هل هذا من الغلو (( الجميع مدعو للنقاش )) موضوع مهم *
بتاريخ : 24-09-2009 الساعة : 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا موضوع نتحدث فيه إن شاء الله بكل هدوء واحترام حول موضوع لا بد أن نوفيه حقه وهو موضوع الغلو .
وموضوعي بعنوان : ( هل هذا من الغلو ) .
هناك بعض الأمور قد تخفى على قوم .
وهذه الأمور قد تظهر لقوم ويسكتون عنها لسبب أو آخر .
وهذه الأمور تندرج بشكل واضح أحيانا تحت موضوع كبير اسمه (( الغلو ))
لكن قبل أن نبدأ بعرض - نماذج - من الغلو لنتكلم عنها وليعلق الجميع عليها أرى أن نبدأ بتعريف الغلو .
وليكن الحوار جماعيا لا فرديا هذه المرة .
نعم أخي الحبيب إنه ( الغلو ) .
نعوذ بالله من الغلو .
* أولا ما هو الغلو :
في اللغة : تجاوز الحد .
يقال غلا غلواً إذا تجاوز الحد في القدر، قال تعالى: (.. لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ..{171}) النساء
أي تجاوز الحد.
وهناك مصطلح آخر وهو الإطراء .
جاء في كتاب التوحيد ( الباب الثالث \ بداية الفصل الأول ) للفوزان (عالم سني) ما يلي :
الإطراء: مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه, و المراد بالغلو في حق النبي صلى الله عليه و سلم: مجاوزة الحد في قدره بأن يرفع فوق مرتبة العبودية و الرسالة و يجعل له شيء من خصائص الإلهية بأن يُدعى و يُستغاث به من دون الله و يُحلف به.
و المراد بالإطراء في حقه صلى الله عليه و سلم: أن يزاد في مدحه, فقد نهى صلى الله عليه و سلم عن ذلك بقوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله و رسوله "متفق عليه. أي لا تمدحوني بالباطل و لا تجاوزوا الحد في مدحي كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الألوهية، و صفوني بما وصفني به ربي فقولوا عبد الله و رسوله، ولما قال له بعض أصحابه: أنت سيدنا فقال: السيد الله تبارك و تعالى، و لما قالوا و أفضلنا و أعظمنا طولا، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم، و لا يستجرينكم الشيطان. رواه أبو داود بسند جيد.
و قال له ناس: يا رسول الله، يا خيرنا و ابن خيرنا، و سيدنا و ابن سيدنا، فقال: " يا أيها الناس قولوا بقولكم و لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله و رسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل "رواه أحمد و النسائي.
كره صلى الله عليه و سلم أن يمدحوه بهذه الألفاظ :أنت سيدنا, أنت خيرنا, أنت أفضلنا, أنت أعظمنا، مع أنه أفضـل الخلق و أشرفهم على الإطلاق, لكنه نهاهم عن ذلك ابتعادا بهم عن الغلو و الإطراء في حقه و حماية للتوحيـد، و أرشـدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، و ليس فيهما غلو و لا خطر على العقيدة، و هما عبد الله و رسوله، و لم يحب أن يرفعوه فوق ما أنزله الله عز وجل من المنزلة التي رضيها له، و قد خالف نهيـه صلى الله عليه و سلم كثير من الناس فصاروا يدعونـه و يستغيثون به و يحلفون به و يطلبون منـه ما لا يُطلب إلا مـن الله كما يُفعل في الموالد و القصائـد و الأناشيـد، و لا يميزون بين حق الله و حق الرسول.
يقول العلامة ابن القيم في النونية:
لله حــق لا يكون لغيره
ولعبده حــق هما حقـان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا
من غير تمييز ولا قربان
____________________
انتهى كلام الشيخ الفوزان حفظه الله
هذه مقدمة في الموضوع فقط وبيان حقيقة الغلو .
إذا فالغلو أو الإطراء يطلق عموما على مجاوزة الحد
فلكل شيء حد.
وإذا ما تجاوز المرء هذا الحد فقد بلغ الغلو .
والغلو هذا دركات .
بعضها أسوأ من بعض .
فعلى سبيل المثال إذا جاءنا شخص ووصف أحد الأولياء بالربوبية ووصفه بصفات الله نقول هذا تجاوز الحد في المدح وبلغ دركة الغلو .
وإذا جاءنا آخر وقال : ( البدوي يعلم الغيب ) فهذا من الغلو أيضا لكن ليس كالغلو السابق .
والمقصود أن الغلو دركات بعضها أسفل من بعض .
انتهت المقدمة والآن ندخل في متن الموضوع إن شاء الله
ذكرنا في الأعلى أن عنوان موضوعنا هو : ( هل هذا من الغلو ؟؟؟؟؟ )
نستخرج فيه نماذج من بطون الكتب ومشاركات المنتديات .
ثم نعلق عليها ونرى : ( هل أنها تدخل في قضية الغلو أم لا )
ولكن قبل ذلك أود أن أسأل الشيعة عن تعريف الغلو عندهم .
لكي يكون لكل فريق سهم في هذا الموضوع .
فعسانا نصل من خلال هذا الموضوع إلى التقارب ( التقارب يكون بالوحدة الحقيقية والتي لا تكون أبدا إلا بالرجوع إلى الحق وانضواء الجميع ( الجميع ) تحت لوائه ) .
إذا فهذه دعوة حقيقية إلى التقارب ودعوة إلى مناقشة موضوع الغلو بهدوء واحترام وموضوعية بعيدا عن التعصب الأعمى .