العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 871
بمعدل : 0.26 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي دروس من علاقة فاطمة الزهراء بأبيها رسول الله
قديم بتاريخ : 18-11-2024 الساعة : 08:30 AM




. دروس من علاقة فاطمة الزهراء بأبيها رسول الله





علينا التأمل فيما تنقله سيرة السيدة فاطمة الزهراء من مشاهد ذوبانها في حب أبيها، واهتمامها ببره وخدمته. فمنذ نعومة أظفارها، وصغر سنّها، كانت تدافع عن أبيها، وتردّ عنه أذى المشركين.
جاء في صحيح البخاري عن المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ أنَّ رَسولَ الله قال: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَنْ أغْضَبَها أغْضَبَنِي»[1] .
تحكي لنا سيرة السيدة الزهراء عليها السلام أروع وأنبل علاقة بين أبٍ وابنته، وبين فتاة وأبيها.
وحين نستحضر مشاهد من هذه السيرة، فليس ذلك بهدف المدح والتمجيد فقط، إنّما من أجل أخذ الدروس والعبر، والتأسّي والاقتداء.
الفتيات معاناة معاصرة

إنّ المجتمعات البشرية، وهي في عصر الحداثة والتقدم، وانتشار عناوين حقوق الإنسان، والمساواة، وتمكين المرأة، لا زالت تعاني في مساحة واسعة من رقعتها، من أجواء إهمال وجفاف عاطفي تعيشه نسبة كبيرة من الفتيات في العالم، ضمن حياتهنّ العائلية والاجتماعية.
حسب دراسة حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية فأنّ 57% من الفتيات المراهقات يشعرن بالحزن أو اليأس، بشكل مستمر، في عام 2021م وهو ضعف المعدّل بين الأولاد [2]. وتشير إلى أنّ ما يقرب من ربع الفتيات المراهقات، أي واحدة من كلّ أربع مراهقات، يتعرّضن للعنف الجسدي أو الجنسي [3]. ومن بين المراهقات اللاتي لديهن إمكانية الوصول إلى الإنترنت، تعرّضت 58 في المئة منهنّ للتحرش أو سوء المعاملة عبر الإنترنت [4].
لذلك اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011م، تخصيص يوم دولي لتسليط الأضواء على معاناة الفتيات في المجتمعات المعاصرة، والدعوة لمعالجة التحديات التي يواجهنها. كذلك تقرّر اعتبار يوم 11 أكتوبر من كلّ عام باعتباره اليوم العالمي للطفلة أو للفتيات.
وإذا كنّا لا نتفق مع المؤسسات الدولية في بعض الاتجاهات للتعامل مع قضايا المرأة، إلّا أننا نجد في تراثنا الديني اهتمامًا كبيرًا برعاية الفتاة، واحترام حقوقها الإنسانية، ورفض أيّ تمييز نوعي تجاهها، وفتح الآفاق أمامها، للتقدم والمشاركة في التنمية الاجتماعية، إلى جانب أشقائها الذكور.
إعلاء مكانة المرأة

لقد جاء الإسلام في مجتمع جاهلي متخلف، تسوده حالة الجفاف العاطفي، ولعلّ نسبة منه بسبب البيئة الصحراوية التي كان يعيش فيها، وكانت المرأة الأكثر معاناة من هذا الجفاف.
ثم أنّ الحالة القبلية في ذلك المجتمع، وما تفرز من حروب ونزاعات على المغانم والإمكانات الاقتصادية، كانت تعزّز مكانة الرجل، لدوره في القتال والدفاع عن القبيلة.
كذلك كان ينظر للمرأة كعبء ونقطة ضعف في حالة الحرب والقتال، وذلك ما أحاطها بنظرة دونية، بحيث كانت ولادة البنت سبب تشاؤم وانزعاج في وسط العائلة.
كما تحدّث القرآن الكريم، يقول تعالى: ﴿وَإِذَا بشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مسْوَدًّا وَهوَ كَظِيمٌ ‎﴿٥٨﴾‏ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سوءِ مَا بشِّرَ بِهِ ۚ أَيمْسِكُهُ عَلَىٰ هونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾. [سورة النحل، الآيتان: 58-59].
وفي هذا المجتمع، وهذه البيئة، أعلى الإسلام مكانة المرأة، وكافح النظرة الدونية الجاهلية تجاهها.
كذلك دعا إلى الاهتمام بالبنات، وإحاطة الفتيات بالرعاية والمحبة والاحترام.
العدل في التعامل مع الأولاد والبنات

