إثبــــــــات أنّ (الأرض لا تخلو من حجة) من أقوال عُلماء مذهب السنة والجماعة
بتاريخ : 01-05-2012 الساعة : 08:49 PM
بسمه تعالى ،
ربّ اشرح لي صدري،
ويسّر لي أمري،
واحلل عُقدةً من لساني،
يفقهوا قولي،
اللهمّ صلّ على محمدٍ وآل محمد ،
وعجــل فرجهم، والعن عدوهم،
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
((لا تخلو الأرض من حُجة لله على خلقه))
قال الإمام الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين (1/77):
[وفي وصف هؤلاء العلماء قال علي رضي الله عنه في حديث طويل. القلوب أوعية وخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع اتباع لكل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال. والعلم يزكو على الإنفاق والمال ينقصه الإنفاق، والعلم دين يدان به تكتسب به الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته؛ العلم حاكم والمال محكوم عليه، ومنفعة المال تزول بزواله مات، خزان الأموال وهم أحياء والعلماء أحياء باقون ما بقي الدهر، ثم تنفس الصعداء وقال: هاه إن ههنا علما جما لو وجدت له حملة " بل أجد طالبا غير مأمون يستعمل آلة الدين في طلب الدنيا ويستطيل بنعم الله على أوليائه ويستظهر بحجته على خلقه، أو منقادا لأهل الحق لكن ينزرع الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا بصيرة له لا ذا ولا ذاك؛ أو منهوما باللذات سلس القياد في طلب الشهوات، أو مغرى بجميع الأموال والادخار منقادا لهواه أقرب شبها بهم الأنعام السائمة؛ اللهم هكذا يموت العلم إذا مات حاملوه ثم لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهر مكشوف وإما خائف مقهور لكيلا تبطل حجج الله تعالى وبيناته وكم وأين أولئك؟ هم الأقلون عددا الأعظمون قدرا أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة يحفظ الله تعالى بهم حججه حتى يودعوها من وراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم: هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين فاستلانوا ما ساتوعر منه المترفو وأنسوا بما استوحش منه الغافلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك أولياء الله عز وجل من خلقه وأمناؤه وعماله في أرضه والدعاة إلى دينه ثم بكى وقال: واشوقاه إلى رؤيتهم فهذا الذي ذكره أخيرا هو وصف علماء الآخرة وهو العلم الذي يستفاد أكثره من العمل والمواظبة على المجاهدة. ]
أقول: أمامكم أمرين يا وهابية ،،
الأول : أنّ كلام الامام علي عليه السلام هذا غير صحيح ،! فيكون الإمام الغزالي كذّاب يكذب على الإمام علي عليه السلام وينسب اليه ما لم يقله ،،
ولا يمكنكم أن تقولوا أنّ الغزالي يكذب على الامام علي عليه السلام،لأن الغزالي استشهد بكلام الامام علي عليه السلام ،وأرسله إرسال المُسلّمات ..
الثاني : أنّ كلام الامام علي عليه السلام صحيح ،وبذلك يصح قول الشيعة ومذهبهم في أنّ وجود الإمام المهدي ضرورة مذهبية لقول الامام علي عليه السلام ،[[لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهر مكشوف وإما خائف مقهور لكيلا تبطل حجج الله تعالى وبيناته وكم وأين أولئك ]]،، كما ادعى الغزالي ذلك .
وقد أقرّ بحديث الإمام علي عليه السلام ،هذا المذكور أحد عُلماء السلفية وهو:
الفهرس » فكر وسياسة وفن » ثقافة وفكر » معارف عامة (684)
رقم الفتوى : 67003
عنوان الفتوى : من أعلام الإسلام وكتب الشريعة
تاريخ الفتوى : 08 شعبان 1426
السؤال
ما أسماء العلماء الثقات فى كل بلد، وما أسماء الكتب الصحيحة المحققة فى جميع مجالات الدين من تفسير وحديث وفقه وأصول فقه وعقيدة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الأمة غنية بعلمائها الثقات في كل عصر وفي كل مصر، فلا تكاد بلدة من بلاد المسلمين تخلو من هؤلاء القائمين بالحق القائلين به، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك. رواه مسلم .
وكما قال علي رضي الله عنه: لا تخلو الأرض من قائم بحجة...
وكان الإمام مالك رحمه الله مرجعا في الحديث والفقه... في المدينة، كما كان ابن جريج في مكة، وكان الليث بن سعد في مصر، وكان الأوزاعي بالشام، والثوري بالعراق... وكان غيرهم كثير من علماء الأمصار في البلاد الأخرى قبلهم وبعدهم حتى يومنا هذا.
