اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم
اللهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
ينقل العلامة المجلسي عن كتاب الطرف للسيد علي بن طاووس، فيما ينقله عن كتاب الوصية لأبي موسى عيسى بن المستفاد البجلي الضرير ( وهو من الرواة عن الإمام الكاظم والجواد عليهما السلام ) فيما رواه عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع)، عن أبيه الصادق (ع)، قال:
« لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار، وكان مما أوصاهم به :
الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلم ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقر الملائكة ، منهم وصيي وأميني ووارثي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، ألا هل بلغت معاشر الأنصار ؟
ألا فاسمعوا ومن حضر : ألا أن فاطمة بابها بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله » .
قال عيسى الضرير:
فبكى أبو الحسن (عليه السلام) وقال :
« هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، يا أمه صلوات الله عليها » .
(بحار الأنوار ج22 ص476 ح27)
وروى محمد بن الحسن الصفار وكذلك روى الكليني عن الإمام الباقر (ع) أنه قال :
« بنا عبد الله، وبنا عرف الله، وبنا وعد (وحد: في الكافي) الله، ومحمد حجاب الله » .
(بصائر الدرجات ص84 ح12 ، الكافي ج1 ص145 ح10)
روى الشيخ الصدوق رحمه الله عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس ــ في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ــ أنه قال: « واني لما رأيتها ــ أي فاطمة عليها السلام ــ ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقها، ومنعت أرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى، وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة ( إن الله اصطفاكِ وطهركِ واصطفاكِ على نساء العالمين ) (1)، يا فاطمة ( اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ((2).
ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها، فتقول عند ذلك : « يا رب إني قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي » ، فيلحقها الله عز وجل بي، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك: «اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها حقها، وأذل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبها، حتى ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك آمين » (3) .
(1) سورة آل عمران، الآية: 42.
(2) سورة آل عمران، الآية: 43.
(3) الأمالي للشيخ الصدوق: ص 176، ط مؤسسة البعثة.