[عبدالله الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الل الرحمن الرحيم

( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )

عظم الله اجرنا جميعا بفاجعة عاشوراء سيد الشهداء ، عاشوراء كربلاء ، عاشوراء مدرسة الاباء ، مدرسة الحرية والتضحية والايثار ، انه سيد الشهداء الذي كتب على نفسه التضحية لتحيا بشهادته الشعوب والامم الحرة المستضعفة .

ان قريحتي تقف وقلمي يجف حينما اريد ان اعبر واكتب عن سيد الشهداء واهل بيته واصحابه ولا اجد الى ذلك سبيلا سوى عيون وابصار تتجاوز حاجز الزمان والمكان لتصل الى كربلاء حيث تتجسد الواقعة والملحمة بل المعجزة الخالدة والثورة الرائدة فتتساقط دموع الخشوع والعظمة لهذه الحادثة وتنهمر دموع اخرى حينما ترى عمق الفاجعة والمأساة والوحشية والهمجية التي يمكن ان تصل اليها البشرية ، فتبتل الاوراق لترسم طرفي المصير والسبيل الانساني ، بين اليمين والشمال ، بين الحق والباطل ، وبين التكامل والتسافل ، بين العزة والكرامة والذلة والهوان ، انها خارطة الصراع البشري تجسدت وتمظهرت واختُزِلت في عاشوراء .

لقد جفت الدموع وابتل الورق ، وتاهت من ادنى ادانيها طامحات العقول ، وحار في حقيقة ثورته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في فهمها جوامع التفسير، وكلت دون وصفها تحبير اللغات ،وضل فيها تصاريف الصفات .

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى ابناء الحسين وعلى اصحاب الحسين .

[س البغدادي]

العين تبكي دمعا ،،،،،والقلب ينزف دما ،،،،
والقلم يجف حزنا ،،،
عليك يا ابا عبد الله ،،،،
يا مدرسة الاباء والايثار والتضحية ،،،،

[عابر سبيل سني]

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى ابناء الحسين وعلى اصحاب الحسين .

[الباحث الطائي]

السلام عليكم
السلام على السيد الامام الشهيد ابي عبد الله الحسن وعلى آل بيته الاخيار وصحبه الابرار

سيدي الجزائري العزيز والغالي . كما هو دوما قلمكم متألق في معانيه وتعابيره - ونضركم ثاقب في ما تنضرون اليه
لقد عبرتم عما في نفوسنا باحسن تعبير فجزاكم الله خيرا على ذالك وعلى طرح هذا الموضوع والخطاب
والسلام على بقية الاخوة
وعظم الله اجوركم واجورنا بهذا المصاب الجلل

[دعاء وهاب]

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين وعلى الارواح التي حلت بفناءك عليك سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار

[عبدالله الجزائري]

عبدالله الرضيع





يالها من فاجعة ويالها من واقعة ليس كوقعتها واقعة وليس كمثلها فاجعة خافظة رافعة . رفعت قوما الى السموات العلى فاصبحوا مثلا اعلى , ولعنت اخرين وطمرتهم في الارضين السفلى مذمومين مدحورين خاسئين الى يوم الدين . وما بينهما قوم نادمين تائبين متاثرين وثائرين ومنتصرين .

انها فلسفة كربلاء التي لا تدركها بعد الهمم ولا ينالها غوص الفطن

[الرجل الحر]

من المُسَلَّمات لدى الكثيرين ان الحسينَ قد خضعت لسلطان ولايته كل ذرة من ذرات الكون وكل دقيقة فيه ,, وبدلا من ان يُخضع اعداءه لأمر الله بولايته التكوينية على الاشياء ,, اختار ان يواجه القتل ويقتحم غمار الموت بمهجته الشريفة ,, ليعلن ان دين الله وان كانت له الهيمنة على كل شيء ,, الا انه لايحتاج الى الخوارق كي ينتصر. وكأن الحسين قد ارسل في يوم ثورته وحياً عبر العصور الى كل جيل يأتي من بعده يرتل مع كل ذكرى للحسين تلامس ضمير العالمين ,, ان الثورة بوجه الظلم ,, والكفر بكل طاغوت ,, ورفض الهوان ,, والحرب على الذل ,, والتمرد على الامتهان ,, لايحتاج الى عصا موسى ,, او خاتم سليمان ,, بقدر ما يحتاج الى سيف الحسين ,, وارادة الحسين ,, وإباء الحسين ,, وتضحية الحسين .

