بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
والحـــــــمد لله قاصم الجبارين ومبير الظالمين وفاضح الكذابين
... رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ...
-------------------
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
--(هذه ائمتنا فمن هم ائمتكم ؟! )--
لقد صرح بذلك رسول الله صلى الله عليـه واله وسلم بأسمائهم جميعا لان الله جل وعلا قال في كتابه الكريم ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) .
1) جاء في صحيح البخاري الجزء الرابع في كتاب الأحكام : روى بسنده عن جابر بن سمرة قال :
سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول ( يكون بعدي اثنا عشر أميرا ) فقال كلمة لم اسمعها ، فقال أبي انه قال كلهم من قريش وكذلك في ج2 ص127 .
2) صحيح مسلم ج2 ص79 في كتاب الإمارة في باب الناس تبع لقريش : روى بسنده عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه واله وسلم فسمعته يقول :
( إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ) قال ثم تكلم بكلام خفي عليّ ، قال فقلت لأبي ما قال ؟ فقال ، قال , (كلهم من قريش ) .
ورواه أيضا في نفس الباب بسندين عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول ( لا يزال الدين قائم حتى تقوم الساعـة ...)
3) أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش )
وكذلك في ج6 ص3 .
4) سنن الترمذي ج2 ص35 روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( يكون بعدي اثنا عشر أميرا ) قال ثم تكلم بشيء لم افهمه فسألت الذي يليني فقال : قال ( كلهم من قريش ) .
5) سنن أبي داود ج2 ص207 روى بسنده عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليـه واله وسلم يقول ( لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنا عشر خليفة ) قال فكبر الناس وضجوا ثم قال كلمة خفية قلت لأبي : يا أبه ما قال : قال : ( قال كلهم من قريش ) .
ورواه بنفس المعنى غيرهم كثير .
6) مسند الإمام احمد بن حنبل ج5 ص86 وفي ص92 و ص106 روى بسنده عن جابر بن سمرة .
7) مستدرك الصحيحين ج4 ص501 .
8) كنز العمال ج6 ص201 ولفظه : ( يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة قيما لا يضرهم من خذلهم كلهم من قريش ) .
9) الهيثمي في مجمعه ج5 ص190 وأبو نعيم في حليته ج4 ص333 وأخرجه الطبرآني وابن عساكر وغيرهم .
10) روى الحمويني في فرائد السمطين ونقله عنه القندوزي في ينابيع المودة ص440 بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قدم يهودي يقال له نعثل فقال : يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت على يديك قال : سَل يا أبا عمارة فقال : يا محمد صف لي ربك فقال صلى الله عليه واله وسلم : لا يوصف إلا بما وصف به نفسه . وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه والأوهام أن تناله والخطوات أن تحده والأبصار أن تحيط به ، جل وعلا عما يصفه الواصفون ، نائي بقربه وقريب في نأيه ، هو كيف الكيف ، وأين ألاين ، فلا يقال له أين هو ، وهو منقع الكيفية والاينونية فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . قال صدقت يا محمد فاخبرني عن قولك انه واحد ، لا شبيه له ، أليس الله واحد والإنسان واحد . فقال صلى الله عليه واله وسلم : الله عز وعلا واحد حقيقي أحادي المعنى أي لا جزء ولا تركيب له والإنسان واحد ثنائي المعنى مركب من روح وبدن فقال : صدقت فاخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا له وصي وان نبينا موسى بن عمران أوصى ليشوع بن نون ، فقال :
إن وصيي علي بن أبي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين . قال : يا محمد فسمهم لي قال : إذا مضى الحسين فابنه علي فإذا مضى علي فابنه محمد فإذا مضى محمد فابنه جعفر فإذا مضى جعفر فابنه موسى فإذا مضى موسى فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنا عشر . قال اخبرني كيفية موت علي والحسن والحسين قال صلى الله عليه واله وسلم : يقتل علي بضربة على قرنه والحسن يقتل بالسم والحسين بالذبح . قال فأين مكانهم . قال في الجنة في درجتي . قال : اشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله واشهد انهم الأوصياء بعدك ، ولقد وجدت ذلك في كتب الأنبياء وفي ما عهد إلينا موسى بن عمران عليه السلام .
فانشأ نعثل شعرا :
صلى الإله ذو العلا عليك يا خير البشر
أنت النبي المصطفى والهاشمي المفتخر
بكم هدانـا ربنا وفيـك نرجو ما أمر
ومعشـر سميتـهم أئمة اثنـا عشـر
حياهم رب العلا ثم اصطفـاهم من كدر
قد فاز من والاهم وخاب من عاد الزهر
آخرهم يسقي الظمأ وهو الإمام المنتظر
عترتك الأخيـار لي والتابعـين ما أمـر
من كان عنهم معرضا فسوف يصلاه سقر
وقد قال فيهم الفرزدق :
من معشر حبهم دين وبغضهم
كفـر وقربهـم منجـى ومعتصـم
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
وقال الإمام علي عليه الصلاة والسلام :
( لا يقاس بال محمد صلى الله عليه واله وسلم من هذه الأمة أحد ولا يساوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثة ) .
وقال في خطبة أخرى :
( وإنما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه وان الله تعالى خصكم بالإسلام وأستخصكم له ) .
ومن خطبه له في وصف أهل البيت :
( نحن الشِّعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا . فيهم كرائم القران وهم كنوز الرحمن إن نطقوا صدقوا وان صمتوا لم يسبقوا ) .
ومن خطبة له يذكر فيها آل محمد صلى الله عليه واله وسلم .
