هذه شهادة السيد زهير السعبري املاها على السادة في الهيئة الاعلامية للحركة الشعبية لاجتثاث البعث نعرضها على القارئ الكريم عسى ان تصل الى اسماع السادة المسؤولين الداعين الى اعادة البعثيين الى الحياة السياسية في العراق الجريح وقد ذكرنا الاسماء صريحة على غير العادة بسبب اصرار السيد زهير السعبري على ذكرها.
القصة :
في اليوم الثالث من دخول الجيش بعد ( فشل ) الانتفاضة الشعبانية الى الهاشمية من نواحي الحلة محافظة بابل جاءت الينا سيدة من الجيران لتخبرنا بأن حيدر علي عبود قد اصيب جراء القصف العشوائي على منازل المنطقة وهو الان في بيتي فأرجوا ان تأتون لأخلائه او الذهاب به الى المستشفى لانه بحالة خطرة , ذهبت ابحث عن سيارة فلم احصل الا على عربة يسحبها حمار فذهبت الى منزل السيدة وحملت ابن عم والدي على العربة وانطلقت به الى مستشفى الهاشمية وفي الطريق صادفنا رجل من دائرة أمن الهاشمية اسمه قاسم فأخبرنا بأن نتخذ طريق اخر لان الامن ورجال الحزب في الطريق وقد يعتقلونا , فغيرت طريقي وذهبت الى المستشفى ووصلنا بسلام وقام احد المضمدين بأجراء اللازم وفي الاثناء جاء البعثي اللعين ( يعقوب ابراهيم حسين السعبري ) ودخل على الغرفة المجاورة وسمعته يشتم الجرحى المساكين ويتلفظ بألفاظ بذيئة ويهددهم بالويل والثبور وهم ساكتين وكان اكثرهم رجال كبار في السن وبعدها دخل الغرفة التي نحن فيها وبمجرد ان رأى حيدر قال انت ايضا هنا جيد جيد ثم سألني عن والدي فقلت له اني لم اراه منذ اكثر من اسبوع ثم امر المضمد ( كاظم جواد الخنجر ) بأن لايدع اي جريح يخرج من المستشفى وقال له وهذا حيدر ايضا اياك ان يخرج وبمجرد ان خرج من الغرفة قلت لحيدر ان يقوم ويحاول ان يمشي لكي نهرب والمسكين حاول لكنه لم يستطع فخرجت انا مسرعا لاخبر والدته وقصصت عليها ماحصل فجاءت معي مسرعة الى المستشفى لكننا لم نصل الا بعد ان جاء البعثيون ومعهم رجال الامن واخذوا جميع الجرحى من المستشفى الى جهة غير معلومه كما اخبرنا المضمد كاظم جواد الخنجر حيث رأيناه يبكي وهو يسرد علينا قصة الجرحى وبأي كيفية حملوهم بالسيارات وكان عددهم يقدر بأكثر من خمسين جريح ومعهم حيدر ابن عم والدي والى هذا اليوم لم نرى لهم اثرا .
ومما رأيته بعيني : جاء رجال الجيش من الحرس الجمهوري يفتشون المنازل فوجدوا جدي الوحيد الذي بقي في البيت حيث هرب جميع الرجال عندما دخل الجيش الى الهاشمية فأخذوا جدي لوالدتي ( علي السيد رشيد السعبري ) وكان عمره ثمانين عام وذهبوا به الى غرفة حارس سكة القطار وكانت قريبة منا وحققوا معه لنصف ساعة ثم تركوه وبعد ان عاد الى البيت قال اخبرني الضابط بأن تقارير كثيرة كتبت علينا وبالخصوص على والدي ( الشهيد جاسم محمد عبود السعبري ) وقال لي الضابط بأن اهرب لان البعثيين ممكن يلقون القبض علي وقال الضابط لي ايضا والكلام لجدي اياك ان يأتي جاسم السعبري ويسلم نفسة لانه معدوم لامحاله واذا كان يريد ان يسلم نفسه فلينتظر الى ان اعود من الاجازة لاني اليوم انا ذاهب بأجازة الى اهلي في الموصل وعندما ارجع قد ادبر له طريقة ما واخلصه من الاعدام . وما هي الا ساعات جاء البعثي ( عزيز ابراهيم الظاهر ) ومعه ( عبد الامير حلواس ) ورجال الحزب والقوا القبض على جدي المسكين ذو الثمانين عام ومن تلك اللحظة لم نرى له اثرا .
