|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 68567
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 897
|
بمعدل : 0.19 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
وليمة الضباع
بتاريخ : 20-06-2012 الساعة : 04:28 PM
وليمة الضباع
النفس تحترق حزناً ولكن بلا دخان يسد آفاق السماء.
فالاحتراق خالٍ من ثاني وأول أوكسيد الكاربون بل هو خالٍ من أي رائحة كريهة.
هرعت إلى طبيب حاذق علّه يرشدني لمعرفة السبب والحمد لله أن طبيبي لم يكن كباقي القصّابين (يبحث عن العلّة فيعالجها ثم يزرع بأنامله علّة جديدة اسمها العوز والفقر عند المرضى).
قال لي: بني احتراقك ليس من عالم الماديات ولذلك لا تجد له أثراً في الخارج فلعلك تحتاج لعلاج خاص أيضاً ومعالجك غائبٌ الآن ولكن قل لي.. لم الحزن؟
رفضت البوح بما في خلدي فالسكّين المغروز في قلب المصاب يؤلمه جداً لو أخرج من قلبه.
فحتى نحافظ على المقتول يجب أن لا نخرج السكين وإن كان مقتولاً لا يشعر بالألم بل لمراعاة القاتلين الواقفين على رأسه فملابسهم بيضاء ناصعة ولعلها تتلوث بقطرات دم الأبرياء.
قررت اغتيال هذا الجرح ولن أتكلم عنه مرة بعد مرة فالأصوات قد بحّت والكلمات قد ذبلت ولساني الذي كان صادحاً بات اليوم كالحجر في فمي (لقلّة الاستعمال أو لانتهاء الصلاحية).
سأبقى منتظراً، ساهراً، نائماً (على الجمر)، وأنا أنظر لهذا الدين وقد أصبح غريباً بين أهله ووليمة للضباع، فالأسد إن غاب كانت المملكة مملكة ضباع تسرح وتمرح (لا صداد ولا رداد).
منتظراً لك سيدي حتى يأذن ربك وربي بالخروج والفرج ولكن سيدي أخبرك بأن الضباع تزداد وتنتشر في كل الأرجاء وأنا أخاف على نفسي أن تموت بعد الاحتراق فتكون ضبعاً مع الضباع (اللهم عجّل لوليك الفرج).
|
|
|
|
|