|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 73570
|
الإنتساب : Aug 2012
|
المشاركات : 259
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
أقوال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره
بتاريخ : 02-10-2012 الساعة : 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أقوال الإمام الشيرازي الراحل قدس سره
● إن الاصطدام بسلسلة من المشاكل هو النتيجة الطبيعية للذين يعرضون عن ذكر الله ولا يطيعون أوامره في الدنيا، وفي الآخرة الخسران المبين.
● إن الاقتصار على تثقيف المسلمين المتواجدين في بلاد الإسلام فقط بالثقافة الإسلامية يؤدي إلى تحجيم الحركة الإسلامية وعدم توسعها، ومن هنا فإن من الضروري نشر الوعي الإسلامي المتكامل في البلاد الأجنبية أيضاً.
● التنظيم الجماهيري يعني أن تكون مؤسسات التنظيم وعناصره ملتحمة بالجماهير، وأن ينظم طاقاتها ويقودها في معارك التحرر ضد الاستعمار والاستبداد، ولو فقد التنظيم صلته بالجماهير فسيعيش في الفراغ ولا يتطور، وبالنتيجة لا يستطيع تقديم الأمة إلى الأمام، ولا طرد الاستعمار من بلاد الإسلام، وإذا كان التنظيم جماهيرياً فالجماهير تغذيه، فينمو ويتوسع حتى يستوعب العالم الإسلامي، وتحدث عندئذ اليقظة الكاملة والحركة الشاملة ثم مكافحة الاستعمار وطرده...
● إن حب الشهرة وحب السمعة وحب أن يقال عن الإنسان الخير.. هذا الحب يوجب غمط حق الآخرين. إنه لا يستشير الناس حتى يقال أن هذا الرأي رأيه وهذا العمل عمله، ولذا نرى الاستبداديين والديكتاتوريين والذين نزع الله الإيمان عن قلوبهم يريدون الأنانية، يريدون الفردية، يريدون أن يقال عنهم الخير بينما يقال عن غيرهم الشر أو السوء، وعلى الأقل ألا يُذكر سواهم، وهؤلاء كثيراً ما يتهمون زملاءهم حتى يسقطوهم من أعين الناس، وإذا امتلك أحدهم القدرة استغل قدرته من السلاح والمال والإعلام لأجل أن يرفع نفسه ولأجل أن يضع غيره..
● يلزم أن يكون القانون مستوعباً، بأن يرضي حوائج الإنسان الجسدية والعقلية والعاطفية، سواء منها الحوائج الفردية أو الحوائج الاجتماعية في مختلف أبعاد الإنسان، فلو لم يكن القانون كذلك حصل الاصطدام والتبعثر والانفصام من ناحية، والنقص والفراغ من ناحية ثانية.
● النفس هي مبعث فساد الكل، أو صلاح الكل؛ فهي إن ارتفعت عن جذورها المادية صلح الكل، وإن انحطت إلى جذورها المادية وقطعت جذورها الفوقية فسد الكل..
● إن كل تضييق في أفق الإنسان يسبب تضييقاً على الذات في الحياة، ويُفقد الإنسان المجالات الرحبة للسير والتقدم...
● المجتمع السليم هو الذي يعطي حاجات الروح والبدن في نطاق الطاقة الإنسانية والطاقة الكونية، لا في نطاق الهوى والميول.
● إن ما يشاهد في عالم اليوم من المظاهر السيئة في الانحراف إنما هو وليد جذور منحرفة، فلا يمكن التخلص من هذه المظاهر السيئة إلا بتقويم الجذور وتعديلها.
● الحرب أسوأ شيء عرفه الإنسان في تاريخه الطويل؛ لأنها توجب قتل الإنسان ونقص أعضائه، وفقد قواه وتشويهه، كما توجب هدم العمران، وإثارة البغضاء والشحناء بين البشر، وإيراث الأجيال العقد النفسية..
