بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.."
الخص ما اريد قوله بنقاط وبها يتضح الخطأ الكبير الذي تنتهجه قناة فدك ومن يقوم عليها.
أولا: سيرة اهل البيت وارشاداتهم:
لو تأملنا سيرة اهل البيت (ع) وعلى رأسهم نبينا (ص) لوجناها طافحة بالرحمة بعباد الله مؤمنهم وكافرهم حتى كادت نفسه الشريفة تذهب على المشركين حسرات قال تعالى عنه(ص): (... فلا تذهب نفسك عليهم حسرات...)
وقال تعالى : "فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"
توضيح البخوع: بمعنى إهلاك النفس من شدة الحزن والغم.
وقال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك...)
وهكذا كان اهل البيت ولو اردت ان استقصي ذلك لاحتجت الى كتاب مستقل وعلى سبيل المثال نذكر كلام احد الملحدين المعاصرين لامامنا الصادق(ع)وهو من الذين يطعنون بصميم الاسلام وفي بيت الله الحرام احيانا وهو عبد الكريم بن ابي العوجاء وما قاله في الامام الصادق (ع) للمفضل وهو-المفضل- من اصحاب الامام(ع)بعد ان سمع منهم انكار وجود الخالق ورد عليهم قال له ابن ابي العوجاء (..وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا ، ولا بمثل دليلك تجادل فينا ، ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت ، فما أفحش خطابنا ، ولا تعدى في جوابنا وأنه الحليم الرزين ، العاقل الرصين ، لا يعتريه خرق ، ولا طيش ولا نزق يسمع كلامنا ، ويصغي إلينا ويتعرف حجتنا ، حتى إذا استفرغنا ما عندنا ، وظننا قطعناه ، دحض حجتنا بكلام يسير ، وخطاب قصير ، يلزمنا الحجة ، ويقطع العذر ، ولا نستطيع لجوابه ردا ، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه .
هكذا كان اهل البيت واسلوبهم مع من يخالفهم في العقيدة.
ومن ارشاداتهم نذكر كمثال ما روي عن الصادق (ع) أنه قال :
( يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم ، وصلوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا . أما إنكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه . وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه.
ثانيا: تحذيرهم من اظهار العقيدة العميقة لمن لا يعرف دليلها
اننا امام مشكلة كبيرة في اظهار الحق وكيفية وصوله الى الآخر والطريق الذي يؤدي الى قبوله من الآخرين. ولذا نرى التركيز من أئمة أهل البيت على هذه الحقيقة وان الذي لم تكن له ضوابط بأظهار مذهب أهل البيت والذي يأخذه الجدال او ان يريد ان يغضب الآخر على حساب الأسائة الى المذهب او بحجة انه حق ولابد ان اتكلم به يكون قاتلا للأئمة قتل عمد لأنهم رمز الدين والقادة فيه ومن يفعل ذلك ينفر الناس من الدين الأصيل-التشيع- ويبعدهم عن الحق ويقتله في نفوسهم وبقتل الدين قتل من نذروا انفسهم واستشهدوا لتثبيته وأليكم بعض هذه اللأحاديث عنهم (ع) لعلها تحد من جماح بعض من يتصور انه يحسن صنعا ان كان حقا يتبع تعاليمهم.
عن أبي عبد الله (ع) قال : "ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتلنا قتل عمد".
عبد الأعلى : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :" إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط , من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله . فاقرأهم السلام وقل لهم : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه حدثوهم بما يعرفون ، واستروا عنهم ما ينكرون.."
الامام الصادق (ع) : (ومن أذاع الصعب من حديثنا ، لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت متحيرا) .
الصادق (ع)(وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا ، فمن أذاع سرنا إلى غير أهله ، لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل " .
عن علي بن الحسين ( ع ) قال : وددت والله أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي : النزق وقلة الكتمان.
توضيح النزق: الخفه في الامور والعجلة في جهل اي انه لا يفكر بعواقب الامور .
