القبلية، فتوحدت هذه الجموع من أجل بناء المدينة الكبرى الإسلامية المسالمة، اِذن المدينة الوحيدة التي دخلها الرسول بدون حرب و الوحيدة التي استقر فيها ولم يفارقها حتى بعد فتح مكة، فأرادها "رسول الله" أن تكون مدينة بعيدة عن كل الحروب حتى لا تتنجس بنجاسة الطغاة المنافقين.

و لكن أعداء أهل بيت رسول الله نجّسوها بعد وفاته مباشرة بحرق باب بيت فاطمة الزهراء عليها السلام الذي يطل مباشرة على المسجد، حيث وقع قتل اِبن بنت رسول الله "المحسن " بعد دفْعهم الباب بقوة على بطنها و التي كانت ورائه، فناشدتهم ان لا يفعلوا ذلك لينكشفوا على حرمة أهل بيت رسول الله، حيث أجهضت، فدخان الحطب والباب غطيا سماء المسجد الذي قال الرسول فيه: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي))، ثم انتشر الى قبر الرسول، و بعد ذلك تطاولوا على أمير المؤمنين علي عليه السلام في بيته لأخذ البيعة منه إرهابا، عندئذ نجّسوا رياض الجنة بأحذيتهم وبكلامهم المنحط، حتى لطخوا سماء الجنة بدخان النار التي أشعلوها في المسجد. فيومئذ أول مسجد اِشتعلت فيه النار كان بباب بيت فاطمة البتول عليها السلام الذي يطل على الروضة من رياض الجنة مباشرة فلا حاجز بينهما، فهذا الباب لم يجف من عرق يد الكريمة لشفيع الأمة فجففوه حين أشعلوا النار فيه حتى لا يبقى أثرا و مزارا لاتباع الأئمة عليهم السلام، فيومئذ أول شهيد المحسن مات بالإجهاض،فيومئذ الثاني ففاطمة الزهراء شهيدة متأثرة بالإجهاض و بالحسرة مما فعل أصحاب أبيها النبي (ص) بهم.

قال الاِمام علي كرم الله وجهه في رثاء الرسول صلى الله عليه و سلم

فقد نزلت بالمسلمين مصيبة *** كصدع الصفا لاشعب للصدع في الصفا

فلن يستقل الناس ما حل فيهم *** و لن يجبر العظم الذي منهم وهي

وفي كل وقت للصلاة يهيجها *** بلال و يدعو باِسمه كلما دعا

و يطلب اقوام مواريث هالك *** و فينا مواريث النبوة و الهدى

قال الاِمام في الخلافة:

فاِن كنت بالشورة ملكـــت أمورهـــم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب

و ان كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي و أقرب

*************

لنا ما تدعون بغير حـق *** اِذا ميز الصحاح من المراض

عرفتم حقنا فجحدتمــوه *** كما عرف السواد من البايض

كتاب الله شاهدنا عليكـم *** و قاضينا الِاله فنعـــم قــــاض

فحق الرسول ليطاع تم بالبيعة من طرف ممثلي الأطياف الاِجتماعية المختلفة لأهل يثرب، فاتى من المدينة ثلاثة و سبعون رجلاً و إمرأتان من قبيلتى الأوس و الخزرج فجلسوا مع الرسول و أتفقوا معه على تأييده فى دعوته النبيلة ثم إنهم بايعوا الرسول على أن يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة، حيث عرضوا علية ان يتقدم أليهم كنبي مرسل و إمام وقائد بكل حرية.

حق الطاعة لرسول الله لم يأخذ بالقوة والجبروت و إقصاء طرف أو أطراف أخرى من المجتمع، ولكن بالإقناع العقلي فتحول إلى عاطفة جياشة في حبهم لرسول الله، فأحب الفرد اليثربي رسول الله أكثر مما يحب أهله و عشيرته.

فأصبج أحمد فينا عزيزا *** عزيز المقامة و الموقف

فيا أيها الموعد وه سفاها *** و لم يأت جورا و لم يعنف[20]

و لكن هذا الأمر لم يدم بعد و فاته فالطاعة أخذت بالقوة و الجبر على أهل بيت رسول الله .

{[...]، و ساقوهم كما يساق سبي الترك و الروم، فقال النسوة: بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين عليه السلام، فرموا بهم على الحسين عليه السلام و أصحابه و هم صرعى، فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن و ضربن وجوههن قال الراوي: فوا لله لا أنسى زينب بنت علي و هي تندب الحسين عليه السلام و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب يا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمل مقطع الاعضا و بناتك سبايا، الى الله المشتكي و إلى محمد المصطفى و إلى علي المرتضى و إلى فاطمة الزهراء و إلى حمزة سيد الشهداء، يا محمد هذا حسين بالعرى تسفي عليه ريح الصبا قتيل أولاد البغايا، واحزماه وا كرباه عليك يا أبا عبد الله.اليوم مات جدي رسول الله، يا أصحاب محمد هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.

وا محمداه بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا، و هذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة و الردى، بابي من أضحى عسكره في يوم الاثنين نهبا، بابي من فسطاطه مقطع العرى، بابي من لا غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى، بابي من نفسي له الفدى، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبته تقطر الدما، بابي من جده رسول السما، بأبي من هو سبط نبي الهدى، بأبي محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي علي المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء، بابي من ردت الشمس حتى صلى[21]}.

أحد الشعراء يرثي قتيلا من آل رسول الله صلى الله عليه و سلم[22]:

رأس ابن بنت محمد ووصيه *** للناظرين على قناة يرفع

و المسلمون بمظر و بمسمــع *** لا منكـــر منهــم و لا متفجـــع

كحلت بمنظرك العيون عماية *** واصم رزؤك كـل أذن تسمـــع

أيقظت أجفانا و كنت لها كرى *** و أنمت عينا لم تكن بك تهجـع

ما روضــة الا تمنـــت أنهــــا *** لك حفرة و لخظ قبرك مضجع

"فلما كان الليل من ذلك اليوم الذي خطب فيه عمرو بن سعيد سمع أهل المدينة في جوف الليل مناديا يسمعون صوته ولا يرون شخصه[23]".

ايها القاتلون جهلا حسينـــا *** أبشـــروا بالعذاب و التنكيـــل

كل أهل السماء يدعو عليكم*** من نبــــي و ملائـك و قبيــــل

قد لعنتم على لسان ابن داو *** د و موسى و صاحب الاِنجيل

اِن الحروب قبل الإسلام و بعد وفات الرسول بنيت على العدة و العدد إلا غزوات رسول الله بنيت على أساس "البيعة" ثم العدة فالعدد، تختلف كل الاختلاف عن الحروب الإنسانية.

اِذن ما هي الأسس التي بنى بها مجاهديه؟.

اول شيء قام به رسول الله صلى الله عليه و آله: البيعة فالبيعة تشمل العديد من الجوانب و نذكر منها ما يلي:

· العقيدة: يتمتع المبايعون لرسول الله (ص) بعقيدة يؤمنون بها فيموتون من اجلها: و هي عقيدة الإسلام ـ لا يوجد نصراني أو يهودي بايع رسول الله على نصرة الإسلام ـ +قال تعالى{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}(النساء141

· التضحية و الوفاء: فئة قليلة تضحي بما لديها من اجل نصرة الاِسلام و رسول الله كافية أن تغير مجرى الأحداث من هزيمة الى نصر قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. التوبة111

· التآزر و التكاتف في وضع لبنة الحضارة, و أثناء الحرب من اجل هدف واحد هو نصرة دين الله و رسوله, و بناء الدولة الإسلامية حامية ظهر المسلمين, قال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة 71/72 .

يقول السيد قطب :{ اذا كان المنافقون بعضهم من بعض فالمؤمنون و المؤمنات أولياء بعض, فالولاية تحتاج الى شجاعة و إلى نجدة و إلى تعاون, اِن طبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة اِنه التضامن في تحقيق الخير و دفع الشر و تحقيق الخير و دفع الشر يحتاج إلى ولاية و التضامن و التعاون, ومن هنا تقف الأمة صفا واحدا لا تتخل بينهما عوامل التفرقة فهم يتجهون بهذه الولاية إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أعلاء كلمة الله, و تحقيق الوصاية لهذه الأمة في الأرض[24]}.

· الطاعة: الخضوع التام لله ولأوامر رسوله, قال تعالى {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}. ( 80 النساء). طاعة الله من طاعة الرسول, و طاعة الرسول من طاعة أمير المؤمنين, و طاعة أمير المؤمنين من طاعة الأئمة المعصومين, و طاعة المعصومين من طاعة أوليائهم من بعدهم.

· الأمانة: و هي الجانب الخلقي الذي اكتسبه الفرد عند اعتناقه للإسلام و أخذ العلم و التعاليم الإسلامية من محمد رسول الله صلى الله عليه و آله, قالت ابنت شعيب عن موسى عليه السلام: (إن خير من استأجرت القوي الأمين ) القصص 26, البيعة أمانة في عنق كل فرد يجب صيانتها و تحتاج إلى الصدق و المصداقية و الثقة في الله و حفظ الأسرار و الاِلتزام بالتعاليم الإسلامية أثناء الحرب و بعده و هذا المنهج الأخلاقي يعتبر الجوهر الأساس في كل الانتصارات الجهادية مع الرسول أو بعده .

