المرأة الشريك الإنساني المغيب! الزهراء(ع).....صرخة حق تهز عروش الحاكمين
مسؤولية بناء الأرض والأوطان والمجتمعات... منوطة بالجنس البشري من الرجال والنساء بدون تفريق.. بدون النظر إلى الدين واللون أو المستوى المالي والاجتماعي. فالكل شركاء بتحمل المسؤولية و لكل منهما دوره المكمل للآخر. فالمرأة مسؤولة كالرجل في عملية البناء والتطوير والإصلاح في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية..., وشريكة لها كامل حقوق الشراكة بالمطالبة بتطبيق العدالة والمساواة والحقوق الوطنية والشخصية والسياسية والاجتماعية. بالإضافة إلى حقها بان تكون معارضة للنظام الحاكم والتعبير عن رأيها. والمرأة الواعية التي تحمل أهدفا حقيقية وهمة عالية.. أكثر قدرة على البناء والتطوير من الرجل. لأنها الأم التي تصنع الإنسان من الرجال والنساء... وباستطاعتها أن تساهم بفعالية في قيام دول وإسقاط دول أخرى. والمرأة في العالم العربي والإسلامي - التي تعيش مهمشة وغائبة عن الساحة السياسية والحقوقية والاجتماعية بالشكل الصحيح والمناسب لحجمها نتيجة عوامل كثيرة منها تعود للمرأة نفسها - ليست مستثناة عن ذلك الدور والقدرة إذا شعرت بأهمية دورها في البناء ووجد لديها الوعي الناضج والهدف النبيل والإرادة القوية والاستعداد بالتضحية لأجل تحقيق الأهداف.. وتعاملت مع الأحداث بمسؤولية. النموذج المغيب ومن الغرائب والعجائب في الأمة العربية- وبنسبة اقل في الأمة الإسلامية- أنها تحاول دائما ولغاية اليوم تهميش دور الشخصيات النسائية- اللاتي لهن دور بارز في ظهور حركات و تيارات وثورات أسقطت دول وأنشأت دول منها تحمل أسمائهن - المؤثرة في صناعة الأجيال والتاريخ وبالذات في مجال النشاط السياسي والحركي والتصدي والمعارضة للأنظمة السياسية عبر التاريخ الإسلامي... ولعل سبب التهميش يعود إلى سعي الحكومات المتعاقبة لغاية اليوم في قتل النموذج النسائي الحقيقي الواعي بما يدور حوله وبقيمته الإنسانية والوطنية ويعرف حقوقه ووجباته وبما هو واجب عليه..., ويشعر بالمسؤولية اتجاه ما يحدث في المجتمع وله اهتمام بالشأن العام.. وكي لا يكون أمام نساء الأمة نموذجا ايجابيا يحتذى به على الصعيد المطالب الحقوقية والسياسية. الزهراء أم أبيها من تلك الشخصيات النسائية اللاتي لهن حضور حي مؤثر في الجانب الاجتماعي والسياسي والحركي في التاريخ العربي والإسلامي لغاية اليوم على الرغم من غيابها عن الحياة الدنيا لمدة تزيد على 1400 عام, وقصر عمرها بالفترة الزمنية إذ عاشت نحو 18 عاما فقط - والتي لم يتم التطرق إليها بالشكل المناسب والحقيقي, ولم تأخذ حقها من التحليلات والدراسات والاهتمام في التاريخ الإسلامي القديم والحديث - إنها شخصية السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص). سيدة نساء العالمين وريحانة رسول رب العالمين, والامتداد الطبيعي الوحيد لنسل الرسول الأكرم (ص) الذي عبر عنها اعز من قائل في كتابه الكريم بالكوثر, والابنة الوحيدة التي عاشت إلى بعد وفاة أبيها. التي عاصرت النبي أطول فترة زمنية بين النساء, وتربت في أحضان النبوة وتغذت من رحيق الرسالة المحمدية. وكان لها مع والدها النبي ص علاقة خاصة حيث كان لها المعلم والمربي والأب والأم الرؤوم إذ فقدت أمها وعمرها 5 سنوات. كما كانت هي القلب الحنون والحضن الدفء والصدر العطوف والأم الرؤوم لأبيها رسول الله محمد (ص) والشخصية الأقرب إلى قلبه الطاهر. الذي كان يقول "فاطمة أم أبيها" كلمة عظيمة بحق أعظم شخصية نسائية في الوجود من أعظم شخصية بين مخلوقات رب العالمين.. وقال فيها وبحقها الكثير من الكلمات والروايات والأحاديث التي تدل على مكانتها لديه. منها: "يغضب الله لغضب فاطمة ويرضى لرضها". ومع كل ذلك نرى أن هذه الشخصية العظيمة التي ينبغي أن تكون الشخصية النسائية النموذجية الحية للمرأة العربية والإسلامية ولكل نساء العالم عبر العصور. مغيبة ومهمشة ولم تأخذ حقها بالتواجد المؤثر المناسب في مسيرة تاريخ الأمة, والكتب المدرسية. كيف كانت حياتها مع والدها الرسول الأكرم محمد (ص) وما هي مكانتها عنده ؟ كيف تعاملت الزهراء في عملية المطالبة بحقها وحق زوجها وحق الأمة أمام خليفة المسلمين؟ ما هو دور السيدة الزهراء "ع" داخل أسرتها ووسط المجتمع الإسلامي الرعيل الأول وما هو تراثها ورواياتها وأحاديثها ؟