أبو عبد الله ( ع ) : يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله
عن أمير المؤمنين (ع) ، قال : " أتحبون أن يكذب الله ورسوله ! ؟ حدثوا الناس بما يعرفون ، وامسكوا عما ينكرون " .
عن كميل بن زياد ، عن أمير المؤمنين (ع) ، أنه قال في وصيته له : " يا كميل ، كل مصدور ينفث ، فمن نفث إليك منا بأمر ( فاستره بستر ) ، وإياك ان تبديه ، فليس لك من ابدائه توبة ، فإذا لم تكن توبة فالمصير لظى ، يا كميل ، إذاعة سر آل محمد (ع) ، لا يقبل الله تعالى منها ، ولا يحتمل أحد عليها ، يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه الا مؤمنا موفقا ، يا كميل ، لا تعلموا الكافرين من اخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدؤوكم بها يوم يعاقبون عليها " الخبر.
عن أبي عبد الله (ع) : (من أذاع علينا حديثنا هو بمنزلة من جحدنا حقنا)
وعن ابي عبد الله (ع) : من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الايمان .
الإمام الباقر (ع) : والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا.
علي بن الحسين (ع) : أحبونا حب الاسلام ، فما زال حبكم لنا حتى صار شينا علينا.
بيان : لعل المراد النهي عن الغلو ، أي أحبونا حبا يكون موافقا لقانون الاسلام ولا يخرجكم عنه ، ولا زال حبكم كان لنا حتى أفرطتم وقلتم فينا ما لا نرضى به ، فصرتم شينا وعيبا علينا ، حيث يعيبوننا الناس بما تنسبون إلينا .(كلام المجلسي))
مما لا مرية فيه ولا شبهة ان الكثير من الناس لم يطلعوا على ادلة الشيعة وهم يعتقدون بنقيض ذلك في كثير من المفردات ,ومن اهمها تقديس كل الصحابة وامهات المؤمنين.
ولكنا نرى ان بعض الصحابة خالف السنة واغتصب الخلافة فنحن بالضد معه, فما هو السبيل في طرح هذه القضايا ؟؟
الطريق الاصلح ان نقوم باعطاء الادلة التي توصل الطرف الاخر الى ما توصلنا اليه وتبقى النتيجة هو الذي يحكم بها وهذه الطريقة هي التي حث عليها اهل البيت ونهوا عن الطريقة الاخرى –ابداء النتائج قبل المقدمات- فهاذا امير المؤمنين(ع) كما في النهج وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين مع انهم في حالة الحرب والقتال ولاكن لم يقبل فقال روحي فداه " إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وقلتم مكان سبكم إياهم . اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به"
وهذه الطريقة هي التي سببت هداية الكثير فالتيجاني مثلا لو كان يقابل بلعن مقدساته لما اتجه الى العراق وتشيع بل لخلقنا منه عدوا , اما الطريقة الثانية فنتكلم بكل ما نعرف ونلعن مقدساتهم امامهم فما هي النتيجة؟؟
غالبا هي :
تعرض نفسك او غيرك من الشيعة للهلاك او الاذية
تبعد الناس عن الحق وانت مأمور بجرهم اليه بالتي هي احسن
تخالف تعاليم اهل البيت وتحذيرهم كما مر في الروايات
تساعد على تقسيم وتفتيت الامة الاسلامية التي سكت امير المؤمنين عن حقه كي يحافض عليها من التمزق
تحدث في الكيان الشيعي تكتلات وانقسامات فمن رافض لهذا النهج ومن مؤيد
الى غير ذلك
ان ما مر من روايات شديدة جدا لمن يذيع الصعب من حديثهم(ع) يجعل في قلب المؤمن الحقيقي خوفا ورهبة ولا يتكلم بكلام لا يفهمه الطرف الاخر .
ان لعن بعض الخلفاء نتيجة لايمكن بحال ان يتقبلها الاخرين الا ان توضح له مقدمات كثيرة كأثبات النص على خلافة امير المؤمنين وما حدث من انقلاب في السقيفة وما الى ذلك, والكلام من الفضائيات يخاطب الملايين فاذا لعنت ربما يسمعك من لم يطلع على الادلة فتصنع منه عدوا وتكون سببا بعدم هدايته واغلاق قلبه من ان يسمع من كل شيعي.
