شُهر عن السيد الشريف الرضي (جامع نهج البلاغه) من خطب الأمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه لايقبل الهديه من أحد وبقد سعى ملوك أل بويه بشتى الأساليب لكي يقبل الشريف هديه من هداياهم, لكنه كان يرفض ولم يقبل.
وقد أستغل أحد الوزراء الفرصه عندما ولد للشريف الرضي مولود فأرسل هدية قدرها (ألف دينار) مع رساله جاء فيها (من عادة الأصدقاء في مثل هذه المناسبات تقديم الهدايا للمرأه القابله, أرجو أن تتقبلوها)
ولكن الشريف الرضي أرجع الهديه وكتب له: (ليس من عادتنا أن تطلع امرأه اجنبيه على أحوال الأسره, فأن نساءنا هن يؤدين وضيفة التوليد, وهؤلاء لايأخذون أجرة ولاهديه) فأعاد الوزير الهديه مرة ثانية وكتبت معها ( أنها هدية للمولود نفسه ولاعلاقة لكم بها) فردها الشريف الرضي وقال إن اطفالنا كذلك لايقبلون شيئا من أحد).
وأعادها الوزير مرة ثانيه وكتب معها: ( وزعها بين تلاميذك الذين يحضرون دروسك).
ففتحها السيد الرضي أمام الطلبة وقال ليأخذ كل من يحتاج منكم) فقام من بين أولئك الطلبه واحد فقط, وأحذ نصف دينار سأله السيد الرضي (لم لاتأخذ الدنانير كامله)؟ قال التلميذ: لقد نفذ عندي البارحه زيت الصباح فجئت الى الخزانة في المدرسه لأخذ شيئا من الزيت فكانت موصده ولم يكن عندي المفتاح لذلك ذهبت الى البقال واستدنت منه زيتا للمصباح والن بهذه القطعه من الدينار أريد تسديد الدين, وأخيرا كان مصير تلك الهديه أنها عادت للمره الثالثه الى الوزير ولم يؤخذ منها سوى نصف دينار
نقلته خادمة السيد الفالي من مجلة الكوثر العدد (21)
نصف شهريه تصدر في النجف الأشرف عن مكتبة أهل البيت العامه