[كربلائية حسينية]

بسمه تعالى


الاستيعاب في مهرفة الأصحاب - ابن عبد البر - الجزء 1 - الصفحة 275
(( وروى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء عن ابن أبي عتيق قال قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فارونيه فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر، فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلاً قد غلب عليك، وظننت أنك لا تخالفينه يعني ابن الزبير. قالت: أما إنك لو نهيتني ما خرجت.)) انتهى
__________________


تاريخ الإسلام الذهبي » الطبقة السادسة » تراجم أَهْل هَذِهِ الطبقة » حرف العين
عائشة أم المؤْمِنِينَ , بِنْت أَبِي بكر الصِدِيق
(( قَالَ ابْنُ عُلَّيَّةَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ الْمَازِنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ فَأَرْوَنِيهِ ، فَلَمَّا مَرَّ قِيلَ لَهَا : هَذَا ابْنُ عُمَرَ ، قَالَتْ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيرِي ؟ قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلًا قَدْ غَلَبَ عَلَيْكَ وَظَنَنْتُ أَنَّكِ لَا تُخَالِفَينِهِ ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ ، قَالَتْ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ " ، نَعْنِي مَسِيرَهَا فِي فِتْنَةِ يَوْمِ الْجَمَلِ )) انتهى
______________________



و أقول :


-- النقطة الأولى --


حاولت عائشة أن تظهر نفسها بأنها تستمع للقول فتتبع أحسنه فقالت : (( أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ ))
فأخفقت في نيل مبتغاها حيث أننا نرد عليها و نقول : لا عذر لكِ يا عائشة حذرك من هو أعظم من ابن عمر ...


1 - حذركِ الله تعالى و أمركِ بالقر في بيتك و عدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى : { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } ..


2 - حذرك رسول الله من الخروج :


السلسلة الصحيحة - الشيخ الألباني - رقم: 474
الحديث: “ أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب “ .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 767 :أخرجه أحمد ( 6 / 52 ) عن يحيى و هو ابن سعيد , و ( 6 / 97 ) عن شعبة , و أبو إسحاق الحربي في “ غريب الحديث “
( 5 / 78 / 1 ) عن عبدة , و ابن حبان في “ صحيحه “ ( 1831 موارد ) عن وكيع و علي بن مسهر و ابن عدي في “ الكامل “ ( ق 223 / 2 ) عن ابن فضيل , و الحاكم ( 3 / 120 ) عن يعلى بن عبيد , كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن “ عائشة “ لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب , فقالت : “ ما أظنني إلا راجعة ,
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : ( فذكره ) .فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عز و جل أن يصلح بك بين الناس “ . هذا لفظ شعبة . و مثله لفظ يعلى بن عبيد .
و لفظ يحيى قال : “ لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب , قالت : أي ماء هذا ? قالوا : ماء الحوأب , قالت : ما أظنني إلا أني راجعة ,
فقال بعض من كان معها , بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم , قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح ... “ .
قلت : و إسناده صحيح جدا , رجاله ثقات أثبات من رجال الستة : الشيخين و الأربعة رواه السبعة من الثقات .) انتهى المراد
_______________


3 - حذركِ مسروق من الخروج :



المستدرك - الحاكم - بتعليق الذهبي في التلخيص - الجزء 4 الصفحة 14
6744 - أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى و محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قالا : ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال : قالت لي عائشة رضي الله عنها : إني رأيتني على تل و حولي بقر تنحر فقلت لها : لئن صدقت رؤياك لتكونن حولك ملحمة قالت : أعوذ بالله من شرك بئس ما قلت فقلت لها : فلعله إن كان أمرا سيسوءك فقالت : و الله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك فلما كان بعد ذكر عندها أن عليا رضي الله عنه قتل ذا الثدية فقالت لي : إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناسا ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد فلما قدمت وجدت الناس أشياعا فكتبت لها من كل شيع عشرة ممن شهد ذلك قال ؟ : فأتيتها بشهادتهم فقالت : لعن الله عمرو بن العاص فإنه زعم لي أنه قتله بمصر
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم
_________________



4 - أنتِ نفسك يا عائشة اعترفتِ أن عمار لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما و من المعلوم أنه كان مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عله السلام فلماذا لم تتبعيه طالما هو على الحق فيما اختار و كان اختياره الأرشد ..؟



مسند أحمد بن حنبل بتعليق شعيب الأرنؤوط الجزء 6 الصفحة 113
24864 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد قال ثنا عبد الله بن حبيب عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار قال : جاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة فقالت أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا واما عمار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يخير بين أمرين الا اختار أرشدهما
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم



_____________________________


5 - كما أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي و سلامه عليه استرجعكِ أكثر من مرة لكي تعودي عن غيكِ و بغيكِ و تتقي الفتنة لكنكِ يا عائشة تجاسرتِ و بحقد أعمى تجبرتِ ..
فعن أي نصيحة بالنهي عن الخروج تتحدثين يا أم الجمل ..؟؟


6 - أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها رفضت غيكِ و بغيكِ يا عائشة و موقفها واضح من الفتنة التي أحدثتيها فلماذا لم يمنعكِ ذلك من الخروج ..؟؟


المستدرك - الحاكم - بتعليق الذهبي في التلخيص - الجزء 3 الصفحة 129 الشاملة


4611 - حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي من أصل كتابه ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ثنا عبد الله بن صالح الأزدي حدثني محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن سعيد بن مسلم الملكي عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : سر في حفظ الله و في كنفه فو الله إنك لعلى الحق و الحق معك و لولا أني أكره أن أعصى الله و رسوله فإنه أمرنا صلى الله عليه و سلم أن نقر في بيوتنا لسرت معك و لكن و الله لأرسلن معك من هو أفضل عندي و أعز علي من نفسي ابني عمر
هذه الأحاديث الثلاثة كلها صحيحة على شرط الشيخين و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم



________________________


-- النقطة الثانية --


قال ابن عمر : (( رأيت رجلاً قد غلب عليك، وظننت أنك لا تخالفينه يعني ابن الزبير. ))


يصورون عائشة على أن الزبير و طلحة قد استخدموا التنويم المغناطيسي لعائشة بحيث أصبحت منقادة لهم بلا ارادة و لا رأي .. ( مع أن الشواهد تقول عكس ذلك تماماً ) ..
فلماذا عائشة تركت الزبير و طلحة يغلبان عليها الأمر و لم تخالفهما و هما قد يختاران الأضل ..
بينما تركت من اعترفت هي بلسانها أنه لا يختار إلا الأرشد ..؟؟
فهل لأنهم من نفس الطينة ( هي و الزبير و طلحة ) لهذا مالت لهم و تركت رأي عمار الأرشد أم ماذا ..؟!
عائشة عند القوم هي فقيهة الأمة و هي من يأخذون دينهم منها و هي من نزل القرآن في بيتها كما هو مسلم عندهم و هي التي من المفروض أن تكون رمزاً لطاعة الله و رسوله .. فلا تحتاج لمشورة و توجيه من أحد طالما أن الأمر واضح لها وضوح الشمس في عين النهار ..
أين اجتهاد الفقيهة العالمة الذي فاقت به كل النساء كما يدعون و هل هناك اجتهاد مقابل النص الصريح الواضح بالنهي عن الخروج ..؟؟!!
فلماذا هذا العرض الهزيل الذي قدمته عائشة لجمهور ( الصحافة ) و مدوني التاريخ ..؟
هل كانت تحاول تلميع صورتها التي ما أن برزت للتاريخ حتى أبرزت بكل وضوح سماتها المجبولة
عليها ببغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات رب و سلامه عليه و هو من حبه إيمان و بغضه نفاق و كفر ..؟؟
لقد فشلت عائشة في هذه المحاولة اليائسة لاظهار نفسها بأنها مطيعة و تتبع أحسن القول ..
فلم يكن الأمر بحاجة لهذا الاستعراض الدراماتيكي الذي قامت به أمام الناس ..
لأن أمرها مفضوح و بانت عوراته ..!
فأبعد خراب روما يا عائشة جئتينا تتحسرين و تلومين هذا و ذلك ..؟؟
لو كان مَلَكْ من السماء نزل يومها و قال لكِ لا تخرجي لكنتِ ضربتِ كلامه عرض الحائط و خرجتِ
فلا داعي لمثل هذه المسرحيات الهزيلة ..!
~~~~
و لعل لكلامها هذا معنى آخر مغاير لما تقدم .. ربما كانت تتألم و تتلوى من ألم و وجع الهزيمة النكراء التي تلقتها في حرب الجمل و انتصار علي الحق عليها و على بغيها فلهذا كانت تتلوى كالأفعى من الألم و تتمنى أنها لم تخرج في الجمل و تهزم هذه الهزيمة من الذي تبغضه بغضاً شديداً و تعتبره عدواً لها .. !!
كل شيء جائز عند أم الجمل ..!
كربلائية حسينية