ان الكثير من الدماء التي سالت على يد الوهابية من سببها حماقة بعض الشيعة وطعن مقدسات الاخر في النت والتلفاز وغيره فهذا حينما يسمع الطعن في ام المؤمنين والخلفاء الى هذه الدرجة يستشيط غضبا وينذر نفسه للتفجر وقتلنا كي يتقرب الى الله لانه لم يسمع الدليل بل يسمع السب واللعن بمن يعتبرهم رموز الاسلام واصحاب الرسول(ص) بعد ما يجهزه له الذين يتصيدون ويلتقطون ما يتكلم به البعض منا كما في قناة فدك :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول : والله ما قتلت ولا شركت في دم ، قال : بلى ذكرت عبدي فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه.
فالذي يتكلم ويدفع الناس لقتلنا تكون له حصة من ذلك القتل ومما ذكر يتبين ان بعض الشيعة يشتركون بجريمة قتل الشيعة بطريق غير مباشر.
ثالثا:هداية الناس
قال تعالى:" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا".
اذن من يرجو رحمة الله ويخافه فلابد ان يتأسى بنبيه(ص)وكان من دأبه(ص) السعي الى هداية الناس وقلبه رحمة ولسانه حكمه وفعله لطف ليس بالفض ولا بالغليض, يؤذيه قومه ويعذبون ويقتلون اصحابه فيقول كما روي(اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون)
وبهذا لابد ان نستن بسنة النبي(ص) ونتخذه اسوة فنسعى لهداية الضالين برحمة ولطف لا بطريقة تؤذيهم وتبعدهم عن الحق.
لو مثلنا الضال بالغريق ومن يملك الهداية بالمنقذ فمسؤليته ان ينقذ الغريق بالتي هي احسن وبالطريقة التي تؤدي بنجاته لا ان يأتيه بطريقة تدفعه الى اعماق المياه ويزيده بعدا عن النجاة وقطعا من يلعن مقدسات الاخر يزيد الطرف الاخر ضلالة وبعدا عن الحق.
عن علي بن الحسين (ع) : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلي ، قال : يا رب ، كيف افعل ؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلئن ترد آبقا عن بابي أو ضالا عن فنائي ، أفضل لك من عبادة [ مائة ] سنة بصيام نهارها وقيام ليلها ، قال موسى عليه السلام : ومن هذا العبد الآبق منك ؟ قال : العاصي المتمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك ؟ قال : الجاهل بامام زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ما عرفه ، الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته ، وما يعبد به ربه ، ويتوصل به إلى مرضاته.
ولا يتأتى ذلك الا بالاسلوب الحسن وظهار الادلة لا ان يتعرض الى معتقدات الاخر بالطعن الاستفزازي.
رابعا: شبهات وردود
1- يقول البعض هم يطعنون بنا ويتهجمون علينا فالى متى نبقى هكذا ندافع فقط فلابد ان نرد عليهم بالمثل
فنقول: هم ايضا يقولون ذلك حينما يسمع بعض الشيعة يطعن بمقدساته الى متى نترك الشيعة هكذا يطعنون بعقائدنا ويلعنون ويسبون فيكون الموضوع اتهام من الطرفين هذا اولا
وثانيا: اننا وخصوصا في الفضائيات لا نخاطب شخصا بعينه بل نخاطب شرائح متعددة منهم الحاقد والعالم والجاهل والطيب ومن يعرف عن الشيعة ومن لا يعرف فانت حينما تهاجم بهذا الاسلوب تكون قطعا قد هاجمت بعض الطيبين الذين لم يتهجموا على الشيعة اذ انه يسمعك فتكون انت من ابتدأ بهذه الطريقة, ثم ان مسؤليتنا الصبر كما صبر الانبياء على قومهم سنين وان لا يستخفنا الحمقى من اهل السنة بل مسؤليتنا ان نغض عن السيئة ونسلك افضل السبل للهداية ونعرض عن الجاهلين.
2- ويقول ايضا ان اللعن جائز بل هو سنة قرآنية:
فنقول نعم ومن انكر ذلك؟ ولكن البعض يتصور ان كل امر جائز يجوز التكلم به في كل ظرف وهذا خطأ كبير بل حمق .
والدليل على ذلك ما مر من روايات شريفة تذم من تحدث بعقائد اهل البيت الحقة والصعب من حديثهم امام من لا يتحملها , فلكل مقام مقال , وليس كل ما يعرف يقال: فعن النبي(ص): " نحن معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم"
وعن النبي(ص): " ما أحد يحدث قوما لا تبلغه عقولهم إلا كان ذلك فتنة على بعضهم"
وعن امير المؤمنين"" كلموا الناس على قدر عقولهم ، أتحبون أن يكذبوا الله ورسوله" ؟
وعن نبي الله عيسى(ع) : لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع.
3- ويقول الكلام لا ينفع معهم الى متى منذ قرون والشيعة تبين الادلة وهم على ما هم عليه
فنقول: هذا الكلام في غاية الوهن كيف والمخاطب ليس شخصا واحدا او اشخاص معروفين وقد القيت عليهم الحجة الكاملة برفق فرفضوها, بل الواقع انهم ملايين بعقول متفاوته وافكار مختلفة ونفوس متباينة , فالبعض لم يسمع والبعض منهم غير متعصب يريد الحقيقة ولو وجدها لاتبعها والدليل على ذلك تحول منهم الملايين على مر السنين الى مذهب التشيع وهذا يدلل على ان الكلام ينفع مع الكثير منهم .
ثم ان الكلام نفع او لم ينفع فهذا ليس تكليفنا فتكليفنا ان ندعوا الى سبيل الله بالحكمة والموعضة الحسنة ونجادل بالتي هي احسن كما فعل الانبياء فهذا نوح عليه السلام دعى قومه ليلا ونهارا قرون ولم ييأس ولم يتوانى بتكليفه سواء آمن قومه او لم يؤمنوا وكذا نبينا (ص) يدعوا القبائل سنين بمكة ويرفضوا دعوته ولم يتوقف, فمسؤليتنا ان نقوم بواجبنا ونحصل على اجر ذلك بغض النظر عن النتائج.
4- ويقول البعض, ان عصر التقية قد ولى الى متى نبقى خائفين لابد ان نتكلم
فنقول:ان التقية مفهوم قرآني وقد ركز عليه اهل البيت (ع) بشدة حتى جاء عن الصادق(ع): " يا أبا عمر أن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له ..".
ولم تنتهي التقية بزمن فالحلال والحرام ساري الى يوم القيامة
والتقية مرة حفاظ على النفس ومرة حفاظ على الاخرين صحيح ان البعض في مجتمع شيعي او في بلد آمن ولكن البعض في بعض البلدان أقلية فحينما تتكلم انت بما يحلوا لك بحجة عدم الخوف فربما تسبب بقتل اخوانك في بلد اخر ولعل ما يحدث من تفجيرات في العراق وباكستان وما حدث في اندنيسيا ومصر ان من بعض دوافعه كلام البعض من دون تحرج في القنوات والنت.
وهناك مفهوم آخر للتقية وهي التقية المداراتية للحفاظ على وحدة الامة والكيان الشيعي وتقريب الناس الى الحق قال السيد الخميني في رسائله:
"واما التقية المداراتية المرغوب فيها مما تكون العبادة معها أحب العبادات وأفضلها فالظاهر اختصاصها بالتقية عن العامة كما هو مصب الروايات على كثرتها ولعل السر فيها صلاح حال المسلمين بوحدة كلمتهم وعدم تفرق جماعتهم لكي لا يصيروا أذلاء بين ساير الملل وتحت سلطة الكفار وسيطرة الأجانب أو صلاح حال الشيعة لضعفهم خصوصا في تلك الأزمنة وقلة عددهم فلو خالفوا التقية لصاروا في معرض الزوال والانقراض.."
