|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 66377
|
الإنتساب : Jun 2011
|
المشاركات : 486
|
بمعدل : 0.10 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
كلمات في حق الإمام الشهيد الصدرالثاني.
بتاريخ : 17-08-2011 الساعة : 03:50 PM
دكتور علاء الجوادي - لندن / عضو مؤسس في المجلس الأعلى
أود في هذه العجالة إن أبين لكم فيما يرتبط برؤيتنا عن السيد الصدر الثاني وموقفنا منه فانه قديم جدا يرقى إلى اكثر من ثلاثين سنة وهذا الموقف واضح في كتابي «في المنهاج الثقافي والتربوي» الذي طبع قبل اكثر من (17) سنة والذي به إشارة واضحة في اعتماد خطه الثقافي في السيرة الإسلامية، لقد تثقفنا بفكره وثقفنا اخوتنا به منذ السبعينات لأنه فكر إسلامي أصيل نابع من مدرسة أهل البيت (ع). وعند تصدي السيد الصدر الثاني للمرجعية والقيادة في العراق كنا هنا في لندن من المدافعين عن تصدّيه وهكذا الاخوة الذين يتأثرون بنا ونتحرك معهم. ولقد كان السيد الصدر الثاني عبدا صالحا لله خاض صراعه في اشد المراحل صعوبة فاختاره الله إلى جواره وحباه رفيع درجاته وهل بعد الجهاد والشهادة من درجة يطمح لها عبد مؤمن يرجو لقاء ربه. أما تفاعلنا معه فهو من رموز التحرك الإسلامي الرشيدة التي ينبغي الالتفاف حول ذكراها ومتابعة مشاريعها والاحتذاء بمنهجها فأبناء مدرسة الصدر الأول وأبناء مدرسة الصدر الثاني وهم الذين أشربوا حب مدرسة الإمام الراحل الخميني(قدس).. أقول على عاتق هؤلاء يكون تحرير العراق
لقد كتبت بحثا مفصلا عن نظرية العمل السياسي عند السيد محمد الصدر قبل سنة وبه الكثير من التصورات حول خط الشهيد الصدر الثاني، وسأرسل لكم صفحات من مقدمة أرجو أن تكون هي وهذه الصفحة المختصرة بها إجابة عن سؤالكم
إن المسؤولية التي تركها الشهيد العظيم في عواتقنا تقتضي منا أن ننتبه إلى أن أعداء الإسلام عموما ونظام صدام خصوصاً يعتبرون الإسلام عدوهم الأول ولهذا فان علينا جميعا قادة وجماهير أن نغير حساباتنا الميدانية وان لا تكون مصداقا للقول المعروف «اتفقوا على أن لا يتفقوا» بل علينا أن نتفق على أساسيات جديدة وفاء منا لدماء الشهداء وخدمة منا للإسلام الذي نسعى كلنا من اجل رفع رايته عالية في سجن العراق الحبيب - ولدينا قواسم مشتركة كثيرة تجعل من الممكن أن نتفق عليها تحت راية واحدة وحتى إسقاط النظام الكافر علماً بأننا يجب أن نعلم أن أي طرف منا لا يستطيع لوحده مهما كانت جماهيره واسعة أن يصل إلى الحكم، ولكن لو توحدت كل الأطراف الإسلامية على أسس وأطر محددة نستطيع أن نسقط النظام ثم بعدها يأتي دور الجماهير في تحديد هوية الفئة التي تقود المجتمع، أما كيف نعمل، فإننا يجب أن نعمل بالهدف العام وهو العمل بالممكن من الرؤى والممكن في نظري هو تخليص أنفسنا من أنانية حب الذات والشأنية والعمل المخلص لله تعالى واتهام أنفسنا بالتقصير وأفضلية الآخرين علينا وهذا كله من اجل القبول بالرأي الآخر والجلوس لنتفاهم ونتحاور لوضع رؤى موحدة يقبل بها الجميع ثم صدق النية في التنفيذ لان الجلوس والتحاور ثم يذهب كل منا لشأنه لا يرضي الله والمسيرة بل يجب وضع ما نتفق عليه موضع التنفيذ خصوصا في الجانب الجهادي وإعطاءه الدور المطلوب. هذه هي مسؤوليتنا والله الموفق
