روى مرفوعا إلى الاصبغ بن نباتة قال : جاء نفر إلى أمير المؤمنين (ع)
فقالوا لـه : إن المعتمد يزعم أنك تقول هذا الجري مسخ, فقال : مكانكم حتى أخرج إليكم فتناول ثوبه تم خرج إليهم ومضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة فصاح : يا جري , فأجابـه لبيـك لبيـك , قال : من أنا , قال : أنت أمير المؤمنين ,وإمام المتقين , فقال لـه أمير المؤمنين : فمن أنت , قال : أنا ممن عرضت عليه ولايتـك فجحدتها ولم اقبلها , فمسخت جرياً وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جرياً , فقال أمير المؤمنين : فبين قصتك وممن كنت ومن مسخ معك ، قال : نعم أمير المؤمنين كنا أربعا وعشرين طائفة من بني إسرائيل قد تمردنا واستكبرنا وطغينا وتركنا المدن ولا نسكنها أبداً , فسكنا المفاوز رغبة في البعد عن المياه فأتانا آت أنت والله اعرف به منا في ضحى النهار , فصرخ صرخة فجمعنا في مجمع واحد وكنا مقيمين في تلك المفاوز والقفار ، فقال لنا : مالكم هربتم من المـدن والأنهار والمياه وسكنتم هذه المفاوز , فأردنا أن نقول : لأنا فوق العالم تعززاً , وتكبراً فقال : قد علمت ما في أنفسكم , أفعى الله تتعززون وتتكبرون , فقلنا له : لا, فقال : أليس قد أخذ عليكم العهد أن تؤمنوا بمحمـد بن عبد الله المكي , فقلنا له بلى , قال : واخذ عليكم العهد بولايـة وصيه وخليفته من بعده أمير المؤمنيـن علي بن أبي طالب (ع) فسكتنـا , فلم نجب إلا بألسـنتنـا وقلوبنا ونيتنا لا تقبلها ولا تقر بها , فقال أو تقولـون ؛ بألسنتكم خاصة ثم صاح بنا صيحة وقال لنـا كونوا بأذن الله تعالى مسوخاً كل طائفة جنسـاً , ثم قال : أيتها القفار كوني بإذن الله أنهاراً تسكنك هذه المسوخ , واتصلي بأنهار الدنيا وبحارها حتى لا يكون ماء إلا كانوا فيـه ، فمسخنـا ونحن أربع وعشرون طائفة , فمنـا من قال : أيهـا المقتدر علينا بقدرة الله تعالى فبحقه عليك لما أغنيتنا عن الماء وجعلتنا على وجه الأرض كيف شئت, قال : قد فعلت.
قال أمير المؤمنين (ع) : يا جري فبين لنا ما كانت أجناس المسوخ البرية والبحرية.
فقال : أما البحريـة فنحن الجري والرق والسلاحف والمـارمـاهي والزمار والسراطين وكلاب الماء والضفادع وبنت الهرس والعرسال والكوسج والتمساح.
قال أمير المؤمنين: وأما البرية ؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين الوزغ والخنافس والكلب والدب والقرد والخنازير والضب والحرباء والإوز والخفاش والأرنب والضبع , قال أمير المؤمنين : صدقت أيهـا الجري فما فيكم من طبع الإنسانية وخلقها , قال الجري : أفواهنا والبعض لكل صورة , وكلنا تحيض منا الإناث , قال أمير المؤمنين (ع) : صدقت أيها الجري , فقال أمير المؤمنين : فهل من توبة , فقال (ع) الأجل هو يوم القيامـة وهو الوقت المعلوم , والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .
قال الاصبغ بن نباتـة : فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه وكتبناه وعرضناه على أمير المؤمنين