● الأمة الإسلامية هي أمة واحدة في جميع الشؤون؛ فلا حدود جغرافية أو لونية أو لغوية أو غيرها، وإنما هي أمة واحدة، وكل فرد فيها متساو مع سائر الأفراد الآخرين.
● يلزم أن تكون الدعاية إلى الإسلام ذات حدين، حد سلبي هو نسف الأمور غير الإسلامية، وحد إيجابي هو تركيز وتوطيد كل ما هو إسلامي، وكلمة (لا إله إلا الله) تفيد ذلك للمسلمين، حيث نسفت أولاً الآلهة الباطلة في الجانب السلبي، وأثبتت ألوهية الله سبحانه في الجانب الإيجابي.
● الناس بطبيعتهم لا يميلون إلى الأفراد العنيفين وسيئي الأخلاق، ولا يجلونهم بملء اختيارهم، وإذا حدث وأن استطاع بعض أصحاب القدرة والعنف استغفال وخداع مجموعة من الناس لفترة، فإن أوراقهم سرعان ما تنكشف وينقلب الأمر عليهم وينفض الناس من حولهم إن لم ينقلبوا عليهم.
● إن أي تفريق بين المسلمين يعتبر من أشد المحرمات في الإسلام لأنه معاونة على الإثم والعدوان الذي يهدف إليه الاستعمار هذا أولاً، وثانياً: إنه تشتيت للأمة الواحدة وتسهيل لسيطرة الكفار على بلاد الإسلام..
● خدمة الناس مظهر من مظاهر الحكمة والاتزان، فبعد أن يتمتع الإنسان بالصفات التي تكسبه الحكمة والنضج، تظهر على سلوك الإنسان وتصرفاته فوائد عديدة منها مساعدة الناس وخدمتهم، وعادة ينال هؤلاء درجات رفيعة..
● إن الأئمة (ع) في كل عصر وزمان يوصون بخدمة الناس ورعاية الأهل القريب والبعيد، لأن رعاية وخدمة الناس من سمات الواعين الناضجين في هذه الحياة، لما فيها من دلالة على كمال النفس وسعتها، هذا فضلاً عن الفوز برضى الله تعالى ورسوله والأئمة (ع) ولهذا نجد ذلك من أبرز سمات النبي والأئمة (ع).
● لا بد لنا من تأسيس منظمة، أو مؤسسة، أو هيئة قوية، تأخذ على عاتقها تحقيق الوحدة والأخوة الإسلامية التي أشار إليها القرآن الكريم، كما يجب أن تكون هذه المؤسسة في بلد تسوده الحرية، ليتمكن أعضاء هذه المؤسسة من القيام بدورهم دون أن يفرض عليهم أي نوع من الضغوطات التي من شأنها أن تحد أو تقلص من نشاطاتهم في هذا المجال.
● من جملة الفوائد التي ترتبت على انتشار قبور الأئمة (ع) في مشارق الأرض ومغاربها، هي زيادة الروابط الودية والتآخي والتعارف بين أبناء الشيعة، عند تلاقيهم في المناسبات والزيارات الخاصة أو العامة لهذه القبور. وهذا الحشد كان ولا يزال يمثل ثقلاً سياسياً وعقائدياً في المجتمع العالمي، فضلاً عن أن وجود قبور الأئمة (ع) في هذه البلدان رحمة لأهلها وسبب لنيلهم الأجر والثواب لخدمة الناس والزوار.
● غالب الكلام في موضوع (الحرية والمساواة) في عالم اليوم يدور حول حرية المرأة وحقوقها، والمساواة بينها وبين الرجل.. ودعاة المساواة وحقوق المرأة الغربيون هم أول من ظلمها حقها، ولتعاسة أغلب النساء في عالم اليوم تراهنّ يتمنين لو أنهن لم يسمعن بهذه الدعاوى ولم يستمعن إليها.
