إخوتي الأعزاء سأقوم بنشر بعض المواضيع من كتاب الأخلاق ألبيتيه للكاتب الأستاذ حسين مظاهري
الذي يتناول فيه من أهم الأمور التي تجعل من المنزل جنه من جنان الأرض من خلال النصائح المفيدة
وان اختياري لهذا القسم بالذات لما وجدت في هذا القسم المهم من ركود واضح واني أتمنى إن يكون ما سأنقله
نافعاً وان يلاقي استحسانكم
...............
الإسلام وأهمية الغريزة الجنسية
اعتقد انه لا يخفا على احد منكم إن الكثير من الآيات والروايات تتحدث عن أهمية الغريزة الجنسية واختلافها الكبير عن باقي الغرائز, فعندما تطغى هذه الغرائز , أو تُثار شعلتها وتؤجج تبدو المسكنة والذل على حاملها.
إما الغريزة الجنسية فهي شكل أخر , وهي لوحدها مقابل جميع الغرائز , وهي التي جعلت يوسف يفر من زليخا_ بالرغم من مقامه الشامخ كيلا تتمكن منه .
وعلى حد قول القراَن الكريم .
(ولقد همت به , وهم بها , لولا أن رأى برهان ربه ) . (يوسف /24)
إي لو لم تكن العصمة موجودة في يوسف , ولو لم تكن تلك الإرادة القوية في كوامن نفسه , لمال إلى تلك المرأة .
إن نبي الله يوسف عليه السإليهن,لرغم من إرادته القوية تلك _ قال بعد إن رأى نفسه وسط تلك النساء المغرمات به والأتي قطعن أيديهن من شدة تولههن به .
(وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن , وأكن من الجاهلين ) . (يوسف/33).
ومعنى الجهل هنا هو: غلبة الغريزة على العقل, وهذه الآية المباركة المنقولة عن لسان يوسف {ع} اللهم, انك أنت الذي أعنتني بلطفك وعنايتك وجعلتني أتمكن من التغلب على هذه الغريزة الجنسية.
إن هاتين الآيتين المرتبطتين بما جرى ليوسف {ع} , تفهمنا بأن الغريزة الجنسية لها حساب غير حساب باقي الغرائز , وان هذا الحساب الخاص يرتبط بمسألة مهمة وحساسة ألا وهي مسألة دفع خطر هذه الغريزة بعيداً عن التنكر فتدمر ألأخضر واليابس , لذا حث الإسلام العظيم على عدم مد النظر صوب ما حرم الله , وكما تعلمون أن النظر إلى الأجنبية بشهوة يهيج الغريزة الجنسية ويؤدي بصاحبها إلى حيث لا تحمد عقباه .
لذا حرم الإسلام النظر بشهوة إلى ما حرم الله النظر إليه, كون ذلك النظر يتفاقم شيئاً فشيئاً فيضحى عشقاً أسوأ من السرطان الساري.
وحرم الإسلام أيضا على المرأة أشياء تدخل في تهيج شهوة الرجل , وتذهب بعقله ولبه وهي : التحدث بغنج , أو المشي بدلال , أو ارتداء الملابس المبتذلة الخليعة , أو محاولة إطالة الحديث مع الرجال , والنظر في صميم عيونهم , وما إلى
ذهبت إلى إحدى المحلات التجارية لا ينبغي لك أن تبتسمي بوجه البائع أو التاجر من اجل تخفيض الثمن , ولا يجدر بك وأنت المسلمة أن تطيلي في الكلام مع هذا وذاك , واعلمي بأن هناك من يتصيد في الماء العكر , ممن كان قلبه مريضاً .
أيتها السيدة الخيرة ! حاولي أن لا ترتدي ألا الإزار الأسود , وابتعدي عن لبس الإزار الملون الذي يجلب الأنظار إليك , ولا تنتعلي الأحذية المثيرة , واحذري أن تكون طريقة مشيتك جاذبة لقلوب الآخرين , فلو كان إزارك مثيراً عد ذلك من الظلم , وظلم كبير لأنه حرك الشهوات الخامدة , ولو أثير شاب بسبب طريقة مشيك , أو بسبب لون حذاءك البراق كان عليه صعباً أن يلجم غريزته الجنسية .
من هذا نفهم – وسبق أن ذكرنا ذلك- بأن الغريزة الجنسية تختلف كثيراً عن باقي الغرائز وإنها لتقول للشباب وللأبوين بأنها تتفتح ابتداء من عمر "17" إلى "28" سنة, وبعد ذلك تخبو شيئاً فشيئاً عندها لا ينفع ذلك الشاب للزواج.
إن الشباب في العادة يمكن أن يتلذذ جنسياً في ظرف هذه الأعوام العشرة , فلا بأس أن يتقدم له النصح باتخاذ المرأة بعنوان زوجة حليلة له .
إن ما نراه اليوم من عقد في مجتمعاتنا الإسلامية ترجع في أساسها إلى إغفال الشباب تلك السنوات العشر من أعمارهم التي كان إن ينبغي إن تستثمر في الحلال دون الحرام والمقاطعة , والانزواء بعيداً عن الناس , مما حدا ببعض المجتمعات أن تفسد نتيجة تلك المقاطعة للزواج , وطفو الحالات الجنائية , وحالات الهم والغم , وبروز عقد الحقارة والشعور بالعظمة .
سيدتي الجليلة ! سيدي الفاضل ! إن الإسلام يعلم بهذه المسائل أفضل مني ومنكم .
سأقوم إن شاء الله بنشر مواضيع أخرى لنفس الكاتب ومن نفس الكتاب