شمس مضيئة وانهار جارية واشجار باسقة وكلها مصداق لقوله تعالى { إنا جعلنا ما على الأرض زينةلها لنبلوهم أيهم أحسن عملا }
وما اجمل ما قاله صاحب الميزان في تفسير علاقة الانسان العارضة بالارض حيث قال :
أن النفوس الإنسانية - و هي في أصل جوهرها علوية شريفة - ما كانت لتميل إلى الأرض و الحياة عليها ..و قد قدر الله أن يكون كمالها و سعادتها الخالدة بالاعتقاد الحق و العمل الصالح ، فاحتالت العناية الإلهية إلى توقيفها موقف الاعتقاد و العمل ، و إيصالها إلى محك التصفية و التطهير، و إسكانها الأرض إلى أجل معلوم ،بإلقاء التعلق و الارتباط بينها و بين ما على الأرض من أمتعة الحياة من مال و ولد و جاه ، و تحبيبه إلى قلوبهم ..
فكان ما على الأرض- و هو جميل عندهم محبوب في أنفسهم -زينة للأرض و حلية تتحلى بها لكونه عليها ، فتعلقت نفوسهم على الأرض بسببه و اطمأنت إليها.
فإذا انقضى الأجل الذي أجله الله تعالى لمكثهم في الأرض بتحقق ما أراده من البلاء و الامتحان، سلب الله ما بينهم و بين ما على الأرض من التعلق، و محى ما له من الجمال و الزينة ،و صار كالصعيد الجرز الذي لا نبت فيه و لا نضارة عليه .
و نودي فيهم بالرحيل و هم فرادى كما خلقهم الله تعالى أول مرة.