● الشعب الذي يريد أن يعيش بحرية وأمان واستقرار، يلزمه أن يوحد آراءه، ويحدد برنامج عمله بصورة جيدة، فإذا استطاع توحيد الرأي العام، ونشر الوعي بين الأفراد، فعند ذلك يصبح الرأي العام كالسيل الجارف، الذي لا يقف أمامه شيء من أشكال القوة والظلم، بل يكتسح كثيراً من الصعوبات التي تقف أمامه بفعل التجارب.
● الرأي العام في الدول الرأسمالية هو مجرد غطاء يستغله أصحاب الأموال لمصلحتهم، عن طريق الخداع أو شراء الذمم؛ فلا تمثيل حقيقي لهم لإرادة الشعب، والمراقب لمهزلة الانتخابات في معظم البلدان الرأسمالية، يجد بوضوح أن جميع الذين يفوزون في هذه الانتخابات هم من أصحاب المال، أو من المرتبطين بهم، وهذا أوضح دليل على زيف هذه الانتخابات.
● المشاكل التي تعترض طريق تقدم البلاد الإسلامية، بما فيها المشاكل السياسية والاقتصادية، وأزمات الغذاء والسكن، ليست ناتجة عن قلة في الثروات أو زيادة السكان وما إلى ذلك، بل يرجع الكثير منها – إن لم نقل جميعها – إلى استبداد الحكومات الفاسدة المفسدة والأساليب الديكتاتورية التي تمارسها اتجاه الشعوب، فهذه الأساليب من الطبيعي أن تقود إلى أزمات ومشاكل جادة تودي بحياة الشعب، فيأتي البعض ليعالج النتيجة دون الالتفات إلى السبب، مختلقاً الحجج والتبريرات التي لا تصمد أمام الواقع.
● على المؤمنين الحقيقيين أن يفرغوا أنفسهم للعمل الإسلامي، وأن لا تخدعهم الدنيا وزخرفها، فإن حب الدنيا وطلبها والسعي من أجل الحصول على مكاسب مادية فيها، من سيارة أو قصر أو زوجة جميلة أو ما أشبه ذلك، يشكل حاجزاً بين الإنسان المؤمن وبين التفرغ في سبيل الله.
● إذا تفرغ المؤمنون للعمل الرسالي وجمعوا كلمتهم ووحدوا صفوفهم وجعلوا من أنفسهم قدوة ومثالاً يحتذى به في مجال الخير والعمل الصالح، فحينئذٍ يمن الله بالنصر على الأمة، ويرى المؤمنون رؤوسهم مرفوعة، وهم يمتلكون حكومة إسلامية واحدة عالمية ذات ألف وثلاثمائة مليون مسلم.
● من الضروري على العقلاء، من العلماء وغيرهم، أن يهتموا بمسألة الشباب ومشاكلهم، فيأخذوا بالشباب في تنظيمات صحيحة، حتى لا ينخرطوا في أحزاب الغرب والشرق أو جماعات الفساد، فإن الشباب بطيبة أنفسهم وعدم تجاربهم لمناهج الحياة سريعوا الانقياد.. وخصوصاً أن طموح الشباب المتزايد وشهواتهم العارمة يوجبان لهم الاندفاع في كل اتجاه يتصور أنه يؤمن لهم هذين الأمرين.
● إن الأسلوب السليم للمعارضة هو أن لا يقف إنسان ضد إنسان لشخصه بما هو هو، أو ضد صاحب قرار بعينه.. لكن عليه أن يقف ضد الخطأ لتصحيحه أو الباطل لرده وذلك بأسلوب بعيد عن التشنج والعنف كاستعمال العبارات الاستفزازية والأساليب الاستعراضية والألفاظ الشرسة إلى غير ذلك مما نجده اليوم في كثير من البلاد التي تسمى بالعالم الثالث، هذا مع فرض أن يكون الحق معه، فكيف بما إذا لم يكن الحق معه؟.