وفي اليوم التالي عرفنا ان والدي يمشي هاربا بأتجاه النجف متخفي بين البساتين وفي عصر ذلك اليوم جاءنا حميد منعم السعبري واخبر والدتي بأن الحكومة قد اعطت عفو فلابد أن تخبري جاسم ( والدي ) بأن يسلم نفسه وفعلا ذهبت والدتي الى النجف وصادف دخولها الى بيت خالي بعد ساعة من وصول ابي فأخبرته فقال اذن لابد ان اسلم نفسي لاني لم افعل اي شيئ فلماذا انا هارب عاد والدي وفي اليوم التالي قال لي والدي اذهب ونادي لي ابو اسماعيل من البو عاشور( وكان جارنا وهو ايضا من البعثيين ) فذهبت وقلت له بأن والدي يطلبك فجاء معي مسرعا وعندما رأى والدي قال له لماذا انت هنا قال له والدي اريد ان اسلم نفسي لان هناك عفو من الحكومة فقال له ابو اسماعيل اياك ان تفعل لاني لم اسمع ان هناك عفو فقال والدي لا لا اكيد يوجد عفو فقال له ابو اسماعيل اذن انا حذرتك فأذهب وانشاء الله تكون في أمان , ذهب والدي وسلم نفسه فسجنوه في دائرة الماء في الهاشمية وفي اليوم التالي ذهبت لاستفسر عنه قال لي الحرس بأن جميع الذين كانوا هنا سير بهم الى سجن المحاويل ومنذ ذلك اليوم لم نرى اثر لوالدي الشهيد ( جاسم محمد عبود السعبري )ومن كان معه في التوقيف اكثر من 20 رجل من الاقارب والجيران .
عندما رجع الضابط ( من اهالي الموصل ) وهو كان يعمل في السيطرة القريبة من بيتنا حيث كانوا يطلبون منا الماء والشاي في بعض الاحيان سألني عن والدي قلت له سلم نفسه وهو الان في المحاويل فتأسف كثيرا وضرب جبينه بقوة وقال ( الله يرحمة لايمكن ان يخلص بسبب التقارير التي رفعها البعثيون من اهل الهاشمية والمصيبة ان في المحاويل حسين كامل فلايمكن ان ينجو من هؤلاء المجرمين ) ثم اخبرني عن اسماء من كتب التقارير على والدي فكانوا كل من البعثي غانم هاشم وسالم ابو فيصل لااذكر اسمه الكامل والثالث هو عباس العلي وهؤلاء جميعهم من اهالي الهاشمية .
ملاحظات
كان عمري اثناء هذه الاحداث 15 سنة وبسبب نحافتي لم اثر انتباه البعثيين فنجوت من اعتقالاتهم .
عزيز ابراهيم الظاهر يعيش الان في سورية
يعقوب ابراهيم حسين السعبري يعيش الان في سوريا
والباقي من البعثيين الذي ذكروا في هذه القصة يعيشون في العراق وفي دوائر الدولة وبمناصب افضل مما كانوا فيها سابقا .
الشكوى الى الله .....وسوء العاقبة الى كل من يسعى لاعادة البعثيين
المصالحة المالكية تدعي انها ضد من تلطخت يديه بدماء العراقيين
و في الوقت نفسه تناست من تلطخت يديه بحبر التقارير
و أعادته ليتسلط على رقاب العراقيين من جديد
بارك الله بكم
و جزاكم خير جزاء المحسنين
موفقين دائما