|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 23785
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 58
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
أفلام هوليود والكليني
بتاريخ : 21-10-2008 الساعة : 07:52 AM
وروى الكليني، وابن بابويه، والشيخ الطوسي، والسيد المرتضى وغيرهم من المحدّثين، بأسانيد معتبرة عن حكيمة انّها قالت: كانت لي جارية يقال لها نرجس، فزارني ابن أخي (الإمام العسكري) عليه السلام وأقبل يحدّ النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلّك هويتها فأرسلها اليك؟ فقال: لا يا عمّة لكنّي أتعجّب منها.
فقلت: وما أعجبك؟ فقال عليه السلام: سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي.
قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (الهادي عليه السلام) فسلّمت وجلست، فبدأني عليه السلام وقال: يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمّد، قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك، فقال: يا مباركة انّ الله تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر، ويجعل لك في الخير نصيباً.وافق شن طبقة.
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي، وزيّنتها ووهبتها لأبي محمّد عليه السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً ثم مضى إلى والده، ووجّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن عليه السلام وجلس أبو محمّد عليه السلام مكان والده، وكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفّك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي، والله لا أدفع اليك خفّي لتخلعيه ولا لتخدميني، بل أنا أخدمك على بصري. من تواضع لله رفعه.
فسمع أبو محمّد عليه السلام ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خيراً، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنصرف، فقال عليه السلام: يا عمّتها بيّتي الليلة عندنا، فانّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل، الذي يحيى الله عز وجل به الأرض بعد موتها.
فقلت: ممّن يا سيدي، ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلّبتها ظهراً لبطن، فلم أر بها أثراً من حبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسّم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل، لانّ مثلها مثل أمّ موسى لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها؛ لانّ فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى عليه السلام.(17)
وفي رواية أخرى انّه قال: انّا معاشر الأوصياء لسنا نحمل في البطون وانّما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الأرحام وانّما نخرج من الفخذ الأيمن من امّهاتنا، لأنّنا نور الله الذي لا تناله الدانسات.(18)
قالت حكيمة: فذهبت إلى نرجس وأخبرتها، فقالت: لم أر شيئاً ولا أثراً، فبقيت الليل هناك، وأفطرت عندهم ونمت قرب نرجس، وكنت أفحصها كلّ ساعة وهي نائمة فازدادت حيرتي، وأكثرت في هذه الليلة من القيام والصلاة، فلمّا كنت في الوتر من صلاة الليل قامت نرجس فتوضّأت وصلّت صلاة الليل.
ونظرت فإذا الفجر الأوّل قد طلع فتداخل قلبي الشك، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام فقال: لا تعجلي يا عمّة فانّ الأمر قد قرب، فرأيت اضطراباً في نرجس، فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها، فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: اقرئي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي.
فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلّم عليّ، قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: لا تعجبي من أمر الله عز وجل، انّ الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجة في أرضه كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتى غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب.
فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة فقال لي: ارجعي يا عمة فانّك ستجديها في مكانها، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا أنا بالصبي عليه السلام ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه (نحو السماء)وهو يقول:
(أشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وانّ جدّي رسول الله، وانّ أبي أمير المؤمنين) ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه، فقال: (اللهم أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً).(19)
وفي رواية عن أبي علي الخيزراني، عن جارية له عند الإمام الحسن عليه السلام انّها قالت: لمّا ولد (السيد) رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ افق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثم تطير...(20)
فناداني أبو محمّد عليه السلام وقال: يا عمة هاتي ابني إليّ، فكشفت عن سيدي عليه السلام، فإذا به مختوناً مسروراً طهراً طاهراً، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (... جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).(21)
فأتيت به نحوه، فلمّا مثلت بين يدي أبيه سلّم على أبيه، فتناوله الحسن، وأدخل لسانه في فمه ومسح بيده على ظهره وسمعه ومفاصله، ثم قال له: يا بني انطق بقدرة الله، فاستعاذ وليّ الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ).(22)
وصلّى على رسول الله وعلى أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً حتى انتهى إلى أبيه، وكانت هناك طيور ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً.
فتناوله الطائر وطار به في جوّ السماء وأتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّد يقول: أستودعك الذي استودعته امّ موسى، فبكت نرجس، فقال لها: اسكتي فانّ الرضاع محرّم عليه الاّ من ثديك، وسيعاد اليك كما ردّ موسى إلى امّه، وذلك قوله عز وجل:
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ...).(23)
قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر؟ قال: هذا روح القدس الموكل بالأئمّة عليهم السلام، يوفقهم ويسدّدهم ويربيهم بالعلم.
قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام، ووجّه اليّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بصبيّ متحرك يمشي بين يديه، فقلت: سيدي هذا ابن سنتين! فتبسّم عليه السلام ثم قال: انّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وانّ الصبي منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وانّ الصبي منّا ليتكلّم في بطن امّه، ويقرأ القرآن، ويعبد ربّه عز وجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة، وتنزل عليه كلّ صباح ومساء.
قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي كلّ أربعين يوماً، إلى أن رأيته رجلاً قبل مضيّ أبي محمّد عليه السلام بأيّام قلائل فلم أعرفه، فقلت لأبي محمّد عليه السلام: من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني، فاسمعي له وأطيعي.
قالت حكيمة: فمضى أبو محمّد عليه السلام بأيّام قلائل وافترق الناس، وانّي والله لأراه صباحاً ومساءاً، انّه لينبئني عمّا أسأله، ووالله انّي لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدؤني به.(24)
وفي رواية انّ حكيمة قالت: فلمّا كان بعد ثلاث اشتقت إلى وليّ الله عليه السلام فصرت إليهم، فسألت عنه فأجابني عليه السلام انّه أخذه من هو أحق به منك، فاذا كان اليوم السابع فأتينا، فذهبت في اليوم السابع إليهم، فرأيت مولاي في المهد يزهر منه النور كالقمر ليلة أربعة عشرة.
فقال أبو محمّد عليه السلام: هلمّي ابني، فجئت بسيدي، فجعل لسانه في فمه ثم قال له: تكلّم يا بني، فقال عليه السلام: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وثنّى بالصلاة على محمّد وأمير المؤمنين والأئمّة حتى وقف على أبيه، ثم قرأ:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ...) ثم قال له: اقرأ يا بني ممّا أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانيّة، وكتاب إدريس، وكتاب نوح، وكتاب هود، وكتاب صالح، وصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داوُد، وانجيل عيسى، وفرقان جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قصّ قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده.
ثم قال عليه السلام: لما وهب لي ربيّ مهديّ هذه الأمة أرسل ملكين، فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقفا به بين يدي الله عز وجل، فقال له: مرحباً بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهديّ عبادي، آليت انّي بك آخذ وبك أعطي، وبك أغفر وبك اعذّب، اُردداه أيّها الملكان رداه ردّاه على أبيه ردّاً رفيقاً، وأبلغاه فانّه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن اُحقّ به الحق، وأزهق به الباطل، ويكون الدين لي واصباً.(25)
وذكر في حق اليقين كيفية ولادته عليه السلام بهذا النحو أيضاً، وزاد عليه بعض الروايات، منها رواية محمّد بن عثمان العمري انّه قال: لما ولد السيد عليه السلام قال أبو محمّد عليه السلام: ابعثوا إلى أبي عمرو، فبعث إليه، فصار إليه فقال: اشتر عشرة آلاف رطل خبزاً، وعشرة آلاف رطل لحماً وفرّقه، أحسبه قال: على بني هاشم، وعقّ عنه بكذا وكذا شاة.(26)
وروت نسيم ومارية أمتا الحسن بن عليّ عليه السلام قالتا: لمّا سقط صاحب الزمان من بطن أمّه، سقط جاثياً على ركبتيه رافعاً سبّابته إلى السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله، زعمت الظلمة انّ حجة الله داحضة، ولو اُذن لنا في الكلام لزال الشك.
وروي عن نسيم انّها أيضاً قالت: قال لي صاحب الزمان _ وقد دخلت عليه بعد ميلاده بليلة فعطست _ فقال: يرحمك الله، قالت نسيم: ففرحت بذلك، فقال: ألا ابشّرك بالعطاس؟ فقلت: بلى، فقال: هو أمان من الموت إلى ثلاثة أيّام.(27)
(17) كمال الدين: 426/ ح 2، عنه البحار 51: 11/ ح 24.
(18) البحار 51: 26.
(19) كمال الدين: 426/ ح 2؛ البحار 51: 13.
(20) كمال الدين: 431/ ح 7؛ البحار 51: 5.
(21) الإسراء: 81.
(22) القصص: 5 و6.
(23) القصص: 13.
(24) راجع البحار 51: 14، مع اختلاف وتغيير.
(25) البحار 51: 27، ملخصاً.
(26) راجع البحار 51: 5، ح 9، عن كمال الدين: 431/ ح 6.
(27) حق اليقين: 318؛ ومثله في أعلام الورى: 395؛ وفي البحار 51: 5/ ح 7، عن كمال الدين: 430/ ح 5.
(28) النجم الثاقب، الباب الثاني.
(29) هود: 86.
(30) كمال الدين 1: 331/ ضمن حديث 16/ باب 32.
(31) الكافي 1: 528؛ كمال الدين 1: 310/ ح 1/ باب 28.
(32) البحار 53: 9.
(33) البحار 52: 34، ضمن حديث 28.
(34) الإرشاد: 364، عنه البحار 51: 30/ ح 7.
(35) كمال الدين: 378/ ح 3؛ البحار 51: 30/ 4.
(36) دلائل الإمامة: 452؛ البحار 51: 28/ ح 1.
(37) البحار 51: 72، ضمن حديث 13.
|
|
|
|
|