|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 70403
|
الإنتساب : Jan 2012
|
المشاركات : 3
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
الشيعة لغة واصطلاحا
بتاريخ : 18-01-2012 الساعة : 09:33 PM
أما لغة: فهم أتباع الرجل, وأنصاره الذين اجتمعوا على أمر واحد, ويتبع بعضهم بعضاً في الرأي والهوى والاتجاه, أو في العقيدة, والهدف, والنصرة, والحب، والولاء.
قال ابن منظور: »والشيعة: القوم الذين يجتمعون على الأمر، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة, وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض, فهم شيعٌ«.
وقال الأزهري: »ومعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضاً، وليس كلهم متفقين«.
وقال الزجاج: »والشيعة أتباع الرجل وأنصاره، وجمعها شيع وأشياعٌ جمع الجمع«([1]).
وفي قوله تعالى: ﭽﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ(الصافات: 83) قيل: »أي وإن من شيعة نوح إبراهيم, يعني أنه على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق«([2]) رغم الفاصلة الزمنية بينهما والتي قدَّرَها بعض المفسرين بـ(2600) سنة؛ لأن إبراهيم u شايع نوحاً في الدعوة إلى التوحيد, والاستقامة على خطه بصبر ومثابرة .
وأما اصطلاحاً: فكل من نهج منهج رسول الله 7 وأهل بيته F في الإيمان برسالة الله تعالى, ووعيها وحملها, وتبليغها وتجسيدها بالقول والفعل فهو من شيعته, قال الأزهري: »الشيعة قوم يَهْوَوْنَ هوى عترة النبي 7، ويوالونهم«([3]), كما دلت على ذلك أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة, قال رسول الله 7: »إن شيعتنا من شَيّعنا, واتّبع آثارنا, واقتدى بأعمالنا«([4]).
وقال الإمام الحسن u: »إن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا، ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا، فأولئك شيعتنا، فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا«([5]).
وقال الإمام الصادق u : »ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه، واتبع آثارنا، وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا«([6]).
وقال الإمام الرضا u: »شيعتنا المُسَلِّمون لأمرنا الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا, فمن لم يكن كذلك فليس منّا«([7]).
وسئل الإمام الصادق u عن شيعتهم فقال: »شيعتنا من قدَّم ما أستحسن، وأمسك ما استقبح، وأظهر الجميل، وسارع بالأمر الجليل، رغبة إلى رحمة الجليل فذلك منّا وإلينا، ومعنا حيث كنّا«([8]).
وقد عرف بهذا الاسم الذين ثبتوا على نهج الرسالة الإسلامية في نصرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u في مواجهة الانحراف في المسيرة الإسلامية بعد رحلة الرسول الأعظم 7 كسلمان المحمدي، وأبي ذر الغفاري, والمقداد الكندي، وعمار بن ياسر رضوان الله عليهم, يقول أبو حاتم السجستاني: »إن لفظ الشيعة كان على عهد رسول الله 7 لقب أربعة من الصحابة: سلمان، وأبي ذر, والمقداد، وعمار«([9]).
وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب الزينة، قال: «إن الشيعة لقب قوم كانوا قد ألفوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في حياة رسول الله 7 وعُرفوا به مثل: سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر وغيرهم ... كان يقال لهم شيعة علي وأصحاب علي, وقال فيهم رسول: »اشتاقت الجنة إلى أربعة : علي، وعمار، وسلمان، وبلال«([10]) ثم لزم هذا اللقب كل من قال بتفضيله بعده إلى يومنا هذا»([11]).
أول من وضع اسم التشيع:
جاء اسم التشيع صريحاً على لسان رسول الله 7 كما روى ذلك الشيعة والسنة, وليس كما زعم بعض أعداء أهل البيت F أن هذا الاسم ظهر بعد وفاة النبي 7, بل افترى بعضهم ونسبه زوراً وبهتاناً إلى شخصية وهمية مزعومة لا وجود لها في التاريخ أسموها عبد الله بن سبأ([12]), وإن هذا الشخص اليهودي الذي تلبس بثوب الإسلام هو الذي بذر بذرة التشيع وروجها ونماها، ولكن الحقيقة التي لا يشوبها شك أن رسول الله 7 هو الذي غرس شجرة التشيع, وسقاها بجهده وجهاده ودماء أهل بيته وأصحابه ودليل ذلك: الأحاديث الكثيرة المتواترة التي رواها أئمة الحديث من أهل السنة, ونحن نذكر منها:
1- أن رسول الله 7 قال لعلي u: »أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم، وإن عدوك يردون عليَّ الحوض ظمأ مقمحين«([13]).