· البيعة لغة و اصطلاحا:

· قال ابن الأثير: (إن البيعة عبارة عن المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره

· . وقال الراغب الأصفهاني: (وبايع السلطان إذا تضمن بذل الطاعة له، ويقال لذلك بيعة ومبايعة.

· وقال ابن خلدون: (اعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على أنه يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره، وكانوا إذا بايعوا الأمير وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيدا للعهد، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، فسمى بيعة، هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع، وهو المراد في الحديث في بيعة النبي ليلة العقبة وعند الشجرة.

قد جمع الروم جيشه بإدماج القبائل العربية إذلالا في المقدمة لزج بهم في عمق الصحراء حيث المدينة المنورة كدرع يمتص ضربات المسلمين، و باروماتر يقيس القوة القتالية لدى المسلمين. قد وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فجهز جيشا باغت به الجيش الروماني في طريقه تحاشى العرب باِتجاه مؤتة قاعدة الرومان لتلقينهم درسا في الشجاعة و البسالة و الإيمان عند المسلمين[25] بجيش قوامه ثلاثة آلاف و أمر عليهم ثلاثة أمراء بالتناوب زيد بن حارثة. و قال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فاِن أصيب جعفر فعبد الله بن رباحة على الناس، اِن هؤلاء الأمراء يؤثرون الموت على الحياة.

و لكن شيعة آل البيت (عليهم السلام) يقدمون جعفر بن عبد المطلب في الترتيب على زيد بن الحارثة و لهم حجتهم في ذلك. جعفر أبن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخو علي بن ابي طالب عليه السلام ومن الأوائل الذين اسلموا, زيد بن الحارثة تربى في أحضان رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن الأطفال الذين اسلموا و كان معه في دعوة رسول الله الى الطائف و ما تلقاها من الضرب و الرمي بالحجارة و الشتم و الاِهانة , و اِبن رواحة من أوائل ألأنصار الذين أسلموا و هو لسان مسلول في سبيل الله

ü اِختراق عقل المسلم و استدماره

حديث أخبار عن غزوة مؤتة:

قال: اخبرنا محمد بن عمر, قال: حدثني اِسماعيل بن مصعب, عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت قال: لما كان يوم مؤتة و قتل الأمراء اخذ اللواء ثابت بن اقرم و جعل يصيح: يا لَلأنصار, فجعل الناس يثوبون إليه.فنظر إلى خالد بن الوليد فقال: خذِ اللواء يا ابا سليمان, قال: لا أخذه, أنت أحق به, لك سنّ و قد شهدت بدرا. قال ثابت؟ خذه, أيها الرجل, فوا لله ما أخذته إلا لك! و قال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد؟ قالوا: نعم فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة و جعل المسلمون يحملون عليه, فثبت حتى تكركر المشركون, و حمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم, ثم دهمه منهم بشرا كثير فانحاش بالمسلمين فانكشفوا راجعين.

نحاول تفكيك ألغام هذه الرواية:

{اخذ اللواء ثابت بن اقرم و جعل يصيح: يا لَلأنصار, فجعل الناس يثوبون إليه,}

الياء: حرف نداء:للضجر.

الأنصار اسم مجرور: المنادى.

ثابت بن الرقم اختص بندائه "الأنصار".

ثاب اليه الناس : لماذا الراوي لم يقل ثاب اليه الأنصار و لكنه قال الناس؟.

هنا أجد عدة قراءات:

ü الفارون هم الأنصار.

ü الفارون هم المهاجرون

ü الفارون (الناس): من الأنصار و المهاجرين .

ü الباقون في قلب المعركة هم الأنصار.

في الحروب الاِسلامية قبل اِستشهاد الأمير يعين من يستخلفه أثناء المعركة لكي لا يبقى الجيش بدون قائد يحتضنه من كل تشتت و تلاشى جموعه فاِندحار، حتى لا يحدث الفوضى الطرف المهزوم نفسيا من الجيش، و لهذا نجد ان ثابت بن أرقم أخطف اللواء قبل أن يسقط و يتلطخ بالدماء النجسة للكفار لأن مسته يد الكريمة الشريفة لرسول الله، فصاح "يا للأنصار" فألتف حوله جمع الأنصار فأكمل المعركة بأصحابه شادا على الكفار حتى تكركروا، فنزل الظلام على ساحة المعركة.

الراوي لم يستطع التفريق بين الفار من المعركة و الثابت فيها لهذا قال (الناس)، أو الراوي كتم ثبات الأنصار في المعركة بعد موت عبد الله بن رواحة. فثابوا ( الناس) اليه ( ثابت بن أرقم) في قلب المعركة اِذن "الناس" تعود إلى الأنصار، و الباقي فر من المعركة، فالراوي شوش عقل المتلقي بكلمة الناس، الأصح ان ثابت بن أرقم ثابوا اليه الأنصار عندما سمعوا ندائه فمنه علموا أن الأمير الثالث لقد أستشهد و فهموا كذلك أن القائد في المعركة هو ثابت بن أرقم بالنيابة فأراد منهم ان يثبتوا ليستكملوا المعركة التي خذوها مع الأمراء.

ما معنى "يثوبون":

ثابَ / ثابَ إلى يَثُوب ، ثُبْ ، ثَوْبًا وثُئُوبًا وثوابًا وثَوَبانًا ، فهو ثائب ، والمفعول مَثُوب إليه :-
• ثاب المرءُ رجع ، عاد ، ارتدّ إلى الصواب :- ثاب إلى عقله ,الى ذهنه : عاد إلى حالته الطبيعية[26] .عندما ناد ثابت بن أرقم يا للأنصار صار الناس يرجعون إليه.

ü السؤال: هل يرجعون بعد الفرار؟, أم يرجعون من المعركة؟.أم يرجعون و هم في صلب المعركة ليحملوا على العدو بعقيدة البيعة التي في أعناقهم أن يحموا الإسلام و لهم الجنة.

ü الفار يرجع . (‏الرجوع‏)‏: العودة إلى ما كان منه البدء

ü ‏(‏الرجعة‏)‏: العودة من الطلاق‏. الرجعة : أذن العودة الى مكان المعركة بعد فرارٍ

ü ما معنى اصطلحتم؟:

اصْطَلحَ القومُ : زالَ ما بينهم من خلاف: اصطلح القوم على خالد بن الوليد: أي زال الخلاف على خالد بن الوليد: إذن كان اِختلاف على خالد بن الوليد كأمير بعد الأمراء الثلاثة، أي لم يقبلوه كأمير.

(و حمل بأصحابه ففض جمعا من جمعهم)

و حمل على أصحابه ففرق جمعا من جمعهم. ماذا يعني هذا الكلام؟: أفهم من هذا الكلام قراءتين:

الأولى : مجموعة من المجاهدين لم تستطع أن تقاوم الكفار( هذه الفئة كانت خائفة منذ البداية من عدد الكفار ) فانسحبت من المعركة بما فيها خالد بن الوليد بعد اِستشهاد عبد الله بن رواحة وأخذ اللواء ثابت بن أقرم فقام مناديا يا للأنصار ليستمر في قتال المشركين ـ لأنه بدري و لا يخيفه عدد المشركين و يعلم جيدا أنه جنديا كان أم أميرا فهو اِستشهادي سيموت في هذه المعركة التي خرج من اجلها مثل الأمراء الثلاثة، و لهذا فليتنافس المتنافسون ـ {[...]عن ابي هريرة،[...]، فبرق بصري، فقال لي ثابت بن أرقم: يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعا كثيرة ! قلت: نعم. فقال: اِنك لم تشهد معنا بدرا، اِنا لم نـنصر بالكثرة[27]. رواه البيهقي }و لهذا السبب قام المخترقون المستدمرون بإضافة الجملة التشويشية التالية: ـ{ فنظر إلى خالد بن الوليد فقال: خذِ اللواء يا ابا سليمان، قال: لا أخذه، أنت أحق به، لك سنّ و قد شهدت بدرا. قال ثابت؟ خذه، أيها الرجل، فوا لله ما أخذته إلا لك!}، السؤال الذي يطرح : هل الصحابة البدريون يقسمون بالله كذبا؟: (، فوا لله ما أخذته إلا لك) ،و الله قسم ( لماذا ثابت بن أرقم نادى يا للأنصار تخصيصا في أول مرة، و لم ينادي خالد بن الوليد و كان أمامه ، أو إن كان أمامه؟!) ـ فـنِزع اللواء منه، و بقيت المجموعة الثانية داخل المعركة تقاتل الكفار حتى تكركر المشركون.

· ثانيا :عندما أخذ ثابت بن ارقم اللواء كان في قلب المعركة يقاتل الكفار مع الفئة الثابتة لم يرى أمامه إلا الأنصار حوله فناداهم ( يا للأنصار) ــ يذكرني هذا المشهد الرهيب بناداء الرسول (ص) في غزوة حنين يا للأنصار فقالوا لبيك يا رسول الله ــ بعدها تكركر الكفار على يديه ففض جمعا من المشركين و حط سواد الليل و ظلمته و قع سوء تفاهم بين الثابتين على القتال و على عهد الأمراء الثلاثة و المنحازين الى عدم القتال هنا حمل ( خالد بن الوليد ) بعض أصحابه ( المنحازون الى عدم القتال ) ففض جمعا من جمعهم (أي الثابتين), و عندما رأى المشركون أو وصلت لهم معلومات تفيد أن المسلمين تفرقوا الى فريقين : فريق يريد القتال و فريق يريد الاِنسحاب، فهجم عليهم حتى لا يثبتوا على وحدة الكلمة أو يتقلب فريق الاِستشهادي على الخائف ففروا جميعا لأن شوكتهم ضعفت.

