نفتح الصفحة 87 من كتاب (الصراع بين الامويين ومبادئ الاسلام) ونقرأ :
يشير العقاد بكتابه معاوية بن ابي سفيان ص11و16 بقوله :
(( كل شئ في الحياة الانسانية هين اذا هان الخلل في الموازين الانسانية . وانها لأهون من ذلك اذا جاوز الأمر الخلل الى انعكاس الاحكام وانقلابها من النقيض الى النقيض... فمن الناس من يحب أن تتغلب المنفعة على الحقيقة أو على الفضيلة لأنه يرجع الى طبيعته فيشعر بحقارتها اذا غلبت مقاييس الفضائل المنزهة والحقائق الصريحة .. وانه ليعترف بالرذيلة اذا استطاع أن يلوث الفضيلة التي يمتاز بها عليه ذوو الفضائل البينة ...
واذا لم يرجح من أخبار تلك الفترة الا الخبر الراجح عن لعن علي على المنابر بأمر من معاوية لكان فيه الكفاية لاثبات ما عداه مما يتم به الترجيح بين كفتي ميزان ))
وهناك جوانب أخرى تتجلى فيها السياسة الوصولية التي سار معاوية طبقا لمتطلباتها فلم يكتف أمير المؤمنين وخليفة رسول الله بضرب المسلمين ببعضهم بشتى الوسائل ومختلف المؤامرات للمحافظة على سلطانه بل حالف البيزنطيين – اعداء المسلمين والاسلام – على حساب المصلحة الاسلامية العليا..
فقد عقد معاوية مع امراء البيزنطيين سلسلة من المعاهدات الرامية الى تثبيت قواعد ملكه على حساب الاسلام والمسلمين..
ولعل أبشع تلك المعاهدات غير المتكافئة تلك التي عقدها معاوية بمحض اختياره مع الامير البيزنطي كونستان الثاني في عام 39 هجرية..فدفع معاوية وفقا لمستلزمات هذه المعاهدة الجزية للأمير البيزنطي المذكور.. كل ذلك نكاية برابع الخلفاء الراشدين عندما أعلن معاوية العصيان عليه والتمرد على القرآن وسنة النبي...
وقد سار عبد الملك بن مروان على منواله عندما عقد معاهدة غير متكافئة مع الامير البيزنطي جوستنيان الثاني عام 70 هجرية فدفع الجزية صاغرا للبيزنطين وتنازل لهم عن قبرص وأرمينية.....
نعم هذا هو معاوية وهذه هي أعماله.... وما لكم كيف تحكمون...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