أثناء المحاولة الأمريكية لتحرير المختطفين في السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب إنتصار الثورة الإسلامية في إيران ، المحاولة التي باءت بالفشل بفعل تقادير إلهية لا تحليل لها سوى حفظ الله لإيران ..
"من الذي أسقط هليكوبترات السيد كارتر التي أرادت غزو إيران؟ أنحن الذين أسقطناها؟ الرمال التي أسقطتها. لقد كانت الرمال مأمورة من الله، وكانت الريح مأمورة من الله .. "
تحل هذه الأیام ذکرى مرور 32 عاماً على الإنزال الأمریکی الفاشل لتحریر الرهائن الأمریکیین المحتجزین فی وكر الجاسوسیة فی مقر السفارة الأمریکیة فی طهران، وتحطم طائرات عسکریة اميركية في صحراء طبس التي تحولت مقبرة للغزاة.
وفي ليلة الرابع والعشرين من ابريل/نسيان عام ۱۹۸۰، انهارت العملیة الأمیرکیة السریة فی إیران، وانغرز "مخلب النسر" وهو اسم العملية السرية في صدر الاميركيين وتحول الفشل إلى وصمة عار على جبين الادارة الاميركية وقواتها المسلحة التی کانت تسعى إلى تجاوز الهزيمة المدوية لها في فیتنام قبل سنوات خمس.
وقد قتل ثمانیة جنود أمیرکیین في العملية الفاشلة عندما اصطدمت مروحیة من طراز «آر إتش – ۵۳» تابعة لمشاة البحریة وطائرة حربیة من طراز «إی سی – ۱۳۰» تابعة لسلاح الجو ألامريكي إثر عاصفة رملية مفاجئة مما إدى فرار الجنود الأمريكيين تاركين خلفهم معداتهم وعدداً من مروحياتهم العسكرية.
أصحاب الفيل
وكانت العواصف الرملية التي هبت لدى هبوط الطائرات الاميركية بمثابة طير الأبابيل التي سخّرها الله سبحانه وتعالى للهجوم على جيش أبرهة في عام الفيل عندما أراد هدم الكعبة بجيشه الجرار وفيلته الضخمة التي كانت في مقدمة جيشه. وقد قال الإمام الخميني الراحل عن هذا الحادث:" هل سوى يد غيبية تعمل؟! ألا ينتبهون من سباتهم أولئك الذين لا يهتمون بالمعنويات؟ ألا يؤمنون بهذا الغيب؟ هلا ينتبهون من الذي أسقط مروحيات كارتر التي أرادت المجيء إلى إيران؟! نحن أسقطناها؟! الرمال أسقطتها... أن الرمال جنود اللَّه. إن الرياح جنود اللَّه". إن الريح أبادت قوم عاد.
طبس الان
بعد مضي إثنين وثلاثين عاماً عن الواقعة، احيت الجمهورية الاسلامية هذه الذكرى بمراسم تحت عنوان "هزيمة الهيمنة الأمريكية" في صحراء طبس(محافظة يزد مركز ايران) وشارك فيها حشدج من المسئولين الايرانيين والملحقين العسکريين للسفارات الأجنبية المعتمدين في ايران وممثلي وسائل الاعلام المحلية والأجنبية وكذلك مختلف شرائح الشعب. وقد اقيمت المراسم بجوار مسجد "الشکر"في مکان وقوع الحادث.
وفي بداية المراسم تم قراءة رسالة رئيس الأرکان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء "حسن فيروز آبادي"الذي أكد أنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود عن واقعة طبس ، ما زال الشعب الايراني إلى جانب إبناء القوات المسلحة، وهو سيدافع عن ايران الاسلامية في وجه أي حماقة للأعداء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية"مضيفاً "بأن الثورة الاسلامية في ايران شامخة، وحركة الصحوة الاسلاميىة اليوم هي بمثابة حجارة سجيل أخرى، كشفت عوارات قادة البيت الابيض لدى الشعوب الحرة في العالم".
مواجهة هيمنة واشنطن
من جانبه قال قائد القوة البحرية في حرس الثورة الاسلامية إن حادثة طبس نموذج من الوعود الالهيه التي تحققت. وذكر العميد علي فدوي أن العداء مع الولايات المتحدة مستمر ولن ينتهي وان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تسمح باستمرار الهيمنة الاميرکية في منطقة الخليج الفارسي .
وأكد فدوي ان ايران اليوم وباقتدارها هي البلد الوحيد في العالم القادر على توفير أمن الطاقة في العالم من خلال تعاون اقتصادي قائم على محور العدالة .
برمودا للأمريكيين
وقد زار المشاركون في المراسم وبينهم عدد من الملحقين العسكريين لسفارات عدد من الدول منطقة وقوع الحادث و ما تبقى من الطائرات والمروحيات والمعدات الأمريكية ، كما جرى عرض مجسم من طائرة التجسس الأمريكية التي أنزلتها قوات حرس الثورة الاسلامية قبل أشهر بعد اختراق الطائرة للسيادة الايرانية بهدف التجسس، حيث تم إنزال الطائرة الكترونياً في منطقة تقع مابين صحراء طبس ومنطقة كاشمر، وهذه هي المرة الثانية التي تُمنى الولايات المتحدة بالهزيمة في هذه المنطقة، وقد شبه أحد المشاركين في المراسم طبس بمثلث برمودا بالنسبة للأمريكيين الذين تلقوا هزيمتين في هذه المنطقة عامي 1980 و2011 والذي مر بين الواقعتان أكثر من ثلاثة عقود ... ولكن النتائج كانت كارثية بالنسبة لإدارتي كارتر وأوباما.