مسؤولية المفكرين الإسلاميين
لو راجعنا تاريخ الحركات الإسلامية بمدرستيها النص والشورى وبعيدا عن الحلقة الثالثة من الاصولية الاسلامية
و منذ القرن التاسع عشر والى اليوم، لرأينا أن هناك تيارات مزيفة عميلة كانت موجودة.وتتحرك في المجتمعات الاسلامية بحرية
على سبيل المثال إن الإنجليز أسسوا مدرسة إسلامية ذات اتجاهات غربية، مقابل مدرسة دار العلوم في الهند التي كانت مبلِّغة حقيقية للإسلام. ثم نجد الذين أنهَوا دراساتهم في الغرب، مزجوا الإيمان الإسلامي بالثقافة والإيديولوجية الغربية، فمسخو ذاكرتهم وانسلخو من هويتهم
أن هؤلاء المتغربين من بين المجتمعات الإسلامية، ومن بين المؤمنين بالإسلام ايضا - وبتأثير من الدعايات الثقافية المغرضة للأعداء - حصلت لهم هذه القناعة وهي أن الإسلام يفتقر الى نظام سياسي وحكومي، وفي نفس الوقت ساق هؤلاء الجماهير المسلمة نحو مثل هذا الإعتقاد.
وإن أهم وظيفة ملقاة على عاتق المفكرين الإسلاميين هي إزالة هذه التصورات الباطلة من الأذهان.
إن الإعتقاد بالتوحيد ووجود الله يعني الإعتقاد بالحياة النوعية الإجتماعية للإنسان، فأصل الإعتقاد بالله وبالأنبياء يقتضي أن ينتخب الإنسان شكل حياته الخاصة بإرشاد من الأنبياء.
والقرآن الكريم يشير الى هذه المسألة في عدة آيات منها
{لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط...}
ونفهم من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وأنزل معهم الكتاب ليقيموا القسط، وليقيم الناس بدورهم القسط في المجتمع.
إذاً، فالسؤال هو:
ما هي القواعد التي يجب أن تقام الحكومة على أساس منها؟ هذا سؤال مهم.ومتى وكيف؟؟ نحقق تراكم لجزيئات المشروع الالهي ؟؟؟؟؟
إن الحكومة تشكل العمود الفقري لحياة المجتمع. إذاً فبواسطة أي شخص، وعلى أساس أي قاعدة مبادئ، وبأي صورة يجب أن تشكّل؟ وهذا سؤال أساسي آخر.
إن جميع المذاهب تجيب عن هذا السؤال، فهل يمكن أن نتصور الأنبياء يتركونه بلا جواب؟
{وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولَّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون ومَن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}
هذا هو جواب الأنبياء، وهذه الإجابة لا تقتصر على الإسلام فقط، إذ أن جميع الأنبياء جاؤوا ليجيبوا عن السؤال المذكور.
والنظام الذي يظهر على أساس من الإعتقاد الإلهي، له بُعد سياسي يتمثل بالحكومة، كما أن بُعده الإقتصادي قائم على إقامة القسط في المجتمع، كما وله أيضاً بُعد أخلاقي، ونظام سياسي ألا وهو نظام الحاكمية والتشريع وإدارة البلاد، والذي يسمى بـ "الحكومة الإسلامية".
إذاً علينا أن نعمل للقضاء على الأفكار التي تقول إن الإسلام لا يدعو المسلمين لإقامة حكومة إسلامية، لأن كل شعب يؤمن بالإسلام عليه أن يطالب بحكومة إسلامية؛ ولا يمكننا أن نتصور أناساً يؤمنون بالإسلام دون أن يؤمنوا بالحكومة الإسلامية.
إن عدم الإعتقاد بالحكومة الإسلامية، مصيبة كبرى قائمة في العالم الإسلامي.وسوف نقف للسؤال حول حكم الله
والمسألة الأخرى هي أن العادة قد جرت بتشكيل حكومات مزيفة بدلاً من الحكومة الإسلامية الحقيقية. فكثير من الذين حكموا باسم الإسلام لحد اليوم، إنما كان وجودهم بمثابة تهمة موجهة الى الإسلام.
