عضو برونزي
|
رقم العضوية : 18
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 594
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادمة المنبر
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 16-09-2006 الساعة : 08:38 PM
تابع :::::
((13)) هـذه الـروايـات وامـثـالـها تدل على ان مصحف فاطمة الذي يعتقد الامامية انه عند ائمتهم ,وضمن مـيـراثهم العلمي , ليس المصحف الذي فيه القرآن الكريم , وانه كتاب آخر يتضمن علما, لكن ما هو ذلك العلم ؟ تشير اليه بعض الروايات عن اهل البيت (ع ) منها:
1 ـ سئل الصادق (ع ) عن محمد بن عبد اللّه بن الحسن قال (ع ): ((ما من نبي ولا وصي ولا ملك الا هو في كتاب عندي ـ يعني مصحف فاطمة ـ واللّه ما لمحمد بن عبد اللّه فيه اسم )).
2 ـ روي عـن الوليد بن صبيح انه قال : قال لي ابو عبد اللّه (ع ): ((يا وليد, اني نظرت في مصحف فاطمة (ع ) فلم اجد لبني فلان فيه الا كغبار النعل )).)
3 ـ عـن فـضيل بن سكرة قال : دخلت على ابي عبد اللّه (ع ) فقال : ((يا فضيل , اتدري في اي شي ء كـنـت انـظـر قبيل ))؟ قال : قلت , لا. قال : ((كنت انظر في كتاب فاطمة (ع ), ليس من ملك يملك [الارض ] الا وهو مكتوب فيه باسمه واسم ابيه , وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا)).
4 ـ عن سليمان بن خالد قال : قال ابو عبد اللّه (ع ): ((... وليخرجوا مصحف فاطمة فان فيه وصية فاطمة ...)).
5 ـ عـن حـماد بن عثمان قال : سمعت ابا عبد اللّه (ع ) يقول : ((ان اللّه تعالى لما قبض نبيه (ص ), دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا اللّه عز وجل , فارسل اللّه اليها ملكا يسلي غمها ويـحـدثـها, فشكت ذلك الى امير المؤمنين (ع ), فقال : اذا احسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي , فاعلمته بذلك , فجعل امير المؤمنين (ع ), يكتب كلماسمع حتى اثبت من ذلك مصحفا. قال : ثم قال : اما انه ليس فيه شي ء من الحلال والحرام ,ولكن فيه علم ما يكون )).
يـتـبـين من خلال هذه الروايات ان مصحف فاطمة (ع ) ليس قرآنا, وليس كتاب احكام ,فهو مغاير لـكتاب علي (ع ) الذي املاه عليه رسول اللّه (ص ). والذي ورد ذكره في اخبارهم (ع ) الى جنب مصحف فاطمة , وسموه بالجامعة تارة والصحيفة اخرى وكتاب علي (ع ) غالبا. ولـيس هناك اي رواية توهم كونه قرآنا, فضلا عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسك بها من يفتش عن الـمـطاعن , وعلى فرض وجودها فان الروايات المستفيضة الواضحة الصريحة والتي قدمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهم اوالظهور لو تم وسلم .
فاطمة (س ) محدثة
قـد يـتوقف البعض عند قصة مصحف فاطمة (س ), ويرفض مسالة تكليم الملائكة للسيدة الزهراء (س ) نـتـيـجة توهم التلازم بين النبوة والوحي , او بين النبوة وتحديث الملائكة . وعليه فان كون الرسول (ص ) خاتم الانبياء والرسل يقتضي عدم نزول الملائكة بعد رسول اللّه (ص ), وهذا دليل عـلـى عـدم صـحـة قـصة المصحف المذكور, وقداعتمد على هذا النحو من الاستدلال عبد اللّه الـقـصـيمي في كتابه [المعروف ] ب((الصراع بين الاسلام والوثنية )), متهما الشيعة الامامية بانهم يـزعـمـون لـفاطمة وللائمة من ولدها مايزعمون للانياء والرسل .
كل ذلك اعتمادا على الملازمة المزعومة بين تكليم الملائكة وبين النبوة . وهذه غفلة ما بعدها غفلة . تـعال معي الى كتاب اللّه عز وجل وهو يتحدث عمن كلمتهم الملائكة او اوحى اللّه سبحانه وتعالى اليهم :
1 ـ (واذ قالت الملائكة يا مريم ان اللّه اصطفاك وطهرك على نساء العالمين ...).
2 ـ (اذ قالت الملائكة يا مريم ان اللّه يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ).
3 ـ (فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا # قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا # قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا).
4 ـ (ولـقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى ... وامراته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب # قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذالشي ء عجيب # قالوا اتعجبين من امر اللّه ...).