نحاول نزع الجملة المستدمرة من الرواية نقرأ التالي: قال: [...]: لما كان يوم مؤتة و قتل الأمراء اخذ اللواء ثابت بن اقرم و جعل يصيح: يا لَلأنصار, فجعل الناس يثوبون إليه, و حمل بأصحابه ( الباقون على العهد) فثبت حتى تكركر المشركون ففض جمعا من جمعهم ( جمع المشركين). و توقفت الحرب نتيجة الظلام (فالقتال شرس, وليفض ثابت بن أرقم النزاع قال: اصطلحتم على خالد؟ قالوا: نعم فأخذ خالد اللواء فحمله ساعة و جعل المسلمون يحملون عليه فانحاش "أي ابتعد" بالمسلمين فانكشفوا راجعين.

{من تحريفاتهم المفضوحة روايتهم (الصحيحة الموثقة) أن المعركة استمرت سبعة أيام ، مع أنها كانت ليوم واحد وكان أبطالها القادة الثلاثة فقط وأولهم جعفر رضي الله عنه ! وبعد استشهادهم اضطرب جيش المسلمين ، فأخذ الراية ثابت بن أقرم وحاول أن يواصل المعركة ، فلم يطعه إلا قلة ، وأطاعوا خالد بن الوليد الذي انهزم بهم !(( وانهزم المسلمون أسوأ هزيمة ، وأتبعهم المشركون فجعل قطبة بن عامر يصيح: يا قوم يقتل الرجل مقبلاً أحسن من أن يقتل مدبراً فما يثوب إليه أحد[28]))(الإمتاع 1/340.)}

( اراد خالد بن الوليد ان ينسحب بدون خسائر وينجوا بجيشه من كماشه الرومان ويعتبر هذا انتصارا اعتمد خالد بن الوليد في خطته على الحرب النفسية حيث أمر عدد من الفرسان بإثارة الغبار خلف الجيش ، وتعلوا أصواتهم بالتكبير والتهليل ، كذلك قام بتبديل الرايات بحيث جعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة ، وكان ذلك لكي يظن الروم ان مددا كبيرا وصل المسلمون من المدينة ،وتكسر في يد خالد بن الوليد في هذه المعركه 9 سيوف وكان خالد بن الوليد يقاتل بسيفين معا, بكل يد سيف وبدا القتال حتى وصلوا الى خيمه قائد الروم ثم امر خالد بانسحاب بالجيش بطريقة منظمة وشكّوا ان خالد اراد بهم كمين ليصتاد الروم ولم يتبعوا خالد في انسحابه ، وادرك الروم انهم وقعوا في الخدعة ، ولكنهم لم يستطيعوا اللحاق بالمسلمين ، وعاد الجيش إلى المدينة المنورة.) منقولة تتكرر كثيرا .

هذا الكلام يتردد كثيرا دفاعا عن خالد بن الوليد، هل العاقل يصدق هذا الكلام؟. نحاول ان نبين الكذب

كيف لخالد بن الوليد أن يغالط الرومان "باِثارة الغبار" و هو لا يعرف الأرض التي تجري عليها المعركة؟. او كيف يغالط الرومان الذي قوامه مأتي الف جندي و عيونه كل عرب الشام.

{جعل المقدمة مؤخرة والميسرة ميمنة}. متى غير هذا؟، هل في النهار أم في الليل.

فاِن كان في النهار فلأرض مكشوفة، سهل منبسط ليس فيه جبال ولا عوائق طبيعية من مياه أو أشجار أو أي شيء، موقع لا تصلح للمناورة و التمويه لمخادعة الرومان ، واِن كان في الليل، هل الرومان يعرف مواقع المجاهدون بأسمائهم و وجوههم كل جندي يقابل نفس الجندي منذ بداية المعركة فأختلط عليه الأمر عند تغيير مناصب المجاهدين.

لم يعد العقل الحاضر عقل الموجة الثالثة الحضارية يقبل هذه الخزعبلات.

نجد في رواية أخرى تم حذف كلمة النداء يا للأنصار فنقرأ منها

]...] ثم نزل فاتاه ابن عم له بعرق من لحم أي عظم عليه لحم فقال شد بهذا صلبك فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا وألقاه من يده وتقدم فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد فانحاز بالناس ورجع فلقيهم المسلمون يحثون في وجوههم التراب ويقولون[29] [...].

أين هو العنصر المهم في هذه الرواية؟: اخذ اللواء 'ثابت بن اقرم' نفهم من هذه الرواية أن خالد بن الوليد اخذ مباشرة الراية بعد موت عبد الله بن رواحة و لم تسلم له من طرف ثابت بن أقرم.

فإذا أخذنا الرواية أين نجد فيها: "اخذ اللواء ثابت بن اقرم و جعل يصيح: يالَلأنصار, فجعل الناس يثوبون إليه".

ما هو السر المخفي في حذف نداء "يالَلأنصار"

· هنا ثابت بن أقرم خصص فئة معينة من المجاهدين و هم الانصار لم يقل "ياللمجاهدين" أو يقول "ياللمهاجرين" ,أو ياللمسلمين لأنه يعلم جيدا ان الأنصار بايعوا رسول الله على أن يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة, وهم ثابتون على العهد لأنهم اشتروا الجنة ببيعة العقبة, و يعلم ان في المهاجرين حديثي العهد في الاِسلام و منهم خالد بن الوليد لم يثبتوا وفروا منها خوفا على أرواحهم, و يعلم كذلك أن الذين صمدوا هم الأنصار وهم الفئة القليلة, و ثابت بن أقرم يعلم جيدا و هو واحد منهم أن الأنصار ثابتون على البيعة أن يموتوا في سبيل الله و أرواحهم فداء لله و أن هذه المعركة هي معركة اِستشهادية في سبيل هذا الدين, و وعى جيدا أن كلمة الأنصاري بن رواحة نزعت من قلب الأنصار الخوف من الموت و ثبتت أقدامهم.

· أو أراد من الأنصار البيعة أن يموتوا معه في سبيل الله تحت لوائه, و لكن رفض حديثي العهد في الاِسلام خوض المعركة من جديد و تحت لواء ثابت بن أرقم, فنزعوا اللواء منه و أعطوه لخالد بن الوليد حين قال لهم "تصالحتم" عليه, ثم اتفقوا على الاِنسحاب مع خالد بن الوليد.

لماذا كان الآختلاف:

حديث العهد في الاِسلام .

· أو كان من الفارين الاولين .

· أو أنه لا يعرف الجهاد لأنه ما زال ضعيف العقيدة الاِستشهادية, و بعثه رسول الله (ص) ليأخذ الخبرة الاِستشهادية من الذين سبقوه لا ليكون أميرا على الجيش.

· أو اِنقسم الجيش الى طرف يريد الاِنسحاب , وآخر يريد الاِستشهاد.

ü رقم 3954 حدثنا ‏‏أحمد بن واقد ‏‏حدثنا ‏‏حماد بن زيد ‏عن ‏‏أيوب ‏‏عن ‏‏حميد بن هلال ‏‏عن ‏‏أنس ‏‏رضي الله عنه ‏‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نعى ‏ ‏زيدا ‏ ‏وجعفرا ‏ ‏وابن رواحة ‏ ‏للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال ‏ ‏أخذ الراية ‏ ‏زيد ‏ ‏فأصيب ثم أخذ ‏ ‏جعفر ‏ ‏فأصيب ثم أخذ ‏ ‏ابن رواحة ‏ ‏فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ‏ ( صحيح البخاري كتاب المغازي غزوة مؤتة.

السؤال الذي يطرح: من هو الذي اخذ الراية بعد استشهاد ابن رواحة؟: الجواب يكون هو: ثابت بن الأرقم

. هل الرسول لم يرى ثابت بن الأرقم و هو يأخذ الراية بعد اِستشهاد ابن رواحة و رأى خالد بن الوليد؟.

قَوْله : ( حَتَّى أَخَذَهَا سَيْف مِنْ سُيُوف اللَّه , حَتَّى فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِمْ )

ü فِي حَدِيث أَبِي قَتَادَةَ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاء خَالِد بْن الْوَلِيد , وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُمَرَاء, وَهُوَ أَمِيرُ نَفْسِهِ " ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . " اللَّهُمَّ إِنَّهُ سَيْف مِنْ سُيُوفك فَأَنْتَ تَنْصُرُهُ " فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ سَيْفُ اللَّهِ .

في هذا الحديث أضاف أبي قتادة خالد بن الوليد ليتدارك عدم ذكر خالد بن الوليد في الحديث 3954، فاضاف لم يكن من الأمراء ، و هو أمير نفسه في هذا الحديث لم يكن متفق عليه

و الخطير جدا هو لم يكن من الأمراء (أي خالد بن الوليد)، فهو جندي من جنود الإسلام.

