وبه طهر دماءٍ تتنفّسْ
عبَقاً من حبِّ طه
لم تحدْ عنهُ شمالا ويمينا
إنّ في البئر طيورُ الله تسْبحْ
في نجيعٍ كربلائيٍّ مباركْ
هو عزٌ رفعوا منه الجبينا
إنَّ في البئرِ حياةً ليس موتاً
إنّما مات هو الرافضُ طينا
هو من يذبحُ خلق الله حقداً
إنّهم نارُ جحودٍ
لم يطيقوا رؤية الطين الولائي
وهو يعلو في سراديق السماحةْ
ببهاءٍ علويٍّ قائمٍ في الساجدينا
املئوا الدلوَ إباءً وشعوراً
إننا من غير أنفاس حسينٍ
نحن موتى نستقي الذل فنونا
املئوا الدلو جنوناً عابسيّاً
إنَّ من يلقطُ هذا الحبِّ لن يزرعَ حقْدا
بل هو الوالدُ والناسُ يكونون البنينا
اقتلوا يا من على الأحقاد عشْتُمْ
اذبحوا لن تسلبوا منَا اليقينا
انفثوا الأضغان في الأوطان إنّا
سوف لن نخرقَ بالمثل السفينا
انشروا مهما أردتمْ كلَّ شرٍّ
وايئسوا إنّا لبسنا الحبَّ دينا
دالوة يا دالوةْ
جرحُكِ امتدَّ على سوح الوطنْ
فبكيناكِ انتصاراً للقيمْ
وبكينا للأُولى قد ذبحوا
ذبحوا الإنسان فيهمْ
لا دموعاً لا ألَمْ
لا ضميرٌ جالَ فيهم
لا حفاظٌ للذممْ
دالوةْ يا دالُوةْ
يا قاربين محمد وقرابين الحسينْ
كنتِ أخلاقاً تعالت فوق غيِّ المارقينْ
وطني المكلومَ قد لاذَ بحضنِ الشهداءْ
علّهُ يلقى شفاءً من دماء النبلاءْ
من شبابٍ مزّقتهم طعنات الأشقياءْ
أنتِ يا أحساءُ ي من هام فيك الطيبينْ
احملينا وخذينا نحو طيف الملكوتْ
عند معراج الشهادةْ
حينما حلَّ السكوتْ
سكتَتْ في الأرض أطيارُ المحبةْ
ولها في جنة الله
أهازيجُ اللقاءْ