بعد إنتهاء الملحمة الحسينية التي بقيت خالدة إلى يومنا هذا وستبقى إلى قيام الساعة وبعد انكشاف نوايا بنو أمية في اجتهادهم لمحو فكر أهل البيت عليهم السلام للأكثرية من أتباعهم عن تلك النوايا فها نحن نعيش اليوم ذكرى يوم الأربعين هذه الذكرى التي بدأت منذ زيارة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه لقبر الإمام الحسين عليه السلام والى يومنا هذا ولكن اليوم بشكل جماعات مليونية مشياً على الأقدام لمسافات طويلة تستمر أياما وأسابيع يا ترى من الذي حركهم لذلك ؟
فهناك بالطف عابس رضي الله عنه الذي تجنن بحب الحسين عليه السلام وهذه الملايين تهتف مثل ما هتف عابس جنني حب حسين ما هو السر يا أبا عبد الله الذي من أجلك ملايين يتفانون من أجل زيارتك ففي زمن الحكام الخونة الذين حكموا بلاد العراق كان بعضهم يأخذ ضريبة على الزوار والبعض منهم يقتلونهم علناً إلى أن وصلت إلى تقطيع الأيادي والأرجل حتى صاروا الزوار يهتفون لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين إلى يومنا هذا نرى أسلوب القتل هو نفسه بالتفجير والإرهاب فما أشبه اليوم بالأمس وإن اختلف الأسلوب .
هانحن اليوم نجدد العهد لزيارة الإمام الحسين على طريقة جابر الذي قد كف بصره فكيف زار جابر الإمام الحسين عليه السلام: عندما وصل جابر رضي الله عنه مع غلامه عطية العوفي إلى مشارف كربلاء توجه إلى الفرات ليغتسل غسل الزيارة ولبس أجود ثيابه ورش شيئا من الطيب على جسمه ثم سار مع غلامه إلى قبر الإمام الحسين عليه السلام فقال لغلامه المسني القبر فما أن أحس بالقبر صاح ثلاثاً حبيبي يا حسين وأغمي عليه يا جابر أنت استطعت أن تصل إلى قبر الإمام الحسين عليه السلام ونحن معك ترفرف قلوبنا على قبره متلهفة لزيارته يا أبا عبد الله متى نصل إليك نقبل ذاك الضريح نزورك كما زارك جابر رضي الله عنه.
السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بقبرك المستغفرين لزوارك السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.
اللهم ارزقنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته .
وصلى الله على محمد وآله وسلم .