حواربين الرباب وعبد الله الرضيع
الرباب
ياعبد الله:
يا أصغر نبضة وأكبر فكرة وأكبر فكرة حملت معنى النقاء..
صغيري لم يكن ذنبك إلا العطش..
لتكون ذبيحاً بين يدي أبيك ..
صغيري لما لم يدعوك تشرب .. تكبر ..
تلعب تتلو تصلي ..
لما أفجعوا قلب أبيك فيك ...لما أماتوا البسمة من على شفتيك....
لما إنتهكوا البراءة فيك..
أيا طفلي الرضيع أتراني أهز مهدك ...وأناغي الطيف ...
أي ولدي أين أنت ؟؟
أبحث عنك في كل مكان
لأستمد من وجودك وجودي ..
فأنت من علمتني معنى الحياة ...
أنت من زرعت البهجة والسرور على وجهي ...
أنت من نورت أيامي
أنت أمل المستقبل ...
وذكريات الماضي..
أنت من فجعتني برحيلك ..
أنت من أضلمت سنيني الآنية ...
أنت الجرح النازف ...
فمن جرح عبد الله إلى جراحات أطفال العالم ...
نستصرخ ونستغيث...
إلى متى هذا الصمت؟؟
الرضيع:
أنا ياأماه ثمرة فؤادك ..
أنا زهرة أيامك ..
أنا أملك المنتظر وحلمك الواعد..
أنا شمعتك في دنيا الظلام ..
أنا قرة عين الحسين..
أنا حفيد الزهراء..
أنا سندك في أيامك......ولكن
أصبحتُ.....
أنا الألم والحزن على وجهك...
أنا الدمعة في عينيك ...
أنا ذكريات الماضي وجراحات المستقبل...
أنا الطفولة المنتهكة ...
أنا أول طفل يقتل على كفي أبيه...
أنا أول جرح في كربلاء ...
أنا الدماء التي سالت على كف الطهر لكن
لا لتسقط على الأرض بل لتصعد إلى السماء ..
لتصبغ الأفق باللون الأحمر ...
لترسم لوحة مكتوب عليها ...
بأي ذنب قتلت ؟؟
منقوول من الإيميل