((ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))
فُسِّر معنى الإيمان بالغيب بأنه الإيمان بالامام الحجّة (عليه السلام) وغيبته كما صرح به أئمة أهل البيت عليهم السلام في الأحاديث المنقولة عنهم منها: مارواه الشيخ الصدوق باسناده عن يحى بن أبي القاسم، قال: سألت الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى ((ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)) فقال (عليه السلام): المتقون شيعة عليّ (عليه السلام) ، والغيب هو الحجة الغائب، وشاهد ذلك قوله تعالى ((وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)).
وروى الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة عن أبي عبدالله (ع) قال : مَن أقرّ بقيام القائم (ع) انه حق.
إذن، فالآية المباركة حددت المتقين بصفات منها: الايمان بالكتاب الكريم والايمان بالغيب، وهو الايمان بالامام الحجة (عليه السلام) ووجوده وغيبته صنوان لمشرع واحد، لا يفترقان، وإنّ الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو أحد الأئمة الاثني عشر، فلابد للذي يؤمن بالأئمة الأثني عشر أن يؤمن بالامام الغائب (عليه السلام).
فالفصل بينهما لا يصح ولا يصحح العمل كالصلاة الفاقدة لأحد اجزائها أو شرائطها أو أركانها فانها لا تصح ولا تقبل من العبد.