السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قال الله تعالى .. بسم الله الرحمن الرحيم. (( وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة ، فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شي ، أذ كانوا يجحدون بآيات الله )) . ان من الواجب على المرء السعي البليغ في الوصول الى الحق وترك التمذهب والتعصب لنصرة ما هو عليه كيفما كان ، فيقول من غير برهان ، أعتمادا على السلف وتقليدا اعمى مذموما عقلا ونقلا لقوله تعالى : (( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدلى ولا كتاب منير )) ، وقوله (( ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله )) ، وقوله تعالى مخاطبا لنبيه (( يجادلونك في بالحق بعدما تبين )) والمراد بالجدل طلب الغلبة والدفاع عن الحق نصرة للنفس ، قال تعالى (( جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق )) أي يطلبوه بما عندهم من الشبهات والتسويلات التي تورد على المخطب وتشوش خاطره وقال (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون )) والمراد من اللبس التعمية والتغطية والاتيان بالدلائل المشوشة لاغواء الناس فصار ذلك التلبيس صارفا عن الحق وداعيا للخلق الى بقائهم على الباطل .
جاء في سنن ابي ماجة عن النبي ( صلى الله عليه واله) (( ان خير الامور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الامور محدثاتها*)) وعنه ( صلى الله عليه واله وسلم) في حديث اخر (الاان قتال المؤمن كفر وسبابه فسوق ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ) وفيه من الدلائل الواضحة على ان الحجة لا تقوم الا بامرين وهما الكتاب والسنة وبهما تقوم ايضا الوحدة الاسلامية التي حث عليها في قوله ( صلى الله عليه واله وسلم) . (( ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه )) .
ثم انه ( صلى الله عليه واله وسلم) في ذيل ىالحديث حذر الناس عن الكذب قائلا (( الاواياكم والكذب فان الكذب لا يصلح بالجد ولا بالهزل فان الكذب يهدي الى الفجور .. ) فاذا اي كذب وخلاف اعظم من اتباع الهوى والخلاف على الله بدعوى ماليس بثابت في كلام الشارع او دفع ماهو الثابت او تضعيف الصحيح او تقديم السقيم منه او التاويل فيه او في المحكم من التنزيل وفي سنن ابي ماجه ايضا عن ابي امامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (( ماذل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل )) ثم تلا هذه الاية (( بل هم قوم خصمون )) ... والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته . . وللكلام تتمة ان شاء الله