|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 32593
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 108
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
حزب الدعوة الإسلامية مشروع حضاري
بتاريخ : 29-03-2009 الساعة : 09:43 PM
من القضايا الأساسية التي يجب أن يعرفها الدعاة والأمة والآخرون،ان حزب الدعوة الاسلامية هو مشروع حضاري وليس تكتلاً سياسياً سواء صنف هذا الحزب حسب مصطلحات السياسة العلمانية-حزباً اصولياً- او لم يصنف. انه مشروع دعوة وثقافة وحضارة ..فالدولة في مفهومه ، كما عرفها الشهيد الصدر في الأسس التي كتبها للدعوة في بدايات التأسيس،هي الأداة السياسية لتنفيذ الأهداف الإسلامية،فالسلطة والسياسة أداة وليس هدفا في مشروع الدعوة.. إن حزب الدعوة الإسلامية مشروع لحمل الدعوة إلى الإسلام،والهدف الأساس للإسلام هو بناء إنسانية الإنسان، وحماية الفطرة من تلويث البيئة الاجتماعية وإعادة بناء الذات الإنسانية، وتشكيل المجتمع والحياة على أساس من قيم الإسلام الرفيعة ..وذلك يتطلب منهج فهم سليم للإسلام وللمجتمع وللتطورات الإنسانية وللتأريخ والتراث والتفاعل مع الماضي والحاضر والمستقبل.. إن فهم الإسلام ،في أحد جوانبه يعني صياغة النظرية الإسلامية كبديل حضاري في مختلف جوانب الحياة. إن المجتمع يبنى إنسانيا ًبشكل أساسي على عدد من النظريات ومنها: * نظرية المعرفة ومنهج البحث والتفكير وكيفية فهم الإسلام * القاعدة العقيدية *النظرية الاجتماعية في تشكيل المجتمع وتطوره وتحصينه ، و فهم التأريخ والتراث * النظرية السلوكية * نظرية فهم الإنسان والانسانية والعلاقة مع الموجود المادي * النظرية السياسية * النظرية الاقتصادية * نظرية التعامل مع الإبداع والطاقات الإنسانية إن دراسة وتحليل الفكر الذي بني على أساسه حزب الدعوة الاسلامية ، يؤكد أن هذا التشكيل الحضاري أسس على رؤية مستوعبة لهذه الحقائق وان لم يستكمل تنظيرها. إن الذين يفهمون حزب الدعوة الإسلامية تكتلاً سياسياً، سواء من المنتمين إلى صفوفه أو الذين يرصدونه من خارجه إنما يقعون في خطأ..ولابد لنا من أن نشير إلى أن مفهوم التكتل السياسي قد غلب على فهم بعض الدعاة، و وغابت عنه البنية الحقيقية والهدف الكبير لهذا الحزب الاسلامي.. ويتضح التعريف الحقيقي للحزب في إحدى نشراته التي أصدرها تحت عنوان ( الاسم والشكل التنظيمي) جاء فيها: (إن اسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإسلام. ولا مانع أن نعبر عن أنفسنا بالحزب والحركة والتنظيم ، فنحن حزب الله ، و أنصار الله ، وأنصار الإسلام ، ونحن حركة في المجتمع وتنظيم في العمل. وفي كل الحالات نحن دعاة إلى الإسلام ، وعملنا دعوة إلى الإسلام). ثقافة الدعوة: إنطلق الحزب يشق طريقه ، ويواصل عمله التغييري والتربوي على أسس نظرية تنظيمية وفلسفة تغييريه ، ومنـهج فهم إسلامي أصيل للإسلام والأحداث العالمية والمحلية ، ورؤى متكاملة في فهم المجتمع ونظام الاقتصاد والسياسة.
لقد تبنى الحزب ثقافة إسلامية لبناء شخصية الداعية والحزب وتغيير المجتمع كان الشهيد الصدر قد ثبـت أسسها ومعالمها كما تبنى الحزب تدريس كتب الشـهيد الصـدر في حلقـات الدعـوة (فلسفتنـا واقتصادنـا ورسالتنا والمدرسة الإسلامية) كما كتب للحزب (33) أساسا بمثابة الدستور والنظرية العامة وقام بشرح (13)أساسا منها ... ثم نشطت الحركة الفكرية ، وبدأ الدعاة يدخلون ميــدان الكتابة والثقافة , فكانت مرحـلة السـتينات مرحلـة الوعي والخصوبة الثقافية ، والطرح العـلمي المبرمـج والحـوار الفكري الرصين مع الثقافات الوافدة الماركسية والرأسمالـية والاشتراكية والوجودية ، والدعوات الإقليمية والعنصرية ، والشبهات المثارة ضد الفكر الإسلامي ، وقدرتـه على بناء المجتمع والدولة والحضارة ، واستيعاب التطور التكنولوجي والعلمي الهائل . ومما تبناه الحزب هو الانفتاح الثقافي الملتزم ، وعدم الاقتصار على ما تقدمه الدعوة من نشرات وكتـب وثقافة خاصة، فمما امتاز به حزب الدعوة الإسلامية هو الانفتاح على الفكر الإسلامي وعلى ما ينتجه المفكرون الإسلاميون جميعا ، واعتباره جزءا من ثقافة الداعية . شريطة الالتزام بالأصالة الإسلامية ..فكان الدعاة طليعة المجتمع الثقافية ، وخلايا عمل متواصلة الحركة والعطاء. لقد بدأ حزب الدعوة الإسلامية عمله منذ انطلاقته الأولى في صفوف المثقفـين ,في الجامعـات والمعـاهد والمدارس ، والحوزة العلمية (المدارس الدينية ) وكان اكثـر مـن تسعين بالمائة ممن ينضمون للحزب (في بداية انضمامهم ) من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة عشـرة والخامسة والعشرين . وهم من المثقفين حتى أطلق البعض (من غير الدعاة ) على حزب الدعوة الإسلامية اسم حزب النخبة . لذا كان الحزب كتلة هائلة من الحركيـة والنشـاط والانطـلاق المغير .
وقد حظي حزب الدعوة الإسلامية بتأييد واسع في أوساط الحوزة العلمية واهتمام المرجعية الدينية ، المتمثلة في مرحلة الستينات بالمرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم رحمه الله تعالى .كما حظي بتأييد وإسناد الآخرين من المراجع والمجتهدين رحمهم الله تعالى وقد ساهمت رعاية السيد الحكيم للوعي الإسلامي ، ولنشاط الدعاة آنذاك مساهمة فعالة في تنمية نشاط الدعاة ، وتعميق تيار الحركة .. ولقد تجسدت ابرز مجالات الرعايـة تـلك في فتـح المكتبات في مختلف مناطق العراق باسم مكتبة الحكيم العامة ,التي مقرها في النجف الأشرف . وكانت بمثابة المراكز الثقـافية للدعاة , ومقرات لانطلاق العمل والنشاط الإسلامي , وقد عمــلت على مدى اكثر من ثلاثـة عشـر عاما في مجال التوعيـة والتثقـيف والتفاعـل مع جماهير الأمة . فقد بدئ بفتح تلك المكتبات في بعض المناطق عام 1959م حتى تم إغلاقها من قبل سلطات حزب البعث الحاكم في أوائل السبعينات .
|
|
|
|
|