الأستاذ صائب عبد الحميد / الأمين العام لرابطة الكتّاب والمثقفين العراقيين في لون من ألوان العطاء الفكري يستوي الفقهاء جميعاً على صعيد الدرس العلمي وان كان التفاوت بينهم طبيعيّاً طولاً وعمق فربما لا يتفوق الأستاذ القديم على الجديد إلاّ بعدد السنين التي أمضاها في التدريس في حين شق الجديد غبه سعة وعمقاً، كما شق الصدر الأول غبار سابقيه وأتعب لاحقيه، هنا سيتميّز العطاء الفكري بين رجل وآخر على الصعيد الواحد. وعلى هذا الصعيد تميّز عطاء الصدر الثاني عن عطاء معظم معاصريه وسابقيه إذا ما استثنينا أستاذه الصدر الأوّل - تميّز بإنعاش الفقه بمباحث حيّة تنتظرها الحياة المعاصرة، وهذا عطاء واضح في «ما وراء الفقه» و «المسائل المستحدثة أو فقه الطب» وفقه الفضاء من كتبه. والذي أراه يميّز العطاء الفكري أكثر هو الميدان الذي يخوض غمراته عدد أقل من الفقهاء في كل جيل، عدد تميّز دائماً بقدرات إضافية تتجاوز به الصعيد الأول إلى صعيد آخر، وهو مباشرة الكتابة والتصنيف في علوم متعددة، وأعني بمباشرة الكتابة خوض غمارها بشكل مباشر وتوّق معاناتها بالكامل، الأمر الذي تجنبه الكثير من أصحاب المصنّفات الواسعة والعديدة موكلين ذلك إلى جماعات من طلابهم أو العاملين في هذا الحقل ليخوض هؤلاء وحدهم غمرات الكتابة ويعيشوا معاناتها ثم تُملى ثمرات جهودهم على الأستاذ ليصوّب ويعدّل ويعطي توجيهاتهي تكون المادة المثبتة مطابقة لآرائه، ثمّ يكون المصنّف باسمه، لا أُريد أن أتحدث هنا عن مشكلات هذا النوع من العمل التي يدركها جيداً كل من خاض غمرات البحث وعرف معاناة التأليف الجاد، وإنّما أريد التمييز بين نوعين من الجهد والعطاء الفكري، لنرى كيف يكتسب عطاء شهيدنا الصدر الثاني قيمة إضافية بعد القيمة العلميّة التي اكتسبها من خصائص أبحاثه وأدواتها.. الصدر الثاني مثّل أستاذه وابن عمّه الصدر الأوّل، خاض غمرات الكتابة بنفسه وعاش معاناتها طويلاً، فهو أعلم وأدرى واقدر ممّن يتحدّث فقط لتنقل أحاديثه على صفحات كتابه علينا أن نكتشف مزيّة أخرى من مزايا عطائه قد غطى عليها كفنه الطاهر ودمه الذي أُهريق على أرض العراق، تلك هي تنوع عطاءاته الشاهد على آفاق واسعة وعلم جمّ، فهذا الرجل الفقيه قد عشق الأدب وتذوّق الشعر الحديث متأثراً بالسيّاب، وكتب الرواية والقصّة القصي وكتب في الفكر السياسي فنقد إعلان حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلاميّة، وكتب في القانون الإسلامي كما كتب في الفكر التاريخي في أضواء على ثورة الإمام الحسين(ع) ومع هذا التنوّع عاش الصدر مع القرآن مفسّراً يشق غمار التفسير بأفق جديد، هذا غير كتابه الموسوعي الشهير «موسوعة الإمام المهدي» الكتاب الذي يحتاج إلى إخراج آخر إلى جنب إخراجه الحالي، بترتيب موسوعي تبرز فيه عناوين المباحث الغزيرة التي تضمّنتها مجلداته الأربعة. فالناظر في هذا الكتاب يجد نفسه يتنقّل من ميدان إلى ميدان ومن مفهوم إلى آخر، ملتقطاً في تنقروع الثمرات والاستنتاجات الدقيقة. إنني أرى أنّه ما لم يصَر إلى تصنيف هذا الكتاب على الطريقة الموسوعيّة فسيبقى يخبئ الكثير من المباحث المعمقة والجادة التي تختفي تحت هذا العنوان الكبير «موسوعة الإمام المهدي»، فالناظر إلى هذا العنوان لا يستطيع أن احتواءه على مثل هذه المباحث بالنظر إلى ما هو مألوف من طرق الكتابة في مثل هذا الموضوع، ومن يدري قبل تفحص وتحقيق الكتاب إن صاحبه قد اخترق كلّ تلك الطرق المألوفة، وأتى بالجديد الجديد، وذهب إلى الأعماق، ناظر الفلاسفة وناقش مدارسهم الفلسفيّة ونبش أغوار تاريخ لاستنطاق تواريخ الأمم وثقافاتها، وأصناف المقولات العقيديّة ودلالاتها، ومزج ذلك كلّه بمباحث العلم الحديث وثمراته؟ كنت قبل أيام مع الأستاذ السيد ثامر العميدي في حديث عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر ومنازلاته للفكر الماركسي، فدخل علينا الأخ عبد الزهراء السوداني ونحن نقرر أن أحدا من أقطاب الحوزة لم يواصل هذه المنازلات بعده، فذكر لنا الأخ السوداني انّه سمع رواية تقول أن مستشرقاً كان في جولة في العراق وإيران وقد سأل مثل هذا السؤال، هل هناك مَن واصل مباحث الصدر في الرد على الماركسيّة، يريد من مجتهدي الشيعة، فلم يقف على جواب، فذكر أحدهم هذا الأمر في مجلس السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، فأجاب نعم انّه محمد الصدر، في كتابه اليوم الموعود». استغربنا معاً أن يكون في مثل هذا الكتاب هذا النوع من المباحث، فطلبت الكتاب فأتاني به فذهبت أتصفحه من جديد بعد اطلاع قديم مضت عليه نحو خمس عشرة سنة - فإذا أنا أمام ثروة فكريّة غزيرة في مناقشة أصول الفكر الماركسي والمادي ومتبنياتها، وكأني مع كتاب «فلسفتنا» فعمدت إلى مصادره فوجدت مصادر إضافية لم يعتمدها الصدر الأول في فلسفتنا - فرحت أتنقل في مباحث الكتاب - فوقفت على أروع إيجاز لتاريخ الفكر اليهودي لم اشهده في أحدث الموسوعات العلميّة، وفي موضع آخر وقفت على مبحث في الجبر التفويض شدّني كثي بعمقه وإيجازه وسهولة عبارته، فاستعدت ملف المادتين في موسوعة نعمل فيها الآن في مركز الغدير لتضاف إليه هذه الصفحات القليلة والغنيّة والتي بدونها سيبقى البحث فاقداً لكثير من رونقه الذي كساه إياه السيد الشهيد محمد صادق الصدر في هذا المبحث الوجيز. من هنا رأيت أن مثل هذا الكتاب يجب أن يصار إلى إخراجه على النحو الموسوعي بترتيب عناوين ما تضمّنه من مباحث، ولا يقلل هذا من أهمية الكتاب على وضعه الطبيعي، فهو في هذا الوضع الطبيعي الذي وضعه مصنّفه(رض) يحقق أهدافه العلميّة التي توختها الدراسة ويعرّف اكثر بمنهجيّة الباحث وقدرته على ترتيب الأفكار والأبحاث... الخلاصة إن الشهيد الكبير الصدر الثاني عطاء فكري ثرّ جدير بالاهتمام لتعرف الناس الصدر الثاني عالماً عملاقاً متعدد الآفاق، كما عرفته قائداً أذهل الجميع وزاهداً أعجز الزهاد
الأستاذ نزار حيدر/ كادر قيادي إسلامي/ أمريكا يبدو لي واضحاً أن الصدر الثاني كان يسعى لتعبئة الشارع العراقي باتجاه عدّة أهداف واضحة كان قد رسمها الشهيد في ذهنه فلقد تجاوز الشهيد كلّ أساليب التحدّي المعهودة في الشارع العراقي ليقرر التصدي المباشر والنزول إلى الشارع وجهاً لوجه مع الناس، وبذلك يكون الصدر الثاني قد أبدع في أسلوب العمل التغييري متجاوزاً نظريّة النخبة التي اعتمدتها الحركة الإسلاميّة لعقود طويلة إلى نظريّة الحشود التي تعتمد التعبئة المباشرة وتحمل المسؤوليّة العينيّة. واعتماد نظريّة القيادة المرجعيّة بدلاً عن قيادة الحزب والتنظيم. كذلك فان الشهيد سعى جاهداً إلى توظيف خطب صلوات الجمعة في عمليّة تغيير الذات من اجل تحقيق التغيير الجذري في شخصية الإنسان العراقي التي بذل النظام كلّ ما بوسعه من اجل مسخها وتشويهها وتشويش الرؤية عندها، وذلك لإيمانه المطلق بمفهوم وفلسفة الآية المباركة ( الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم) فبعد أن غيّر الشهيد الصدر نفسه وعبّأها بالإيمان والتقوى والصبر والشجاعة والإقدام والاستعداد للتضحية عندما ارتدى الكفن وقد بدأ نهجه التغييري بالدعوة أولا إلى الالتزام بالواجبات وترك