ü وَتَقَدَّمَ حَدِيث الْبَاب فِي الْجِهَاد مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَيُّوبَ " فَأَخَذَهَا خَالِد بْن الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ " وَالْمُرَادُ نَفْيُ كَوْنِهِ كَانَ مَنْصُوصًا عَلَيْهِ , وَإِلَّا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ اِتَّفَقُوا عَلَيْهِ , وَزَادَ قِيهِ " وَمَا يَسُرُّهُمْ أَنَّهُمْ عِنْدَنَا " أَيْ لِمَا رَأَوْا مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ .

نقرا الجملة التالية فقد ثبت أنهم اِتفقوا عليه: إلا فقد ثبت :اِلا أداة اِستثناء، الفاء حرف عطف ، قد أداة ربط قبل الفعل الماضي ( ثبت ) تؤدي إلى التأكيد، إذن فهذه الجملة نفت الجملة التي من قبلها، نقوم بتركيب الجملة ( و اِلا خالدا فقد ثبت انهم اِتفقوا عليه) (... مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ )، اتفقوا عليه تدل على أنهم بايعوه، و هذا لم يحصل.

نحاول تركيب الحديث {...}، فَأَخَذَهَا خَالِد بْن الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ " وَالْمُرَادُ نَفْيُ كَوْنِهِ كَانَ مَنْصُوصًا عَلَيْهِ , وَ إِلَّا "خالدا" فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ اِتَّفَقُوا عَلَيْه،ِ {...}. فاِن كانت بهذا المعنى فالراوي قد كذب رسول الله (ص) .

نركيب الحديث بطريقة أخرى{...}، فَأَخَذَهَا خَالِد بْن الْوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ " وَالْمُرَادُ نَفْيُ كَوْنِهِ كَانَ مَنْصُوصًا عَلَيْهِ , وَ إِلَّا "ثابت بن الأرقم" فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُمْ اِتَّفَقُوا عَلَيْه،ِ {...}. فاِن كانت بهذا المعنى فالراوي اكد قول رسول الله (ص) أن خالد غير امير ، و ثبت ان ثابت بن الأرقم اتفقوا عليه.

في الحروب الإسلامية مع رسول الله المجاهد رابح في كلتي الحالتين:

· إن ربح القتال غنم الأشياء ثم ثواب الجهاد عند الله.

· إن مات غنم الشهادة, فثواب الشهادة الجنة. قال تعالى ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾التوبة: 111.

فالمسلم خلق أن يعمل الأعمال الصالحة في سبيل الله طمعا في أن يتقرب الى الله و ليرضا الله عنه في الدنيا و أن يأجره أجرا يوصله الى الجنة, فدعوة الكفار إلى الإسلام عملا صالحا, و الجهاد أعظم الأعمال الصالحات في سبيل الله لأن الشهيد[30] يقدم عملا يدويا بالسيف فروحه في سبيل الله حتى يحصل على مكان حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾الحديد: 19.

اقوال رجال صدقوا, قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب 23

الشهيد والشهادة في اللغة:

{المصدر والجذر الاساس لكلمة " شهيد" في اللغة هو الحروف التالية:ش هـ د، وبالرجوع الى كتب اللغة نجد أن هذه الكلمة تدل على ما يأتي:

يقول في لسان العرب: " الشهيد من أسماء الله الأمين في شهادته، وقيل: الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء، والشهيد: الحاضر، والشاهد العالم الذي يبين ما علمه، والشهادة خبر قاطع، وشهد فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد، وقوم شهود أي حضور".

وفي مفردات الراغب الصفهاني:" شهد: الشهود والشهادة الحضور مع المشاهدة إما بالبصر أو بالبصيرة....، والشهادة قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر...".
يستفاد من هذين النصين من كتب اللغة،أن الشهادة في أصل اللغة تدل على معان منها: الحضور، والعلم، وإظهار هذا العلم عند الحاجة، وغيرها من المعاني المتضمنة في هذه المادة اللغوية[31]}.

عندما ودعهم رسول الله, عبد الله بن رواحة بكى؛ فقالوا: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله -عز وجل- يذكر فيها النار: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا} سورة مريم:71. فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود؛ فقال المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين؛ فقال عبد الله بن رواحة:

لكنني أسأل الرحمـن مغفرةً *** وضربة ذات فرع تقذف الزبــدا

أو طعنة بيدي حـران مجهزة *** بحربة تنفذ الأحشاء والكـبـــدا

حتى يقال إذا مروا على جدثي*** يا أرشد الله من غاز وقد رشـد

فلما وصل الجيش الإسلامي إلى منتصف الطريق فتبين لهم عدد الرومان ( مأتي ألف) فتردد البعض قالوا نبعث لرسول الله ان يمدنا بعدد أضافي فشجعهم الأمراء الثلاثة ليستمروا في السير حيث ارض المعركة المسطرة من طرف رسول الله (ص) و عندما وصلوا اليها أعادوا طلبهم من أن يبعثوا لرسول الله أن يمدهم بعدد إضافي من الجنود , فقال لهم بن رواحة مشجعا للقوم : يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد -والله- صدق ابن رواحة. فمضى الناس، فأنشد شعرا بليغا بالاِمان:

جلبنا الخيل من أجإ وفرع *** تغر من الحشيش لها العكوم

حذوناها من الصوان سبتاً *** أزل كـأن صفحـته أديــــــم

أقامت ليلتين على معــــان *** فأعقب بعد فترتها جمــــوم

فرحنا والجـياد مسومــــات *** تنفس في مناخرها السمـــوم

فـلا وأبي مآب لنأتينــــها *** وإن كانت بها عــــرب وروم

فعبأنا أعنتــها فجـــــاءت *** عوابس والغبار لــها بـريـــم

بذي لجب كأن البيض فيه *** إذا برزت قوانسها النجــــوم

فراضــية المعيشة طلقتها *** أسنتها فتنكـــــح أو تئـيــــــــم

قال ابن إسحاق: وحدثني يحي بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف، وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وهو يقول:

يا حبذا الجـنة واقترابها *** طيبة وبارد شرابُهــا

والروم روم قد دنا عذابُها *** كافرة بعيدة أنسابُها

هذا هو جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل -رضي الله عنه- وهو ابن ثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء. ويقال: إن رجلاً من الروم ضربه يومئذٍ ضربة، فقطعه نصفين, فضُرِب بضعًا وتسعين ضربة، ما بين ضربةٍ بسيفٍ، وطعنةٍ برمح. رجال بايعوا الله و رسوله و ما بدلو تبديلا.

قال ابن إسحاق: فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها، وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، ثم قال شعرا:

أقسمـــت يا نفس لتنـزلـنـــه *** لتـنـــــزلن أو لتـكرهنـــه

إن أجلب الناس وشدوا الرنّة *** مالي أراك تكرهين الجـنة

قد طال ما قد كنت مطمئنـــة *** هل أنت إلا نطفة في شنه

يا نفس إلا تقتلي تموتـــــي *** هذا حِمام الموت قد صليــت

وما تمنيت فقد أعطيت *** إن تفعلي فعلهما هديت

ثم نزل فأتاه ابن عم له بقطعة من لحم، فقال: شد بهذا صلبك فإنك لقيت في أيامك هذه ما لقيت. فأخذها فانتهس منها نهسة ثم سمع الخطمة في ناحية الناس. فقال وأنت في الدنيا؟ فألقاها من يده وتقدم، يؤثرون الموت على الحياة , فقاتل حتى قتل.

يقول احد الصوفية عندما أراد أن يعرف نفسه, وماهية جوهرها, فقال { خلوت بنفسي و خلعت بدني, و صرت كأني جوهر مجرد بلا بدن, داخلا في ذاتي, خارجا عن جميع الأشياء, حيث أرى في ذاتي الحسن كله, البهاء الحقاني بكماله و تمامه, فوجدت صور الموجودات العلوية و السفلية كلها في جوهرها, فعند ذلك استغنيت عن الجسد}.

كم دامت معركة مؤتة؟!. اِذا أخذنا قول ابن عم عبد الله بن رواحة (ثم نزل فأتاه ابن عم له بقطعة من لحم، فقال: شد بهذا صلبك فإنك لقيت في "أيامك" هذه ما لقيت. فأخذها فانتهس منها نهسة ثم سمع الخطمة في ناحية الناس. فقال وأنت في الدنيا؟ فألقاها من يده وتقدم، يؤثرون الموت على الحياة , فقاتل حتى قتل).

· النحويون عندهم جمع القلة يبدأ من 3 الى 10:جمع القلة ما دل على الأعداد من 3 إلى 10

افعال تدل عل جمع تكسير للقلة:

نأخذ كلمة "أيامك": أيام على وزن أفعال فهي تدل على جمع تكسير للقلة.إذن تدل على أكثر من 3 ايام.

ماذا يقصد بكلمة: (شد بهذا صلبك فإنك لقيت في "أيامك" هذه ما لقيت) لقيت في ايامك؟ هل تدل منذ بدأت المعركة؟. أم تدل منذ حمل إمارة الجيش على عاتقه؟. ام منذ اِنطلاق الجيش من المدينة الى موئة؟.

الجملة (لقيت في "أيامك" هذه ما لقيت) تدل على زمن المعركة.