● بما أن الأحزاب والتنظيمات كثيراً ما لا تقوم على برامج محددة صحيحة وأفكار مدروسة واضحة وصدق في التوجيه ونبل في الهدف، فتكون مبدأ كثير من المصادمات بين القيادة والقاعدة وربما اتسعت حتى صارت سبباً لأمثال الثورات والحروب وما أشبه ذلك.
● الغرب ومن في فلكه، أناس قابلون للهداية، فإنهم بشر، والبشر بفطرته يحب الخير لنفسه ولغيره، ووجود ظواهر التعصب فيهم لا يدل على أنهم متعصبون.
● لا يكفي للحاكم الإسلامي أن يطبق مبادئ الإسلام وقوانينه، بدون تطبيق مبدأ الشورى الذي هو ركن من أركان الحكم في الإسلام؛ ذلك لأن الناس عندما يرون أنه لم يطبق قانون الإسلام الذي هو الشورى، ينفضون من حوله، ثم يثورون عليه حتى إسقاطه.
● إن عدم تطبيق الشورى يجعل الفاصلة بين الحاكم والمحكومين شاسعة وكبيرة، فيأخذ كل طرف بقذف الطرف الآخر، وهنا يبدأ الصراع، فيأخذ الحاكم الذي يسمي نفسه بالإسلامي بمهاجمة المسلمين وبقذفهم بمختلف أنواع التهم، ابتداءً من: ضد الثورة، أو ضد الحاكم، أو عملاء للاستعمار والأجنبي، وانتهاءً بأنهم رجعيون خرافيون، وأنهم كسالى عاطلون، إلى غير ذلك من التهم والافتراءات.
● ليست المشكلة فقط في الحاكم المستبد والمتزلفين الذين يدورون حوله وينالون من ماله وجاهه؛ ولذا تراهم يسحقون وجدانهم، فيطرونه ويكيلون له الثناء والمديح جزافاً، ويعملون بأوامره حتى في قتل الأبرياء وهتك الأعراض ونهب الأموال، بل الطامة الكبرى في الرحم التي تولد هؤلاء الحكام، وهي الأمة، فإذا لم تكن الأمة ضعيفة وليس فيها قابلية لتقبل الاستبداد، لما كان بإمكان الحكام الطغاة السيطرة عليها.
● عندما تكون آراء القائمين على حزب ما، متحكمة به ومفروضة عليه، فإن قدرة التفكير والإرادة الحرة والبصيرة لدى منتسبي الحزب وجماهيره، تزول وتمحى، وتزول معها قدرتهم على خلق القيم وبلورتها، وفي مثل هذا الحزب، فإن المنتسبين إليه إذا كانوا من وجهة النظر الشخصية أكثر حقارة وتزلفاً ونفاقاً وخوفاً ولا عقائديةً، كانوا بالطبع أكثر انقياداً واستسلاماً، مثل هذا المنتسب الحزبي هو من أكثر العوامل والعناصر المؤلفة لهيكلية الحزب ثقة وتقرباً عند القائمين عليه.
● في المجتمعات التي يفتقد الناس فيها النفسية والتجربة والممارسة الحزبية، فيما الحكومات الحزبية لا ترغب في توزيع السلطة بين الأحزاب الصحيحة والسليمة، فإن الأحزاب تصبح على شكل منظمات لا تشعر الحكومة أمامها بالمسؤولية، كما أن الناس لا ترى فيها ما يجسد ويعكس خياراتها الاجتماعية ومتطلباتها الاقتصادية.
● إذا كنت في مركز الضعف، وكان عدوك في مركز القوة، كان هناك عاملان مهمان لانهيارك، خصوصاً إذا كان البون بينك وبين عدوك شاسعاً، فكان عدوك يملك كل أنواع السلاح، وأنت لا تملك أياً من أنواع السلاح.
● إن التجديد يبدأ من نفس الإنسان، فإنه إذا لم يصلح الإنسان نفسه لا يمكنه إصلاح غيره من بني نوعه أو المحيط المتعلق به، الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والطبيعي وغير ذلك..