فـهـذه نـمـاذج مـن الـنـساء حدثنا القرآن الكريم عنهن ولم يكن نبيات , ومع ذلك شاهدن الملائكة وحدثنهم , او اوحي اليهم باسلوب آخر غير تحديث الملائكة , ولم يستنكرذلك احد. ففاطمة (س ) دلـت النصوص على انها كانت محدثة ولم تكن نبية , وكذلك تقول الشيعة الامامية بالنسبة لائمة اهل البيت (ع ) دون ان يدعي احد منهم لهم النبوة , اذلا تلازم بينهما كما تقدم . ثـم ان الاعتقاد بنزول الملائكة على فاطمة الزهراء (س ) لا يعد غلوا, ولا مبالغة في فضلها, فهي (س ) سـيـدة نـسـاء العالمين من الاولين والاخرين , وافضل من مريم بنت عمران ومن سارة امراة ابـراهيم عليه وعلى نبينا السلام , وقد ثبت بالنصوص القرآنية مشاهدتهما للملائكة وتكليمهما لهم , فاي غلو في نسبة مثل ذلك لمن هي افضل منهما؟ روى البخاري عن النبي (ص ) انه قال : ((فاطمة سيدة نساء اهل الجنة )).
وروى مـسلم عنه (ص ) انه قال لها: ((يا فاطمة اما ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين او سيدة نساء هذه الامة )). وهي سلام اللّه عليها ممن نزلت بهم آية المباهلة والتطهير وضمهم الكساء. ومـن الجدير بالذكر ان الوحي له اساليب واغراض متعددة , ولا تلازم بين الوحي والنبوة ,وان كان كـل نبي لابد ان يوحى اليه , وكذلك لا تلازم بين الوحي والقرآنية , فبالنسبة للرسول (ص ) لم يكن كل ما نزل عليه من الوحي قرآنا, فهناك الاحاديث القدسية وهناك تفسير القرآن وتاويله , والاخبار بالموضوعات الخارجية وامثال ذلك , وكلهاليست قرآنا. فاتضح ان تحديث الملائكة للزهراء (س ) لم يكن من الوحي النبوي ولا من الوحي القرآني . المحدثون عند اهل السنة : اذا كـان تحدث الملائكة مع اهل البيت (ع ) الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غلوا, فلنلق نظرة على كتب الحديث والسيرة والتاريخ عند اهل السنة , لنرى كيف يدعى تحدث الملائكة مع الكثير من رجالهم :
1 ـ اخرج البخاري في مناقب عمر بن الخطاب ـ وبعد حديث الغار ـ عن ابي هريرة ,واخرج مسلم في فضائل عمر ايضا عن عائشة : ان عمر بن الخطاب كان من المحدثين . وقـد حـاول شـراح البخاري ان ياولوه بان المراد انه من الملهمين , او من الذين يلقى في روعهم او يظنون فيصيبون الحق , فكانه حدث .. وهو كما ترى تاويل لا يساعد عليه ظاهر اللفظ. ولاجل ذلك قال القرطبي : انه ليس المراد بالمحدثين المصيبين فيما يظنون ,لانه كثير في العلماء, بل وفي العوام من يقوى حدسه فتصح اصابته , فترتفع خصوصية الخبر وخصوصية عمر.
2 ـ مـمن ادعي ان الملائكة تحدثهم عمران بن الحصين الخزاعي المتوفى سنة 52 ه.قالوا: كانت الملائكة تسلم عليه حتى اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما, ثم اكرمه اللّه بردذلك .
3 ـ ومـنـهـم ابـو الـمـعـالـي الـصـالـح الـمـتوفى سنة 427 ه, رووا انه كلمته الملائكة في صورة طائر.
4 ـ ابو يحيى الناقد المتوفى سنة 285 ه, رووا انه كلمته الحوراء.
وامثال هذه المرويات في كتب السنة غير قليل , ولم يستنكر ذلك احد ولم يتهم اصحابهابالغلو. ومـما يدل على عدم الملازمة بين تحديث الملائكة والنبوة ما رواه الكليني عن حمران بن اعين قال : قـال ابـوجعفر [الباقر] (ع ): ((ان عليا كان محدثا)), فخرجت الى اصحابي فقلت : جئتكم بعجيبة , فقالوا: وما هي ؟ فقلت : سمعت ابا جعفر (ع ) يقول : كان علي محدثا, فقالوا: ما صنعت شيئا, الا سالته مـن كـان يـحـدثه , فرجعت اليه .. فقال لي ((يحدثه ملك )), قلت : تقول : انه نبي ؟ قال : فحرك يده ـ هكذا
ـ او كصاحب سليمان او كصاحب موسى او كذي القرنين او ما بلغكم انه قال : وفيكم)؟
وفي ((بصائر الدرجات )) هذا الخبر هكذا: عن حمران بن اعين قال : قلت لابي جعفر (ع ):الست حدثتني ان عليا كان محدثا؟ قال : ((بلى )). قلت : من يحدثه ؟ قال : ((ملك )). قلت :فاقول : انه نبي او رسول ؟ قال : ((لا, بل مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ,ومثل ذي القرنين , [اما بلغك ان عليا سئل عن ذي القرنين , فقالوا: كان نبيا؟ قال : لا,بل كان عبدا احب اللّه فاحبه وناصح اللّه فناصحه ])). ولابـد من الاشارة الى بعض رواياتنا التي تتحدث عن مصحف فاطمة انه من املاءرسول اللّه (ص ) وخط علي (ع ):
1 ـ فـعـن عـلي بن سعيد عن ابي عبد اللّه (ع ): ((... وعندنا واللّه مصحف فاطمة , ما فيه آية من كتاب اللّه وانه لاملاء رسول اللّه (ص ) وخط علي (ع ) بيده )).
