المجاملة قد تعني المداراة والاحترام الشديد للاخرين وتجميل المواقف بالابتسامات وهز الرؤوس للموافقة على الاراء التي قد لاترضي السامع, ولكن المجامل يبتسم ويجامل وهكذا.. تاخذ المجاملة عند الفرد العراقي بعدا خطيرا تؤدي به الى مواقف ومزالق لانجاة منها وقد تصل الى حد التملق ( اللواكة) , وعلى حساب نفسه وراحته وموقفه وينجرف الى تعقيدات, وبالعامية يعني (طيحان حظ )..
امثلة:
-عراقي عنده ارتفاع بضغط الدم وسكري وكولسترول عال وقد امره الطبيب بحمية غذائية حفاظا على صحته , ولكن جيرانه او صاحبه يدعوه لعزيمة باجة وكباب وبقلاوة ومعجنات وطرشي....الخ وكل ماهو مضر لصاحب ضغط الدم والكولسترول والسكري ...الخ فيلبي المجامل الدعوة ويأكل حتى الانتفاخ وهو يعلم مضرة هذا الطعام له’ ولكنه يجامل جيرانه وصاحبه ولايريد أن ( يزعلون) عليه .. فيطيح حظه ويؤخذ الى الانعاش بعد ذلك ..
-يأتي صديق مكار و(كلاوجي) الى المجامل ويطلب منه مبلغا من المال , المجامل فقير وعنده مبلغ يسير ولايدري مايقول لصاحبه خجلا وتأدبا, ولكنه مجاملة لصديقه المحتال, يعطي المسكين المبلغ مجاملة ! زوجته تصرخ في وجهه ويفلس ويطيح حظه , فبالمجاملة خسر مبلغه وصديقه وحب زوجته وهكذا .. ولو تسنى له كسر هذا الحاجز في العرف التقليدي العراقي وهو المجاملة لم يكن ليخسر سوى صديقا كذابا محتالا .. ولكن المجاملة (تطيح الحظ.).
-اخر اولاد جيرانه دواعش وهابية او بعثيين سفلة ,ولكنه مجاملة لأبيهم واحتراما للعرف الكاذب بحق الجار على الجار واحتفاظا بتقاليد العشيرة وتخلصا من المواجهة يجامل ويداري وحتى يتملق ربما (يتلكلك) ظنا منه انه سينهي كل معضلة بالمجاملة والابتسام , ولكنه لايدري انه في يوم من الايام سيأتي عليه الدور ويصبح ضحية لهم, فيطيح حظه ولو لم يكن مجاملا لحسم الامر بكرامة بدلا من مذلة و( فوكها طيحان حظ)..
-سياسي عراقي يُدعى الى مأدبة عشاء عريضة فخمة وهو من المنادين بالزهد ومساعدة الفقراء , ولكنه مجاملة لصاحب الدعوة يلبي الدعوة ويذهب ويجلس مع الحرامية والسرسرية والادبسزية والبعثية والدواعش ..الخ فيطيح حظه وتتشوه سمعته وينزل الى مستوى ( القوندرة) ولايدري مايفعل بعد ذلك , فيتذرع بأنه مجامل وسياسي فتنسى الجماهير المجاملة موقفه وتعود اليه مجاملة ! فيا لطيحان حظ السياسي المجامل اللوكي وطيحان حظ جماهيره (الصخولة) المجاملة له الى درجة لاتوصف ..
تذهب باشواطها المجاملة والمداراة بعيدا , فيستغلها المتملق( اللوكي) ويصعد بها في منصبه , ويستغلها السياسي فيتملق و(يتلوك) بحجة المجاملة وينال رزم (صفطات) من الدولارات ويخسر سمعته بعد ذلك وقد يطيح حظه , الا ان بعض اتباعه وبنفس اسلوبه الهزيل ( اسلوب المجاملة) يجاملونه ايضا وينتهي الامر ! فمن مجاملته الى مجاملتهم يصبح طيحان الحظ اقوى ويخسر السياسي سمعته جماهيريا , والمؤسف ان الجماهير احيانا تغازل قائدها بالمجاملة وب ( يمعود ما بيده) و (خطية) و( ترى قلبه طيب هو) و ( نيته صافية ) و ( ابن سيد مايسويها ) و ( ترى أبوه مرجع ولخاطر ابوه وجده!) وهكذا, وفي واقعنا العراقي توجد ( شكولات ) مثل هذا السياسي ومنهم معممين مع الاسف ومعروفين وقادة احزاب وكتل , فيتربع السياسي على عرش المجاملة ,وفي العراق امثال من هؤلاء سيأتي ذكرهم ..
المجاملة الزائدة عن اللزوم مرض نفسي يقود صاحبه الى نكران حقوقه في سبيل اسعاد الطرف الاخر , يعني مذلة وحقارة وتنازل عن المبادئ, المجاملة الزائدة التي تنمو تدريجيا داخل الفرد المجامل تؤدي به الى مرحلة التملق ( اللواكة) , وتؤدي به الى الخيانة وبيع الشرف والناموس من اجل ارضاء الغير وكذلك من اجل الحصول على مكاسب مادية بحجة عُرف المجاملة التقليدي ..
