القصة الحقيقية لإغتيال السيد عبد المجيد الخوئي الجزء التاسع
بتاريخ : 29-10-2013 الساعة : 03:16 PM
القصة الحقيقية
لإغتيال السيد عبد المجيد الخوئي
الجزء التاسع
في خضم تلك الأحداث المتلاحقة، كان العمل دؤوبا في محكمة تحقيق النجف في قضية مقتل السيد عبد المجيد الخوئي الأمين العام لمؤسسة الإمام الخوئي في لندن والسيد حيدر الكليدار سادن الروضة الحيدرية المقدسة والسيد ماهر الياسري عراقي امريكي داعم للتغير الدمقراطي في العراق، والذي حضر الى العراق مع المجموعة التي حضرت مع السيد عبد المجيد، ومجموعة من المجنى عليهم في الحادث والذين أصيبوا بطعنات وجروح ولكن الله تعالى قد سلمهم ليكونوا شهودا أحياء على همجية ووحشية الجناة، حيث قامت المحكمة بتقصي الحقائق وأخذ افادات المتضررين والشهود، كما قامت المحكمة بإخراج جثث المجنى عليهم وارسالها الى الطب العدلي لبيان رأي الطب العدلي عن أسباب الوفاة، وقد تمكنت المحكمة من القاء القبض و التحقيق مع بعض المتهمين الفعليين في عملية القتل واخذ اعترافاتهم ومنهم :
1- خليل أبو شبع
2- كرار الحكيم
3- ماهر البغدادي
4- عباس البغدادي
5- احسان الكعبي
6- احسان الكناس
وقد توصلت المحكمة الى القناعة الكافية لإصدار اوامر القاء القبض على المدرجة اسمائهم ادناه وفق المادة 406 / 1 / أ عقوبات للتحقيق معهم بهذه الجريمة وهم:
1- مقتدى محمد محمد صادق
2- رياض النوري
3- مصطفى اليعقوبي
4-ستار البهادلي
5- عدي البهادلي
6- ياسر المظفر
7- احمد الشيباني
8- صائب حمدي
9- صاحب الشافعي
10- اكرم ابو التكة
11- صباح الأسدي
12- حيدر العجمي
13- حسين الأعور
14- زهير تبليه
15- حسين كظيم
16- جواد معجونة
17- احمد الشكري
18- حازم الكناني
19- ازهر الكناني
20- قيس الجيزاني
21- نجاح لايج الكوتاوي
22- حسن داخل الكرعاوي
23- عون عبد علي النبي
وقد سلمت اوامر القاء القبض الى شرطة النجف لتنفيذ الأمر، والتي قامت بدورها بالقاء القبض على قسم اخر من المطلوبين حيث أودعوا التوقيف ولكن دون الإعلان عن القاء القبض على مقتدى الصدر. وقد كان من المفترض القاء القبض على مقتدى الصدر والحلقة القريبة منه مجتمعين، ولكن هذا لم يتحقق لظروف عديدة لا مجال لبحثها في هذا الوقت لأسباب قاهرة .
أستمرت استفزازات الصدريين لأهالي النجف واستمرت محاولاتهم للإستيلاء على الروضة الحيدرية المقدسة بالقوة وبحجج وبغير حجج، كما استمر مكتبهم المسمى بمكتب ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإعتداء على خدم وزوار الروضة المقدسة، وقد كان الأبطال من قوة حماية الصحن لهم بالمرصاد دائما، فقد صدوا لهم عدة محاولات كان على اثرها اغلاق الصحن لعدة ايام واحيانا لعدة اسابيع ومنع اعضاء متكب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دخول الصحن بعد ان اعترضتهم لجنة امن الصحن عدة مرات وهم يحاولون ادخال اسلحة الى داخل الصحن الشريف. وقد قام مكتب مقتدى الصدر باصدار منشور بصيغة رساله استفتاء من اعضاء مكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يستفتونه بها عن وضعهم بعد منعهم من دخول الصحن الشريف، وفيما يلي نص المنشور: نص المنشور
بسم الله الرحمن الرحيم
الى مكتب آية الله العظمى الشهيد الصدر (قدس)
سيدنا المفدى نحن اعضاء لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العاملون في الصحن الحيدري الشريف كان اساس عملنا هو منع او تقليل المحرمات داخل الصحن الشريف لكن النفوس المريضة للسدنة ومن والاهم، الذين يسمون انفسهم بخدم الصحن الشريف، وهم على حد تعبير المولى المقدس شهيد الله بأنهم خونة الصحن الشريف، ابت ان يتركونا نعمل بما يرضي الله.