● إن من يريد تطبيق قانونه بالعنف لا يلتف الناس حوله، حتى إذا وجدوا قانونه جميلاً، ولذا فإن الحركات الإسلامية لم تحظ بشيء من الحكم، وكلما كان عنف القائمين عليها أكثر وموازين الفضيلة فيهم أقل، كان الغرب أكثر أخذاً بالزمام وتغلغلاً في بلاد الإسلام.
● مما يجدد حياة الإنسان ويحافظ على توازنها، (الارتباط المستمر بالله سبحانه)، فإن الهيجانات والاضطرابات قد تطغى على حياة الإنسان فتمثل جانب الأفراط فيها، وكذلك الجمود والسكون والبلادة تمثل جانب التفريط فيها، وهذه كلها تُعادل وتُوازن بسبب الارتباط بالله سبحانه.
● من الضروري لمن يريد البدء بالحياة السليمة (أن يخطط تخطيطاً دقيقاً لكل جوانب الحياة)، فيقدر الهدف المطلوب الذي يريد الوصول إليه، وكمية وكيفية المقدمات الموصلة إلى ذلك الهدف، ويرسم السياسة التي تحكم العمل والعامل لأجلها، ويلاحظ القدر المحتاج إليه من المادة وما يلزمه من البشر وما إلى ذلك، ويرتب الأعمال المطلوبة ترتيباً زمنياً حسب ما بينها من العلل والمعاليل والارتباطات والملازمات، والطريق الذي يجب سلوكه مما يكون أقصر وأسهل وآمن، إلى غير ذلك؛ فإنه بالتخطيط يؤمن عادة من الوقوع في الأخطاء، كما يكون الوصول أضمن والسلامة أكثر.
● إن أول ما يوجب التخلف هو الفكر المنحط؛ فإن الإنسان يسير حسب فكره – فيما إذا كانت هناك حرية – وهذا من أهم ما يسبب اختلاف المهن والصنائع والاختصاصات ونحوها، كما يسبب اختلاف المآكل والمشارب والملابس والمراكب وغيرها.
● على من يريد تجديد الحياة، حياة نفسه أو حياة جماعة أو حياة أمة، أن يفهم الحياة كما هي، فيواظب حتى لا يكون ممن يفهمها فهماً هامشياً أو مقلوباً.
● إذا نضج الجيل بتجارب الآباء ومعلوماتهم، قفزت الحياة إلى الأمام؛ لأنه سوف لن يصرف عمره في التجارب، بل يبني طوابق جديدة فوق ما بناه الآباء، ولا يرتطم بالخطأ والصحيح، بل يأخذ الطريق السوي، وبذلك يصل الجيل الثاني إلى الهدف من أقرب الطرق.
● إن الحياة في العالم الحاضر، لا يمكن أن تبقى، فضلاً عن أن تتقدم، إلا بالتخطيط لكافة نواحي الحياة، وحيث أن المسلمين قليلوا النصيب من هذه الجهة، فالمنظمات التخطيطية الشرقية والغربية، أخذت تلتهم كل إمكانياتهم وكل مواردهم المادية والأدبية.
● كانت الدعاية والدعوة الإسلامية في الزمن السابق منحصرتين في المنبر والكتب، والتطور الحديث جعل من مختلف وسائل الإعلام آلة للدعاية والدعوة، كالمدارس والنوادي، والمسارح، والسينمات، ووسائل الإعلام، والصحف، ووكالات الأنباء، وما إلى ذلك، فاللازم الاهتمام للاستفادة من هذه الطاقة الهائلة في الدعاية للإسلام والدعوة إليه.
● إن المادية الغربية أوجبت تعقيد الأمور وتكثير المشاكل، حتى أنك لا تجد إنسانا – إلا نادراً – ليست له مشكلة أو مشاكل، وهذه هي طبيعة المادة حيث تطغى عن قدرها المناسب في الحياة.