المحرمات والحثّ على ارتداء الحجاب الإسلامي للوقوف بوجه التحلل الأخلاقي والتمسّك بالوحدة والأخوّة والتسامح، كما أثار الشهيد في وعي الناس روح المسؤوليّة انطلاقاً من مفهوم الحديث الشريف «كلّلكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته» ليقضي على حالات اللااباليّة والأنانية القاتلة. ثم راح الشهيد يثير في نفوس الناس وضمائرهم روح التحدّي للظلم والتصدّي للظالم والمطالبة بالحقوق والدفاع عن المظلومين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغيرة على الدين والحوزة العلميّة، بآليّة عمل رائعة عبر إشراك الناس في ترديد الشعار الذي يطلقه من على المنبر إنني أرى لو تنسحب كلّ المناهج العتيقة من الساحة لصالح منهج الصدر الثاني بعد أن أثبتت تلك المناهج فشلها وعقم حركتها وعدم قدرتها على تحقيق إنجازات تذكر بالرغم من طول الفترة الزمنيّة التي قضتها في مخاض التجربة، في الوقت الذي اثبت فيه نهج الشهيد نجاحه ودقته الفائقة وبسرعة زمنيّة قياسية وخارقة في تعبئة الجماهير وتحميلهم المسؤوليّة العينيّة على الصعيد الاجتماعي وسياسة المكاشفة والمصارحة ووضع كلّ شيء فوق الطاولة وعدم إخفاء أي شيء تحتها، حتى لا تستغفل الأمّة ولا يضحك أحد على ذقنها تارة بحجّة المصلحة وأخرى بحجّة عدم رشدها ووعيها وتارة ثالثة بحجّة الطليعة وغير ذلك من المسمّيات والمصطلحات العقيمة، وحتى لا يدبر أمر بليل، وحتى لا تساق الأمّة إلى حتفها أو تقاد إلى مجهول أو تتحوّل إلى جسر تعبر عليه الصراعات الجان لقد ولد في العراق تيار جديد برعاية الصدر الثاني وأرى أنّه بحاجة إلى ترشيد ورعاية حتى لا يستغفل فيعود القهقرى ولا يسرق فتضيع الجهود في ثنايا المصالح الأنانية الضيقة والحزبية المقيتة ومافيا المال والجاه والسلطة. ولا يتوقف فتتبخّر الآمال مرّة أخرى، وما يؤسف له حقاً هو أنّه لا زالت هناك شريحة في الساحة العراقيّة تعيش الشخصانيّة وعبادة الشخصيّة التي تعتبر بالنسبة لها ذوات مقدسة ترفض نقدها أو مساءلتها أو حتى التوقف عن التصفيق لها بعد كلّ الذي جرى على الساحة العراقيّة منذ انطلاقة ظاهرة الصدر الثاني وحتى الآن وما رافقها من مستجدات ومنعطفات وهزّات ومطبات، وكأن هذه الشريحة لا زالت تعيش خارج التاريخ أو إنها تنتمي إلى الماضي من دون أن تحمل نفسها مسؤوليّة الاطلاع والتعرف على تطورات الداخل والساحات العراقيّة في المهجر التي نهضت فنفضت عن نفسها غبار تقاعس الكسل والاتباع الأعمى لأيّ كان من أجل الانطلاق بمرحلة جديدة ورؤى جديدة وبأساليب جديدة أخيرا بصراحة أقول، إن لم تكن الساحة المهجريّة وبعض ساحة الداخل قد نصرت الصدر الثاني حيّاً فلتنصره شهيداً من خلال التعرف على نهجه أكثر فأكثر والالتزام به
السيد أيوب الموسوي/ طالب حوزة إن هذا التفاعل الذي حدث في العراق وخارجه وذلك بسبب القيادة المخلصة التي قادت الجماهير المؤمنة في عقر دار النظام والكل يعلم دكتاتوريّة هذا النظام وبشاعته والقتل اللامحدود الذي يستخدمه مع كافة شرائح المجتمع تصدّى الإمام آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر الثاني بمشروع الجمعة الذي قام من خلاله بتثقيف الجماهير وتعبئتها ضد الطاغية صدام فأنا أعتقد أن ارتداء الكفن كان دليلاً صارخاً على صدق القيادة في التضحية والعامل الآخر لتفاعل المجتمع هو شجاعة القيادة الواعية في خضم المعارك داخل العراق، أمّا العامل الثالث فهو الزهد الكبير الذي كان يتمتع به الشهيد الصدر الثاني فكل هذه العوامل كانت أسبابا لتفاعل الجماهير داخل وخارج العراق الجريح مع الشهيد الصدر الثاني(قده)
