بغض النظر عن السنة التي كتب بها هذا المقال حيث أنه يعود إلى أجواء عام 2007 حينما يقول أن مقتدى أصدر أوامر لأتباعه يوم الأحد الماضي ،، مما يشير إلى قرب هذا المقال من تأريخ صولة الفرسان ،، و هذه أول علامات الكذب لأن المالكي لم يحكم قبضته على كرسي الحكم و يفرض الأمن إلا بعد صولة الفرسان و التفاف الكثير من طبقات الشعب و الكتل السياسية حوله ،، حتى أن الرجل ضمن بعدها الإلتصاق على عرش رئاسة الوزراء لدورة ثانية بعد فوز كبير في الانتخابات البرلمانية
فنحن أبناء الواقع و من حقنا أن نعبر عن رؤانا بخصوص الواقع السياسي في العراق و المنطقة و العالم ،،
الإعلام الأميركي هو الإعلام الأكثر قدرة على سطح الكوكب في صناعة الرأي العام ،، و هذه ميزة يمتاز بها عن أي إعلام آخر في العالم ،، و من نتائجه المذهلة هو صناعة الشخصيات و التيارات و الحركات بحسب ما يتطلبه مصلحة العم سام ،،
فصدام المجرم قبل سقوطه المخزي و انهزام جيشه المليوني بصورة مهينة و هو الذي كان يعد رابع أقوى جيش في العالم من حيث العدد و العدة ،، كان بحسب التصوير الإعلامي الأميركي القوة التي لا تقهر و الرجل المتهور الذي لا يتورع عن إنزال أقسى الخسائر العسكرية بجيش الولايات المتحدة فيما لو تصادم معه مستخدماً أسلحة كيمياوية و غير تقليدية ،،
لكن حينما تقدمت مجندات أميركا إلى أرض الرافدين أنهزمت فلول الجيش العراقي بضباطه و جنوده و كأنها سراب و انهارت القوة الكارتونية الصدامية خلال أيام بهزيمة هي الأكثر خزياً و مذلة و إهانة في تأريخ الجيوش ،،
و كذلك تنظيم القاعدة و اسامة بن لادن و الزرقاوي ،، مجرد أوراق تلعب بها أصابع البنتاكون بوسائل الإعلام و ترميها بعد استيفاء كامل أدوار العمل المطلوب منها ،،
و فيما يخص السيد مقتدى الصدر و القوة المهولة و المكانة و التشبيه الذي يريد أن يخلقه كاتب المقال في ذهنية العامة معتبراً مقتدى و جيشه كحزب الله ،، فهو إحدى تلك الألاعيب التي يحاول ذلك الإعلام المحنك زرعها في عقلية المتلقي الساذج ،،
فمجرد التشبيه السقيم بين مقتدى و جماعته و بين حزب الله الذي بات اليوم قوة ردع و عامل توازن في كل المعادلات الإستراتيجية في المنطقة بل و له الدور الكبير و المؤثر في مبدأ توازن القوى العالمي ،،
و تصديق بعض السذج بتلك الإطروحات البائسة في التشبيه بين النقيضين لدليل أكيد على الدور العملاق للإعلام الأميركي في صناعة رأي عام يلائم توجهاته و أجنداته،،
لأن المراقب الملم بميدان الأحداث و قواه و توازناته ليعلم كيف كان مقتدى و جيشه قوة مهيمنة على البلاد فارضاً سلطته العابثة على مقدرات البلد بمحاكمه اللاشرعية و جيشه الخارج عن قوانين الإنسانية المطلق اليد في البلاد و العباد دون حسيب و لا رقيب ،، و كيف تشرذم و انزوى بعد صولة الفرسان و انحسر وجوده بعدما كان يصول و يجول في بلادنا بقوة السلاح ،،
في حين يثبت حزب الله قوته و اقتداره في كل يوم بدءاً من حرب تموز و ليس انتهاءاً بإختراق القبة الحديدية الإسرائيلية و تحرير القصير و ما تلاها ..
الأخوة المقتدائيون أخذهم سحر المقال لعدم معرفتهم بكيفية قراءة الواقع و الطرح السياسي قراءة علمية حقيقية وفاتهم أن يدركوا ما تخفيه بطون السياسة و الإعلام السياسي و أحب في هذه المناسبة أن أوجه لهم هذه الوخزة البسيطة من نفس المقال
يقول الكاتب
((فبينما كان العديد من الضباط والجنود الامريكيين يعتقدون ان جيش المهدي تحول الى مجموعات صغيرة مشرذمة تعمل كل واحدة منها على هواها ومنها عصابات اجرامية، يبين القتال الاخير في البصرة ان تلك الميليشيات تُصغي عندما يتحدث الصدر)).
هذه نظرتهم إليكم أيها الأخوة ،،(( عصابات إجرامية )) لكنها (( تصغي ))عندما يتحدث (( الصدر))
تحياتي لكم