● إذا أردنا عصرنة المسلمين، والوصول بهم إلى ركب الحضارة، بل تقديمهم أمام العالم، حتى يسودوا أو يقبضوا على زمام، لا بد وأن ندخل كل شأن من شؤون الحياة، تحت المنظمات، أخذاً من أكبر الأشياء وانتهاءً إلى أصغر الأشياء، كل ذلك بشكل لا يتنافى مع الحريات العامة والخاصة.
● اعتاد كثير من المسلمين على الانسحاب من ميادين الحياة، إما بحجة مخالفة الشرع – كما يكثر ذلك في المتدينين – وإما بحجة عدم التمكن من البقاء والاستمرار في العمل، وإما بحجة عدم الإمكانات، أو ما أشبه ذلك.. والغالب أن كل هذه المبررات، إنما هي واجهة تختفي وراءها السلبية المتأصلة في النفوس الضعيفة.
● إن الغرور بقوة الإسلام الذاتية، أو سوابقه المشرقة، أو نهج تطبيقه وسيطرته في العالم القديم، وكذلك العنف في تطبيقه ولزوم إبادة كل ما يخالفه، واتهام كل من لا يرى رأيه – ولو كانت تلك المخالفة عن بساطة وجهالة، وعدم مواكبة منطق اليوم، وإنما منطق العالم القديم، كل هذه الثلاثة سبب سقوط بعض الحركات الإسلامية، وأخذ الناس نظرة سيئة عن الإسلام.
● في كل مجتمع جماعات خفية تضغط على الذين يريدون عمل شيء من الإصلاح، حتى يوقفوهم عن مقصدهم؛ وذلك لأن الإصلاح غالباً ما يؤثر أثراً سلبياً على طريقتهم في الحياة، والضغط غالباً ما يكون بالوسائط والوجاهات، والمقاطعة لمن يريد الإصلاح، وتفريق أنصاره، والتشكيك في مشروعاته، والتخويف من الأعمال الإصلاحية، وما إلى ذلك، وهؤلاء غالباً ما يؤثرون على المصلح بواسطة أصدقائه أو أقربائه أو حاشيته، سواء بالترغيب أو الترهيب.
● إن المجتمع لا بد له من قيم يقدسها، ويبني حياته عليها، والقيم تنتشر في المجتمع بفضل العاملين الذين يعملون لإشاعة تلك القيم.
● لكل بلد قوة خفية هي المسيرة له، وربما سمي ذلك في علم الاجتماع، بروح الاجتماع، وهي التي تشكل الارتباطات وتجلب المنافع، وتدفع المضار عن البلد، وتكون الملجأ من الحوادث، وهذه القوة هي التي تسيّر البلاد.
● لقد دلت التجارب على أن من لا هموم له لا سيادة له، وكما أن السيادة الشخصية تتوقف على الهموم الشخصية، فكذلك السيادة الاجتماعية تتوقف على الهموم الاجتماعية؛ بمعنى أن يكون المجتمع في هم، كل حسب مرتبته و اختصاصه.
● من المؤسف أن نرى أكثر المسلمين أميين، بينما يفرض الإسلام طلب العلم على كل مسلم ومسلمة.. وهل يرجى ممن لا يقرأ ولا يكتب، الوعي الكامل والإدراك السليم والتخطيط الدقيق، وأخيراً التقدم بالبلاد إلى الأمام؟.
● لا بد لنا من أن نعمل في مسيرين: عمل يرتبط بالدنيا، وآخر يرتبط بالآخرة، وليس المقصود فصل عمل الدنيا عن الآخرة، ليطغى حب الدنيا وزخارفها على حياتنا، أو أن نبيع الآجلة بالعاجلة، بل علينا أن نعمل لما يصلح عيشنا في الدنيا في الوقت الذي لا يفسد آخرتنا أيضاً.