يونس البصري / مهندس - ألمانيا
نتيجة تعطش الجماهير لقيادة مخلصة تضع فيها ثقتها و أمنها لقيادة تحرك يؤدي إلى الخلاص، كان هذا سببا أساسيا في التفاف الجماهير حول الصدر الثاني و بتفاعل كبير و سريع، و من الدروس التي نستطيع استخلاصها من ظاهرة تعاطف الجماهير أن الجماهير سرعان ما تتفاعل مع القيادات المخلصة و الشجاعة و التي تحمل برنامجا واضحا و عمليا لقيادة الأمة نحو تحقيق أهدافها في خلاصها من الذل و الطغيان و بناء دولة و مجتمع قائم على العدل الإلهي و مرضاة الله. و من ناحية أخرى نستفيد من هذه الظاهرة إن الركود الذي يصاحب التحرك الإسلامي السياسي في مرحلتنا الحاضرة دليل على فقدان أمثال هكذا قيادات. وأنا لا اريد أن هنالك انفصالاً بين التحركين (تحرك الصدر الأول و الثاني) بل إننا نستطيع أن نعبر عن التحركين انهما تحرك واحد في مرحلتين، أدى كل تحرك دوره في دعم المسيرة الصدرية الموحدة ذات الأهداف المشتركة.
إن دور الشهيد كقائد عرف مسؤوليات المرحلة و قام بتأدية هذا الدور بشكل واع يشابه إلى حد ما، ما قام به الإمام الخميني(قد) في مرحلة التحضير للثورة الإسلامية خصوصا في نهاية إقامته في النجف و باريس من حيث التهيؤ لقيام هذه الثورة. أما ما يخص استثمار دمه الشريف في تصعيد المواجهة مع النظام فإني ارى إن حجم و نوعية العمل الذي تقوم به المعارضة العراقية لا يوازي ما قدمه الشهيد والتضحيات الكبرى التي أدّاها.
زين العابدين الخفاجي / طبيب - ألمانيا إن العراقيين كانوا يحتاجون إلى متنفس و كانوا يتمنون لو أن ذلك يأتي عن طريق علماء الدين، فكان التفاعل عظيما مع أحد رموز المرجعية. كما إن العراقيين في الخارج يرون في الشهيد محقق لأحلامهم. أما الدروس المستفادة فأقول انه كلما يظهر رمز للمعارضة الإسلامية و يحقق شيئا ما، تحاول المعارضة في الخارج رميه بسهام النقد اكثر من أن تحاول الالتفات حوله. إن استمرار حركة الإمام الحسين(ع) كانت في الثورات التي انبثقت من ارض العراق و منها ثورة العشرين بقيادة علماء الدين و حركة الصدرين و هي كلها نتاج لهذا المد الحسيني المبارك.
عناصر التربية ومقومات النصر عند الصدر الثاني
التربية تتكون من عنصرين أساسيين: الأول: معرفة الفرد بالأسلوب الصحيح للسلوك. الثاني: تطبيق تلك المعرفة في عالم الحياة، فان المعرفة وحدها غير كافية في الانسجام مع الهدف الأعلى، بل لا بد أن يوجد للفرد درجة كافية من الإخلاص وقوة الإرادة، بحيث يهتم بتطبيق تلك معرفة على سلوكه، وتقديمها على سائر الدوافع والمقتضيات. أما توفير المعرفة فيتمثل بالعقل أولا، وبالنبوات ثانياً، وأما توفير قوة الإرادة والأخلاق فيتمثل في جو التجارب القاسي الذي تمرّ به البشرية، ليجعلها في نهاية المطاف مهتمة اهتماماً واقعياً وعميقاً بالتطبيق الصحيح الكامل. اليوم الموعود: 417
أما مقومات النصر فهي: الأول - الإيمان بالهدف، الثاني - الشعور بالمسؤولية تجاه الهدف، الثالث - الإخلاص للقائد والإيمان بقيادته، الرابع - وهو شرط فيمن توكل إليه القيادة للجيش أو لبعضه، وهو أن يكون خبيراً بما أوكل إليه من المهام عالماً بالصحيح من المصالح والمفاسد من النواحي العسكرية والاجتماعية والعقائدية لكي لا يقع في الغلط المؤدي إلى التورط في المشاكل المُهلكة. تاريخ ما بعد الظهور / ص 491
|
|
|
|
|