الشخص غير المسئول يستطيع التحرك هنا و هناك و يستطيع ان يأخذ قسط من الراحة أو قطعة رغيف ...؟. أما الأمير في الحرب مهامه أكثر من الرغيف لأنه في مقدمة المعركة فجل عيون و أذهان أصحابه متجهة نحوه فتتحرك بتحركه و بأوامره لهذا لم يستطيع أن ينهش قطعة لحم فيبقى يتلذذ بطعمها في الدنيا فيلهي يده أن تضرب أعناق الكفار و قطع رؤوسهم عن أجسادهم."في أيامك هذه" تدل على ان المدة التي تَأَمَّرَ فيها عبد الله بن رواحة أكثر من 3ايام[32].

المعركة دامت أكثر من 7 ايام

سؤال : من شجع المسلمين ان لا يولوا الدبر عندما تعين لهم عدد الكفار فانبهروا منه[33]؟.أنه بن رواحه بالأمراء الأثنين حيث قال كلمة مدوية خلخلت الخوف من قلوب المقاتلين فقطفته قطفا : {يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به}.قال تعالى{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. التوبة111. فأندفع الى قلب المعركة يرشح دما بسيفه فمبتهلا بلسانه فخاطفا الراية من أحضان الأمير الشهيد قبل أن تسقط على الأرض, و كانت في يد الشريفة لرسول الله أمّر بها الأمراء الثلاثة, فهي مبخوخة بدماء الأمراء الشهداء الذكية الطاهرة الطيبة تنشر رحيقا, قال تعالى {خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} المطففين 26, أن لا تضرج بدم نجس مسكوب بضربات سيوف الأمراء لشرايين الكفار. كيف الذي في قلب المعركة مترددا؟!. كيف للأنصاري الذي بايع رسول الله ثلاثة بيعة, العقبة الأولى , العقبة الثانية , و بيعة الرضوان بيعة عدم تولي الدبر ان يتردد؟!. أو لأنه أنصاري خزرجي؟.

من هو عبد الله بن رواحة: هو ابن ثعلبة بن الحارث بن الأنصاري الخزرجي، ويكنى أبا محمد. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث بن الخزرج أيضًا.

و هو شاعر في الجاهلية يحسن الشعر بطلاقة و لا تكلف, و يحسن الكتابة و بيئته لا تعرفها.

اسلام الشاعر عبد الله بن رواحة:

أسلم على يد الداعية العظيم مصعب بن عُمير . وعندما هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنوّرة، صار المسلم عبد الله بن رواحة شاعر الرسول، يلازمه، ويمدحه، ويشيد بالإسلام ومبادئه السامية، ويردُّ على شعراء المشركين، وكان يدعو إلى الله تعالى بكل ما أوتي من قوة. وبايع الرسول في بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان واحدًا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم وكذلك بيعت الرضوان.

تربية الرسول في عبد الله بن رواحة:

كانت تربية الرسول أثرٌ العميق الظاهر في سلوكه فالملموس في جهاده بالسان و السيف، فإذا أمره رسول الله (ص) سارع ونفذ، وإذا نهاه عن أمر اجتنبه وتركه؛ فروي أن عبد الله بن رواحة أتى النبي وهو يخطب فسمعه يقول: "اجلسوا". فجلس مكانه خارجًا من المسجد حتى فرغ النبي من خطبته، فبلغ ذلك النبي فقال له: "زادك الله حرصًا على طواعية الله وطواعية رسوله".

يقول ابن عباس بعث النبي عبد الله بن رواحة في سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة، فغدا أصحابه وقال: أتخلف فأصلي مع رسول الله ثم ألحقهم. فلما صلى مع النبي رآه، فقال: "ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟" قال: أردتُ أن أصلي معك ثم ألحقهم. فقال: "لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما أدركت فضل غدوتهم".

كان عبد الله بن رواحة صوّامًا قوامًا؛ يقول أبو الدرداء : "خرجنا مع رسول الله في بعض غزواته في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه أو كفه على رأسه من شدة الحر، ما فينا صائم إلا رسول الله وعبد الله بن رواحة ".

وتزوج رجل امرأة عبد الله بن رواحة فسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك.

كان لعبد الله بن رواحة أثرٌ واضح في الآخرين؛ فعن أنس قال: كان عبد الله بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله قال: "تعالَ نؤمن بربنا ساعة". فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل فجاء إلى النبي فقال: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبي: "يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة".

كان أمينا يخاف الله ويتقه؛ فعن سليمان بن يسار أن رسول الله كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر، فيخرس بينه وبين يهود خيبر. قال: فجمعوا له حليًّا من حلي نسائهم، فقالوا له: هذا لك، وخفِّف عنا وتجاوز في القسم. فقال عبد الله بن رواحة : "يا معشر اليهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إليَّ، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم، فأَمَّا ما عرضتم من الرشوة فإنها سحت، وإنَّا لا نأكلها". فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.

كان عبد الله بن رواحة يسخر سيف لسانه الشاعر المسلول في جهاده فلا يقل ضراوة عن سيفه الحديدي المسلول . كان يقول شعرا مدويا فيصم به أذان الكفر فيشل حركته و يضرب بسيفه المسلول في سبيل اللــه فيخلو به رأس الكافر عن جسده. فهو الذي جاهد مع النبي في بدر وأُحد، وحفر الخندق مع الصحابة.

يقول عبد الله بن رواحة وهو يأخذ بخطام ناقة النبي في عمرة القضاء:

خلُّوا بني الكفار عن سبيله *** خلوا فكل الخير مع رسوله

نحن ضربناكم على تأويله *** كما ضربناكم على تنزيلـه

ضربًا يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليلـه

وكان النبي يرتجز بكلمة عبد الله بن رواحة :

والله لولا الله مـا اهتدينـــا *** ولا تصدقنـا ولا صلينــــا

فأنزلن سكينـة علينـــــــا *** وثبت الأقـدام إن لاقينـا

إن الأُلَى قد بغـوا علينا *** وإن أرادوا فتنـة أبينــــــا

قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله والمسلمون. قال: ولقيهم الصبيان يشتدون، ورسول الله مقبل مع القوم على دابة، فقال: "خذوا الصبيان فاحملوهم، أعطوني ابن جعفر"، فأتي بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه. قال: وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون: يا فرّار، فررتم في سبيل الله! قال: فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليسوا بالفُرّار، ولكنهم الكُرار -إن شاء الله تعالى-".

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ : ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ : ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ , قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ , فَرَافَقَنِي مَدَدِي مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ , فَنَحَرَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَزُورًا , فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ , فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ , فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرْقَةِ , وَمَضَيْنَا , فَلَقِينَا جُمُوعَ الرُّومِ , قَالَ : وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ عَلَيْهِ سَرْجٌ مُذْهَبٌ وَسِلاحٌ مُذْهَبٌ , فَجَعَلَ الرُّومِيُّ يُغْرِي بِالْمُسْلِمِينَ , وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ , فَضَرَبَ الرُّومِيَّ فَخَرَّ مِنْ فَرَسِهِ وَعَلاهُ , فَقَتَلَهُ , فَحَازَ فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ , فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ , بَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ مِنَ السَّلَبِ , قَالَ عَوْفٌ : فَأَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ : يَا خَالِدُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ , قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي اسْتَكْثَرْتُهُ , قَالَ عَوْفٌ : فَقُلْتُ : لَتَرُدَّنَّهُ أَوْ لأُعَرِّفَنَّكَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : فَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ , قَالَ عَوْفٌ : فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ وَمَا فَعَلَ خَالِدٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَالِدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَكْثَرْتُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَالِدُ رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ " . فَقُلْتُ : دُونَكَ يَا خَالِدُ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَمَاذَا ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : " يَا خَالِدُ لا تَرُدَّ عَلَيْهِ , هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي أُمَرَائِي لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِمْ وَعَلَيْهِمْ كَدَرُهُ " .

خالد بن الوليد ما زالت بعض الروافد الجاهلية متعلقة به عندما أخذ الراية.

· ‏فِي حَدِيث أَبِي قَتَادَةَ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاء خَالِد بْن الْوَلِيد , وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُمَرَاء, وَهُوَ أَمِيرُ نَفْسِهِ " .

‏لماذا هو أمير نفسه و ليس أمير الجيش؟.

عندما نقول أميرا نقول خليفة, و عندما نقول خليفة نقول إماما.

تعريف الاِمام: يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه:ان يكون حافظا للدين، وصائنا للشريعة، ومنفذا لقوانين القرآن وتشريعاته,و مطبقا لسنة رسول الله.

قال الاِمام الشافعي:{ قال: ولا ينبغي أن يولي الإمام الغزو إلا ثقة في دينه, شجاعا في بدنه, حسن الأناة, عاقلا للحرب بصيرا بها, غير عجل، ولا نزق, وأن يقدم إليه, وإلى من ولاه ألا يحمل المسلمين على مهلكة بحال، ولا يأمرهم بنقب حصن يخاف أن يشدخوا تحته، ولا دخول مطمورة يخاف أن يقتلوا ولا يدفعوا عن أنفسهم فيها، ولا غير ذلك من أسباب المهالك, فإن فعل ذلك الإمام، فقد أساء ويستغفر الله، ولا عقل، ولا قود عليه، ولا كفارة إن أصيب أحد من المسلمين بطاعته.

. قال: وكذلك لا يأمر القليل منهم بانتياب الكثير حيث لا غوث لهم، ولا يحمل منهم أحدا على غير فرض القتال عليه وذلك أن يقاتل الرجل الرجلين لا يجاوز ذلك، وإذا حملهم على ما ليس له حملهم عليه فلهم أن لا يفعلوه.