الحياة موقف لعل السبب الرئيسي في ذلك التهميش يعود لدورها وموقفها السياسي من الحكومات التي جاءت بعد وفاة الرسول الأكرم (ص). فلقد جاء في كتب التاريخ[1] أن السيدة الزهراء هي أول امرأة وقفت أمام أول حاكم للمسلمين بعد وفاة الرسول الأكرم (ص) تطالب بحق الأمة وحق زوجها وبحقها... وأول من رفعت راية الرفض وعدم القبول بحكم ورأي الخليفة في قضيتها. بل أنها لم تستسلم للحكم إذا أخذت تمارس حقها في التعبير عن رأيها ومظلوميتها بالطرق السلمية المتاحة أمام معاشر المسلمين من كبار الصحابة من النصارى والمهاجرين وأمام النساء, وان تحاجج بالبراهين... فلقد جاء في خطبتها الشهيرة والطويلة[2] الكثير من الأمور والقضايا التي تعبر عن مدى الوعي والشعور بالمسؤولية وعدم السكوت عن المطالبة بالحق... أنها تستحق الوقوف عندها والتأمل فيها يمكن الرجوع إليها[3] ولم تقف عند هذا الحد بل أخذت تشدد على مظلوميتها عبر ممارسة أسلوب البكاء على قبر أبيها كتعبير عن المظلومية حيث نقل في الكتب التاريخية أنها كانت تقول عند قبر أبيها: ماذا على من شم تربة احمد أن لا يشم مدى الزمن غواليا صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا وكذلك اتخاذها من احد المنازل في المدينة المنورة مسجدا ومنبرا لمظلوميتها وتبيانا لحقها ولاستقبال النساء المساويات ومكانا للبكاء, (وهو المعروف ببيت الأحزان). وبقت الزهراء مصرة على رأيها وحقها وعلى موقفها المعارض... لغاية آخر لحظة من عمرها والأكثر من ذلك انها طالبت أن لا يحضر من اخذ حقها وأغضبها.. جنازتها أو يعرف مكان قبرها. وفي ذلك تعبير عن حالة الغضب والمظلومية لدى الزهراء (ع). وبسبب ذلك الموقف أصبحت السيدة فاطمة الزهراء "ع" رحما طاهرا لإنجاب من يرفعون كلمة الحق والإباء والإصلاح والثورة في تاريخ الأمة, ومنبعا لا يضمأ للفكر المحمدي الأصيل الذي لا يساوم على الحق والحقيقة والعدالة, ومنبعا للثورة الرسالية المحمدية الخالدة. الزهراء نموذج حي ستبقى الزهراء شعاعا خالدا على مر العصور, وصرخة حق تهز عروش الحاكمين..., وراية حب وسلام وايمان حقيقي ,ونموذجا ايجابيا للمرأة - في العالم وليس فقط المسلمة والعربية- التي تسعى لإثبات وجودها وإنسانيتها, ومشاركتها, والتعبير عن رأيها, والمطالبة بحقوقها وحقوق أمتها... وبالذات المرأة العربية والإسلامية التي تعاني في هذه الفترة من الضياع وفقدان الهوية والهدف.. بعدما همشت وفرغت.. وجعلت دمية.... تبحث عن اللباس والطعام... بعدما نست أو تناست أنها إنسان لها جميع الحقوق... وشريكة في البناء والتطوير. ان من أهم أسباب تأخرنا وتخلفنا(نحن العرب) يعود إلى غياب وتغييب دور الشريك الأقوى في الإنسانية "المرأة" - الأم, الزوجة, الأخت, البنت- القادرة على بناء الواقع والمستقبل للأمم وذلك عبر صناعة الإنسان (من الجنسين) القادر على مواجهة التحديات.
نعم المراة كرجل مسؤلة مسؤلية كاملة في بناء المجتمع من جميع النواحي سواء الاجتماعية او السياسية او حتى الاقتصادية
وقد اثبتت انها اكثر تحمل من الرجل في حمل الاعباء والصبر عليها على مسيرة التاريخ القديم والحديث
ومولاتي السيدة فاطمة الزهراء خير دليل فهي القدوه والنهج التي تسير علية نساء المسلمين ولكن للاسف الشديد النساء في هذاالزمن ابتعدنا عن هذه المسؤلية وتهمشوا لعدة اسباب ومنها عدم وجود الجانب الذكوري الجريئ والشجاع لمساندة تلك المراة
فسيدتي الزهراء تربت في كنف ابيها واستلهمت شجاعتها من ابيها مع وقوف زوجها الصنديد علي ابن ابي طالب علية السلام شجعها للوقوف في وجة السلاطين وبعد استشهادها من قبل اربع عشرة قرن تقريبا لم اسمع من اتنهج طريقها الا السيدة الشهيدة المظلومة بنت الهدى واخيها السيد محمد باقر الصدر قدس الله ثراهم