2 ـ عـن مـحمد بن مسلم عن احدهما (ع ) ((... وخلفت فاطمة مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام اللّه , اءنزل عليها املاء رسول اللّه (ص ) وخط علي )).
3 ـ عـن عـلي بن ابي حمزة عن ابي عبد اللّه (ع ): ((... وعندنا مصحف فاطمة (س ) اماواللّه ما فيه حرف من القرآن , ولكنه املاء رسول اللّه وخط علي )).
هـذه الروايات الثلاث تخالف الروايات المستفيضة المتقدمة في حقيقة مصحف فاطمة ,حيث ذكرت انـه ((امـلاء رسول اللّه )), والثانية منها لا تخلو من تهافت , حيث جعلته كلامامن كلام اللّه اءنزل عليها, وفي عين الحال جعلته من املاء رسول اللّه (ص ), ولو كان من املاء الرسول (ص ) على علي (ع ) وخطها بيمينه , وبين مصحف فاطمة الذي بينت الروايات انه حدث الملك به فاطمة وكتبه علي (ع ), خاصة كون الاثنين واردين معا في نفس النصوص المذكورة .
2 ـ ان يـكـون المراد من رسول اللّه في هذه الاخبار الملك الذي كان يحدث فاطمة (س ),لا النبي (ص ) (كما احتمله المجلسي ).
3 ـ كما يحتمل ان يكون مصحف فاطمة (س ) متضمنا لبعض المعارف التي تلقتها عن ابيها رسول اللّه (ص ) بـالاضـافـة الـى مـا تـقدم من الامور التي يحدثها بها الملك , ولعل الرواية التي تذكر شمول المصحف المذكور لوصية فاطمة (س ) تقصد هذا. فيصح عندئذانه من املاء رسول اللّه (ص ) بهذا الاعتبار, واللّه اعلم . وعـلـى اي حال فهذا لا يضر بمقصودنا, وهو نفي التهمة التي يتمسك بها المخالفون , حيث صرحت جيمع الاخبار ـ بما فيها هذه الثلاثة المتقدمة ـ بنفي القرآنية عن مصحف فاطمة . في نهاية المطاف نذكر ان المصحف المذكور بقي عند ائمة اهل البيت (ع ), يتوارثونه مع بقية الكتب الـمـتـضـمنة لعلوم الانبياء والرسل الماضين , ومع صحيفة الاحكام الجامعة التي املاها رسول اللّه (ص ) عـلى علي (ع ), وسنتعرض ان شاء اللّه في فرصة اخرى لهذه الصحيفة بشكل مستقل . وقد كان هذا الميراث العلمي يشكل احد علائم الامامة الكبرى . الـمهم هو الاشارة الى ان مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل الى غيرهم (ع ),ولم تصل الـى شيعتهم , وليس هناك اي واقع لما يدعيه افتراء بعض الكتاب من كون هذاالمصحف متداولا في بعض مناطق الشيعة , لا في بلاد الحجاز ولا في غيرها, والمؤسف ان اصحاب هذه الاقلام يطلقون الـعـنـان لاقـلامهم دون تدبر ولا تثبت , وياخذون معلوماتهم من العوام , ويصدقون كل مقولة للطعن والتشنيع , فيثبتونها في كتبهم لتصبح بعد ذلك مصادر يعتمد عليها الماجورون والساعون وراء تفريق المسلمين وزرع الفتن بينهم . عن مجلة رسالة الثقلين / العدد الثامن / السنة الثانية / شوال ـ ذوالحجة 1414 هـ آ1994 م .
موقع الحكمة: المكتبة العقائدية
اتمنى لمن قراه من المخالفين التعقيب ومن الموالين شكر الله ان هدانا للايمان بولاية اهل بيت الرسول وخصنا بحب البتول وولاية على فحل الفحول
|