قال: وإنما قلت لا عقل، ولا قود، ولا كفارة عليه أنه جهاد ويحل لهم بأنفسهم أن يقدموا فيه على ما ليس عليهم بغرض القتل لرجاء إحدى الحسنيين، ألا ترى أني لا أرى ضيقا على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسرا، أو يبادر الرجل، وإن كان الأغلب أنه مقتول؟.

[1905] لأنه قد بورز بين يدي رسول الله وحمل رجل من الأنصار حاسرا على جماعة من المشركين يوم بدر بعد إعلام النبي بما في ذلك من الخير فقتل[34].}

ما المقصود من كلام الإمام الشافعي:{ ألا يحمل المسلمين على مهلكة بحال}.

قال تعالى :{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ *(9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *(10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ *(12) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ *(13) ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ *(14) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ *15) ) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ *(16)} الأنفال

نجد قراءتان في كلام الآمام الشافعي: ألا يحمل المسلمين على مهلكة بحال

1. الموت المحتوم للجيش كله.

2. أغضب الله من تولي الدبر.

نجد في الحديث 1905 أعلاه يلغي الخوف من الموت فهو نصر للشهيد.

من ولى الدبر: هو الخائف من الموت, و من خاف من الموت فاسقط أن الأعمار و النصر بيدي الله، قال تعالى { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ}, و من شك أن النصر من عند الله قد شك في قدرة الله, و من شك في قدرة الله فقد كفر.

الجيش الذي يولي الدبر أن يكون لسببين فقط . و هما ـ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ ـ أَوْ ـ مُتَحَيِّزًا ـ ), فاِن خرج عن هذين السببين فقد فر فأهلك نفسه و جيشه.أصبح من المغضوب عليهم قال تعالى:{ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِير}الأنفال 16

{ وإن لم يكثروهم بمكيدة، أو غيرها فولى المسلمون متحرفين لقتال، أو متحيزين إلى فئة, رجوت ألا يأثموا، ولا يخرجون ـ والله أعلم ـ من المأثم إلا بألا لا يولوا العدو دبرا إلا وهم ينوون أحد الأمرين غضب الله من تولي الدبر :يقول الشافعي :{ قال: وإذا لقي المسلمون العدو فكثرهم العدو أو قووا عليهم: من التحرف ـ إلى القتال, أو التحيز إلى فئة. فإن ولوا على غير نية واحد من الأمرين خشيت أن يأثموا وأن يحدثوا بعد نية خير لهم, ومن فعل هذا منهم تقرب إلى الله عز وجل بما استطاع من خير بلا كفارة معلومة فيه.

قال: ولو ولوا يريدون التحرف للقتال, أو التحيز إلى الفئة, ثم أحدثوا بعد نية في المقام على الفرار بلا واحدة من النيتين كانوا غير آثمين بالتولية مع النية لأحد الأمرين وخفت أن يأثموا بالنية الحادثة أن يثبتوا على الفرار, لا لواحد من المعنيين[35]}.

{[قال الشافعي] رحمه الله: والتحرف للقتال الاستطراد إلى أن يمكن المستطرد الكرة في أي حال ما كان الإمكان, والتحيز إلى الفئة أين كانت الفئة ببلاد العدو، أو ببلاد الإسلام بعد ذلك أقرب, إنما يأثم في التولية من لم ينو واحدا من المعنيين.

[1907]أخبرنا ابن عيينة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلقوا العدو, فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة وفتحنا بابها, فقلنا يا رسول الله: نحن الفرارون قال: أنتم العكارون وأنا فئتكم[36]}

ما هي نية خالد بن الوليد؟:

· الكرة في أي حال ما كان الإمكان .

· التحيز إلى الفئة أين كانت الفئة .

{[قال الشافعي]: {إنما يأثم في التولية من لم ينو واحدا من المعنيين}.

نعود الى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم.

‏فِي حَدِيث أَبِي قَتَادَةَ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاء خَالِد بْن الْوَلِيد , وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُمَرَاء, وَهُوَ أَمِيرُ نَفْسِهِ " ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . " اللَّهُمَّ إِنَّهُ سَيْف مِنْ سُيُوفك فَأَنْتَ تَنْصُرُهُ " فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ سَيْفُ اللَّهِ .

ما هي قراءة هذا الحديث: { وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُمَرَاء, وَهُوَ أَمِيرُ نَفْسِه}.

في هذه المعركة نلاحظ أربعة أمراء وهم: الإمام الحق الأمير الأعظم رسول الله, و نوابه الثلاثة, وهم:{ , جعفر بن عبد المطلب, و زيد بن الحارثة و عبد الله بن رواحة} فقط.

وبقي رسول الله في المدينة يترقب و يرى الأحداث, فأنكشف له موت أمراءه الثلاثة و الجيش سيؤمر خالد بن الوليد, هنا قال رسول الله أمام الملأ رافضا إمارة خالد بن الوليد فقال رسول الله :{ " ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاء خَالِد بْن الْوَلِيد , وَلَمْ يَكُنْ مِنْ الْأُمَرَاء, وَهُوَ أَمِيرُ نَفْسِه"ِ{...}َ . " اللَّهُمَّ إِنَّهُ سَيْف مِنْ سُيُوفك فَأَنْتَ تَنْصُرُهُ "

هنا و في هذه اللحظة نوى رسول الله صلى الله عليه و سلم الكرة ثانية على الجيش الروماني وفي موئة بالأخص . قال الشافعي:{... فقلنا يا رسول الله: نحن الفرارون قال: أنتم العكارون وأنا فئتكم}. انظر حديث 1907

عندما بعض من الجيش أمّر خالد بن الوليد فلم يبارك هذا رسول الله (ص) فقال: أمير نفسه و لكن هو سيف من سيوفك ( أي جندي من جنودك ).

من هذا اقرأ أن خالد بن الوليد لم ينوي أحد الأمرين ـ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ ـ أَوْ ـ مُتَحَيِّزًا ـ ) فأدى بالجيش الإسلامي للتهلكة و هي غضب الله, و لكن الرسول نوى الكرة وهو في المدينة بدلا عن خالد وهو في مؤته, فأنقض الرسول(ص) الجيش من غضب الله .

اِذن سنة رسول الله على الأرض نشر توحيد الله بالإسلام , كيف يكون نشر دين التوحيد؟: بالجهاد ( بالفكر و السيف), هل خالد بن الوليد في ذلك العهد له فكر اسلامي؟, لا لآنه حديث العهد في الإسلام شهرين منذ أسلم.

سقط الفكر الإسلامي من خالد بن الوليد فسقط تعريف الإمارة منه.

هل حافظ على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم

نقرأ قصة المددي

عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ , قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ , فَرَافَقَنِي مَدَدِي مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ , {...ِ , وَمَضَيْنَا,...} , وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ , فَضَرَبَ الرُّومِيَّ فَخَرَّ مِنْ فَرَسِهِ وَعَلاهُ , فَقَتَلَهُ , فَحَازَ فَرَسَهُ وَسِلاحَهُ , فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ , بَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَأَخَذَ مِنَ السَّلَبِ , قَالَ عَوْفٌ : فَأَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ : يَا خَالِدُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ , قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي اسْتَكْثَرْتُهُ , قَالَ عَوْفٌ : فَقُلْتُ : لَتَرُدَّنَّهُ أَوْ لأُعَرِّفَنَّكَما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : فَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.

عصيان لسنة رسول الله.

هل من يستكثر السلب المقاتل يأخذه القائد لنفسه نصفه؟.

قَالَ عَوْفٌ : فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْمَدَدِيِّ وَمَا فَعَلَ خَالِدٌ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَالِدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ " فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَكْثَرْتُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا خَالِدُ رُدَّ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ.

"ما يبكيك ؟ قلت : ذكرت عليا بينا انا عنده وقد حضر وقت إفطاره وطعامه وسألني المقام إذ دعا فجئ له بجراب مختوم فقلت : سيدي ما في الجراب ؟ قال: سويق شعير قلت : خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به ؟ فقال : لا ولا احدهما ولكن خفت ان يلثه الحسن او الحسين بسمن او زيت . قلت : محرم هو يا أمير المؤمنين؟ فقال : لا ولكن يجب على أئمة الحق أن يعتدوا أنفسهم من ضعفه الناس لئلاّ يطغى الفقير فقره ، فقال معاوية : ذكرت من لا ينكر فضله انتهى."

حب الدنيا و كراهية الموت لم تنزع من قلب خالد عند معركة مؤتة.فأنسحب من المعركة بالجيش الاِسلامي مولايا الدبر للجيش الروماني .

لهذا السبب و أسباب أخرى لم يعطه رسول الله رتبة أمير جيش مؤتة, بل وضعه في خانة سيف من سيوف الله ,كل أفراد الجيش الإسلامي هم سيوف الله.

هل خالد بن الوليد اِنهزم ؟.

· اِنهزم لأنه حرّم على المقاتلين الشهادة.قال ابن رواحة: {يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به}

· اِنهزم لأنه لم ينوي الكرة ثانية على الكفار.

· اِنهزم عندما وصل الى المدينة رموهم بالتراب و نادوهم بالفرار في سبيل الله. حكم عليهم المجتمع المدني بالفرار.