[الرجل الحر]

ما انصفك الذين جعلوا منك مجرد ذكرى للبكاء والعويل واللطم والتطبير ،، مجرداً عن الثورة ،، منسلخاً عن الرفض العظيم للطواغيت ,, منعزلاً عن النهوض بواقع الامة ,, مبتعداً الى ركن الرهبنة عن ساحة الصراع ,, ناءٍ الى قبو النساك عن معركة فرض الارادات ... متى يتعلمون .. ان الحسين كله ثورة ,, ورفض للبغي ,, واباء ,, ونهضة تحدٍ ,, وصرخة حياة للشعوب .. متى نجعل من شعائر الحسين معادلات تغيير حقيقي وجذري في واقع الامة .. متى يتحول المسير الى الحسين والبكاء عليه مسارات لبعث روح الاسلام المحمدي الاصيل التي ما قتل الحسين صلوات الله عليه الا في سبيلها .. متى نجعل من شعائر الحسين دستورا ينظم ديننا ودنيانا .

[عبدالله الجزائري]

ملحمة كربلاء :

برز الايمان كله للشرك كله

لقد سار الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه إلى المواجهة الحتمية في كربلاء المحسومة مسبقا بناءا على حساب موازيين القوى المادية الطبيعية بدليل اعتراض الكثير على خروجه وهو يقدم أعذارا غيبية (شاء الله أن يراني قتيلا , وشاء الله أن يراهم سبايا ) وغيرها من الأجوبة الاسكاتية , فهو يعرف أن الاعتراضات صحيحة من حيث العامل المادي الطبيعي ولكنها ليست كذلك في حساب العامل الغيبي والإيماني الذي ينتج نتيجتين ببعدين :


البعد الأول :
الانتصار الميداني (النصر )

وفلسفته وحقيقته القرآنية (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ) : هنا يتحقق الانتصار الميداني والذي لا يتجاوز الزمان والمكان ونطلق عليه الانتصار التكتيكي وفيه ينهزم جيش العدو ويخسر ارض المعركة والسيطرة على المكان والمكاسب والغنائم وتكبيد العدو الخسائر المادية والبشرية .


البعد الثاني :
الفتح

وفلسفته وحقيقته القرآنية (نصر من الله وفتح قريب ) ونتيجته الفتح أو الانتصار الإستراتيجي الذي يحقق الأهداف الإستراتيجية والتي تتخطى الزمان والمكان رغم الانكسار الميداني والتضحيات المتعددة والتي ينكسر فيها الجيش وربما يقتل القائد العام والقيادات الميدانية ويخسر الارض وكثير من الامتيازات والمكاسب الرمزية والوقتية ولكن يكون الهدف الاستراتيجي متاخرا عن زمان ومكان المواجهة العسكرية بل مشروط بالتضحية حتى يتحقق لان قيمته واهميته تفوق وتتجاوز حدود الاشخاص والزمان والمكان .

وهذا النوع هو الذي أراده الحسين عليه السلام من نهضته ونلمس هذا من قوله عليه السلام (من لحقني استشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح ) . لقد أراد الحسين عليه السلام أن يقضي على الروح الانهزامية والهزيمة النفسية ويقود ثورة نفسية وثورة تغيير داخل الإنسان المسلم ليخرج من نكسة الضمير إلى نهضة إحياء الضمير للأمة الإسلامية .

لقد اعتمد الإمام الحسين عليه السلام طريقة المناجزة رجل لرجل , نعم لقد كان كل رجل من اصحاب الحسين امة ومدرسة ومنهجا ومشعلا وسبيلا ومنهلا ومسلكا وشراعا في سفينة النجاة .

فبرز أصحابه وأهل بيته ليسجلوا انتصارات نوعية أذهلت العدو وأورثته الهزيمة النفسية وألهمت من بقي من أصحابه القوة والعزيمة والإصرار وبعثت روح التحدي فيهم

لقد تكررت جملة برز الايمان كله للشرك كله

فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

[رآحيل]

عظم الله لنا ولكم الأجر
جزاكم الله خيراً لهذه التعزية "