وسابقا كانوا يتقوون بهدام اللعين والآن يتقون بأحد اعضاء المجلس العميل، ومن هذا كله أخذوا بالإعتداء على احد اعضاء اللجنة بالسكاكين والتهديد بالأسلحة النارية، ولا من معين لنا.
ونحن قد رأينا الأصوب تعليق عملنا داخل الصحن الشريف، لإنتفاء شرائط الأمر والنهي ونرى ان ذمتنا قد برءت امام الله ورسوله واهل بيته وامامكم سيدي المفدى مما حصل او سيحصل من مفاسد وانتهاك حرمات، ولكم الامر.
((رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))
بسمه تعالى
اخواني الاعزاء من رجال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، نحمد الله اولا على حسن توفيقه ورعايته فشكرا له، وثانيا شكرا لكم على جهودكم الجبارة التي قمتم بها داخل الصحن الحيدري الشريف واني لأشعر بشعوركم واني لمعكم قلبا وقالبا، الا ان اتباع الحزب السابق الموجودين في الصحن الشريف وسكوت من ننتمي اليه ادى الى مفاسد كثيرة في هذا الصحن المغتصب من اهله الشرعيين، فلعدم اثارة الفتن ولنجعل بأسهم بينهم ونخرج من بينهم سالمين، اقصد من بين صراعاتهم على الدنيا والمناصب والشهرة ومن اجل بعض الاموال التي لا يعلم مصيرها مع شديد الاسف، لذا ارتايت ووجدت من المصلحة ارجاء عمل اللجنة في الصحن الحيدري الشريف الى ان يأذن الله او ان ياتي بنصر منه او فرج قريب فنجيب دعوة الحق ونكونن من المؤمنين، فقد قال تعالى: واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله فاووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا. ونسالكم الدعاء.
مقتدى الصدر
نهاية المنشور
وبودي هنا التعرض لهذا المنشور حتى اوضح بعض ما جاء فيه، فمن حيث المبدأ فان هذا المنشور من المفروض ان يكون مذكرة داخلية، فما سبب طبعها وتوزيعها على الناس؟ ولتوضح ذلك سأقتبس بين قوسين بداية الجمله ونهايتها واعلق عليه، ( النفوس المريضة للسدنة ..... بانهم خونة الصحن الشريف)، تبين هذه الفقرة من المنشور مدى الحقد والضغينة التي يكنها مقتدى واتباعه على كل من يعمل بالروضة المقدسة، وهذا ليس وليد الحاضر وانما حقد قديم من زمن والده السيد محمد محمد صادق الصدر وهو المقصود بالمولى المقدس، حيث تعرض وفي اكثر من خطبة على المرحوم السيد حيدر الكليدار وعائلته بأنهم خونة ويسرقون ويتصرفون باموال النذور والهدايا والتحف النفيسة الموجودة في خزائن الروضة المقدسة ولهذا قام الصدريون بقتل السيد حيدر الكليدار والتلفيق بانه بعثي وانه هو من اغتال السيد محمد محمد صادق الصدر للتغطية على فعلتهم الشنعاء.
والمعلوم لدى كل من عمل بهذا المجال فان اموال الروضة الحيدرية من نذور وهدايا الضريح الشريف كانت تجمع شهريا من قبل لجنة خاصة تأتي من وزارة الاوقاف من بغداد وبوجود موظفي مصرف رافدين النجف رقم 7 ومحافظ النجف او قائم مقام النجف وشرطة الصحن والخدم، حيث يطلب الى كل من يدخل الحضرة ان يدخل خالي الجيوب، ويبدأ فتح الضريح الشريف واخراج الأموال والنذور والهدايا من داخله ويبدأ فرزها الى اموال وهدايا عينية من ذهب وفضة واشياء اخرى، حيث تجمع هذه العينيات وتعاد الى الضريح الشريف، اما الأموال فتفرز الى اموال عراقية واجنبية وتسلم كلها الى موظفو المصرف والذين بدورهم يقومون بايداعها في حساب خاص بالروضة في المصرف، ولم يكن للسادن ولا غير السادن السلطة على هذه الأموال، وتقوم الشرطة بتفتيش الخارجين حتى لا يتمكن اي منهم اخذ شيء من الداخل.
