تارة نتحدث عن المعجزة .. وتارة نتحدث عن متى تحقق المعجزة.
المعجزات كثيرة .. فخلق هذه الدنيا معجزة .. خلق الإنسان معجزة ... كثيرة هي المعجزات.
وحتى نستدرك الأمر بشكل دقيق .. سنحتاج إلى مقدمات .
العلل على نحوين تارة تكون العلة علة طولية وتارة تكون العلة علة شرطية . .
ما هي العلة الطولية وما هي العلة الشرطية أو ما يطلق عليها بالعلة العرضية.
العلة الطولية هي الواقعة في طول التكوين .. ولنضرب لذلك مثالا توضيحيا للبيان وهو من باب التقريب فإن وجد إشكال في المثال فلا يؤخذ به ..
الضوء من خصائص الشمس الذاتية فهي تحدث الضوء من ذاتها لا أنها تشعل نارا فيتكون الضوء بل هو صادر من ذاتها من طبيعتها.. فالشمس علة لهذا الضوء وهي علة طولية والضوء معلول .
النار أيضا علة طولية للإحراق فمن خصائص النار الإحراق فهذه هي طبيعتها.
أما العلل الشرطية أو العلل العرضية فهي الشرائط اللازمة لتحقق شيء معين .. فحتى نزرع الأرض سنحتاج إلى عدة أمور.. سنحتاج المزارع وسنحتاج التربة المناسبة وسنحتاج البذور وسنحتاج الماء وغيرها ..
فمتى ما جمعت هذه الأمور أمكننا الزراعة وإذا فقدنا أحدها لن يتحقق وجود الزرع.. فوجود التربة شرط لتحقق الزراعة وإيجاد الزرع .. والعامل المزارع أيضا شرط لتحقق الزرع ..
هذه نطلق عليها علل شرطية عارضة..
أما الله سبحانه وتعالى هو من جعل هذه الأمور شرائط لتحقق الزرع .. وهذا الجعل يسمى بعلة طولية .
بعد أن تم توضيح المعنى المراد من العلة الطولية والعلة العرضية نعود إلى أصل الموضوع..
كل ما هو محال بالنسبة لنا سنعتبره معجزة.. وأقول بالنسبة أي النسبية .
فأنا لا استطيع أن أخلق ذبابة .. فالخلق بالنسبة لي معجزة .. فحتى لو وصلت من العلم ما وصلت واستطعت أن أصنع جسد الذبابة فسأكون قد جمعت مجموعة من الشرائط لكن لن أستطيع أن أجعلها تتحرك وتذب فيها الحياة لأني لا أستطيع أن أكون علة طولية في إيجاد هذه الذبابة..
لكن ليس هذا هو المعنى المراد من المعجزة في ما نبحث عنه .. فما نبحث عنه هو المعجزة التي تتحقق على يد من هو مثلنا بشر.. فمثلا نبي الله عيسى عليه السلام يصنع من الطين هيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا.. فهنا تحققت معجزة على يد نبي الله عيسى عليه السلام .. فهل المعجزة في قدرته أم في ما خلقه من طير.. أم في كلاهما ؟.
الطير من الممكن أن يتحقق وجوده لكن قدرة نبي الله عيسى عليه السلام هي معجزة فكانت قدرته عليه السلام شرطا لتحقق الطير وقدرته هي المعجزة بذاتها .
ومن المعلوم أنه يستطيع أن يشفي المريض أيضا فلو ذهبت إليه وأنا أعاني مرضا عضالا فيمكنه شفائي بإذن الله سبحانه وتعالى .. فما يملكه من قدرة هو جعل من الله سبحانه وتعالى .
وبهذا قد يقال أن قدرته هذه هي المعجزة.. وهذا أيضا ليس دقيقا .. فقدرته ليست هي المعجزة بل الجعل هو المعجز فجعل القدرة ممكنة فيه هي المعجزة لا أن قدرته هو معجزة..
وهنا نتوقف أيضا فنقول هل هذا الجعل من الله سبحانه وتعالى لكن لغاية رد دعوى أما كان لغاية تكريم النبي عليه السلام ..
فإذا كانت الغاية هي إثبات مدعى.. كإثبات أنه هو نبي الله ورسوله فتسمى معجزة..
أما إذا كانت الغاية من هذا الجعل هو تكريما لمقامه فتسمى كرامة ..
إذا أمكننا فهم ما تم ذكره بشكل دقيق سنفرق ما بين المعجزة وبين الكرامة.
