أمهات المؤمنين
المقصود من الامومة هو حرمة النكاح, كما يتضح ذلك بعد التأمل في سبب نزول الآية الكريمة: (( ونساؤه أمهاتهم )), حيث قال البعض: إذا مات محمد سوف ننكح أزواجه!! فلذا نزل قوله تعالى بتحريم النكاح, ولا دلالة فيها على التعظيم من قريب أو بعيد, بدليل قوله تعالى: (( لستن كأحد من النساء ان اتقيتن )), فقيد الأمر بالتقوى , فتكون هي المحور في عظمة الشخصية, كقوله تعالى: (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )).
ولا يوجد دليل عقلي ولا نقلي على وجوب طاعة خليفة رسول الله لزوجة النبي، بل الثابت عقلاً ونقلاً واجماعاً على ان طاعة خليفة رسول الله واجبة على جميع المسلمين بلا فرق بين أمهات المؤمنين أو غيرهن. كما ان الثابت نقلاً ما ذكرته من توكيل أمير المؤمنين (عليه السلام) في طلاق زوجات النبي (صلى الله عليه وآله), وفائدة ذلك غير منحصرة في امكانية التزويج بها, بل يكفي مجرد سلب هذا العنوان عنها, مضافاً إلى ما فيه من دلالة على منصب الامامة ومقام أمير المؤمنين (عليه السلام) كمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع الامور حتى في طلاق نسائة .
في تفسيرالأمثل ج 13 ص 331قال:
الغاية من هذا التحريم، وذلك لأنه :
أولا: كما علمنا من سبب النزول، فإن البعض صمم على هذا العمل كانتقام من النبي (صلى الله عليه وآله) وإهانة لقدسيته، وكانوا يريدون أن ينزلوا ضربة بكيانه (صلى الله عليه وآله) عن هذا الطريق .
ثانيا: لو كانت هذه المسألة جائزة، فإن جماعة كانوا سيتخذون زوجات النبي أزواجا لهم من بعده، وكان من الممكن أن يستغلوا هذا الزواج لتحقيق مآربهم والوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة . أو أنهم يبدؤون بتحريف الإسلام على أساس أنهم يمتلكون معلومات خاصة صادرة من داخل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت أدرى بالذي فيه، أو أن يبث المنافقون بين الناس مطالب عن هذا الطريق تخالف مقام النبوة - تأملوا ذلك - .
ونلمس ذلك بصورة أوضح عندما نعلم أن جماعة هيأوا أنفسهم للقيام بهذا العمل، وصرح بذلك بعضهم، وكتمه البعض الآخر في قلبه .
وكان من جملة من ذكره بعض مفسري العامة هنا هو " طلحة " . إن الله المطلع على الأسرار الخفية والمعلنة، والخبير بها، قد أصدر حكما قاطعا لإحباط هذه الخطة الخبيثة، وليمنع من وقوع هذه الأمور، ولتحكيم دعائم هذا الحكم فقد أطلق لقب ( أمهات المؤمنين ) على أزواج النبي ليعلم أولئك بأن الزواج منهن كالزواج من أمهاتهم ! وبملاحظة ما قيل يتضح لماذا وجب على نساء النبي أن يتقبلن هذا الحرمان بكل رحابة صدر ؟