"اعلم أن جماعة من المبغضين للشيعة عدوا أن علياً عليه السلام وصي لرسول الله من خرافاتهم، وهذا تعنت يأباه الانصاف، وكيف يكون الأمر كذلك وقد قال بذلك جماعة من الصحابة كما ثبت في الصحيحين أن جماعة ذكروا عند عائشة أن علياً وصي، وكما في غيرهما. واشتهر الخلاف بينهم في المسألة وسارت به الركبان"( 1).
اللهم صل على المصطفى وآله النجباء
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العقد الثمين – 10.
"اعلم أن جماعة من المبغضين للشيعة عدوا أن علياً عليه السلام وصي لرسول الله من خرافاتهم، وهذا تعنت يأباه الانصاف، وكيف يكون الأمر كذلك وقد قال بذلك جماعة من الصحابة كما ثبت في الصحيحين أن جماعة ذكروا عند عائشة أن علياً وصي، وكما في غيرهما. واشتهر الخلاف بينهم في المسألة وسارت به الركبان"( 1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العقد الثمين – 10.
- لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَوَارِثٌ وإنَّ عليًّا وَصِيِّي وَوَارِثِي
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 5/21
خلاصة حكم المحدث: [فيه] شريك بن عبد الله الذي يقع في حديثه من النكرة من سوء حفظه استحق أن ينسب إليه شيء من الضعف
- شريك بن عبد الله النخعي
القاضي ، أحد الأئمة المعتمدين عند السنة ، قال بشأنه الذهبي : أحد الأئمـة الأعـلام ، وقـال أيضاً : حسن الحديث ، إماماً فقيـهاً ، ومحـدثاً مكثـراً (1) .
وقال الطبري : كان فقيهاً ، عالماً (2) ، وقال العجلي : ثقة ، وكان حسن الحديث (3) ، وقال عيسي بن يونس : ما رأيت أحداً قط أورع في علمه من شريـك ، وقـال ابـن المبـارك : شـريـك أعلـم بحـديث الكـوفيين من سفيـان الثوري (4) ، والكلمات في مدحه وفقاهته كثيرة جداً وبخصوص عقيدته قال فيه أحمد بن حنبل : كان عاقلاً صدوقاً ، محدثاً ، وكان شديداً على أهل الريب والبدع (5) ، وقال إبن حجر في التقريب : وكان عادلاً ، فاضلاً ، عابداً ، شديداً على أهل البدع (6) ، وقال إبن حبان : وكان من الفقهاء والمـذكورين من العلماء الذين واظبوا على العلم ووقفوا أنفسهم عليه وكان يهم في الأحايين إذا حدث من غير كتابه . (7)
ومع هذا اتهموه بعدة اتهامات ، وهي :
1- التشيع .
2- الرفض .
3- الحط على أبي بكر وعمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تذكرة الحفاظ ج2 ص 232 رقم 218 .
(2) تهذيب التهذيب ج4 ص 295 رقم 587 .
(3) معرفة الثقات ج1 ص 453 رقم 727 .
(4) تهذيب الكمال ج12 ص 470 رقم 2736 .
(5) ميزان الإعتدال ج2 ص 273 رقم 3697 .
(6) تقريب التهذيب ص 266 رقم 2787 .
(7) مشاهير علماء الأمصار ص 269 رقم 1353 .
4- التدليس .
5- ضعف الحفظ .
ومناقشة ما قيل بشأنه مما يطول به المقام ، وقد بسطنا الكلام فيه في كتاب شرح أسانيد الغدير ، ولكن نكتفي هنا ببيان التهم الموجهة إليه بشأن التشيع والرفض حسب اصطلاحهم ، ولا كلام بين أئمة الجرح والتعديل كالذهبي وابن حجر وغيرهم أنه من ائمة السنة ، وقد تقدم كلام أحمد بن حنبل في عقيدته ، وأنه بنظره كان شديداً على أهل البدع والريب ، فلا يكون مبتدعا في نظره ، خصوصاً وتلك التهم في نظرهم تدخله في المبتدعة حسب قواعدهم ، ورغم ما اتهم به ، إلا أنه لم يعبأ علماء الدراية بهذه العبارات فيه ، وذلك بعد النظر في الأسباب التي رمي لأجلها بذلك ، فإن عمدة تلك الأسباب كانت عبارة عن التحامل والضغائن الشخصية ، ولم تكن من جهة ميله لشيعة أهل البيت (ع) أو خروجه من مذهب السنة أو إنكاره لضروري من ضرورياتهم أو أصل من أصولهم المسلمة ، بل كان ظاهر حاله هو الشدة على غيرهم ، كما يظهر من عبارة أحمد بن حنبل وغيره ، مضافاً لكونه من فقهائهم المشهورين وعلمائهم المعروفين ، وبين يديك بعض النصوص التي تبين لك بعض أسباب الاتهام له بالتشيع أو الرفض على حد تعبيرهم :
1- قال الخطيب في تاريخه : أخبرنا علي بن محمد بن حبيب البصري ، حدثنا محمد بن المعلى الأزدي بالبصرة ، أخبرنا أبو روق الهزاني ، حدثنا الرياشي ، حدثنا محمد بن
العباس السعدي ، حدثنـا عبد الله بن إسحـاق قـال : كان شريك بن عبد الله على قضاء الكوفة فحكم على وكيل عبد الله بن مصعب بحكم لم يوافق هوى عبد الله فالتقى شريك بن عبد الله وعبد الله بن مصعب ببغداد فقال عبد الله بن مصعب لشريك : ما حكمت على وكيلي بالحق ، قال : ومن أنت ؟ قال : من لا تنكر . قال : فقد نكرتك أشد النكير قال أنا عبد الله بن مصعب . قال : لا كثير ولا طيب ، قال : وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض الشيخين قال ومن الشيخان ؟ قال أبو بكـر وعمـر . قـال : والله ما ابغض أباك وهـو دونهما فكيف أبغضهما . (1)
2- وقال أيضاً : حدثني الصوري ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، حدثنا علي بن سهل ، حدثنا أزهر بن عمير ، قال : إستأذن شريك على يحيي بن خالد وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام فقال الزبيري ليحيي بن خالد أصلح الله الأمير إيذن لي في كلام شريك . فقال : إنك لا تطيقه . قال : إيذن لي في كلامه . قال : شأنك ، فلما دخل شريك وجلس قال له الزبيري : يا أبا عبد الله إن الناس يزعمون انك تسب أبا بكر وعمر . قال : فأطرق مليا ، ثم رفع رأسه فقال : والله ما
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد ج9 ص 287 .
استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكث في الإسلام كيف أستحله من أبي بكر وعمر . (1)
3- وقال وكيع في أخبار القضاة : أخبرني طلحة بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل التيمي ، قال حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود ، قـال : تناظر عبد الله بن مصعب وشريك بين يدي المهدي ، فلم يدرك شريكاً لتبحره فقال عبد الله : مثل هذا يطأ بساط أمير المؤمنين ؟ قال شريك : فمن يطأ بساط أمير المؤمنين ، والله إني لقاريء للقرآن عالم به ، وبالتغيير ، راوية للحديث والفقه ، وإني لرجل من العرب متوسط في قوس . فقال عبد الله : إنك تشتم أبا بكر وعمر . فقال شريك : والله ما استحللت ذلك من الزبير ، فكيف أستحله من أبي بكر وعمر . (2)
4- قال وكيع في أخبار القضاة أيضاً : حدثني محمد بن حمزة العلوي ، قال حدثني أبو عثمان المازني ، قال : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال حدثني شريك بن عبد الله ، قال : سعى بي الربيع إلى المهدي وزعم أني رافضي ، قال فأرسل إلى تأخذّت أخذاً عنيفاً وعلي كمه لاطئة وكساء أبيض وخفان ، فدخلت عليه فسلمت ، فقال : لا سلم الله عليك . قلت : يا أمير المؤمنين إن الله يقول : ( وَإِذا حُيّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيّوا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ بغداد ج9 ص 287 .
(2) أخبار القضاة ج3 ص 156 .
بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدّوها ) ، فوالله ما حييتني بأحسن مـن تحيتي ولا رددتها علي ، قال : ألم أوطيء الرجال عقبيك ، وأنت رافضي ملعون . قال : قلت : يا أمير المؤمنين مثلك لا يمن بمعروفه ، وأما قولك إني رافضي فإن كان الرافضي من أحب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وفاطمة وعلياً والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين فأنا أُشهد الله وأُشهدك أني رافضي أتبعهم يا أمير المؤمنين . قال : معاذ الله ، ثم قال : ما أحسبنا إلا روعناك ، هاتوا بـدرة ، فأتوا بـدرة ، فدفعت إليّ ، فحملها على عنقي ، فلما خرجت قال لي الربيع : كيف رأيت ؟ قال : قلت : إذا شئت فعد . (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخبار القضاة ج3 ص 155 ، 156 .
من كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف للشيخ حسين معتوق ج1
قال العلامة ابن كثير في البداية والنهاية: (وقال ابن جرير: حدثنا أحمد ابن عثمان أبو الجوزاء، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، وهو صدوق، حدثني مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد سمعت أباها يقول: سمعت رسول الله يقول يوم الجحفة وأخذ بيد علي فخطب ثم قال: «أيها الناس إني وليكم»، قالوا: صدقت، فرفع يد علي فقال: «هذا وليي والمؤدي عني، وإنّ الله موالي من والاه ومعادي من عاداه»)
قال ابن كثير: (قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب) (1).
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو آخذ بيد علي هذا أول من آمن بي وهو أول من يصافحني يوم القيامة وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر وهو بابي الذي أوتى منه وهو خليفتي من بعدي
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن عراق الكناني المصدر:تنزيه الشريعه- الصفحة أو الرقم: 1/353
خلاصة حكم المحدث: فيه عبد الله بن داهر قال صالح بن محمد شيخ صدوق فلعل الآفة من غيره
أحسنتم كثيراً جناب الاستاذة وهج باركها الله ..
لم احسن تحميل كتابكم الشريف ، ولو تفضلتم بتحميله على موقع هجر او موقع منتدانا هذا ففيه قسم للتحميل وهو جيد وسريع ..
ويظهر من خلال بعض المسرود عنكم وما نقلتموه أعلاه عن الشوكاني والذهبي وابن كثير ، مجهوداً علمياً مرضياً ، واقتناصاً هادفاً ..