اما بالنسبة للتحف والنفائس والهدايا الثمينة والموجودة في خزائن الروضة المقدسة والتي حافظت عليها عائلة الكليدار منذ ما لا يقل عن 270 عام منذ تولى السدانة السيد رضا الكليدار بأمر المرجعية في ذلك الوقت، ولغاية يوم 10 / 4 / 2003 يوم اغتيال المرحوم السيد حيدرالذي كان تسلسله السابع عشر في هذه السلسلة، حيث قدمت هذه العائلة الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على هذا المكان المقدس وخدمت زواره وخدمة أهالي النجف ومراجعها وعلمائها الكرام. اما بالنسبة للنفائس والمخطوطات، فهي مرقمة ومصورة ومسجله فيديو قطعة قطعة وبعدة نسخ، وكل نسخة محفوظة في مكان معين. وقد حاول النظام البائد مرارا متكرارا اخراج هذه النفائس والتي لا تقدر بثمن لوضعها في المتحف الذي بنوه الى اليمين من باب الطوسي اذا كنت مواجها لها، ولكن الله سبحانه وتعالى اعان هذه العائلة على ان لا يكون هذا الأمر حتى لا تتعرض هذه النفائس لطمع الطامعين. ( سابقا كانوا يتقون ...... اعضاء المجلس العميل) وهنا أسأل سؤال، من كان يتقي بهدام اللعين؟ الذي فرض زعيما للحوزة رغما على انوف الشيعة وبوجود مراجع عظام وأخذ يجبر الناس على تقليده ويكفر كل من يرفض، ويستلم امواله ورواتب طلبته من هدام، ومستشار هدام اللعين لشؤون الحوزة العلمية ما كان يفارقه يوما وليومنا هذا موجود في النجف! أم الذي قبض دية والده وسكت عن مقتله وكان مسؤوله ومعلمه المباشر مدير أمن النجف، ولحد الآن ينطوي تحت رايتة ازلام النظام البائد من أمن ومخابرات وفدائيي صدام وأعضاء حزبه، ويسلطهم على رقاب الناس في محكمته الشرعية وجيشه الذي ما ادى يوما واجبا لحماية اهل مذهبه. ( اخذوا يعتدون ... بالأسلحة النارية) لقد اعترضت اللجنة المكلفة بتفتيش الزائرين احد اعضاء مكتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان يحمل اسلحة مختلفة فمنعوه من دخول الصحن الشريف فلم يمتثل للأمر وهددهم بأنه من مكتب السيد الشهيد وان هذه اسلحته الشخصية واذا لم يدعوه يدخل فانه سوف يأتيهم بجيش المهدي ليحاسبهم، فما كان من المفتشين الا الإستعانة بقوة حماية الصحن لابعاده ومنعه من دخول الصحن الشريف، وقد قام فعلا جيش المهدي باحدى محاولاته لإقتحام الصحن الشريف ولكن قوة الصحن وقوة التدخل السريع المسماة قوة الأندلس منعتهم من ذلك واغلق الصحن على اثر ذلك لمدة طويلة. ( ونحن قد راينا .... ولكم الأمر) فاذا كانت لجنة مسماة من قبل المكتب، فكيف يجوز لهم ترك مهامهم بدون الرجوع الى مرجعهم، اما اذا كانت هذه اللجنة قد شكلت برغبة اصحابها، فمن اعطاهم التكليف الشرعي والقانوني لممارسة هذا النشاط داخل الصحن الشريف وهنالك لجنة منصبة من قبل المرجعية واجبها المراقبة والتفتيش ورصد المخالفات بالإضافة لوجود مكتب للشرطة داخل الصحن. ( الا ان اتباع .... المغتصب من اهله الشرعيين)، يعني سكوت المرجعية عن البعثيين الموجودين في الصحن مع العلم ان كل الموجودين في الصحن الشريف كانوا بامر المرجعية، وكان مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) من يدفع لهم الرواتب. وهذا ايضا من باب التطاول على المراجع حيث المقصود هنا بان المراجع تسكت عن المفاسد التي تحدث في الصحن الشريف، ومن هم الذين اغتصب منهم الصحن؟ مقتدى الصدر واتباعه بعد ان قتلوا السادن واحتلوا مكانه بالقوة فأصبحوا اهله الشرعيين. ويتبين من الجزء الأخير بان كل ما كان يهم السيد مقتدى هو المنصب والأموال التي ما كان يعلم مصيرها، ولم نسمع يوما صراعا دار في الصحن الشريف غير صراعات مقتدى الصدر واتباعه من البعثية والمرتزقة عبيد التكفيريين والإرهابيين.
شهود هذه الأحداث احياء يرزقون والوثائق التي اعرضها طبق الأصل موجودة، وانشاء العلي القدير ان يأتي اليوم الذي يسطع فيه نور الحقيقة ويتحدث الشهود مصداقا لما أكتب.
في الحلقة القادمة سأتطرق الى بداية سقوط النجف بيد مقتدى وجيش المهدي وما تبعها من احداث مأساوية.