|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 36674
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الروحانية الصوفية انعتاق من الجسد و رمق المادة إلى العلو السماوي الروحاني
بتاريخ : 26-08-2010 الساعة : 04:00 PM
الروحانية الصوفية انعتاق من الجسد و رمق المادة إلى العلو السماوي الروحاني
شيوخ الزوايا يغيبون عن حضور الملتقى الدولي للفكر الصوفي
و دور الزوايا في التحرر الوطني بقسنطينة
كان ولازال الحوار الصوفي يعمل عمله الذي تعجز عنه باقي الحوارات ويؤدي دورهالبارز في تقريب وجهات النظر التي ولدت الخلافات و الصراعات وصلت حد التهديد بالاغتيال ، بحيث ما تزال الزوايا و الصوفية في حياة الإنسان الفكرية قضية شائكة و معقدة، انقسم فيها الباحثون بين مؤيد و معارض، أمام الواقع المعاصر الذي تعيشه الأمة و ما تعانيه من أزمات وصراعات وتناحرات وغلو في فهم الدين ، أمام التطور الملحوظ للخطاب الديني، أدت إلى انحراف بعض الطرق الصوفية
شهد الملتقى الدولي للفكر الصوفي و دور الزوايا في التحرر الوطني غيابا كليا لشيوخ الزوايا و الطرقيين و الجمعيات المهتمة بالشأن الصوفي، رغم صغر القاعة التي نظم فيها الملتقى الدولي و كذا النخبة من الباحثين في مسائل الزوايا و المتصوفين سواء من داخل الجزائر أو خارجها ، خاصة و جامعة الأمير عبد القادر لعلوم الإسلامية تضم ثلة من المختصين في المجال ، ومثلما اعتادت عليه مدينة قسنطينة فقد كان من المنتظر أن ينظم الملتقى بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أو بجامعة منتوري أو حتى بقصر الثقافة مالك حداد، كون الولاية تزخر بالعديد من الهياكل الثقافية والفضاءات المشرفة لتنظيم مثل هذه الملتقيات..
الملتقى الذي نظم بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة عرف كذلك حضورا محتشما للجمهور و المتعطشين للفن الصوفي، كذلك الحضور المحتشم لوسائل الإعلام، ما زاد في التساؤل هو غياب السلطات المحلية التي اعتادت أن تفتح مثل هذه التظاهرات الثقافية و الفكرية، كما كان من المنتظر أن يفتتح الملتقى الدولي ممثل وزارة الثقافة أو ممثل عن وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف أو حتى المسؤول الأول عن الولاية عبد المالك بوضياف، و ذلك بسبب التوقيت الغير مناسب لتنظيم هذا الفعاليات التي انطلقت على الساعة الرابعة مساءً أي بسويعات قبل وقت الفطور، لاسيما و هذه المسائل لاقت الكثير من الجدل بين الباحثين حول الفرق بين الفناء و الحلول، و الظاهر و الباطن، وعلاقة الصوفية بالأديان الأخرى و المذاهب الإسلامية ، و كذا تسليط الضوء و استقراء الواقع المعاصر الذي تعيشه الأمة و ما تعانيه من أزمات وصراعات وتناحرات وغلو في فهم الدين و التقرب إلى الله و كسب مودته، أمام التطور الملحوظ للخطاب الديني و حاجة الإنسانية إلى من يجدد لها و يصحح عقيدتها و مفاهيمها الدينية المقدسة، الأمر الذي دفع بالحضور إلى التساؤل عن الأسباب التي أدت بمدير الثقافة جمال فوغالي إلى تقزيم ملتقى دولي مثل هذا، لاسيما و هذا الأخير كان ضمن البرنامج الثقافي لشهر رمضان المعظم الذي خصصت له وزيرة الثقافة خليدة تومي ميزانية معتبرة تقدر بما لا يزيد عن 2.5 مليون دينار لإنجاحه.
وقد عرج الأستاذ محمود العقيل من سوريا باحث في الدراسات القرآنية و الإسلامية في مداخلة له حول الصوفية و الزوايا إلى جملة من القضايا المتعلقة بالزوايا و دورها في التحرر الوطني و قد عالج الدكتور العقيل المسالة من جانب الشمولية في أبعادها الفكرية الثقافية و المنهجية، موضحا أن الفكر الصوفي بين المنهج و المسلك ى يخرج مطلقا عن كتاب اله و سنة نبيعه صلى الله عليه و سلم، لكنه جمع تركيبة الجسد بين المادة و الروح، و لاقى الجانب الروحي إهمالا كبيرا و من هنا بدأ الصراع حسبه في جانب التسامي بينها و بين المادة الإنسانية التي تجنح إلى التراب، واعتبر المتدخل الزوايا و الصوفية في حياة الإنسان الفكرية قضية شائكة و معقدة، انقسم فيها الباحثون بين مؤيد و معارض ، ليعرج بعد ذلك إلى تاريخ ظهور الصوفية، و المراحل التي مرت بها و مواقفها مع الاحتلال الإسباني و الفرنسي و نشأتها حسبه تعود إلى القرن الثالث الهجري بعد انهيار دولة الموحدين..
و كان الاهتمام بالدور التربوي للطرق الصوفية حظي بأهمية كبيرة في هذا الملتقى، من خلال ما جاء في مداخلة الأستاذ سعيد جاب الخير صحفي و مختص في الشريعة الإسلامية بعنوان : "الزوايا الدينية و دورها في المحافظة على المرجعية الدينية و الوطنية" ، تطرق فيها المتدخل بإسهاب إلى الدور الذي قامت بها الزوايا في المحافظ على المرجعية الدينية في الجزائر، مؤكدا في قوله أن الفضل الأول و الأخير إلى انتشار السنة في الجزائر يعود إلى الزوايا و الطرق الصوفية و لا يمكن أن ينكر ذلك إلا جاحد أو جاهل، و في حديثه عن المرابطية يكشف الأستاذ سعيد جاب الخير أن آل البيت هم من أسسوا الحالة المرابطية أو الصوفية التي تطورت و انتشرت عبر الزوايا، و على حد قوله هو فإن أقدم ضريح هو ضريح سيدي سليمان ابن عبد الله الكامل في تلمسان و هو ولي صالح له صلة قريبة من سيدنا علي ابن أبي طالب، كما يثني المحاضر على دور الزوايا في تخريج العلماء و الأئمة، و رغم تحفظه لقضية التصوف أو كما سماها هو بـ: " علوم الحقيقة و تلين الذكر" و كذا تحفظه عن انحراف بعض الطرق الصوفية و منها اللعب العيساوي وعلاقته بالجن، و الصراع الخفي بين العلامة ابن باديس و الطرقيين و الذي بلغ حد محاولة اغتياله من قبل الطرق العلوية، غير أن هذا الأستاذ جاب الخير بدا مدافعا بحماس على الطريقة العلوية التي ذاع صيتها في كل أرباع العالم على أساس أن الطرق الصوفية لها أساليبها و أسانيدها الروحانية التي تتصل بالنبي الكريم..
|
التعديل الأخير تم بواسطة نجلاء الهدى ; 26-08-2010 الساعة 04:03 PM.
|
|
|
|
|