2- وقال علي u: »إن خليلي 7 قال: يا علي أنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين, ويقدم عليه عدوك غضاباً مقمحين، ثم جمع عليٌ يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح«([14]).
3- وقال رسول الله 7 لعلي u: »إن أول أربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين, وذرارينا خلف ظهورنا, وأزواجنا خلف ذرارينا, وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا«([15]).
4- وعن الشعبي عن علي u قال: »قال لي رسول الله7: أنت وشيعتك في الجنة«([16]).
5- وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا عند النبي 7 فأقبل علي u فقال النبي 7: »والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة« فنزل قوله تعالى: ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ (البينة:7).([17])
6- وعن ابن عباس t قال: لما نزلت هذه الآية: ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ (البينة:7) قال 3 لعلي: »هو أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين«([18]).
إذن من خلال هذه الأحاديث, وكثير غيرها ورد في كتب السنة والشيعة نعرف أن كلمة الشيعة والتشيع لعلي وأولاده طرحت في حياة الرسول الأكرم 7 وعلى لسانه الشريف عشرات المرات, وفي مناسبات مختلفة متعددة, طرح 7 هذا المصطلح وجذَّره في وعي الأمة, وأصّلَه في ذاكرتها, وعمقه في وجدانها ... وبتأثير تلك التوجيهات العظيمة, والتأكيدات المستمرة على بناء التشيع على يد الرسول الأكرم 7 فقد تكونت نخبة متميزة من أصحابه كسلمان وأبي ذر، وعمار والمقداد... وغيرهم من الذين تحملوا أعباء تثبيت دعائم الإسلام بتعميق الولاء لآل الرسول 7 في الأيام الأولى من حركة الرسالة حتى أصبح لفظ الشيعة يعرف به الأبرار من حواري رسول الله 7.
فحركة التشيع إذن بدأت في حياة الرسول الأكرم 7 منذ كان يُبَرَّز شخصية علي u, ويرسم أبعادها حتى أَثار ذلك حفيظة البعض وحسدهم من الذين كانوا يعايشون الرسول 7 فحاولوا أن ينتقصوا من شخصية علي u مما أغضبه 7 فقال: »ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من تنقص علياً فقد تنقصني, ومن فارق علياً، فقد فارقني، إن علياً مني, وأنا منه خلق من طينتي«([19]).
([1]) ابن منظور، لسان العرب 8: 188.
([2]) الطريحي، مجمع البحرين 4: 356.
([3]) ابن منظور، لسان العرب 8: 189.
([4]) المحدث المجلسي، بحار الأنوار 68: 154.
([5]) المصدر نفسه: 162.
([6]) المصدر نفسه: 164.
([7]) المصدر نفسه: 167.
([8]) المحدث المجلسي، بحار الأنوار 68: 169.
([9]) السيد محسن الأمين، نقض الوشيعة (أو الشيعة بين الحقائق والأوهام): 48.
([10]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة10: 104.
([11]) أبي حاتم السجستاني، كتاب الزينة ملحق في كتاب الغلو والفرق الغالية في الحضارة الإسلامية للدكتور عبد الله سلوم السامرائي: 259.
([12]) يراجع كتاب عبد الله بن سبأ للعلامة السيد مرتضى العسكري Q.
([13]) ابن حجر الهيثمي، مجمع الزوائد 9: 131.
([14]) الطبراني، المعجم الأوسط 4: 187.
([15]) ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق 17: 381, ومجمع الزوائد 9: 131.
([16]) المحمودي، ترجمة الإمام علي u 2: 345, مختصر من تاريخ دمشق.
([17]) جلال الدين السيوطي، الدر المنثور 6: 379, وابن عساكر في تاريخ دمشق 42: 371, وفتح القدير للشوكاني 5: 477.
([18]) الزرندي الحنفي، نظم درر السمطين:92، وشواهد التنـزيل للحاكم للحسكاني 2: 461، وخصائص الوحي المبين للحافظ بن البطريق: 224, وينابيع المودة للقندوزي: 2: 357.
([19]) ابن حجر الهيثمي، مجمع الزوائد: 9: 128.
|
|
|
|
|