لقد ورد عن الإمام موسى الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) أنَّ رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ: «مِنْ يمْنِ اَلمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ بِكْرُهَا جَارِيَةً»[5].
وَبشِّرَ النَّبِيُّ بِابْنَةٍ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، فَرَأَى الْكَرَاهَةَ فِيهِمْ، فَقَالَ: «مَا لَكُمْ؟ رَيْحَانَةٌ أَشَمُّهَا، وَرِزْقُهَا عَلَى اللَّهِ»[6].
كذلك ورد عنه: «مَنْ دَخَلَ اَلسّوقَ فَاشْتَرَى تحْفَةً فَحَمَلَهَا إِلَى عِيَالِهِ، كَانَ كَحَامِلِ صَدَقَةٍ إِلَى قَوْمٍ مَحَاوِيجَ، وَلْيَبْدَأْ بِالْإِنَاثِ قَبْلَ اَلذُّكُورِ»[7].
وأيضًا عَنِ الْحَسَنِ البصري، قَالَ: (بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ يحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، إِذْ جَاءَ صَبِيٌّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَأَقْعَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، قَالَ: فَلَبِثَ قَلِيلًا فَجَاءَتِ ابْنَةٌ لَهُ، حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَمَسَحَ رَأْسَهَا وَأَقْعَدَهَا فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ رَسُولُ الله : «فَهَلَّا عَلَى فَخِذِكَ الْأُخْرَى؟» فَحَمَلَهَا عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى فَقَالَ : «الْآنَ عَدَلْتَ»)[8].
هنا لاحظوا إنّ رسول الله يعدّ التمييز في إغداق مشاعر الحب والحنان بين الولد والبنت الصغيرين، باحتضان الأب لولده على فخذه، وإجلاس ابنته على الأرض، نوعًا من الظلم، فينهى عنه، وحين استجاب الأب لتوجيه رسول الله، قال له : «الْآنَ عَدَلْتَ».
مع ابنته فاطمة الزهراء

وفي تعامل رسول الله مع ابنته فاطمة الزهراء وحديثه عنها أمام الآخرين، أفضل وأهمّ الرسائل التربوية للأمة على هذا الصعيد.
فإنّ أحاديثه عن فضل ومكانة السيدة الزهراء هو بهدف تقديمها نموذجًا للفتاة والمرأة التي ترتقي أعلى مدارج الكمال والكفاءة والفضل. حيث لا تقعد بها الأنوثة عن ذلك.
كذلك جاء في صحيح البخاري وسائر المصادر الحديثية عن رسول الله أنه قال: «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَنْ أغْضَبَها أغْضَبَنِي»[9] .
كما جاء عنه بإسناد صحيح، وصيغ مختلفة، أنه قال: «يا فاطمةُ! أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ اَلْمُؤْمِنِينَ، أوَ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ»[10] .
ثم أنّ إبداء رسول الله الاحترام الكبير، والاهتمام الشديد، بشخصية ابنته فاطمة، بالإضافة إلى ما يعني من تبيين مكانتها وفضلها، فإنه توجيه للوالدين باحترام بناتهم ورعايتهنّ، والإشادة بنقاط قوتهنّ.
فقد ورد عن عائشة أنّها قالت: (ما رأيتُ أحدًا كانَ أشبَه سمتًا وَهديًا ودلًّا برسولِ اللَّهِ من فاطمةَ، كانت إذا دخلت عليهِ قامَ إليها فأخذَ بيدِها وقبَّلَها وأجلسَها في مجلسِه)[11] .
وعن ثوبان، مولى رسول الله قال: (كان رسول الله إذا سافر آخر عهده بإنسان فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدّم فاطمة)[12] .
إغداق الحب والحنان على الفتاة