· اِنهزم لم يلقبه كأمير قال رسول الله " أمير نفسه" و وضعه احد سيوف الله " سيف من سيوفك" فهو لا يختلف على المجاهدين الآخرين في معركة مؤته.

[1] .أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلدِي، قال: أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد، قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة، قال: أخبرنا علي بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحَجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:نزلت هذه الآية: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم "غَدِير خُمّ" في علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

[2] .كتاب قرة العيون

[3] . قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في (كتاب الإيمان) من صحيحه:حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح) وحدثنا آدم قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).

[4] . د. غزوة شهاب أحمد ـ م. مهدي عبد الحميد، العلاقات بين دولة المدينة و بلاد الشام في عصر الرسول(ص)، المجلد التاسع ، العدد 24، السنة التاسعة، تموز 2013 م، http://www.iasj.net/iasj).

[5] .

[6] . علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طا ووس الحسيني المتوفي 663 هـ كتاب باللهوف في قتلى الطفوف ، مؤسسة الأعلمي للمطبةعات بيروت ـ لبنان، ط، 1414هـ ـ 1993م ، ص، 109.

[7] . أنظرفتوىالألباني فيما يخص هجرة أهل فلسطين

[8] .وسائل الشيعة,ج16

( ٢١٢٢٠ ) ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله.

(٢١٢٢١) ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه ‌وآله: من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزّ وجلّ كان حامده من الناس ذاما، ومن آثر طاعة الله عزّ وجلّ بما بغضب الناس كفاه الله عزّ وجلّ عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغي كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهيرا. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد مثله

( ٢١٢٢٢) ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبدا لله عليه ‌السلام قال : كتب رجل إلى الحسين عليه‌السلام : عظني بحرفين ، فكتب إليه : من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو ، وأسرع لمجيء ما يحذر.

( ٢١٢٢٣ ) ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدا لله ، عن أبيه ، عن جابر بن عبدا لله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا جائرا بسخط الله خرج من دين الله.

( ٢١٢٢٤) ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله عزّ وجلّ كان حامده من الناس ذاما. ورواه الصدوق في الخصال عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن عبدا لله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدا لله بن المغيرة ، عن السكوني مثله.

[9] . قال الإمام جعفر الصادق في تفسير الآية:<< بنا يعبد الله وبنا يطاع الله، وبنا يعصى الله، فمن أطاعنا فقد أطاع الله, ومن عصانا فقد عصى الله>>.

[10] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي :و ليس المجتمع ظاهرة مادية فحسب ,و إنما هو ظاهرة معنوية أيضا , لأن المجتمع هو الصيغة المنظورة لعقيدة ما ,وتوجه حياته طائفة من الناس و تطبعها بطابعها . فلعل من المدركات البديهية أن الإنسان ـ هذا الكائن الذي ينشئ الحضارات , ويعمر الكون و يغني الحياة ـ هو كائن ذو عقيدة يسير عليها في حياته الدنيا.أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف , مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر

[11] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي:{...}, و لهذا استصفي لهذه العملية أُُُناس معينون أوجد الله تبارك و تعالى فيهم الحس القائد هذا الحس رباهم هو أوﻵ و بالذات ثم خلق وجودا حسيا ثانويا هذا الوجود الحسي الثانوي كان هو المربي للبشرية . أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف , مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر,ص67

[12] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ ، لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي ، الثَّقَلَيْنِ ، وَأَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ " . مسند أحمد بن حنبل رقم الحديث 11347

[13] . عمود,عاشوراء فكر و عمل: العجزعنالقيامبالتغييرحيث لابديلعنالمفسدينالذينيمسكون بزمامالأمورهومقدمةالانهيار. والحضارةتعبير(نظريوتطبيقي)عنمرحلةساميةمنمراحلالتطور الإنساني، فلا حضارة عظيمة بلا واقع عظيم، وإن من الوهم الارتكاز الى تاريخ حضارة عظيمــة دون أن يكون لهـــــذه الحضارة تجليات على أرض الواقع، فالتاريخ يظل مجرد وقائع، وتمجيد تاريخ المصلحين وأفكارهـم وحسب لا يجدي نفعا ً إذا لم يتبلور الى واقع معاش. مجلة ,أجوبة المسائل الشرعية , عدد 159 السنة 19 , صفر الأحزان 2432 هـ /2011 م

[14] . ديوان الاِمام علي (عليه السلام)، تحقيق د.محمد عبد المنعم خفاجي، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة،رقم الاِداع 2381/1986

[15] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي: اِذا افترضا أن نبوة جاءت ومارست دورها في قيادة البشرية و هدايتها ووصلها بربهـــا و تطهيرهـــا مــن شوائبــها, اِلا أن هذه النبــوة بعد أن مات شخص النبي تولــدت ظــروف و اِنحرافــات أكلت كل ذلك الــتراث الروحي و ألمفاهيمي الذي خلفه النبي الذي قاد تلك الحركة , فبقيت النبوة مجرد رؤى تاريخيـــة و شعار غامض غائم بارد, دون أن يكون ـ أي الشعار ـ معبرا عن أي كيان فكري مفاهيمي محدد في أذهان القاعدة الشعبية المرتبطة بتلك النبوة .

في مثل هذه الحالة لا يمكن أن تواصل هذه الدفعة الإلهية المتمثلة في تلك النبوة عملها لأن الدفعة الإلهية لا يمكن أن تواصل عملها بدون مصباح منير و بدون كتاب منير ـ على ما يصطلح عليه القرآن الكريم ـ و هــذا الكتاب المنير, عبارة عن ذلك التراث الفكري و ألمفاهيمي الذي يمثل القاعدة للعمل النبوي , ويمثل الإطـــــار للحياة التي يقدمها النبي و يذع واِليها , فإذا ماتت تلك القاعدة و ذلك الإطار باِضمحلال ذلك التراث و بقيت النبوة مجرد مسألة تاريخية لا يوجد بالفعل في حياة الناس ما يجسد مفهومها و منظارها إلى الحياة, ففي مثل ذلك لا بد من دفعة جديدة لكي يستأنف العمل و يستأنف الشوط في سبيل إعادة البشرية إلى ربها, و إقامة دعائم العدل و الحق و التوحيد على وجه الأرض . ( أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف, مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر ص ص26 .27)

[16] . العلامة محمد باقر المجلسي،بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار،كـ 1 العقل و العلم و الجهل ج1 ج2، ط،اِحياء الكتب الاِسلامية،اِيرام قم المقدسة، ص 6.

[17] خضر عبد الرضا جاسـم الخفـاجي ،لتسامح والعدل الاجتماعي في الحضارة الإسلامية عند ائمة أهل البيت ( عليهم السلام)، http://www.iasj.net/iasj?func ،السنة: 2012 المجلد: 23.

[18] . أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلدِي، قال: أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد، قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة، قال: أخبرنا علي بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحَجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:نزلت هذه الآية: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم "غَدِير خُمّ" في علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

[19] .م.م/ محمد عبد مرزوك، بسر بن أبي أرطأه، سيرته ودوره في الفتوحات والفتن: و يروي اليعقوبي في قصة ذبح اِبني عبيد الله بن عباس و هم صغار، اِن نسوة من بني كنانة خرجن لبسر فقلن له(( يا بسر هذه رجال يقتلون فما بال الولدان، و الله ما كانت الجاهلية تقتلهم، و الله اِن سلطانا لا يشيد الا بالقتل الصبيان و رفع الرحمة لسلطان سوء، فقال بسر: و الله لقد هممت أن أضع فيكن السيف و قدم الطفلين فذبحهما ...)).

وبعد ان قتل بسر و لدي عبيد الله بن عباس و هما عبد الرحمن و قثم هامت أمهما بهما و كادت ان تفقد عقلها حتى انها كانت تنشدهما في الموسم و ترثيهما للناس عند ذاك (( دعا عليه علي بن ابي طالب ان يطيل عمره و يذهب عقله فكان كذلك )) ، وفي رواية دعا عليه علي رضي الله عنه فقال (( اللهم أسلبه دينه و عقله، فخرج الشيخ حتى ذهل عقله و اشتهر بالسيف فكان لا يفارقه، فجعل له سيف من خشب، و جعل بين يديه زق منفوخ يضربه, و كلما تخرق ابدل ، فلم يزل يضرب ذلك الزق بذلك السيف حتى مات ذاهل العقل...)).

ويروي اليعقوبي، أن بسرا عندما أتى المدينة صعد المنبر فقال (( يا اهل المدينة مثل السوء لكم قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا سصنعون، الا و اِن الله قد أوقع بكم المثل و جعلكم أهله،شاهت الوجوه،ثم ما زال يشتمهم حتى نزل))مجلة ديالي /2009، http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=18090

[20] . علي بن ابي طالب عليه السلام ، ديوان الاِمام علي كرم الله وجهه ، تحقيق، د. محمد عبد المنعم خفاجي،ط، مكتبة الكليات الأزهرية ،1986 ، ص،101

[21] . الآمام الأكبر السيد محسن الأمين العاملي ، تحقيق السيد حسن الأمين , لواعج الأشجان في مقتل الحسيين ط، دار الأمير، 1996 م

[22] .