أما الكتب فمن أهمها وأصحها بعد كتاب الله تعالى الصحيحان البخاري ومسلم وموطأ مالك وكتب السنن.. ومن أهم كتب التفسير تفسير الطبري ، وتفسير القرطبي ، وتفسير ابن كثير . ومن كتب العقيدة المهمة العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي ، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن أهم كتب الأصول الورقات لإمام الحرمين، ومرتقى الأصول لابن عاصم ، ومراقي السعود..
وأما كتب الفقه فهي كثيرة متشعبة فمنها المختصر ومنها المطول ومنها ما يختص بفروع مذهب معين أو باب أو أبواب خاصة ومنها ما هو عام وتفصيل ذلك لا يناسب المقام، ونرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد من الفائدة: 22007 ، 32487 ، 2410 ، 4131 ، 4378 ، 10695 ، 44550 .
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق هذا الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام،
كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (50/254):
[أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي حدثنا محمد بن أحمد المقدمي حدثنا عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الوراق حدثنا ابن عائشة حدثني أبي عن عمه عن كميل ح قال وحدثني أبي حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا المدائني والألفاظ في الروايتين مختلطة قالا قال كميل بن زياد النخعي
أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر تنفس ثم قال يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق غاو يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم يزكو على الانفاق والمال تنقصه النفقة يا كميل محبة العالم دين يدان به في كسبه العلم لذته في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ونفقة المال تزول بزواله والعلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة إن ههنا لعلما وأشار إلى صدره لو أصبت له حملة ثم قال اللهم بل أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين في الدنيا ويستظهر بحجج الله على أوليائه وبنعمه على كتابه أو منقادا لجملة الحق على أن لا بصيرة له في إحيائه يقدح الزيغ في قلبه بأول عارض من شبهة اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد في الشهوات ومغرما بالجمع والادخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة وكذلك يموت العلم بموت حملته ثم قال اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة إما ظهر مستور وإما خائف مغمور لأن لا تبطل حجج الله وبيناته فيكم وأين أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين واستسهلوا ما استوعر المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأرواح معلقة بالمحل الأعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه الدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك. ]
ويقول ابن حجر في فتح الباري (10/251):
[ ..... وفي صلاة عيسى خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة . والله أعلم . ]
ويقول العيني في عُمدة القاري (16/40):
[... وفي صلاة عيسى عليه الصلاة و السلام خلف رجل من هذه الأمة مع كونه في آخر الزمان وقرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال أنه الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة ]
ونأتي لشيخ الوهابية والسلفية ،الحراني ابن تيمية ،،
ويقول ابن تيمية فتاويه (6/68):
[ كما قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقا ؛ لما ينطق الله به القائمين بحجة الله وبيناته الذين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره أهل العمى فإن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة ؛ لكيلا تبطل حجج الله وبيناته]
ويقول ابن القيم الجوزية تلميذ ابن تيمية في كتابه ،،
إعلام الموقعين (2/276) الناشر دار الجيل - بيروت ، 1973:
[ وطائفة ليسوا أصحاب وجوه ولا احتمالات كأبي حامد وغيره واختلفوا متى انسد باب الاجتهاد على أقوال كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان وعند هؤلاء أن الأرض قد خلت من قائم لله بحجة ولم يبق فيها من يتكلم بالعلم ولم يحل لأحد بعد أن ينظر في كتاب الله ولا سنة رسوله لأخذ الأحكام منهما ولا يقضي يفتي بما فيهما حتى يعرضه على قول مقلده ومتبوعه فإن وافقه حكم به وأفتى به وإلا رده ولم يقبله وهذا أقوال كما ترى قد بلغت من الفساد والبطلان والتناقض والقول على الله بلا علم وإبطال حججه والزهد في كتابه وسنة رسوله وتلقي الأحكام منهما مبلغها ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويصدق قول رسوله إنه لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه ولن تزال طائفة من أمته على محض الحق الذي بعثه به وأنه لا يزال يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها ويكفي في فساد هذه الأقوال أن يقال لأربابها فإذا لم يكن لأحد أن يختار بعد من ذكرتم فمن أين وقع لكم اختيار تقليدهم دون غيرهم وكيف حرمتم على الرجل أن يختار ما يؤديه إليه اجتهاده من القول الموافق لكتاب الله وسنة رسوله.....الخ...]