● إن الدعوة التي نوجهها إلى الشباب المسلم بضرورة التدرب على السلاح لا تتنافى مطلقاً مع الطريق السلمي الذي أمر به الإسلام؛ فليس هناك أي اعتداء أو أطماع توسعية في الإسلام، وإنما الذي يُقصد أن يبقى السلام كسياسة وأصل ثابت نتعامل به مع الأصدقاء والأقرباء والخصوم، في نفس الوقت الذي ننطلق فيه من مواقع القوة، وإذا اقتضت الضرورة لاستخدامه، كما لو داهمنا عدو، فسنكون جديرين به، لأن الحروب حالات استثنائية شاذة في الإسلام، والسلام هو الأصل.
● يقوم الكاتب الإسلامي بأداء دور كبير في المجتمع الإسلامي؛ فهو أداة الوعي الديني والسياسي والثقافي في الأمة، وبه تناط مسؤولية تعبيد الطريق وإزالة العقبات والتراكمات التي قد تحول دون تقدم الأمة.
● إن ضريبة الحياة الحرة التي يعيشها الكاتب، هي أن يتذكر أولئك المقهورين الذين يتعرضون إلى شتى أنواع التعذيب والسجن والقهر؛ فالكاتب هو إنسان كبقية البشر، ويتحسس لآلام البشر، بل هو أكثر تحسساً لأولئك الذين يدفعون ضريبة عقائدهم في السجون والمعتقلات، فأقل ما يمكن أن يقدمه لأولئك المضطهدين هو نقل آلامهم عبر السطور، وتصوير ما يجري عليهم على صفحات الكتب، ليعرف العالم ما يجري عليهم.
● نحن على يقين تام من أنه إذا رجع المسلمون إلى الحريات الإسلامية، انفضّ الناس من حول الغرب واتجهوا نحو الإسلام؛ لأنهم سيكتشفون عظمة الإسلام، وسيعرفون أن الحرية التي في الإسلام لا يحلم بها أي إنسان غربي.
فالحرية في الإسلام هي حرية بناء وليست حرية هدم، كما هو الحال في الغرب، حرية تقدم وليست حرية امتصاص ثروات ودماء الآخرين، حرية ازدهار لا حرية انحطاط.. إذن الحرية يجب أن تكون مسؤولة.
● إن الإسلام هو دين الحرية والتحرر، وقد تنعم المسلمون الأوائل في صدر الإسلام بهذه النعمة الإلهية الكبرى، ولمسوها بقلوبهم وأبدانهم، وتحسسوا بردها وروحها، بينما اليوم قد كثرت القيود والأغلال بسلب حريات الإسلام عن المسلمين، وقد سلبوها عنهم بالفعل، وأبدلوا مكانها بالضد منها، فعلى المسلمين أن يعملوا لإزاحتها والتخلص منها.
● إن الإسلام هو دين المحبة والألفة، ودين الروابط الحسنة، والعلاقات الأخوية الصادقة، وهو دين الأخوة بما للكلمة من معنى.
● الإسلام ليس خاصاً بالمسلمين فحسب، بل هو نور لكل الناس، وواجبنا نحن المسلمين عامة، والخطباء والمبلغين، والكتّاب والعلماء خاصة إيصال الإسلام الى غير المسلمين وهدايتهم اليه.
● أن الأصل في الإنسان الحرية، فلا يجوز حبس المتهم قبل الإدانة إطلاقاً إلا إذا كان الضرر المحتمل أهم من ضرر الحبس، حيث يجوز الحبس بجهة الأهم والمهم من باب الضرورة ومن المعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها..
● إن أي تعذيب مهما كان لونه ومهما قيل في مبرره، ممنوع ومحرّم قطعاً لم ينزل الله به من سلطان، فعلى الممارسين للحركة أن يتجنبوه مهما كلف الأمر، سواء في داخل الحركة أو خارجها، وسواء قبل وصولهم الى الحكم أو بعد وصولهم اليه، وسواء بالنسبة الى الأصدقاء أو الأعداء.
