بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الصدق هو : من الصفات الكريمة ومن أشرفها ، والتي تؤدي إلى سمو الانسان ورفعته وتكامل شخصيته ، وأساس ثقة الناس به ، وهو أحد الاركان التي عليها مدار نظام المجتمع الانساني.
ولذا عنى الاسلام بهذه الصفة الكريمة وبالغ في التحلي بها ، وقد أثنى على من تخلق بها ، قال تعالى : ( من المؤمنين رجالٌ صَدقُوا مَا عاهدُوا اللهَ عَليه) (1) كما أثنى تعالى على نبيه إسماعيل به وقال : ( إنه كانَ صادِقَ الوعدِ وكانَ رسولاً نبياً ) (2).
ومما ورد عن أهل بيت العصمة(عليهم السلام) في مدح هذه الخصلة الشريفة والتحلي بها : ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال : إن الله لم يبعث نبياً إلا بصدق الحديث ، وأداء الامانة إلى البر والفاجر (3).
وروي عنه (عليه السلام) يوصي شيعته : كونوا دعاةً للناس بالخير بغير ألسنتكم ، ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع (4).
ما احوجنا الى الصدق الذى هو قول وصنع الحق والحقيقة وعدم الالتجاء الى الكذب والخداع والرياء سواء على مستوى علاقتنا بالله او بالناس او مع أنفسنا وذلك من أجل ان نبنى مجتمع راقى ومتقدم . ونحن نرى المجتمعات المتخلفة تتفكك من أجل روح الاكاذيب والنفاق والشر التى انتشرت فيها ، بينما نرى دول تتقدم وتتطور لانها اتخذت من الصدق والأمانة فى الحياة والعمل قيمة روحية واخلاقية عليا فيها وحتى ان كانت قد بعدت عن الدين الا انها اتخذت من المبادئ الدينية السامية قيم عليا لها
_____
(1) سورة الاحزاب : الاية 23.
(2) سورة مريم : الاية 54.
(3) أصول الكافي للكليني : ج2 ، ص104 ، ح1.
(4) أصول الكافي للكليني : ج2 ، ص105 ، ح1