إنّ إبداء الرعاية والمحبة والاحترام للفتاة بنتًا أو زوجة، له وظيفة تربوية نفسية عظيمة، فقد شاء الله تعالى أن تكون مشاعر المرأة وأحاسيسها أرهف وأرقّ من الرجل؛ لأنّ دور الأمومة الموكول إليها، يحتاج إلى مخزون عاطفي عميق، فإذا عاشت الفتاة جفافًا عاطفيًّا من قبل والديها أو زوجها، كانت له آثار سلبية على نفسها وشخصيتها، فقد يُحدث لها كبتًا وجروحًا غائرة في مشاعرها، وقد يدفعها للبحث عن الإشباع العاطفي خارج إطار العائلة.
وفي عصرنا الحاضر، ومع اتساع حالة التداخل بين الجنسين في الحياة العامة، وانفتاح آفاق التواصل الاجتماعي، عبر الشبكات والوسائل الإلكترونية، تشتدّ أهمية الإشباع العاطفي للفتيات ضمن المحيط العائلي، لوقايتهنّ من المخاطر المختلفة.
مع أبيها رسول الله

من جانب آخر، فإنّ علينا التأمل فيما تنقله سيرة السيدة الزهراء من مشاهد ذوبانها في حب أبيها، واهتمامها ببره وخدمته.
فمنذ نعومة أظفارها، وصغر سنّها، كانت تدافع عن أبيها، وتردّ عنه أذى المشركين.
فقد روى عبدالله بن مسعود أنه (بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَا جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ)[13].
كذلك في واقعة أحد، حينما حصلت النكسة بالمسلمين، وأصيب رسول الله بجروح، بادرت فاطمة للخروج إلى أرض المعركة، واهتمت بعلاج جراحات أبيها، فعن سَهلَ بنَ سعدٍ قال: (رَأَيتُ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ يومَ أُحُدٍ، أحرَقَتْ قِطعةً مِن حَصيرٍ، ثُمَّ أخَذَتْ تَجعَلُه على جُرحِ رسولِ اللهِ الذي بوَجهِه، قال: وأُتيَ بتُرْسٍ فيه ماءٌ فغَسَلَتْ عنه الدَّمَ)[14] .
وإلى الساعة الأخيرة من حياة أبيها، كانت بقربه، تعيش حزن قرب فراقه، وتتطلّع إلى سرعة اللحاق به.
فقد روي (أنَّ رَسُولَ اللهِ دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ لِفَاطِمَةَ: ما هذا الذي سَارَّكِ به رَسُولُ اللهِ فَبَكَيْتِ، ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكْتِ؟ قالَتْ: «سَارَّنِي فأخْبَرَنِي بمَوْتِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فأخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَن يَتْبَعُهُ مِن أَهْلِهِ فَضَحِكْتُ»)[15].
وعلى هذا المشهد يعلّق أحد الأعلام قائلًا: (تصوّروا شابة في مقتبل العمر وريعان الشباب زوجة وأُمًّا، والحياة تقبل عليها وتفتح لها أبوابها على أجنحة الأمل، عندما يحدّثها أبوها أنّها أوّل بيته لحوقًا به تبتسم وتكفكف دموعها!!
فهل تجدون فتاةً ومهما كان حبّها لأبيها تفرح إذا أخبرها بأنّها ستموت بعده؟ وأنّها أوّل أهل بيته لحوقًا به؟
أهمية بر الوالدين

السيدة الزهراء فرحت بذلك بقدر بكائها عليه، لماذا؟
لأنّها تشعر أنّ الفراق لن يدوم طويلًا، فعمّا قليل ستلاقي أباها في جنّة عدن عند مليك مقتدر، وتعيش معه في الجنان كما عاشت معه في الدّنيا.
فأيّ علاقة أعمق من هذه العلاقة، وأيّ اندماج أقوى من هذا الاندماج؟!)[16] .
كما علينا أن نستوحي من هذه النصوص والمشاهد ما يدفعنا للاهتمام ببر الوالدين، فهو أهم واجب على الإنسان في هذه الحياة بعد عبادة الله تعالى وتوحيده.
يقول تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ‎﴿٢٣﴾‏ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. [سورة الإسراء، الآيتان: 23-24].
الشيخ حسن الصفار/
————————


من مواضيع : صدى المهدي 0 عمارة العتبة العباسية المقدسة
0 النسيان... العوامل المؤثرة والعلاج
0 حول مفهوم الانثروبولوجيا (علم دراسة الإنسان)
0 جواهر علوية.. "الرزق ليس حكرا على أصحاب العقول"
0 سبب تسابق الخراساني والسفياني إلى الكوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:16 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية