سؤال : مَن هُم الشِّيعة؟ وهل هناك خِلاف في العقيدة بين الشِّيعة والسُّنّة؟
فأجاب:
لا خلاف في أصل العقيدة؛ فهم يؤمنون بالله، ويؤمنون بالرسول، ويؤمنون بأن الكعبة هي القبلة، وبأن شهر الصيام هو رمضان، وبأن الصلاة خمسة، وبأن الظهر أربعة...إلخ، فليس هناك خِلاف في هذا، لكنهم يفضلون سيدنا علياً على سائر الصحابة، ومصادرهم لا يأخذونها إلا من سيدنا علي رضى الله عنه.
ونحن نقول لهم: أنتم قَصَّرْتُم وحَجَّرْتُم واسعاً، فهناك ألف وثمانمائة صحابي روينا عنهم في أهل السنة وأنتم تروون عن واحد فقط.
سماحة المرجع الديني الفقيه:
ما هو ردكم على قول مفتي مصر ، خصوصاً أن التقدم العلمي من خلال شبكة المعلومات التي جعلت المسلمين من كل أنحاء العالم تستقصي وتبحث حول الأدلة المقنعة.
الشيخ محمد الجبوري
بسمه تعالى:
قبل الإجابة عن قصورنا المدعى نسال فضيلة الدكتور الموقر بان مفهوم الصحابي مفهوم فضفاض (كما يعبر أهل السياسة) ،وبتعبيرنا مفهوم مجمل له أكثر من دلالة ، فعليك تحديده ليتسنى لنا الجواب ، مع أننا لا دخل لنا بالصحابي بما هو صحابي ، إذ أمره الشخصي لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد ، وإنما يهمنا مقدار تفاعله تأثراً وتأثيراً برسالة الرسول الكريم محمد الأمين (صلى الله عليه واله وسلم).
إذن لا بد من تحديد ما تريده من مدلول للصحابي ، إن كان هو مجرد مصاحبته لبعض الوقت لفترة الرسول الكريم ، وان مجرد الصحبة أو تعاصر زمانه ولو في بعضه للرسالة يعطيه صفة الصحبة المحترمة التي تفرض نفسها على عموم المسلمين ، فهذا غير منطقي ولا يقره عقل ولا عقلاء ، ولم نعهده بالشرائع السابقة ، فهل أن أصحاب الأنبياء (عليهم السلام) كانت لهم تلك المنزلة الرفيعة لمجرد الصحبة؟ . نعم منزلته بمقدار تفاعله مع رسالة نبيهم واحترامهم لها ودفاعهم عنها ، وهو كذلك ما نقوله نحن.
فإذا أريد هذا المعنى فهل لك أن تجيبنا بان كل أصحابك هم على منزلة واحدة ومكانة متساوية ؟ أو هم متفاوتون منزلةً ومكانةً؟. من الواضح انك ستجيب ليس كلهم على شاكلة واحدة ، فمنهم من استفاد منك علماً ومنهم من استفاد منك جاهاً ومنهم من استفاد منك منصباً ومن من استفاد منك مادةً ، ومنهم من استغل (صحبتك) واستثمرها لأغراضه الشخصية ,و ... و ... ، وأنت في جميع هذه الصور تقدر من صاحَبَك لأجل رسالتك وصحة أفكارك وسار على دربك وأكمل مشوارك ، فهذا لا تساويه مع الآخرين .
وإذا لم ترضى بهذا العرض العام فكيف تتصرف لو طلب منك شخصاً أن تكتب عن شخصية فذة في تاريخ مصر، ولها أخلاف ولا زالوا أحياء ، وأصحاب كانوا لها ولهم أخلاف أيضاً ، فهل يقضي عقلك أن تنقل عن هذه الشخصية من أخلافها أو من أخلاف أصحابها؟.
يرشدك إلى ذلك قوله تعالى ((وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [البقرة : 189].
وكيف توجه كثير من المظالم وقعت من الصحابة والقران يقول ((أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)) [صـ : 28]
وهلا ساويت شعورياً وسلوكياً بين ابنك البار المطيع الخلوق وابناً لك ليس على هذا النحو ، وهل تقدم كلام الأول وتبني على صحته أو على كلام الثاني.
هذا كله مع الفارق الكبير بين عليٌ (عليه السلام) وغيره حتى تمنى بعض الصحابة بعض خصاله، (واحدة من ثلاث) قالها سعد بن أبي وقاص عندما طلب منه معاوية سبَ علي (عليه السلام). الم تسمع قول الفراهيدي لبيان أفضلية علي (عليه السلام) باستغناء علي عن كل صحابي واحتياج الجميع له حتى قال الخليفة عمر ((لولا علي لهلك عمر)). هذا المقدار يكفي ولا اعتقده يقنع به ((يوم نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) [الإسراء : 71]
قاسم الطائي
النجف الأشرف
26 محرم الحرام 1431 هـ
التعديل الأخير تم بواسطة المشرف العقائدي ; 27-01-2010 الساعة 02:24 AM.
سبب آخر: تعديل الرابط على حسب طلب العضو المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الشيخ جمعه رجل متزن وكلامه يظهر حقيقة ان السنه تختلف عن السلفين واما باقي تعابيره اتحفظ على ماجاء عليها وكفى الشيخ الطائي ردا عليها ....