انتصب عاليا ايها الانسان , ولا تجامل على حساب مبادئك, كن قويا وافرض احترامك على الاخرين حتى وان كانوا اقوى منك , فالمحتل الغاصب لارضك لايستحق المجاملة ولا المداراة , هو غاصب حرامي فلماذا تجامله وتحترمه وهو في قرارة نفسه يحتقرك ..
مع الاسف المجامل يتذرع بالادب والخجل مع الذين اقوى منه واغنى منه فقط , فيا للنفاق الاجتماعي ...
المجاملة الزائدة تقود الى الخنوع , حامل السيف اعلاه محتل جاء سارقا للارض والعرض ولكن المجامل يهديه سيفا يحمل معنى كبيرا ,, هلا تفكرت قليلا واهديته بدلا من ذلك ( طقم استكانات) او زوج جواريب! وحتى بلا هدية اصلا , فلماذا الهدية لمن دخل عنوة غصبا عن خشمك ؟؟؟ انها اللواكة اي المجاملة الزائدة عن الحد التي تصل الى نكران النفس والذوبان في المقابل على حساب المبادئ والقيم ...
صاحب العمامة السوداء , هل كنت ستأتي بكل هذا الاكل اذا فكرت قليلا ان ( جدك) قد يراك , ووراءك الكتب تشهد عليك ؟؟؟ ولماذا هذا البذخ لمن اتى غصبا عن خشمك وانزل قواته في بلادك وابناء جلدتك جوعى وفقراء؟؟؟
اهذا الزهد كما تتفيقه به عندما تحاضر ؟؟
المجاملة الزائدة تصل الى الخنوع , يظن صاحب الدعوة انه كريم ولكن على مائدته اللئام ..عجبي ..
لماذا هذه الانحناءة أيها المناضل العتيد كما تدعي ؟؟؟ ولمن ؟؟ لموديل تتعرى في الافلام والمجلات ؟؟ هل تريد ان تثبت انك متحضر ؟ لم تكن لتخسر شيئا لو وقفت منتصبا وسلمت بأدب , ربما لو كانت فقرات ظهرت تسمح لك لانحنيت اكثر ..
المجاملة الزائدة ( اللواكة) تنزل الى الحضيض... انت تمثل دولة تعدادها 20 مليون انسان ولكنك تنحني لراقصة,!!!!
تبا للمجاملة الخنوعة..
عندما تصل المجاملة الى مستوى العمالة والانحدار الاخلاقي , فيان دخيل اعلاه كانت تبكي وتتباكي على اهلها وقومها ( الايزيدية) بسبب ظلم الدواعش , ولكنها تقف مع السبهان المجرم والمحرك لداعش في العراق بفخر ,, برزمة من الدولارات تباع المبادئ بلحظة عند المجامل الخنوع الضعيف اللوكي الحقير , المجاملة الى حد الغباء والخيانة , اتفو....
رسميا المعكل اعلاه هو مأبون وشاذ ولم يكف لسانه عن الحشد الشعبي الذي يحارب داعش بلا مقابل ولم يعتذر يوما عن تخريصاته بحق ابناء العراق , داعش الوهابية التي نتجت من رحم اسياده ودولته تحرق العراق , وجرائد دولته واعلامها تتهم نساء العراق باللاشرف وبأنهن يحبلن أيام الزيارة بسبب النكاح والمضاجعة مع الغرباء , ولم يعتذر هذا الوزير المأبون عن تلك التخريصات والحرب الاعلامية الرخيصة ,, ولكن العراقي المجامل , يتذرع بالسياسة وبالمداراة ويدعو المأبون للعشاء .. دولة المعكل في حرب رسمية في اليمن والعراق وسوريا , ولكن الذي نشأ على المجاملة , ضعيف خجول يحمر خجلا امام اعداءه واعداء شعبه ..تبا للمجاملة , افيقوا ايها الكرام رحمة بانفسكم ..
وضعوا ذيل الكلب اربعين يوما في قالب ولم يعتدل , وتركوا الماء اشهرا املا بأن يتحول الى لبن ولم يتم, وكذلك المعكل المأبون ودولته الشريرة, ولكن المجامل العراقي الخنوع بحجة السياسة والمصالحة يجلس بابتسام مجاملة لعدوه وقاتل شعبه .. وين الغيرة يا اهل الغيرة ؟؟ موقف مشرف ولو قليلا , واتركوا المجاملة الزائدة , وكفاكم ( تلوك).. المجاملة تصل الى اللواكة ثم تقفز الى الخيانة ونكران المبادئ ..
المواقف لاتنتهي والصور بالالاف .....
متى نترك المجاملة ونكون متمسكين بالحق ولانخاف في الله لومة لائم ؟ متى ؟؟؟؟
لا يخلو أنْ يكون هذا ( المجامل ) على حساب الحق ، اذا ثبـت وصـدق عليه هذا العنوان من احد أمرين ،،،
إما منافق أو شريك ! وكلاهما ظالم باطل مرفوض ، والظالم والمعين على الظلم والراضي به شركاء ثلاثة .