● المجتمع الفاسد يلزم هدمه من أصله، وبناء مجتمع جديد من الأساس، كما أن من يريد أن يشتمل روضه على أشجار مستقيمة يلزم عليه أن يقطع كل ما أعوج من شجره، ويغرس مكانها شجرة أخرى.
● الدين: بغض النظر عن دعوته الى عالم آخر حافل بما تشتهي الأنفس وتلذ الأسماع والأعين، يدعوا الى الفضيلة التي لا يدعو إليها أي قانون، ويمهد سبيل العيش الرغيد، في جو سلام ورفاه.
● العلم والدين الصحيح كفيلان بإسعاد المجتمع، أحدهما من الناحية الروحية، والآخر من الناحية المادية، والجامعة لا تطير إلا بهذين الجناحين.
● كل أمة، تسيء أخلاقها، فهي أمه منحطة، لا يذكرون إلا بسب، ولا يذكرهم التاريخ إلا بحقارة.
● إن الصلاة شكر الله تعالى على نعمائه التي تجاوزت حد الإحصاء والوصف، وانقياد له وخشوع لعز جلاله، فتشتمل على تكبيره وتحميده وتهليله وتوحيده وذكره، وقد وعد بذلك الثواب، وحذر تاركها من العقاب.
● إن المبدأ مهما كان خيراً أم شراً لا قوام له إلا بالقوة، أما المبدأ الفاسد فلأن الناس لا يدينون به –لعلمهم بفساده- فإذا لم يدعمه القوة لكان حرياً بأن لا يقبل، وإن قبل بالقوة ثم ارتفعت لكان حقيقياً بأن ينهار.
● يجب على الإنسان أن يبتعد مهما استطاع عن الظلم؛ لأن عناءه يزول عمن ظلمه ويبقى وزره عليه.
● أن المجتمع الذي تكثر فيه حالة الظلم، لابد وأن تكثر فيه الاضطرابات المختلفة، وحالة عدم الاستقرار، وتترتب عليه آثار وخيمة جداً في نفوس أبناء المجتمع، خصوصاً إذا كان الحاكم نفسه ظالماً لشعبه، مستبداً برأيه، لا يهمه سوى مصالحه الشخصية، وبقائه في الحكم مدة أطول.
● إن الأحزاب الحرة والنقابات والجمعيات وما أشبه من أهم أسس ازدهار البلاد، ومن الضروري أيضاً كون الأمور بيد الناس لا الدولة، وفي ذلك فوائد كثيرة مما لا يتمكن الديكتاتور من عملها ولو كان مخلصاً فرضاً.
● الإسلام أهدى الى المجتمع أفضل وأشمل النظم الحيوية تطبيقاً للتشريع على التكوين، وشملت النظم جميع مرافق الحياة من الذرة إلى المجرة.
● الحرية في النظام الإسلامي كالقلب بالنسبة للجسد، ففي الإسلام أوسع الحريات وأشملها، فالأصل في كل شيء الحرية إلا المحرمات المعدودة.
● لقد كان من أهم أسباب التفاف الناس حول الدين الإسلامي الحنيف هو: ما وجدوا فيه من الشورى، حيث قال سبحانه: (وأمرُهُم شَورَى بَينَهُم) و(شاوِرهُم في الأمرِ) و(تشاوُر...)، ومن المعلوم: إن المجتمعات تهتم بآرائها كما تهتم بأجسامها وسمعتها وبشؤونها الأخرى، ولربما تهتم بآرائها أكثر مما تهتم بغيرها، ليس هناك دين كالدين الإسلامي وفّر للناس الحرية في آرائها حيث جعل الشورى، وأوكل الأمر في مثل زماننا الذي هو زمن غيبة المعصوم الى أهل الخبرة، وذوي الكفاءة، وذلك بانتخاب الناس لهم. ومع السلامة.
|
|
|
|
|