فعلى المجتمع الاسلامي - اليوم - أن يعرف ما هي الحكومة الإسلامية؟ وما لم يعرف ذلك، فمن المحتمل أن تترك الإدعاءات الباطلة لأعداء الإسلام تأثيرها في هذا المجال.
عندما تكون هناك في زاوية من العالم دولة غنية ، تسلَّط عليها الإستكبار العالمي واستضعفها وجمد عقول شعبها لفترة طويلة، و يعتبرها معقلاً قوياً لحفظ مصالحه، وتحدث فيها ثورة على أساس الإسلام، وترحب الجماهير بالحكومة الإسلامية، وتحكّم القرآن في جميع أمورها، فإن هذا الأمر يشكل خطراً على الإستكبار العالمي. ثم إن الإستكبار العالمي لن يتمكن - والحال هذه - من أن يدّعي بأن الدين هو أفيون الشعوب.
لقد كان هذا الإدعاء قائماً لعشرات السنين، حتى أن البعض قد آمن به. ولكن أي شخص يستطيع - اليوم - أن يعتقد بأن الدين هو أفيون الشعوب؟
وهل يمكن للنظام الاسلامي الذي يدعو الناس الى الإستقلال والحرية، أن يكون رجعياً؟ وهل يمكن لمثل هذا النظام أن يتبع الأهواء والشهوات الدنيوية؟
كيف يريد أعداء الإسلام أن يتحدَّوا نظاماً يدعمه الشعب بكل ما يملكه من طاقات؟
قد يستطيع هؤلاء - عبر أحابيلهم - أن يوجدوا أنظمة مشابهة، ولكنها تظل مزيفة.
ان القوة ان تكون مع الله وحيث ماوجد نص تتحرك معة في مايرضي الله
والدنيا فانية فالنكرس جهدنا في خدمة كلمة الله وابقاء الفكر الاسلامي الشمولي متحرك يقض لاحتواء الاافكار المضادة
ومايمكن ان نقدم نحن كشباب للدين حتى نلقى الله بقلوب مطمئنة راضية؟؟؟؟!!
______
قال السيد االشهيدالصدرقدس
وإن الغزو الثقافي يهدف إلى استلاب الجيل الجديد عقائدياً، إنّه يرمي إلى إقصاء العقيدة الدينية وتغييب الأصول الثورية والفكر الفعال الذي يخشاه
ثمة فاصل كبير بين التبليغ المتداول في العالم، فالتبليغ في الثقافة والسياسية والاقتصاد على المستوى العالمي يعني تحجيم الحقيقة، وأحياناً تغييب بعضها وإظهار بعضها الآخر، وفي بعض الموارد تشويه الحقائق وتزييفها؛ لذلك فإن التبليغ الديني يختلف كثيراً عن هذه الأمور، فالدعوة المطلوبة لا تضع مساحيق التجميل على صورة الدين، وإنّما تعرضها بجمالها الطبيعي؟
"التبليغ الديني لا يجزّئ الحقيقة وإنّما يكشفها كاملة، ولو لم يستسيغها المخاطب. التبليغ الديني يبين الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان، وبعيداً عن الأهواء والرغبات. وبكلمة أخرى: إن المبلّغ الديني يؤدي الشهادة مثل الشاهد الصادق، فيكشف عن الحقيقة ويضعها أمام الأنظار.
التبليغ في الاصطلاح المعاصر يعني استقطاب اهتمام الناس نحو شيء معيّن دون الأخذ بالاعتبار ما يحمله هذا الشيء من الحقيقة.
والتبليغ هو التبليغ القرآني، يعني توصيل الحقيقة إلى أذهان الناس وإخراجهم من الجهل
"ومن أظلم ممّن شهادة عنده من الله".
ولكي يكون للفكر الديني ـ الشيعي حضور ملموس حالي، لابدّ من نفوس كبيرة لا تخشى الصعاب ولا تؤثر فيها النكبات، وتحلو في عينها مرارة الغربة، ولا تتوانى أبداً في الدعوة إلى الإسلام ونشره ولو كلفها ذلك دموعاً ودماءً: