من قواعد ( علم الحرف ) استخدام طريقة تسمى ( المقاليب ) أي قلب القيمة العددية للكلمة و هذه العملية يستخرج منها سر باطن الكلمة . و عند اســــتخدامها مع هذه القيمة فنرى أنها تصــبح ( 283 ) و هــــذه القيمة تعطي الكلمة ( جفر ) ( 3 = ج , 80 = ف , 200 = ر ) . و عندما سمى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كتابه بهذا الاسم يقصد أن ما فيه هو علوم و أسرار باطن القرآن الكريم
و سيجد القارئ مصداق ( علم الحروف ) من خلال ما سيتبين لاحقاً إن شاء الله . و أساس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة عددية معينة تكون صفة لهذا الحرف ( أو ما يسمى روحه ) و هي على ترتيب ( أبجد هوز حطي ……) و هي :
و يوجد عدة أنواع من حسابات الحروف فجمع الحروف كما هي يسمى ( الجمع بالحرف الكبير ) أما جمع الحروف ( بتحويلها إلى أرقام فردية مثل حرف اللام = 30 أما تحويله إلى رقم فردي فهو بحذف مرتبة العشرات فيصبح ل = 3 وكذلك بالنسبة للأرقام التي تكون مرتبتها مئوية تحذف المرتبة المئوية مثلا حرف التاء = 400 فتصبح التاء = 4 ) إن هذا الجمع يسمى ( الجمع الصغير ) و إليك بعض الأمثلة على مصداقية علم الحرف :
و من المعروف إن القيمة العددية لأسم محمد بالجمع الكبير هي (92 ) أي
2 + 90 عند تحويل الجمع إلى الصغير يكون ( 2 + 9 )
إن هذه أمثلة بسيطة من الإمكانات التي يمكن الحصول عليها عند العمل بهذا العلم الواسع . و لعل قائل يقول إن هذا العلم هو من صنع الإنسان و أنا أقول له هذا الكلام صحيح و لكن كل علم اكتشفه الإنسان و اثبت مصداقية و قوانين و نتائج فهو أكيد من صنع الله سبحانه و تعالى و إن عدم المعرفة بأشياء أو العلوم لا يعني عدم و جودها ثم إن ما يظهره مستخدمي هذا العلم من نتائج لها مصداقية يعني أن هذا العلم علم حقيقي أما من يقول غير هذا فرأيه يطرح جانبا و لا يؤخذ به .
و الآن سنبحث في كل رقم و ما يمثله و كيفية الاستدلال منه على شخص الإمام المهدي ( عليه السلام ) و الذي ينتظر ظهوره في آخر الزمان .
أولا يجب أن أبين بعض المعلومات المهمة و التي نعرفها عن الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) و الذي هو نفسه الإمام المهدي ( عليه السلام ) وهي :
1- انه ولد عليه السلام في منتصف شـهر شـــعبان لسنة ( 255 ) هجرية و هي تساوي سنة ( 869 ) ميلادية .
2 – اصبح إماما بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في سنة ( 260 ) هجرية و هي تساوي سنة ( 874 ) ميلادية .
3 – غــــاب عن الناس ( حماية له من أعداءه ) في ســــنة ( 265 ) هجرية و تساوي سنـــــــة ( 879 ) ميلادية . و سميت غيبته بـ ( الغيبة الصغرى ) .
4 – استمرت الغيبة الصغرى لمدة ( 69 ) سنة هجرية . و كان له فيها أربعة وكلاء يبلغون الناس وصاياه .
5 – بدأت الغيبة الكبرى للإمام بعد وفاة آخر الوكلاء الأربعة في سنة و هي مستمرة إلى ما شاء الله لها لحين الموعد المحدد لخروجه عليه السلام .
و ألان لنرجع مرة أخرى إلى سورة الكهف و لنبدأ من الرقم (309 ) و لنرى كيف إن هذا الرقم يرتبط بالإمام المهدي ( محمد بن الحسن العسكري ) (عليه السلام ) بالسورة و بالرسول الكريم محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) .
نحن نعرف إن الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ولد سنة ( 569 ) ميلادية و توفي سنة ( 632 ) ميلادية في السنة العاشرة للهجرة و كان عمره ( 63 سنة ) :
632 – 569 = 63
و ألان لو حسبنا عدد السنين من ولادة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و ســــــــلم ) ســنة (569 ) ميلادية و لغاية سنة ولادة الإمام (محمد بن الحسن العسكري ) ( عليه السلام ) في سنة ( 869 ) ميلادية نجد انه يساوي :
869 – 569 = 300 سنة
*
و بما أن السنوات هنا ميلادية فعند تحويل هذه السنوات إلى هجرية فالناتج هو ( 300 سنة ميلادية = 309 سنة هجرية ) و هذا الترتيب موجود في سورة الكهف . أي إن عدد السنين بين ولادة الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) مذكور في أحد سور القرآن الكريم و في سورة الكهف .
*
و قد يقول أحد القراء إن هذا ينطــــبق على الآلاف من الناس الذين ولــــدوا في نفس الســـــــنة ( 869 ) ميلادية . و هذا صحيح و لكن أولا من منهم من نسل الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ثانيا من منهم معروف عنه انه هو الإمام المهدي الذي وعد الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أو انه الإ مام الثاني عشر و له غيبتان كما سيظهر من خلال السورة كما أن الدلائل اللاحقة ستثبت هذا الأمر أكثر فأكثر .
*
و ألان لو قمنا بحساب عدد السنين الميلادية ما بين وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ( سنة 632 ميلادية ) و بداية الغيبة الكبرى للإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام )( سنة 941 ميلادية ) سنجد إنها تساوي :
941 – 632 = 309
فأنظر عزيزي القارئ و تعجب كيف أن عدد السنوات الميلادية من ولادة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و لغاية ولادة الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عليه السلام ) تســـاوي ( 300 ) سنة . و عدد السنين الميلادية من وفاة الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و بداية الغيبة الكبرى للإمام المهدي ( عليه السلام ) يساوي ( 309 ) سنين ( و الرقم (300) مذكور ضمنيا في السورة ( في الآية رقم (25) و كذلك الرقم ( 309 ) مذكور بصورة مباشرة و في نفس الآية .