هذه بعض الادلة التي تبين الخطأ الكبير الذي ينتهجه بعض الشيعة بالطعن الشديد في صميم عقيدة اخواننا السنة من دون مراعاة للأثار الجانبية , ومع كل هذه الادلة الذامة لهذا النهج وغيرها مما لم اتعرض له لم نملك دليلا يأمرنا باللعن امام الاخرين حتى يتشبث به البعض بهذه الطريقة نسأل الله ان يرعووا من هذا العمل وان لا تأخذهم العزة بالاثم.
في احد السنين تشرفت بلقاء احد المراجع (رحمه الله) وتكلمت معه على نهج بعض الاخوة في الانتر نت من اللعن امام الاخوة السنة فشجب هذا الاسلوب بشدة ونقل لي قصة في ذلك تبين امتعاضه الكبيرمن هذا الاسلوب .
خامسا خاتمة: ياسر الحبيب والطعن بشرف عائشة
لم استغرب كثيرا من اتهام ياسر الحبيب لعائشة بالفاحشة , كونه شخصا واحدا وكل شيئا متوقعا من الاشخاص, اما ان يطيعه الكثر فهذا ما نستغربه ولا اريد ان اسهب في الرد عليه ولكن اذكر ثلاث نقاط:
الاولى: ان علماء الشيعة اجمعوا على تنزيه زوجات الانبياء من الخيانة الاخلاقية , وحتى امرأة نوح ومرأة لوط (ع) كانت خيانتهما دينية لا اخلاقية واحتراما لنبي الله(ص) يتحرج المؤمن اصلا ان يتطرق لهذه الامور.
الثانية: القرآن صريح بشدة الانكار على هذه القضية-الزنا- حتى انه لم يكتف بشاهدين كما في باق الامور بل اوجب اربع شهداء يرون عملية الزنا باعينهم , والا فهم فساق وعليهم الجلد ولا تقبل شهادتهم .
قال تعالى: " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون. فهل رأى ياسر مع ثلاثة من رفاقه زنا عائشة؟؟ ام انه فاسق باتهامه؟؟
الثالثة: ان القرآن الكريم ذكر حديث الافك وذمه بشدة وذكرت الروايات ان الافك جاء من بعض الصحابة والمنافقين باتهام عائشة بالفاحشة , وجاءت روايات اخرى تذكر ان الافك والاتهام جاء من عائشة لمارية زوجة النبي(ص) ام ابراهيم ابن نبينا(ص). ومما قاله الله سبحانه في ذلك : "لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"
وقال تعالى فيه: " إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم . ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم . يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين"
وسواء كانت الروايات الاولى صحيحة او الثانية ففيه
1- ان الله يريد اربعة شهداء واذا لم يمتلكوا فهم عند الله كاذبين
2- تقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم, والعلم يكون بالدليل القطعي لا الظني والقطعي غير حاصل والنتيجه تقول الاية تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
3- يعظكم الله ان تعودوا لمثله ان كنتم مؤمنين, اي ان المؤمن لا يعود لمثله, والروايات ذكرت ان الحادث هو اتهام زوجة من زوجانت النبي(ص) بغض النظر من تكون ولكن اتهام عائشة يدخل بمثل الاتهام الاول
واخيرا لو تنزلنا وقلنا كل هذه الادلة غير ناهضة ولكن فيها احتمال من الصحة بعدم جواز رمي زوجات النبي(ص) بالفاحشة فأيضا لو كنا مؤمنين حقا ونتحرى الاحتياط في ديننا ونستحي من نبينا(ص) نقيس بين هذه الادلة التي فيها نهي وبين اتهامها بالفاحشة والتي ليس فيها امر شرعي ولم نملك دليلا واحدا يأمرنا بان نتهمها حتى يكون لنا حجة يوم القيامة فينبغي لنا ان نكف السنتنا حتى لا نكون عرضة لسخط الله وعتاب النبي(ص) .
توضيح : الأفك كل مصروف عن وجهه وهنا الكذب كونه مصروف عن وجهه الحقيقي , وسميت مدن قوم لوط المؤتفكات كون الله سبحانها قلب عاليها سافلها