[23] . الآمام الأكبر السيد محسن الأمين العاملي ، تحقيق السيد حسن الأمين , لواعج الأشجان في مقتل الحسيين ط، دار الأمير، 1996 م،ص ص 164 ـ 166

[24] .سيد قطب, شرح سورة التوبة{ إذا كان المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض. إذا كانوا جبلة واحدة وطبيعة واحدة . .فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. إن المنافقين والمنافقات مع وحدة طبيعتهم لا يبلغون أن يكونوا أولياء بعضهم لبعض. فالولاية تحتاج إلى شجاعة وإلى نجدة وإلى تعاون وإلى تكاليف. وطبيعة النفاق تأبى هذا كله ولو كان بين المنافقين أنفسهم. إن المنافقين أفراد ضعاف مهازيل، وليسوا جماعة متماسكة قوية متضامنة، على ما يبدو بينهم من تشابه في الطبيعة والخلق والسلوك. والتعبير القرآني الدقيق لا يغفل هذا المعنى في وصف هؤلاء وهؤلاء . ." المنافقونوالمنافقاتبعضهممنبعض" . ." والمؤمنونوالمؤمناتبعضهمأولياءبعض" . .إن طبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة. طبيعة الوحدة وطبيعة التكافل، وطبيعة التضامن، ولكنها لتضامن في تحقيق الخير ودفع الشر." يأمرونبالمعروفوينهونعنالمنكر". وتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون. ومن هنا تقف الأمة المؤمنة صفاً واحداً. لا تدخل بينها عوامل الفرقة. وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولا بد عنصر غريب عن طبيعتها، وعن عقيدتها، هو الذي يدخل بالفرقة. ثمة غرض أو مرض يمنع السمة الأولى ويدفعها. السمة التي يقررها العليم الخبير" بعضهمأولياءبعض" . . يتجهون هذه الولاية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وإعلاء كلمة الّله، وتحقيق الوصاية لهذه الأمة في الأرض." ويؤتونالزكاة" . .الفريضة التي تربط بين الجماعة المسلمة، وتحقق الصورة المادية والروحية للولاية والتضامن." ويطيعوناللّهورسوله" . .فلا يكون لهم هوى غير أمر الّله وأمر رسوله، ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الّله ورسوله. ولا يكون لهم منهج إلا دين الّله ورسوله، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الّله ورسوله. وبذلك يوحدون نهجهم ويوحدون هدفهم ويوحدون طريقتهم، فلا تتفرق بهم السبل عن الطريق الواحد الواصل المستقيم}."

[25] . سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي, الفصل الثاني و الخمسون, المقال: غزوة مؤتة وما بعدها الى فتح مكة. كانت غزوة مؤتة لإفهام هرقل أن ميزان القوة مع المسلمين ليس كما يتخيل، وأنهم قادرون على تحدي الجيش الرومي المحترف، وليس عرب الشام، عند أبواب القدس، على بعد أكثر من ألف كلم عن المدينة!

فقد كانت غزوة مؤتة عملية استشهادية لإثبات القوة النوعية للمسلمين، ليتراجع هرقل عن خطته، ولذا كانت تحتاج الى قائد نوعي خبير بالروم هو جعفر بن أبي طالب (رحمه الله )، الذي عمل في مقاومة الروم في الحبشة ، واستطاع تثبيت عرش النجاشي ودولته، رغم أن الحبشة كانت قاعدة الروم في إفريقيا !

فقد نشط جعفر سنين مع علماء الروم وقساوستهم، وجاء بوفود منهم من الحبشة ونجران والشام الى النبي(صلى الله عليه وآله ) في مكة فأسلموا، ثم أبقاه النبي(صلى الله عليه وآله ) في الحبشة لمتابعة مهمته حتى أحضره في السنة السابعة فوصل في أيام فتح خيبر.

وبعد أن انتهى النبي(صلى الله عليه وآله ) من عمرة القضاء، وكان هرقل جاداً في التحضير لغزو المدينة، حان الوقت لأن يرسل اليه الرسالة القوية فأرسل جعفراً (رحمه الله ) الى مؤتة. وكانت حمص أو الشام أو عمان أقرب مسافة وأولى بالمهاجمة بالنظرة الأولى فهي مناطق مهمة وفيها قوات رومية تساندها قوات عربية ، لكن النبي(صلى الله عليه وآله ) أراد أن يقصد معسكر هرقل في مؤتة ولو كان أبعد، لأنه معسكر رومي صرف، ولأنه أقرب الى بيت المقدس.

وذكر المسعودي في التنبيه والإشراف/230، أن سبب غزوة مؤتة كان قتل شرحبيل بن عمرو الغساني الحارث بن عمير الأزدي رسول رسول الله (ص) إلى صاحب بصرى ، ولم يقتل للنبي رسول غيره.

لكن هذا ظاهر الأمر والحقيقة ما ذكرناه، لأن الهدف لو كان الإقتصاص لقتل رسول النبي(صلى الله عليه وآله ) من حاكم بصرى، لكفى أن يرسل النبي(صلى الله عليه وآله ) بضعة أشخاص الى بصرى الشام ليقتلوا حاكمها قصاصاً لقتله الرسول، ولم يحتج الى إرسال ثلاثة آلاف الى منطقة فيها معسكر لهرقل، أبعد من بصرى بكثير. http://www.alameli.net/books/?id=3304

[26] . يثوب - قاموس المعاني

[27] .الاِمام الحافظ المؤرخ ابي الفداء اِسماعيل بن كثير، البدية و النهاية، و قال الوافدي: حدثني ربيعة بن عثمان، عن المقري، عن ابي هريرة: شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح و الكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري فقال لي ثابت بن أرقم: يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعاً كثيرة ! قلت: نعم، فقال: اِنك لم تشهد معنا بدرا، اِنا لم نـُنصر بالكثرة. ط الثانية 1431هـ ــ 2010 م ، دار ابن كثير للطباعة و النشر و التوزيع دمش سوريا

[28] .علي الكوراني العاملي ،السيرة النبوية بنظر أهل البيت (ع)، الجزء الثاني،الفصل الثاني والخمسون، غزوة مؤتة وما بعدها الى فتح مكة، ص 570

[29] . /الكتب/3636, أعيان ـالشيعة ـالسيد-محسن-الأمين-ج-١/الصفحة_268 http://shiaonlinelibrary.com

[30] .درس الرابع : الشهداء . روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الشهداء عند الله على منابر من ياقوت في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله وعلى كثيب من مسك فيقول لهم الله ألم أوف لكم وأصدقكم؟ فيقولون بلى وربنا" http://www.almaaref.org/books

[31] . الشهادة ومنزلتها : في القرآن والسنّة, http://www.almaaref.org/books

[32] . سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي, الفصل الثاني و الخمسون, المقال: غزوة مؤتة و ما بعدها الى فتح مكة من تحريفاتهم المفضوحة روايتهم (الصحيحة الموثقة) أن المعركة استمرت سبعة أيام ، مع أنها كانت ليوم واحد وكان أبطالها القادة الثلاثة فقط وأولهم جعفر رضي الله عنه ! . http://www.alameli.net/books/?id=3304

[33] . سماحة الشيخ علي الكوراني العاملي, الفصل الثاني و الخمسون, المقال: غزوة مؤتة و ما بعدها الى فتح مكة.وقد عبر أبو هريرة عن خوف المسلمين من جيش الروم بقوله: ( شهدت مؤتة فلما رأينا المشركين رأينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح و الكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري فقال لي ثابت بن أرقم: ما لك يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعاً كثيرة ! قلت: نعم )) ! (تاريخ دمشق:2/13). ومعناه أنهم خافوا من الروم ولذلك انهزموا ، وثبت القادة الثلاثة ، وقليل معهم. http://www.alameli.net/books/?id=3304

[34] .لاِمام محمد بن اِدريس الشافعي, 150هـ -20 هـ , تحيق و تخريج د. رفعت فوزي عبد المطلب, كتاب, الأم,ج 5 الطبعة الأولى,1422 هـ - 2001 م دار الوفاء للطباعة و النشرو التوزيع ـ ج.م.ع ـ المنصورة ص صؤ390ـ 391

[35] . لاِمام محمد بن اِدريس الشافعي, 150هـ -20 هـ , كتاب الأم, باب تحريم الفرار من الزحف, تحيق و تخريج د. رفعت فوزي عبد المطلب, ,ج 5 الطبعة الأولى,1422 هـ - 2001 م دار الوفاء للطباعة و النشرو التوزيع ـ ج.م.ع ـ المنصورة ص, 393

[36] . نفس المرجع ص ص 395ـ 396 .

[راية الكرار]

احسنت على هذا الجهد الرائع المبارك
في ميزان حسناتكم
المخالفين لمدرسة اهل البيت ع
يصطنعون فضائل كثيرة لشخصيات بارزة اموية وغيرها
امثال خالد ابن الوليد
خالد ابن الوليد اسلم متاخرا
خالد ابن الوليد قتل الصحابي الجليل ما لك ابن النويرة وقطع راسه واكله وزنى بزوجته والعجب كل العجب ان الخليفة في حينه لم يقوم با ي عمل يذكر وعاتبه الخليفة الثاني على ذلك
هذا تاريخ خالد ابن الوليد
الاسود
فعن اي شخصيات يتحدثون

[راية الكرار]

اول داعشي في التاريخ خالد ابن الوليد
او عملية ارهابية تفخيخ هي الهجوم على دار سيدتنا ومولاتنا فاطمه الزهراء
فالقوم ابناء جلدتهم