( هم عيش العلم وصوت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم وصمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل ) .
ومما تقدم يمكن أن نقول إن :-
1) إن النبي أو الإمام لكل أمة يمتاز بسمو روحي وحياة معنوية رفيعة وهو يروم هداية الناس إلى هذه الحياة .
2) بما انهم قادة وأئمة لجميع أفراد ذلك المجتمع فهم افضل من سواهم .
3) أن الذي يصبح قائدا للامة بأمر من الله تعالى فهو قائد للحياة الظاهرية والحياة المعنوية معا وما يتعلق بهما من أعمال تسير مع سيره ومنهجـه قال سبحانه وتعالى ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات ) صدق الله العظيم .
وبمقتضى هذه النصوص الصريحة فان أئمة الإسلام اثنا عشر بالترتيب الآتي :-
1.علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين) : ولد عام 23 قبل الهجرة واستشهد قتيلا عام 40 بعدها .
2.الحسن بن علي ( الزكي ) : ولد عام 2 هـ ومات مسموما عام 50 هـ .
3. الحسين بن علي(سيد الشهداء) : ولد عام 3 هـ ومات شهيدا عام 61 هـ .
4. علي بن الحسين(زين العابدين) : ولد عام 38 هـ ومات مسموما عام 95 هـ .
5.محمد بن علي ( الباقر): ولد عام 57 هـ ومات مسموما شهيدا عام 114 هـ .
6.جعفر بن محمد(الصادق) :ولد عام 89 هـ ومات مسموما شهيدا عام 148 هـ.
7.موسى بن جعفر ( الكاظم): ولد عام 128 هـ ومات مسموما عام 183 هـ .
8.علي بن موسى(الرضا): ولد عام 148 هـ ومات مسموما عام 203 هـ .
9.محمد بن علي(الجواد): ولد عام 195 هـ ومات مسموما عام 220 هـ .
10.علي بن محمد( الهادي): ولد عام 212 هـ ومات مسموما عام 254 هـ .
11.الحسن بن علي(العسكري): ولد عام 232 هـ ومات مسموما عام 260 هـ .
12.محمد بن الحسن(المهدي): ولد عام 256 هـ ويسمى إمام العصر والزمان وهو حي يرزق مغيب بأمر الله تعالى وبمقتضى حكمته " عجل الله تعالى فرجه الشريف" كما أخبر به نبينا في الكثير من المواطن والمناسبات .
… عليهم الصلاة والسلام أجمعين…
وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
( لا تتقدموهـم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكـوا ولا تعلموهم فانهم اعلم منكـم )
" الدر المنثور للسيوطي ج2 ص60 – الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص148 – كنز العمال ج1 ص168 – أسد الغابة في معرفة الصحابة ج3 ص137 ".
وبعد هذه الآيات الكريمة في كتاب الله العزيز والأحاديث الشريفة عن خاتم الأنبياء والمرسلين في أئمة العترة الطاهرة من أهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم حاشا لله أن تخالطكم اخوتي في الإسلام شبهة أو تلابسكم في تقديمهم على سواهم فهم حملوا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علوم النبيين وعقلوا منه أحكام الدنيا والدين .
ولذلك قرنهم صلى الله عليه واله وسلم بمحكم الكتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب وسفن النجاة إذا طغت لجج النفاق وأمانا للامة من الاختلاف إذا عصفت عواصف الشقاق وباب حطة يغفر لمن دخلها ، والعروة الوثقى لا انفصام لها . وقال عز من قائل : ( إن الذين يحآدّون الله ورسوله اولآئك في الاذلين ) .
يقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات ( إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الاشعري وفي الفروع بغير المذاهب الأربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ولا للريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا . ...
ولكن الأدلة الشرعية( الآيات والأحاديث السابقة )* أخذت بأعناقنا إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي والتنزيل فانقطعنا إليهم في فروع الدين وعقائده وأصول الفقه وقواعده ومعارف السنة والكتاب وعلوم الأخلاق وسلوك الآداب نزولا على حكم الأدلة والبراهين وتعبدا بسنة سيد النبيين والمرسلين صلى الله عليه واله وسلم . ولو سمحت لنا الأدلة بمخالفة الأئمة من آل محمد أو تمكنا من تحصيل نية القربى لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا اثر الجمهور وقفونا أثرهم تأكيدا لعقد الولاء وتوثيقا لعرى الإخاء لكنها الأدلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته وتحول بينه وبين ما يروم .
على انه لا دليل للجمهور على رجحان شيء من مذاهبهم فضلا عن وجوبها وقد نظرنا في أدلة المسلمين نظر الباحث المحقق بكل دقة واستقصاء فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك إلا ما ذكرتموه من اجتهاد أربابها وأمانتهم وعدالتهم وجلالتهم ، لكنكم تعلمون إن الاجتهاد والأمانة والعدالة والجلالة غير محصورة بهم فكيف يمكن والحال هذه أن تكون مذاهبهم واجبة على سبيل التعيين … ثم يقول :
على إن أهل القرون الثلاثة مطلقا لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا ، وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة وهي خير القرون … ) انتهى .
وختاما أقول كما قال جل وعلا في كتابه الكريم :
( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
صدق الله العظيم
والســــــــــــؤال لأخوتنا وأحبتنا في دين الله تعالى :
من هم أئمتكم الأثنا عشــــــــر بصريح حديث من لا ينطق عن الهوى ؟
والله المستعان
والســــــــ على من أتبع الهدى وآله ـــــــلام
حيـــــــــــــــــدرة