بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم احبتي الكرام موالين ومخالفين
إلى الباحثين عن الحقيقة ، انظروا كيف يتطاول الوهابية المجسمة على مقام الخالق سبحانه وتعالى ولا يتورعون عن ذلك !!
ـ قال ابن باز في فتاويه ج 4 ص 368 ، فتوى رقم 2331 :
سؤال 1 : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي( ص) أنه قال ( خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً ) فهل هذا الحديث صحيح ؟
الجواب : نص الحديث ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ) ، ثم قال : اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن ) رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم .
وهو حديث صحيح ، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان :
الأول : أن الله لم يخلق آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً ، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه (أي صورة الله تعالى) النهائية طوله ستون ذراعاً .
والثاني : أن الضمير في قوله ( على صورته ) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة ( على صورة الرحمن ) وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه ، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ، ولم يلزم من ذلك التشبيه ، وكذا الصورة ، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه ، لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما لقوله تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) .انتهى .
وهكذا تقضي فتوى الشيخ ابن باز بأن آدم على صورة الله ، والله على صورة آدم ، وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً أبداً !! أبداً ...
وبعملية حسابية بسيطة : إذا كانت الذراع تساوي نصف متر × 60 ذراع ، فإن طول الخالق سبحانه وتعالى حسب معتقد الوهابية المجسمة الحشوية يساوي (( 30 متراً )) !!!
هذا إذا كان القياس يعتمد على مقدار الذراع حسبما هي لدينا الآن ، وإلا سيكون طوله حدود (( 200 متر )) تقريباً ، أي أنه لا يصل لارتفاع ناطحة السحاب (( امباير ستيت )) ..
هل يعتقد هؤلاء أصحاب العقليات المتعفنة أن الوضع الطبيعي للخالق جل وعلا بأن يشبّه بالأصنام الفرعونية !!!
ولقد صدق من قال : (( ألم يزل في بلادي يُعبد الحجرُ !! )) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا سؤال وجه للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عبر لقاءات الباب المفتوح رقم 213
س: هل يرى الله في المنام؟
الجواب
إن الله سبحانه وتعالى يعلم بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم, فالقرآن كلام الله كأنما يخاطبك الله به, كما قال عز وجل: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً } [النساء:174] هذا يكفيك عن رؤية الله, ورؤية الله في الدنيا يقظة لا تمكن, حتى موسى عليه الصلاة والسلام وهو من أولي العزم من الرسل لما سأل الله الرؤية, قال الله له: { لَنْ تَرَانِي } [الأعراف:143] أي: لا يمكن أن تصبر على رؤيته, ثم ضرب له مثلاً فقال: { انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً } [الأعراف:143] صار الجبل كالرمل حينئذٍ خر موسى صعقاً, وعلم أنه ليس بإمكانه أن يرى الله عز وجل.
أما رؤيته في المنام فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام كما في حديث اختصام الملأ الأعلى, أما غير الرسول فذكر عن الإمام أحمد أنه رأى ربه والله أعلم هل يصح هذا أم لا يصح؟ لكن نحن لسنا في حاجة في الهداية إلى رؤية الله عز وجل, حاجتنا أن نقرأ كلامه ونعمل بما فيه, وكأنما يخاطبنا, ولهذا ذكر الله أنه أنزل الكتاب على محمد وأنزله إلينا أيضاًَ حتى نعمل به, ولا تشغل نفسك بهذه الأمور, فإنك لن تصل إلى نتيجة مرضية, عليك بالكتاب والسنة والعمل بما فيهما.
عن معاذ بن جبل ، قال : احتبس عنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس ، فخرج سريعا فثوب بالصلاة فصلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
وتجوز في صلاته ، فلما سلم دعا بصوته ، فقال لنا : على مصافكم كما أنتم ، ثم انفتل إلينا ، ثم قال : أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة ، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت ، فإذا أنا بربي
تبارك وتعالى في أحسن صورة ، فقال : يا محمد ، قلت : لبيك رب ، قال : فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري - قالها ثلاثا - قال : فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي ) ( 1 ) .
البخاري يصحح هذا الحديث : قال الترمذي بعد إخراجه لهذا الحديث : سألت عن صحته محمد بن إسماعيل البخاري ، فقال : هذا حديث حسن صحيح ( 2 ) .
علماء السنة يرون الله في المنام : يقول الحافظ ابن العربي المالكي - 543 ه - عند شرحه هذا الحديث وتوثيقه : وقد كان الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني شيخ العلماء والزهاد رأى الباري في المنام ، فقال له : رب أسألك التوبة ثلاثين سنة أو
أربعين سنة ولم تستجب لي بعد ! فقال له : يا أبا إسحاق ، إنك سألت في عظيم ، إنما سألت حبنا ( 3 ) .
ونقل الشعراني ( 4 ) وابن الجوزي ( 5 ) والشبلنجي ( 6 )
عن أحمد بن حنبل أنه قال : رأيت رب العزة في المنام فقلت : يا رب ، ما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك ؟ فقال : بكلامي يا أحمد ، فقلت : بفهم أو بغير فهم ؟ قال : بفهم وبغير فهم .
( 1 ) سنن الترمذي 5 : 343 كتاب تفسير القرآن باب ( 39 ) باب تفسير سورة ص ح 3235 .
( 2 ) المصدر : 344 .
( 3 ) عارضة الأحوذي 12 : 117 .
( 4 ) طبقات الشعراني 1 : 44 .
( 5 ) مناقب أحمد بن حنبل : 434 .
( 6 ) نور الأبصار : 248 .