ابن القيم الجوزية يقول (ويصدق قول رسوله إنه لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه ))!!،،
ويقول ابن الصلاح في فتاويه (1/1):
[ مقدمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير
قال العبد الفقير عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح غفر الله له ولهم
الحمد لله الذي كرم هذه الأمة بالشريعة السمحة الطاهرة وأيدها بالحجج الباهرة القاهرة ووطدها بالقواعد المتظاهرة المتناثرة ونورها بالأوضاع المتناسبة المتازرة
أحمده على نعمه الباطنة والظاهرة وأصلي على رسوله محمد وسائر النبيين والصالحين وأسلم صلاة وتسليما متواصلي الصلات في الدنيا والآخرة آمين
هذا ولما عظم شأن الفتوى في الدين وتسنم المفتون منه سنام السناء وكانوا قرات الأعين لا تسلم بهم على كثرتهم أعين الإستواء فنعق بهم في أعصارنا ناعق الفناء وتفانت بتفانيهم أندية ذاك العلاء على أن الأرض لا تخلو من قائم بالحجة إلى أوان الإنتهاء رأيت أن أستخير الله تعالى وأستعينه وأستهديه وأستوفقه وأتبرأ من الحول والقوة إلا به في تأليف كتاب في الفتوى لائق بالوقت أفصح فيه إن شاء الله تعالى عن شروط المفتي وأوصافه وأحكامه وعن صفة المستفتي وأحكامه وعن كيفية الفتوى والاستفتاء وآدابها ......الخ].
جابر المحمدي المهاجر،،
أضاف الشيخ أسد الحق علي
المغني [ جزء 12 - صفحة 492 ]
أحكام أمهات الأولاد أحكام الإماء غير أنهن لا يبعن
مسألة : قال وأحكام أمهات الأولاد أحكام الإماء في جميع أمورهن إلا أنهن لا يبعن
وجملة ذلك أن الأمة إذا حملت من سيدها وولدت منه ثبت لها حكم الاستيلاد وحكمها حكم الإماء في حل وطئها لسيدها واستخدامها وملك كسبها وتزويجها وإجارتها وعتقها وتكليفها وحدها وعورتها وهذا قول أكثر أهل العلم وحكي عن مالك أنه لا يملك إجارتها وتزويجها لأنه لا يملك بيعها فلا يمكن تزويجها وإجارتها كالحرة
ولنا أنها مملوكة ينتفع بها فيملك سيدها تزويجها وإجارتها كالمدبرة ولأنها مملوكة تعتق بموت سيدها فأشبهت المدبرة وإنما منع بيعها لأنها استحقت أن تعتق بموته وبيعها يمنع ذلك بخلاف التزويج والإجارة ويبطل دليلهم بالموقوفة والمدبرة عند من منع بيعها إذا ثبت هذا فإنها تخالف الأمة القن في أنها تعتق بموت سيدها من رأس المال ولا يجوز بيعها ولا التصرف فيها بما ينقل الملك من الهبة والوقف ولا ما يراد للبيع وهو الرهن ولا تورث لأنها تعتق بموت السيد ويزول الملك عنها وروى هذا عن عمر وعثمان وعائشة وعامة الفقهاء وروي عن علي وابن عباس وابن الزبير إباحة بيعهن وذهب إليه داود قال سعيد : حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس في أم الولد قال : بعها كما تبيع شاتك أو بعيرك قال قال سعيد : وحدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن عبيدة قال : خطب علي الناس فقال : شاورني عمر في أمهات الأولاد فرأيت أنا وعمر أن أعتقهن فقضى به عمر حياته وعثمان حياته فلما وليت رأيت أن أرقهن قال عبيدة فرأي عمر وعلي في الجماعة أحب إلينا من رأي علي وحده وقد روى صالح بن أحمد قال : قلت لأبي : إلى أي شيء تذهب في بيع أمهات الأولاد ؟ قال : أكرهه وقد باع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال في رواية إسحاق بن منصور : لا يعجبني بيعهن قال أبو الخطاب فظاهر هذا أنه يصح بيعهن مع الكراهية فجعل هذا رواية ثانية عن أحمد رضي الله عنه والصحيح أن هذا ليس رواية مخالة لقوله إنهن لا يبعن لأن السلف رحمة الله عليهم كانوا يطلقون إلى الكراهية على التحريم كثيرا ومتى كان التحريم والمنع مصرحا به في سائر الروايات عنه وجب حمل هذا للفظ المحتمل على المصرح به ولا يجعل ذلك اختلافا ولمن أجاز بيعهن أن يحتج بما روى جابر قال : بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فلما كان عمر رضي الله عنه نهانا