[محمد علي 92]

[ الإحتفال بمولد النبي (ص) من القرآن الكريم + أبيات شِعر ]

عيد المولد النيوي هو عيد الأعياد ، ولولاه لما كان هو هناك أي عيد آخر للمسلمين بل هو عيد الأعياد . فهو إحتفال وفرحة ،

...............................

إن مولد الأنبياء الكرام هو بشری وفرحة وعيد ، قال الله تعالی عن مولد إسماعيل عليه السلام :
۞ۢ فَبَشَّرۡنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِیم ۞
[سُورَةُ الصَّافَّات/101]

...............................

ـ وعن مولد يحيی عليه السلام قال تعالی :
۞ فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَائكَةُ وَهُوَ قَائمࣱ یُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَى....۞
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَان/39]

...............................

ـ وعن مولد عيسی عليه السلام قال سبحانه أيضاً :
۞ إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَائكَةُ یَا مَرۡیَمُ إِنَّ ٱللهَ یُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةࣲ مِنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَم .....۞
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَان/45]

...............................

ـ وعن مولد إسحاق ويعقوب عليهما السلام قال تعالی :
۞ وَٱمۡرَأَتُهُ قَائمَةࣱ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَاهَا بِإِسۡحَـاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسۡحَـاقَ یَعۡقُوب ۞
[سُورَةُ هُود/71]

...............................

ـ فهل مولد سيد المرسلين ليس بُشری وليس عِيد ؟
إذا نظرنا لقوله تعالی متحدثاً عن رسوله الكريم : ۞ وَمَا أَرۡسَلۡنَاكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِلۡعَالَمِین ۞
[سُورَةُ الأَنبِيَاء/107]

ـ ثم نظرنا إلی قوله تعالی الذي يطلب فيه للمؤمنين الفرح بذلك :
۞ قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللهِ وَبِرَحۡمَتِهِ فَبِذَ ٰ⁠لِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا.....۞
[سُورَةُ يُونُس/58] فيجب أن نفرح تنفيذاً لأمر الله تعالی لأن الرسول الكريم صلی الله عليه وآله هو رحمة مهداة ،

ـ والله أمرنا أن نفرح بالرحمة وسنفرح بالرحمة وسنحتفل مثلما أمرنا الله تعالی .

ـ والذين يعترضون علی الاحتفال بالمولد النبوي هم ذاتهم يحتفلون بأعياد ميلاد أبنائهم واعياد أخری ولكن مولد الرسول الاكرم يدعوهم لعدم الاهتمام للأسف الشديد .
وكما قيل :
وأين الحصا من نجوم السما ؟
وأين معاوية من علي ؟

...............................

ـ و إذا كانت مائدة السماء ( العشاء الأخير عند المسيحيين ) للحواريين مع عيسی عليه السلام هي عيد عندهم فما بالكم بمولد سيد المرسلين لا يكون عيداً عندنا ؟!
قال تعالی :

۞ قَالَ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلۡ عَلَیۡنَا مَائدَةࣰ مِنَ ٱلسَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِیداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا .....۞
[سُورَةُ المَائـِدَة/114]

ـ فالمائدة كانت عيداً للأوّلين والآخرين للمسيحيين ، فهل مولد الرسول الكريم صلی الله عليه وآله لا يكون عيداً للأولين والآخرين ، وأقلّ شأناً وأهمية من مائدة الحواريين ؟!

...............................

ـ إذا كان بَعدَ شهر الصيام يكون عيد الفطر وبعد مناسك الحج هو عيد الأضحی ، فمِن الأولی أن يكون مولِده الشريف هو عيد المولد وإحتفال وفرحة .

...............................

ـ بقي القول أن نحتفل بكل الفرح والسرور بعيد المولد النبوي الشريف .

ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حين قال :

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ*وَالـمَـلَأُ*الـمَلائِكُ*حَولَهُ (1)

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ*بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ*يَزهو*وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُـنـتَـهى*وَالسِدرَةُ*العَصماءُ (2)

وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ*الرُبا

بِالـتُرجُمانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ.....(3)

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَتَـضَـوَّعَـت*مِـسكاً بِكَ*الغَبراءُ (4)

وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي*قَسَماتُهُ

حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ (5)

وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ

وَمِـنَ*الـخَـلـيلِ*وَهَديِهِ سيماءُ (6)

أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ

وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ*العَذراءُ (7)

يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ

وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ

الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ

فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت

وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ....

فـي الـمَهدِ*يُستَسقى*الحَيَا*بِرَجائِهِ

وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ...(8)

فإذا سخَـوْتَ بَـلَـغْـتَ بالجود المدی

وفعلتَ ما لا تَفعَلُ الأنواءُ (9)

وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ

هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ

فـي الـحَـقِّ لا*ضِغنٌ*وَلا بَغضاءُ...(10)

وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ

فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ....

صلّی عليكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُّجی

حادٍ ، وحنَّت بالفلا وَجْناءُ (11)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ شرح الكلمات ]

(1) ـ الـروحُ*: لقب لجبريل الأمين عليه السلام .
ـ الـمَـلَأُ* : الأشراف .

(2) ـ ـ يزهو : يفتخِر / يُشرق .
ـ الحَظيرَةُ : حَظيرَةُ القدس : الجنة .
ـ تزدَهي : المقصود ازدهى*الشَّخصَ: حمله على العُجْب ازدهاه مَنصبُه الذي وصل إليه .( العُجب : الزَّهو والكِبَر )
( الزهو : الكِبْرُ ، الفَخْرُ ، التِّيهُ )
( الكِـبَر : العظمة والتجبّر )
( التِّيه : الضلال )

ـ المنتهی : المقصود سدرة المنتهی . قال ابن منظور : يُـنْـتَهی ويُـبْـلَغ بالوصول إليها ولا تُـتَجاوَزُ . وذَكَر بعض الشراح أنه يقال إنها شجرة علی يمين العرش .

(3) ـ الـتُرجُمان : المفسّر .
ـ شذِيّة : ذات شذی ، أي ذات رائحة طيِّبة .
ـ الحديقة الغـنّاء : أي ذات الشجر الملتف والأزهار والرياحين والأطيار .

(4) ـ تَـضَـوَّعَـت : تَضَوَّعَ المِسْكُ :*فَاحَتْ رَائِحَتُهُ ، اِنْتَشَرَتْ .
ـ الغَبراءُ : الأرض .
(5) ـ مُـحَـيّـاكَ : وجْـهُكَ .
ـ غُـرَّتُـهُ : طلْـعَـتُـهُ .


(6) ـ رَونَقُ الشيء : حُـسْـنُـهُ وإشراقُه .
ـ سيماءُ : علامة .
(7) ـ وَتَـهَـلَّـلَـتْ : تلألأتْ وأشرَقَتْ .
(8) ـ الحَيَا : المطر .

(9) ـ الجود : الكرم .
ـ المدی : الغاية والمنتهی .
ـ الأنواء : المفرد النَّـوْء وهو المطر .

(10) ـ ضِغنٌ : حِقد .

(11) ـ الدجی : دُجَى*اللَّيْلِ : سَوَادُهُ ، ظُلْمَتُهُ .
ـ حادٍ : الذي يرفع صوته بالحُداء للإبل كي تُسرِع في مَشْـيِها . ( الحُـداء : الغِنَاء للإبل )

ـ الفلا : الصحراء الواسعة الخالية من الماء والعشب والناس .
ـ وَجْناء : ناقة شديدة .

.........................................

منقول بتصرف

[ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]

وآخِرُ دَعوَانَا

۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