[الفلكي الفاطمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القائم واصحابه في القرآن

قال تعالى في كتابه (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ )النمل59 .
فقد اختار الله سبحانه وتعالى الانبياء والمرسلين واختار الائمة المعصومين (ع) الذين هم صفوة الخلق هذه الشخصيات العظيمة التي مارست دورها في قيادة البشرية وهدايتها ووصلها بربها فكانوا حجج الله في خلقه وخلفاءه في عباده وامناءه على سره وهم كلمة التقوى والعروة الوثقى بهم يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا وبهم ينزل الغيث وينشر الرحمة ولا تخلوا الأرض من قائم منهم ظاهراً أو خافياً , وقد بين أهل بيت العصمة الحق وهو خروج القائم واصحابه واشاروا ألى المرتبة العظيمة التي يحضون بها حيث إنهم الصفوة التي اختارها الله لإقامة دولة الله وهناك عدة جوانب منها :

1- الله يعذب اعداءه بهم
قال تعالى (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ )التوبة52 .
أبو حمزة قال سألت الباقر (ع) عن قول الله ( هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) قال (ع) أما موت في طاعة الله أو إدراك ظهور الإمام ونحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم بعذاب من عنده قال المسخ أو بأيدينا وهو القتال , قال عز وجل لنبيه (ص) ( قل تربصوا إنا معكم متربصون ) والتربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم .

2- القائم واصحابه هم الأقوياء
قال تعالى (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ )هود80
ابو بصير عن الصادق (ع) قال : ما كان قول لوط (ع) لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي ألى ركن شديد إلا تمنياً لقوة القائم واذكر لشدة اصحابه وإن الرجل منهم ليعطى قوة اربعين رجلاً وان قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل .
قال تعالى (فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً )الإسراء5 عن حمران قال كان الباقر (ع) يقرأ بعثا عليكم عباد لنا أولي بأس شديد ثم قال : هو القائم واصحابه أولي بأس شديد .

3- القائم وأصحابه هم المظلومون
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )الحج39
عبد الله بن عجلان عن الباقر (ع) في قول الله عز وجل (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )قال (ع) هي في القائم واصحابه.

4- القائم واصحابه هم المنتصرون
قال تعالى (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ )الشورى41
عن جابر عن الباقر (ع) في قوله تعالى ( ولمن انتصر بعد ظلمه قال (ع) القائم واصحابه قال الله ( فأولئك ما عليهم من سبيل ) القائم إذا قام انتصر من بني أمية والمكذبين والنصاب وهو قوله تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس بغير علم ) .

5- القائم واصحابه موعودون بوراثة الأرض
قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )الأنبياء105
عن الباقر (ع) وقوله ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال : الكتب كلها ذكر وان الأرض يرثها عبادي الصالحون . قال القائم (ع) واصحابه قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )النور55 عن أبي بصير عن الصادق (ع) في قوله ( ليستخلفنهم في الأرض ... لا يشركون بي ) ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) قال نزلت في القائم واصحابه .

6- اصحاب القائم هم الأمة المعدودة
قال تعالى (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )هود8
عن أمير المؤمنين (ع) قال الأمة المعدودة اصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر .

7- هم المنظورون لأمام الزمان (ع)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )المائدة54
عن الباقر (ع) : والله ما رآه هو ولا أبوه من عينيه إلا أن يكون رآه ابوه عند الحسين (ع) وإن صاحب هذا الأمر محفوظ له فلا تذهبن يميناً ولا شمالاً فإن الأمر والله واضح والله لو إن اهل السماء والأرض أجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا ولو إن الناس كفروا جميعاً حتى لا يبقى أحد لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون من أهله ثم قال : أما تسمع الله يقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
وقال في آية أخرى فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ الأنعام 89
سليمان بن هارون العجلي قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول إن صاحب هذا الأمر محفوظ له اصحابه لو ذهب الناس جميعاً اتى الله بأصحابه وهم الذي قال الله عز وجل فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ وهم الذين قال الله فيهم يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ.

8- القائم واصحابه من المتوسمين
قال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ )الحجر75
عن الباقر (ع) كأني أنظر إلى القائم واصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤوسهم الطير ... ويعطيهم صاحبهم التوسم لا يقتل أحد منهم إلا كافراً أو منافقاً فقد وصفهم الله بالتوسف في كتابه إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِين
َقال تعالى (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ )الرحمن41
عن معاوية الرهني عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ قال (ع) : يا معاوية ما يقولون في هذا قال : قلت يزعمون إن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ويلقون في النار . قال فقال لي : وكيف يحتاج الجبار تبارك وتعالى إلى معرفة خلق انشأهم وهو خلقهم قال فقلت : فما ذاك جعلت فداك قال ذلك لو قد قام قائمنا اعطاه الله السيما فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.

9 – يجمعهم الله تعالى
قال تعالى(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )البقرة148
قال امير المؤمنين (ع) لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه فيبعث الله قوماً من اطرافها يجيئون كقزع الخريف والله إني لأعرفهم واعرف اسمائهم وقبائلهم واسم اميرهم وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى يبلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر وهو قول الله ( أينما تكونوا يأتي بكم الله إن الله على كل شيء قدير ) حتى إن الرجل فلا تحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك .
عن المفضل بن عمر قال قال الصادق (ع) : لقد نزلت هذه الآية في المنقذين من أصحاب القائم قوله عز وجل ( أينما تكونوا يأت بكم الله ) إنهم ليفتقدون من فرشهم ليلاً فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم ابيه ونسبه قال قلت جعلت فداك ايهم اعظم ايماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً .

10 – طول الأمد لا يؤثر على قلوبهم
قال تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )الحديد16
عن الصادق (ع) قال : نزلت هذه الآية في القائم

11: سنة اصحاب طالوت تجري فيهم
قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )البقرة249
عن ابو بصير عن الصادق (ع) قال إن اصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله ( مبتليكم بنهر ) وإن اصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك يملكون مشارق الأرض ومغاربها قال تعالى ( والذين إن مكناهم في الأرض قال (ع) وهذه الآية لآل محمد ( عليهم السلام ) إلى آخر الآية والمهدي واصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله به واصحابه البدع والباطل كما امات السفه الحق حتى لا يرى أثر للظلم .




منقول