ولهذا لا يمكننا إطلاق أن قدرة النبي أو الإمام أو المؤمن على شفاء المرضى هي من المعاجز .. بل هي من الكرامات .. نعم لو ثبت لنا أن هذا الجعل هو جعل لإثبات مدعى سنقول حينها أنها معجزة .
اختي جزيتي كل خير
واذا تسمحين لي اكتب هذه الطرح
حول الفرق بين المعجزة والسحر
ما هو الفرق بين السحر والمعجزة والآية ؟
بداية يجب تعريف المعجزة والسحر ومن خلال ذلك ندرك الفرق , إن معنى المعجزة معنى ملتبس بالحقيقة فكل فعل يقوم به إنسان يعجز عن القيام به إنسان آخر هو معجزة بالنسبة له مثلاً ما يقوم به مخترع في صناعة عقل الكتروني بالنسبة لي هو معجز أنا الذي لا افقه شيء من ذلك وبإختصار ان المعجزة هي عمل وفق القوانين الطبيعية التي اجهلها انا وبعد تعرفي على هذه القوانين لا تعود معجزة ويلاحظ أن كلمة معجزة لم ترد في القرآن الكريم ما ورد هو كلمة آية وتعريف الآية هو فعل لله خارج ظواهر القوانين التي نعرفها عن الاشياء ويقع هذا الفعل على يد الولي إن الآية هي النفاد إلى جوهر القانون الطبيعي لنأتي الآن إلى تعريف السحر فهو عمل مثل عمل أي اختصاصي آخر كمخترع العقول الالكترونية مرتبط بظاهر القانون الطبيعي فقط والمجهول من قبلي فالحقيقة أن فعل السحر هو فعل معجز وفق ما عرفنا الاعجاز أعلاه يرتبط فقط بظاهر القانون بينما الآية هو النفاذ إلى جوهر القوانين والفرق بين فعل الساحر والولي نختصره بما يلي :
1- المكان : يتحدد الساحر بمكان معين بينما الولي يمكنه أن يأتي بالآية في أي مكان إن تحدد الساحر بالمكان هو سبب احتياجه إلى أدوات خاصة لعمله بينما رأينا النبي (ص) سار مع الملأ من قريش ولم يخبروه بنوع الآية ولا بمكانها وهناك أقترحوا عليه ان يشهد الجبل له بالرسالة
2- الزمان : الساحر هو الذي يقوم بتحديد زمان الفعل أيضاً لتحقيق المطلوب بينما الولي لا يحدد زمان ومثال الشجرة التي كلمها النبي (ص) يصلح لذلك إذ اقترحوا ذلك فجأة عليه
3- الموضوع : يتحدد الساحر بموضوع معين بينما آيات الولي غير محددة بموضوع وإنما تتم أكثر الاحيان وفق طلبات غريبة من الناس مثل المقترحات العديدة التي طلبها بني اسرائيل من موسى ع ومثال اقتراح ثمود على صالح أن يخرج الناقة من الجبل
4- نقل القدرة : بمقدور النبي أو الولي نقل قدرته إلى نائبه أو مبعوثه وحتى لو كان رجل عادي مثال رسل المسيح إلى انطاكية كما ورد في سورة ياسين لأن الآية قدرة كامنة فهي غير متعلقة بالقانون الطبيعي
5- السرعة : إن الفوارق بين جلب آصف بن برخيا عرش سليمان وجلب الجان كما هو مذكور في سورة النمل لأن السحر مرتبط بتحريك قوى اخرى أحيانا كالجان فقدرته متوقفة على مدى قدرتهم
6- القوة : قوة الساحر محدودة بينما قدرة الولي جبارة لا يوقفها شيء ويظهر ذلك بجلاء في قصة موسى ع مع السحرة
7- التأثير : تأثير السحر محدود على فئة معينة بينما الآية التي يقوم بها الولي تشمل الكل ففي السحر إذا صادف الساحر مؤمن فإن قوته الايمانية تقهر سحره
8- الامان : مايقوم به الولي يتميز فضلاً عن القوة بالأمن ( وإني عليه لقوي أمين )
بينما يقول الله تعالى ( وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) فالسحر ينقلب دوماً على الساحر والمشعوذ
نخلص إلى مسألة مهمة وهي أن ما يقوم به الأنبياء والأولياء هو آية أي خرق للقوانين وإنما يطلق عليه الناس عبارة معجزة إصطلاحاً فقط لأن الفعل المعجز يقوم به أي كان يملك علم معين يجهله الآخرون فالأولى إطلاق عبارة الآية لأنها المصطلح الحقيقي القرآني والذي يعبر تعبيراً صحيحاً ودقيقاً