فانتهينا رواه أبو داود وما كان جائزا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر لم يجز نسخه بقول عمر ولا غيره ولأن نسخ الأحكام إنما يجوز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم لأن النص إنما ينسخ بنص مثله وأما قول الصحابي فلا ينسخ ولا ينسخ به فإن أصحاب النبي صلى الله عليه السلام كانوا يتركون أقوالهم لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتركونها بأقوالهم وإنما تحمل مخالفة عمر لهذا النص على أنه لم يبلغه ولو بلغه لم يعده إلى غيره ولأنها مملوكة ولم يعتقها سيدها ولا شيئا منها ولاقرابة بينه وبينها فلم تعتق كما لو ولدت من أبيه في نكاح أو غيره ولأن الأصل الرق ولم يرد بزواله نص ولا ما في معنى ذلك فوجب البقاء عليه ولأن ولادتها لو كانت موجبة لعتقها لثبت العتق بها حين وجودها كسائر أسبابه وروي عن ابن عباس رواية أخرى أنها تجعل في سهم ولدها لتعتق عليه و قال سعيد : حدثنا سفيان الأعمش عن زيد بن هب قال : مات رجل منا وترك أم ولد فأراد الوليد بن عقبة أن يبيعها في دينه فأتينا عبد الله بن مسعود فذكرنا ذلك له فقال : إن كان ولا بد فاجعلوها في نصيب أولادها
ولنا ما روى عكرمة عن ابن عباس قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أمة ولدت من سيدها فهي حرة عن دبر منه ] وقال ابن عباس : ذكرت أم إبراهيم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال [ أعتقها ولدها ] رواهما ابن ماجة
و ذكر الشريف أبو جعفر في مسائله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع أمهات الأولاد ولا يبعن ولا يرهن ولا يرثن ويستمتع بها سيدها ما بدا له فإن مات فهي حرة وهذا فيما أظن عن عمر ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه إجماع الصحابة رضي الله عنهم بدليل قول علي كرم الله وجه : كان رأيي ورأي عمر أن لا تباع أمهات الأولاد وقوله : فقضى به عمر حياته وعثمان حياته وقول عبيده رأي علي كرم الله وجه وعمر في الجماعة أحب إلينا من راية وحده
وروي عكرمة عن ابن عباس قال : قال عمر رضي الله عنه : ما من رجل كان يقر بأنه يطأ جاريته ثم يموت إلا أعتقها ولدها إذا ولدت وإن كان سقطا فإن قيل : فكيف تصح دعوى الإجماع مع مخالفة علي وابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم ؟ قلنا قد روي عنهم الرجوع عن مخالفة فقد روى عبيدة قال بعث إلي علي كرم الله وجهه وإلى شريح أن اقضوا كما كنتم تقصون فإني أبغض الاختلاف وابن عباس قال : ولد أم ولد بمنزلتها وهو الراوي لحديث عتقهن عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر فيدل علة موافقته لهم ثم قد ثبت الإجماع باتفاقهم قبل المخالفة واتفاقهم معصوم عن الخطأ فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ولا يجوز أن يخلو زمن عن قائم لله بحجته ولو جاز ذلك في بعض العصر لجاز في جميعه ورأي الموافق في زمن الاتفاق خير من رأيه في الخلاف بعده فيكون الاتفاق حجة على المخالف له منهم كما هو حجة على غيره ؟ فإن قيل : فلو كان الاتفاق في بعض العصر إجماعا حرمت مخالفته فكيف خالفه هؤلاء الأئمة الذين لا تجوز نسبتهم إلى ارتكاب الحرام ؟ قلنا : الإجماع ينقسم إلى مقطوع به ومظنون وهذا من المظنون فيمكن وقوع المخالفة منهم له مع كونه حجة كما وقع منهم مخالفة النصوص الظنية ولا تخرج بمخالفتهم عن كونها حجة كذا ههنا
الفقه الإسلامي - العبادات الشعائرية - الوضوء - الدرس 6 : التيمم : أركانه - سننه .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1985-03-31
: " ثم لا تخلو الأرض من قائم لله بحُجَّةٍ، إما ظاهراً مكشوفاً، أو مستتراً مقهوراً، هذا إما مشهورٌ، وإمّا مغمورٌ، لكيلا تبطل حجج الله تعالى وبيناته، " انتهى النقل
أقول : وهذا يثبت وجود الإمام المهدي ابن العسكري عليه السلام